تحليلات اخبارية من السودان
ترحب سودانيزاونلاين بجميع الاراء الحرة و المقالات لنشرها فى هذه الصفحة.ويمكنك لزوارنا الكرام ارسالها الى [email protected] كما نرجو ذكر الاسم الحقيقى و الكامل و مكان الاقامة مدة بقاء المقال فى هذه الصفحة 10 اعوام

إرادة السلام الماثلة كفيلة بإزالة عثراته بقلم آدم خاطر

سودانيزاونلاين.كوم
sudaneseonline.com
9/9/2005 4:45 م


الجمعة 9/9/2005 م آدم خاطر
الذي يرقب الساحة السياسية هذه الأيام والحراك الذي يجرى بين كافة التيارات السياسية وأحزابنا ومنظمات مجتمعنا المدني يجد من البشريات ما يبشر بان تيار السلام في بلادنا يتعاظم وإرادته تقوى بين أطرافه ، وان هامش الثقة المتبادلة يزداد قوة ومتانة كل يوم بل ويطرد عند قادته وشواهد ذلك كثيرة لمن أرادها رغم المكدرات التي تثار هنا وهناك ، سيما واتفاق السلام الشامل قد بدأ تنفيذه وإنزاله إلى ارض الواقع بوتيرة ثابتة وعزيمة لا تعرف اليأس والفتور رغم الهزة العنيفة التي أعقبت مقتل زعيم الحركة الشعبية الدكتور قرنق وما تبعها من تداعيات مؤسفة على الصعيد الداخلي . فكان أن تمت إجازة الدستور الانتقالي و تبعه تعيين نواب المجلس الوطني الانتقالي وقد باشر الأخير مهامه بالفعل كما تم تسمية مجلس الولايات وعقد هذا الجهاز جلسته الافتتاحية متزامنة وانعقاد المجلس الوطني كإشارة لازمة من أطراف السلام بجديتهما إزاء مطلوبات المرحلة المقبلة ومستحقاتها ، كما أدى الولاة الجدد اليمين الدستورية وتولوا مقاليد الأمور بولاياتهم وكذا استقام عود الأجهزة التشريعية الولائية وتمضى حكوماتها فى تسارع وانتظام ، وبدء عمليا في رسم معالم دستور الجنوب وتسمية حكوماته بمشاركة 6 قوى جنوبية فاعلة ومؤثرة ستضيف إلى فاعلية انفاذ الاتفاق . بل يلحظ اى متابع أن المشاورات تمضى بين رئيس الجمهورية ونوابه واحزابهما وتتسارع الاتصالات مع القوى الوطنية الأخرى لأجل استكمال هياكل الدولة ومؤسساتها ومفوضياتها انتهاءً بتشكيل حكومة الوحدة الوطنية في اجلها المضروب خلال هذا الشهر حتى تنطلق بدايات المرحلة الانتقالية فعليا ويلتفت الجميع إلى دورة البناء والاعمار وإعادة التأهيل في كافة مناحي الحياة.
يضاف إلى ذلك استمرار الاتصالات مع الأطراف خارج قبة الاتفاق الرئيس ، تحديدا التجمع الوطني الديمقراطي الذي وقع اتفاق القاهرة وامضي مفاوضوه أسابيع ليست بالقليلة بالخرطوم في مناقشة الطرف الحكومي لاستكمال حلقات هذا الاتفاق ووصله بمسيرة السلام التي توجب على هذا الكيان أن يترك التردد والمماحكات ويضع مصلحة الوطن نصب عينيه فيتقدم باتجاه المشاركة الوطنية والنأي عن المناورات في مثل هذا الظرف الدقيق . وقد شهدنا الاجتماعات الراتبة التي عقدها طرفا الاتفاق مع الكيانات الحزبية الأخرى فيما تعورف عليه بأحزاب البرنامج الوطني لأجل توسيع المشاركة وتأمين اكبر قدر من حشد الصف الوطني لغاية الوفاق الوطني . هذه العزيمة الوطنية المتأنية التي تدار بها تبعات هذا الاتفاق والمثابرة عليها تؤكد أن خطى السلام تسير وفق منهج مدروس باستصحاب ملاحظات كل الأطراف حتى تلك التي تقف مناهضة له أو تتحفظ باتجاهه ولكن ليس بالضرورة أن تكبل الايدى وتتعطل عجلة الدولة انتظارا لمعجزة ومجهول أو ترقب لدخول هذا الطرف أو ذاك . فبقدر حرص معسكر السلام على إيجاد اكبر تحالف وطني خلفه ، ويحشد لأجل هذا الهدف من التأييد والمؤازرة الشعبية من حق الآخرين أن يعملوا على معارضته سلميا فيضمن الوطن قيام حكومة قوية بمعارضة قوية هي الأخرى فيأتي مردود المدافعة والحراك كيفما كان معززا لمصالح الوطن وسيادته واستقراره ويؤمن مستقبل التبادل السلمي للسلطة و يعزز مقاصد التحول الديمقراطي على هدى ومنهج .
