ميرغني إدريس جابر
[email protected]
نرغب في كتاباتنا هذه المصلحة العامة وإثراء النقاش للوصول إلي الحقائق الثابتة لهزيمة الشائعات المغرضة التي تؤثر في قواعدنا وتربكها، فالشائعة تروج للفوضى وتطمس معالم الطريق وتحيلها إلي ضباب وظلام حيث تعربد الخفافيش. والخروج من النفق المظلم يكون بانتهاج الموضوعية والمنهجية إذا أردنا المصلحة لحزبنا ولشعبنا الصابر القابض علي جمر القضية، عليه لا مجال للمهاترات والاتهامات الفارغة الجوفاء. والفجور في الخصومة ليست شيمتنا ولا هو جزء من خصالنا ، بل سماحتنا هي سماحة إنسان جبال النوبة منذ الأزل ، حيث أنهم رغم الفطرة الظاهرة عليهم أصحاب حضارة وحضارتهم هي التي توجه سلوكهم .
إن اختلاف الرأي مدعاة للحوار الودي ، ونحسب أننا علي صواب قابل للخطأ والآخرين الذين انشقوا عنا علي خطأ وقد يكونون علي صواب لو قابلونا بالمنطق والحجة بالحجة . لكن المهاترات سوف لن تؤدي إلا إلي ضياع شعب جبال النوبة الذي هو الآن في أمس الحاجة للتوحد في كل المستويات الأدنى منها والأعلى ونحن نقبل الآخر طالما كان موضوعيا وليس متهوراً(كبطرس كوكو كودي) الذي يدعوا إلي إِشعال (رواندا) أخري في جبال النوبة وبالتأكيد سيكون هو أول من يستطلي بنارها لو كانت له المقدرة علي إشعالها.
إن دماء شهدائنا سوف لن تذهب هدراً ومصير شعبنا سوف لن تتحكم فيه شرذمة قليلة تعتبر نفسها حزباً. أين الحزب ... ؟ وقيادته المزعومة كلما أرادت أن تصدر بياناً جعلته علي لسان (الناطق) في (أمريكا ) بأمر الأمين العام في (القاهرة).. كما لو كنا نلعب علي طاولة ( بلياردو ).. ؟!! .
ليس هناك حزب في الداخل يسمي الحزب القومي السوداني المتحد المعارض بل الموجود قلة قليلة تصر أن تناكف وتصارع طواحين الهواء... وقمة المناكفة عندهم محاولة إلغاء رقم كبير في السياسة السودانية كالأسقف فيليب عباس غبوش.
هؤلاء قدراتهم ضئيلة ونفوسهم مريضة يسارعون إلي إثارة القلاقل ويعتدون علي أقرب الناس إليهم ... وهم حريصون ولا يتورعون في هدم الصروح العظيمة التي حفرت أسمائها بأظفارها في جوف التاريخ .... ولا يحرصون علي ردم هوة بينهم وبين إخوانهم علها تمهد لهم الطريق نحو العزة والحرية، وما هم إلا ( صواريخ ) طائشة ليس بها أجهزة تحكم لتعرف بها أهدافها فأصبحت تدمر كل شيء بدون تمييز.
نرد بمقالنا هذا علي الأخ / طالب حمدان الذي رد علينا عن مقالنا ( الحقيقة الغائبة في مشكلة الحزب القومي السوداني المتحد) بمقال مرادف سماه ( الحقيقة المغيبة في مشكلة الحزب القومي السوداني المتوالي مع النظام ) وعلي الرغم من أنني حصرت نفسي في (3) نقاط رئيسية رد علينا في (9) نقاط نختصرها ونرد عليها كالأتي :-
1. إن أخلاقيات السياسة هي ممارستها حسب أسسها الديمقراطية حيث التطلع للقيادة يمر عبر جماهيرالحزب ومؤسساته وأي شيء غير ذلك فما هو إلا هراء ، ولا قدسية لرأي منفرد مهما كان سديدا .
