فأجاب:
لا أعرف لكن من الواضح أن من أراد خلال الفترة السابقة إصابة سورية بسوء فقد أصابه الله بسوء, فلقد أصاب إعصار كاترينا أمريكا- ولاشماتة- واشتعلت ضواحي المدن الفرنسية بالنار والدمار, وكل من يرد لسورية الشر يرتد عليه بسوء, وهذا دليل على صحة الحديث..
بدت أعصابه مشدودة, وثقته بنفسه عالية, وكنت بحاجة لكلماته التي أنهاها بما قاله الرئيس بشار الأسد ( سورية الله حاميها).
شممت فيها رائحة الوطن ودعته وخارطة سورية في عينيه وعلى وجهه تسيح خيرا وحبا.
مساء التقيت حمود عبد الله النزال, زميل سعودي, رن جواله في حضرتي, وإذ بصورة الرئيس بشار الأسد على شاشة الجوال, أنهى مكالمته ودون أن أسأله قال: وضعتها بعد أن قال: (ليس الرئيس بشار الأسد من يحني رأسه), وفي أسفل الصورة كتب ( سورية الله حاميها) قال أشياء أخرى, وكأن أبا تركي هو الذي يتكلم, قابلت ذلك بابتسامة رضا, وعندما صافحته مودعا, شد على يدي وقال:(سورية طلبت رجالها).
ثاني يوم, فتحت موقعا على الانترنت اسمه ( شرفة القمر) وهو موقع عربي ثقافي منوع وإذ بعنوان عريض في أعلى الصفحة: ( بالروح بالدم نفديك يابشار, كبست الزر, وقرأت المقال, وهو لـ "هبة الله" مشرفة القسم السياسي, وجاء فيه: بسم الله الرحمن الرحيم, بالروح بالدم نفديك يا بشار, هذا الهتاف سمعته منذ أيام أثناء خطاب للرئيس بشار الأسد.. وإلى هنا والموضوع عادي هتاف شعب لرئيسه ولكن, وللظروف التي تحيط بسورية والمخططات التي تدبر لها من قوى الشر لتوريطها في قضية اغتيال الحريري, والمناخ العام الذي يذكرني بما قبل غزو العراق فقد تفجرت داخلي تساؤلات: هل هذا الهتاف يمكن أن يتحول في يوم إلى هتاف يذكرنا بالماضي?
فلا أدري لماذا أشعر أن التاريخ يعيد نفسه ونفس المشاهد تتكرر أمامي, ونفس التحذيرات والتهديدات الأميركية على لسان وزراء خارجية أميركا من كولن باول أيام العراق إلى كونداليزا رايس هذه الأيام..
ونفس المشهد العربي والصمت العربي, مع الفارق في المواقف فصدام أخطاؤه ووقوعه في الفخ المنصوب له بغزو الكويت, وتوابع هذا الغزو كانت مبرراً للقادة العرب بالتنصل من مسؤولية الدفاع عن العراق.
أما سورية, فما المبرر للصمت?
فلم أسمع بالتضامن المطلوب رسمياً على نطاق شامل مع الشعب السوري وقيادته وقد آلمتني جملة في خطاب الرئيس السوري بشار الأسد (ولما نراه من ضعف الموقف العربي فعلينا الاعتماد على الله وعلى أنفسنا فقط) ساعتها شعرت بعجز وألم.. ياعرب, سورية اليوم في خطر وواقعة بين فكي الأفعى أميركا وإسرائيل, فقوموا وانصروا سورية قبل فوات الأوان, فقوموا وانصروا أخاكم فلا تدعوا اليأس مما يحدث في العراق يجعلكم تستسلمون للقادم وأقل ما نفعله هو الدعاء اللهم انصر أخواننا في سورية على أعدائهم, اللهم جمعهم ولا تفرقهم, اللهم لا تكل أمرهم لظالم وانصرهم نصراً مبينا...)
واضح أن الكاتبة متحمسة, وجاءت ردود متباينة على مقالها, وخاصة من الكتاب السوريين,, فبعضهم عارضها لغاية دنيئة ودور مشبوه يعميه عما يجب أن يرى ماذا حملت أميركا إلى العراق من خراب وتدمير, ولم يتفهم موقف سورية, وبعضهم الآخر تعاطف معها, وفريق ثالث أيدها ودافع عن موقفها باعتزاز, ولايزال المقال بين أخد ورد من قبل متداخلين كثر,وتعرف هبة الله أن ( سورية الله حاميها).
صوت ثالث عربي أصيل وغير مستغرب من القاع الاجتماعي العربي وتداخلت قائلا: نعم نطالب السلطة بإصلاحات, وهذا مطلب شعبي وجماهيري ويتم ذلك بالحوار الداخلي, أما أن نقبل بأميركا وربيبتها إسرائيل, كبديل- لا سمح الله- للتدخل في شؤوننا فذلك خيانة عظمى لأنهما عدو,ويمارسان حقدا ووحشية ضد المجتمع السوري ككل,ولا بد من مجابهة مخططاتهم بقوة, ولا بد للجميع من التمييز بين العدو وأهل الدار, فنحن أدرى بشؤون بلادنا وإذا كانت الحكومة مطالبة بالإصلاح وغيره, فلا يعني ذلك على حساب استقلالنا الوطني.
د.أسد محمد
كاتب روائي سوري
[email protected]