يبدو أن نظام الإنقاذ بدأ يسابق الزمن في تنفيذ ولملمة أطراف إمبراطورية محور الشر، فقد حملت الأنباء إندلاع أعمال عنف في مناطق المناصير حول موقع سد مروي مستنكرة مصادرة أراضيها لصالح السد وما زالت التظاهرات مستمرة ضد السد ولكن لم يبلغ عن ضحايا.
هذه الحادثة مهمة جدا ويجب الوقوف عندها بعناية لأن هناك فرق في قتل النفس التي حرم الله عندما قام أهل الشرق بمظاهرة سلمية وما بين وقوف الحكومة ذاتها لحما ودما مكتوفة الأيدى أمام التخريب الذى يمارسه أهل الشمال لمشروع إستراتيجي كسد مروي! يبدو أن التفسير بسيط، لأن قوات الحكومة كانت تواجه كفارا (هم أحفاد دقنة) والآن تواجه مؤمنين هم أحفاد المهدى. وفي رأى، حتي أعمال العنف في الشمال فهى من تدبير الحكومة نفسها حتي تختلق ذريعة لمكافئة متضرري مروى بأكثر مما يستحقون وعلي حساب ضحايا التهميش في باقي سودان الإنقاذ. ولهذا علي المهميشن عدم الإنشغال بإتهامات صحف الجلابة بأن مسؤل السد وأخاه قائد الجهاز الحساس متورطون في مصادرة أراضي بني جلدتهم فهذه لا تنطلي علي راعي الغنم في الخلاء في اخر الزمان. كل هذا لا يعدو أن يكون أكثر من إثارة الغبار في وجه البنيات الضخمة التي تشهدها المنطقة والتي تشبه تأسيس دولة جديدة هي رأس محورالشر كما حددتة ورقة حمدى.
من الغرئب أن ورقة حمدي لم تعر النوبة الشماليين (محس، سكوت، حلفا) أدني إهتمام بالرغم من أنهم يمثلون المنطقة الوسطي بين البجة وأهل دارفور، ربما لأنهم لم يعرف لهم تاريخ في الحروب السودانية ولهذا لم ير لهم خطورة فالمكاسب في الإنقاذ حتي مرمي مدفعك!
أما الخبر الثاني فهو إنعقاد ملتقي الإستثمار بمدينة واد مدني، ثاني محطات المحور، وذلك في إشارة واضحة لتحويل الإستثمار الأجنبي لخدمة مشروع بناء المحور. وفي المقابل يتواصل مسلسل هدم بنيات من هم خارج المحور، خصوصا الشرق، حيث يتم تحويل عمليات التخليص ومناولة البضائع، ما أمكن، إلي الخرطوم وخطط آلية المناولة داخل ميناء بورتسودان وإنشاء المواني الجافة بعيدا عن بورتسودان حتي يتم تجفيف مصادر الدخل المحدود لأهل المنطقة ما أمكن (قال تعايش سلمي، قال!!).
ولأن الله كفيل بعباده فقد وهب شعب البجة البحر الأحمرالذي لا يمكن نقلة حيث تريد الإنقاذ
ولنا عودة
--------------------------------------------------------------------------------