2. في العمل السياسي تكون المحاسبة حسب النظم التنظيمية المتفق عليها وتكون السلطة العليا لأي تنظيم للقاعدة الجماهيرية التي تنوب عنها مؤتمراتها وجمعياتها العمومية التي هي صاحبة القرار .
3. عندما أشرنا إلي السيد/ هارون إدريس قصدنا ان نبين أن تصريحه كان غير مقبول شكلاً نسبة لاتفاق الجماعة علي عدم التصريح إلا بواسطة جهة معينة وكان غير مقبول مضمونا حيث أنه لم يكن يدري تحديداً من الذي مول المؤتمر. وقصدنا بأنه إذا كان لا يعرف من الذي مول المؤتمر وكان ذلك متاحاً له فالأجدر أن لا بفهم مقرراته لأنها من المفترض أن تكون أكثر تعقيدا، وعندما يتم اختياره كرئيس لمجموعة تدعي أنها (مرجعية لمؤتمر كاودا) فهذا دليل بأن المرجعية التي تستند إليها المجموعة لا تمت بصلة إلي مؤتمر كاودا . وهي مجموعة منفلتة لا تحترم المواثيق والعهود ولا تعرف العمل المؤسسي . وكان هذا قبل أن تنتظم القيادة مما يدل علي تعاهد الجماعة علي رأي غير الذي جئنا به من كاودا وكان ذلك ظاهراً للعيان ولا يحتاج ‘لي كثيرا عناء لمعرفته. هذا ما قصدناه وليس ما ذهب إليه الأخ طالب حمدان .
4. أن الكلام علي أن القيادة تم اختيارها من ذوي ( محدودي الفكر والخيال وبعد النظر، لذا كانت مذكراتهم التي رفعوها قاصرة وغير شاملة ومشوهة ومربكة لمتلقيها وليس بها أي استراتيجية مطلبية واضحة.... الخ ) كلام مردود إلي أهله حيث أن الذين عارضوا المذكرة وشنعوا بها كانوا من (التيم) المكلف بصياغتها لكنهم تقاعسوا عن أداء مهامهم وجاءوا في اللحظات الأخيرة يريدون نسفها مما يدل علي أنهم خططوا لهذا الأمر منذ البداية.
5. إذا كنا ( كنوبة وعلي المستوي السياسي والتنظيمي لم يكن لنا وجود في المبتدأ ) .. كما جاء في مقال الأخ طالب فهذا لا يعني أن تضيع حقوقنا وأن يستحيل علينا المطالبة بها واستردادها . ) قد .يجد هذا الكلام صدي لدي الظالم لكن لا يمكن أن يصدر من صاحب حق ولا يمكن أن يصدر من قيادي (نوباوي) يعلق النوبة آمالهم عليه وينتظرونه أن يقودهم نحو تحقيق مطالبهم، ليس هذا فحسب بل يستطرد الأخ طالب ويقول: ( الجنوبيون والشماليون قد استطاعوا منذ الاستقلال أن يثبتوا حقوقهم ).. ويواصل ( أين كان النوبة خاصة الرعيل الأول من المتعلمين من أبناء النوبة في ذلك الوقت من قضايا النوبة ؟ ولماذا لم يثبتوا حقوق النوبة المكتسبة في السابق بالحديث عنها كما فعل غيرهم ؟! ) .... بالله عليكم هل هذا حديث قائد ؟! وهل هو مؤمن أساساً بحقوق النوبة وعدالتها ؟! ... أشك في ذلك !! .
6. لا أدعي بأنني علامة في السياسة لكنني.. ( حصرت النقاش في منفستو الحركة لوحده دون الرجوع لبعض البرتوكولات والمقررات وخاصة مقررات أسمرا المصيرية ).. كما جاء في مقال الأخ طالب.... إذا كنت أجهل هذا كله ؟ فلماذا لا يتطوع الأخ طالب لتنويرنا وإفهامنا بالمواضيع التي غابت عنا؟ ( علي الأقل في نفس مقاله) وكنا سنكون له شاكرين.
