بقلم: نضال القادري
الماسونية.. الكيل بمكيالين
عقدت المحافل الماسونية في "شرق كنعان"، أي في المنطقة 351 أو فيما يعرف بسورية الطبيعية إصطلاحا، إجتماعاً إستثنائياً أدانت فيه، (كما ورد حرفيا في النص):"عملية الاغتيال التي تعرض لها الشهيد الصحافي النائب جبران تويني وأنها تدين الأعمال الإجرامية التي تحصل في لبنان كما أنها تؤيد طلب لبنان بإنشاء محكمة دولية وستطلب من المحافل العالمية دعم الأمم المتحدة لإنشاء هذه المحكمة بأسرع وقت ممكن. وبهذه المناسبة الحزينة قررت محافل "شرق كنعان" إقفال أبوابها لمدة أسبوع حداداً على فقيدها الغالي.
كم كنت أتمنى أن يكون الماسونيون ومنهم جبران تويني أكثر دقة في تصويب بنادقهم أو في تصويب "أقلامهم" (إنها أدق لغويا وبنيويا لعدم جواز الإستعارة هنا كونهم لا يتعاطون الأعمال العسكرية والإرهابية ولا يتدخلون في السياسة). وأسأل هل تدمير مخيم جنين في قلسطين المحتلة لا يستأهل بيانا من هؤلاء ليدين الإحتلال الإسرائيلي للأراضي التابعة لمحفلهم المقدس "محفل القدس" الذي عرف أيضا بمحفل "نجمة سورية" أو المنطقة 351، ألا يجدر بهم بأن يكونوا أكثر موضوعية ومساواة وحقا للشعوب التي يدعون تمثيلها وشرف العمل لأجلها؟! هل إن إسرائيل جمعية خيرية لا يطالبون المحافل العالمية بدعم الأمم المتحدة لإنشاء محكمة، بأسرع وقت ممكن مثلا، لإزالة الإحتلال من الجولان أو لتنفيذ القرار 425 أو لتطبيق قرار حق العودة الدولي (181)، أو لإزالة الإحتلال عن مدينة السلام (القدس)، أو للإعتراض الشكلي على بناء الجدار العنصري العازل في فلسطين؟! أين عدم التدخل في السياسة؟
هذا كله يحصل على دور "دولة جبران" و "جمهورية المونتيفردي" رغم ما تؤكِّده "دساتير أندرسُن" الماسونية، التي اشترطت اشتراطًا واضحًا عدم تدخُّل المحافل بالسياسة ظاهريا فقط، وأصرَّتْ على ضرورة أن يكون " الماسوني في الواقع تابعًا مسالمًا في كلِّ ما يتعلق بالسلطات المدنية، أينما كان مقرُّ إقامته أو عمله؛ وبالتالي، لا يُفترَض أن يتورط على الإطلاق في أية مؤامرة أو تآمر يمسُّ سلامة الأمة ورفاهيتها، ولا أن يتصرف بشكل غير لائق تجاه الحكام التابعين". وختاما لا يسعني إلا أن أعرب عن شكري لكل من حارب هذه الجمعية الخطيرة وحظر على الدخول فيها وأخص الحزب الشيوعي الروسي عام 1923 والحزب السوري القومي الإجتماعي وقادة الحركة التصحيحية في سورية عام 1965 إذ حُظِرَت الماسونية رسميًّا في سورية بموجب الأمرين العرفيين رقم 25، تاريخ 10 آب 1965، القاضي بـ".. إلغاء الجمعية الماسونية المسماة بالمحفل الأكبر السوري العربي والمحافل التابعة له في جميع أنحاء القطر العربي السوري، إن وُجِدَتْ. ويُحظَر على المؤسِّسين المنتسبين القيام بأيِّ نشاط لصالح الجمعية، وتُختَم بالشمع الأحمر، وتصفَّى موجوداتُها من قبل لجان وزارة الشؤون الاجتماعية والعمل، ويلاحَق المخالِفون أمام المحكمة العسكرية المختصة، لإجراء محاكمتهم بجرائم الانتساب إلى جمعية ذات طابع دولي..."، ورقم 26، القاضي بـ"... إلغاء أندية الروتاري الدولي في دمشق وحلب وحمص وفي جميع أنحاء القطر العربي السوري، إن وُجِدَتْ".
أيها البناؤون الأحرار في جمهورية المونتيفردي، الرسالة وصلت.. لقد سقط القناع، وتم دحركم خارج الهيكل فلا تدخلوا علينا من الشبابيك الخلفية!!!