7. أن الوحدويون الذين حضروا اجتماع الحزب القومي السوداني الحر في (الأسكلا) فعلوا ذلك بتنسيق كامل مع القيادة لأن إسقاط أعداء الوحدة والاستقرار في ذلك المؤتمر كان هدفاً استراتيجياً وهم الذين أقنعوا الأسقف غبوش لمخاطبة المؤتمر وليس كما يتبادر إلي أذهان الذين لا يحترمون العمل المؤسسي في أن الأسقف يملي علي جماهيره رغباته الشخصية ( هذا قد يحدث في أي مكان ما عدا الحزب القومي السوداني المتحد ).
8. المشاركة في المفاوضات في (نيفاشا) كانت تتم عبر الايقاد والمشاركون كانوا يغادرون عن طريق مطار الخرطوم جهاراً نهاراً أمثال مولانا أبيل ألير . ومناديب (يوساب) بدعوات معتمدة من الايقاد لإعتمادهم كمفواضين أو مستشارين وهذا لم يحدث للحزب القومي السوداني المتحد ولم تكن هناك أي دعوة رسمية تم توجيهها له والدعوة التي يتحدثون عنها كانت عبر المجموعة المنشقة لبروفسير الأمين حمودة في شخصه .. وماذا كانوا يتوقعون ؟ أن يتخلي بروفسير الأمين حمودة عن وضعه القيادي في التنظيم ليقود مجموعة خارجة عن تنظيمه ؟ ! ..... الحديث عن المذكرات السرية التي درجنا علي سماع أخبارها ما هي إلا سذاجة ... سرية بين من ومن ؟! ... وما فائدتها إذا كانت سرية ؟! ... كيف وصلت إليه وهي سرية ؟ ! .... ( هي وهم في وهم) يصدح بها الذين علي شاكلتهم ويطرب لها المنجذبون للخديعة ( دراويش لاقو مداح ) .....
9. في صلح الحديبية بين المسلمين والمشركين طلب المسلمون اضافة اسم ( محمد رسول الله ) إلي الوثيقة فقال المشركون : ( لو كنا نعلم أنك رسول الله لما صددناك عن المسجد الحرام ) .... لقد اقتنع المسلمون حئنذاك بأنه لا يمكن إجبار الناس علي شيء لا يؤمنون به علي الرغم من أن صاحبهم كانت تأتيه أخبار السماء ، ونحن لا نعترف بما يسمي بالحزب القومي السوداني المتحد المعارض وبالتالي لا نعترف بأي ألقاب لديهم ... ويقول السيد طالب حمدان أن ذكر اسمه هكذا بدون ألقاب لا يعتبر من الأدب السياسي . وإسقاط اللقب هنا هو نوع من الحميمية علي الرغم من التباين والصراع الحاصل ...... كما وما كنا نعلم بأن الأخ طالب حمدان ولي عهد السلطان عجبنا حتي يصعب علينا إسقاط لقبه ولا خليفة الفكي علي الميراوي حتي يجبرنا علي احترام لقبه وما نصبناه ملكا علينا حتي حتي نرغم له صاغرين . بل كنا قد اخترناه ممثلاً لحزبنا في (أمريكا) فخلع نفسه بنفسه ولم يرد حتي الأمانة إلي أصحابها (زاغ بها) حتي رفاقه الذين كانوا معنا في الداخل ذهبوا بدفاتر المحاضر والأختام ولم يخلو طرفهم من العهد والأمانات التي كانت معهم فأي أدب سياسي يتكلم عنه الأخ طالب حمدان .
أخيرا نقسم بأننا سوف لن نخذل قتيات (أطورو) و(تيرا) اللآتي طوقن أعناقنا بـ ( السكسك) في كاودا . لقد عاهدناهن وعاهدنا شعب جبال النوبة أن لا عودة للوراء و لا عودة للفرقة والشتات لأن قوتنا في وحدتنا وخلافاتنا الصغيرة سوف لن تنال من عزيمتنا مهما تخاذل المتخاذلون ......... .
ميرغني إدريس جابر
نائب أمين الإعلام الاتصال
الحزب القومي السوداني المتحد
امدرمان – أمبدة
14/12/2005 م