السيستاني.. ونشيد القبيلة
القائمة (555) المستقلة، هي ماركة سيستانية مسجلة لدى من يهمه الأمر، فهي تارة تدعي أنها شيعية بامتياز فوق كل الشيعة، وستكتسح العلمانيين "الكفرة" وستعيد سيادة وهيبة مسلوبة، فهي تدعي بأنها مدعومة من المرجعية الدينية، وتارة بأنها مستقلة، ولكن إذا كانت شيعية فذلك يؤكد أنها ليست وطنية شاملة، وإذا كانت مستقلة فما هو جدوى أن تكون كذلك وما هو دور المرجعية فيها؟! والسؤال هو عن من هذه اللائحة هي مستقلة؟! عن الشعب أم عن الشيعة أم عن السنة أم عن الإحتلال الذي لا تدعي شرف مقاومته؟! لقد بدأت الحملات الدعائية حول هذه اللائحة والرقم (555) المقدس. إن اللائحة تدخل في تسميات وهرطقات زالت منذ القرن الخامس عشر وأصبحت بالية جدا.. يقودني ذلك لأقول أن الدجل والشعوذة والضحك على ذقون الأبرياء من أبناء العراق بات الخبز اليومي للسلطة الدينية المتحكمة بأرزاق وأعناق الناس أجمعين. إن السلطة البطركية الأبوية الديكتاتورية العليا تستغبي الشعب لصالح رجال الدين الذين أكل الدهر من هالتهم وقوتهم الجسدية والتفكيرية.. هذه الوقاحة والإختزالات العقلية يجب أن تزول مع تطبيق لخط العلمانية الواقعي الذي يلبي حاجات الشعوب دون التوغل في التنظير.
لقد أصاب الائتلاف العراقي الشيعي الموحد بتصدع نتيجة الأداء الضعيف لحكومته الحالية خاصة بعد إنسحاب شخصيات فاعلة منه، واكتشاف معتقل سري في بغداد تجري فيه عمليات تعذيب، يحوي على 6000 عراقي، البعض منهم بريء من دون تهمة تذكر لكن تم احتجازه بناء لدسائس مصدرها عملاء الإحتلال. واللافت بأن المرجعية بدأت تغيير موقفها فبل الإنتخاب بقليل خوفا من خسارة الائتلاف لهذه الانتخابات فبدأت بإصدار تعليمات تحث العراقيين على التصويت لصالحها، ونشير إلى أن نجل السيستاني وهو الناطق باسمه ومبلغ تعليماته أكد خلال اجتماعه بوكلاء المرجع الاعلى (وكلاء أبيه) على ضرورة التركيز على ثلاث نقاط هي: أولا: يجب المشاركة بكثافة في الإنتخابات المقبلة. ثانيا: لا يجوز إنتخاب القوائم العلمانية ولا الصغيرة لأن ذلك سيشتت الأصوات وإن كان أهلها من المؤمنين. ثالثا: دعم قائمة الائتلاف العراقي الموحد.
إن عدم تضمين هذه التوصيات في أوراق مكتوبة قيل عنه:"لكي لا يفهم موقف المرجعية الدينية على أنه تدخل في الإنتخابات" خشية من استخدام أي وثيقة مكتوبة قد تتسرب إلى الصحافة ضد المرجعية واتهامها بالإنحياز لفريق إنتخابي معين أو التشجيع على الطائفية...
العراق!! سيتلو نشيد القبيلة بـ 99.99 %.. وعن الإنتخابات، دامت الإنتخابات عامرة في دياركم المقدسة، سيستاني أون لين و (555) بعيون الخاسرين!!!
الحكمة.. ومشيخة العقل
السيد العميد عصام أبو زكي يستفز المعارضين لقانون تنظيم الأوقاف داخل طائفته الدرزية في لبنان ـ هذا الموعود جنبلاطيا بأن يكون على متنها ومن ركاب مواقعها الجدد ـ بما لا يصدقه غبي أحمق في الطائفة وبما لا يتحمله أمي أخر في باقي الطوائف!! يقول للمعارضين:"إن القانون يلغي دور رجال الدين ومشيخة العقل لمصلحة المجلس المذهبي.. فلتقرأ الناس القانون أولاً. لا يجوز أن نعترض على شيء قبل أن نقرأ. الشيخ (غيث) لم يقرأه وكذلك (طلال أرسلان) بعد أن سمعت كلامه في مؤتمره الصحافي منذ يومين (10/12/2005). الإطلاع عليه يبين لهم أين كنا وأين سنصبح. لم يكن هناك مجلس مذهبي، اليوم سنصل الى مجلس منتخب يترأسه شيخ عقل وله صلاحيات مهمة، خلقنا من المشيخة والمجلس مؤسسة، وليس شيخ عقل فقط، ومن بعده:(عمرو ما يكون دروز)".
طبعا الحكمة في مشروع القانون الجديد مأخوذة ومستنسخة من أروقة ودهاليز الحزب التقدمي الإشتراكي ولقائه الديمقراطي أيضا، لأنه هناك تراتبية في هذه الأروقة (وما حدا بياكل راس حدا)، والبيك إبن أبيه لا يتدخل في أعمال المؤسستين، وشفافية الأعضاء في المؤسستين أيضا شفافة وعلى خير ما يرام. بدوري ككاتب، لا أريد التدخل في الدين أو خلطه بالسياسة أكثر، ولكن لا يسعني إلا أن أؤكد بالعقل _ الذي هو الشرع الأعلى _ حرصي على إستمرارية مؤسسة الموحدين الدروز متوجسا خوف العقلاء من بيع الأوقاف مع المؤسسة والمجلس المذهبي والمولود الجديد (شيخ العقل) للبيك التقدمي الذي يختزل كل شيء محاضرا بالعفاف وبالجريمة التشريعية الجديدة، مرغما خصومه الموحدين، الأطهار والأشرار، على ترداد المثل الإنكليزي الذي يقول:"عندما تكون الحماقة نعيما، من الغباء أن تكون حكيما"!!!
نضال القادري – كندا
[email protected]