وفى ذات الوقت فان الذي ينظر بعين المصلحة الوطنية لما يدور ويكتنف بيئتنا الداخلية يجد من السواد والظلامية في مواقف بعض القوى الحزبية ما يجعله يزهد في ايجابية النتائج واستقامة مسيرة السلام ومستقبلها جراء هذ الاستهتار الذي تعمله ، فبعض أحزابنا يعمد إلى التشويش والنيل والمغالاة في تشريح الواقع ومقترحات الحلول لما هو مطروح لا عن رغبة في إيجاد مخرج بقدر ماهو نكاية في الحكومة وحزبها ، وبعضهم تتأرجح مصالحه وتتقاطع التزاماته داخليا وإقليميا فإحدى عينيه على الحكم والأخرى إلى المعارضة وقلبه معلق بينهما لا يدرى ما الذي يفعله . هذه الروح اليائسة التي تبثها أطراف بعينها ، بعضها بدأ يتسلل إلى نفس بعض قادة الحركة الشعبية فيقضى باقان اموم بتصريحاته أن الاتفاق حول وزارة الطاقة قد وصل إلى طريق مسدود مع المؤتمر الوطني ، وينسى أن الإرادة التي أوجدت السلام وسهرت عليه لا يمكن أن يستعصى عليها أن تحل إشكالية وزارة والحكومة لم تعلن بعد على أهمية هذه الوزارة ومن ستؤول إليه ، بل يسيء مسئول الحركة إلى شريكه بان لديه عقدة نفسية إزاء هذا المنصب وغيرها من العبارات التي تنم عن بعد هذا الباقان كعادته عن جادة السلام وما يتطلبه من روح ومواقف مهما صعبت المحطات وعظمت التحديات والأيام قد أثبتت ذلك . وبمثلها يتبرم بعض أطراف التجمع الوطني من اقتراب الاتحادي الديمقراطي من شريكي السلام فتكال عليه الاتهامات وتلاحقه النعوت والصفات حتى ينصرف عن موكب المشاركة أو يتردد باتجاهها. ما تزال الغيرة السياسية ومعاداة السلام هي التي تضبط حركة هذه المجموعات فترتد إلى خاصرتها تراجعا في السند الشعبي وتقهقرا في الموقف الوطني الذي تمليه ضرورات الواقع وشواهده وسيسطره التاريخ وهو يستحضر لوحة السلام وصناعها .
وهنالك مشهد آخر على ساحة دارفور يعلى من قيمة السلام وعظمته حيث قضت نجاحات ولاتها السابقين وشكيمتهم ( كبر وعطا المنان ) أن تعيد بعضهم إلى ذات المواقع لقيادة تحدى الحقبة القادمة بذات الخطى والسياسات وهم من ارسوا لبنات السلام الحقيقي هناك وقهروا مستحيل التمرد الذي أراد أن يجعل الفوضى والدماء والأشلاء والنهب والخطف والاغتصاب هي الأصل في ساحتها ، كما هزموا بعزيمة السلام تآمر الدول والمنظمات والكنائس التىارادت أن تستبيح حمى دارفور وشردت بدعمها للتمرد إنسانها وأذاقته العنت والشقاء ، فعاد طريق السلام إليها على مكرهم وحتم تحسن الأوضاع الأمنية والإنسانية وفرض على هذه الحركات المزيد من الضغوط وطنيا وإقليميا وعالميا بأن تعود إلى ساحة التفاوض منتصف هذا الشهر مكرهة رغم انفها وليذهب مؤتمر حركة تحرير دارفور المزعوم إلى الجحيم . بهذه اللوحة المتداخلة الألوان لمن هم في صف السلام ومن هم على نقيضه سيكون السجال في مقبل الأيام ، وتيار السلام ومعسكره هو من سيربح ويمضى بالمسيرة إلى غاياتها بإذن الله وحوله وقوته . أطراف وجماعات وأحزاب وكيانات داخلية ومنظمات ودول خارجية كثيرة تتشكك وتراهن على مضاء مركب السلام ، وتصنع وتضع أمامه العقبات والعراقيل الجسام ولن تيأس في كسر شوكته ووأده إن استطاعت ،ولكن اليقين أن الإرادة التي صنعت السلام وأنجزت كتابه قادرة على انفاذه أولا وهو ما يجرى الآن واقعا لا تخطئه العين ، ثم أنها قمينة على حمايته وصونه من هذه النزعات الفاشلة ، وخلفها من الدعم والسند الشعبي على امتداد تراب الوطن ما هو كفيل للذود عن حياض السلام بالسنان إن لزم الأمر كما سعت لإنجازه بعد حرب وقتال وكلفة باهظة في الأرواح والممتلكات . فالسلام الذي تحقق تجاوز حدود النظام الحاكم وصناعه وشركائهم ، وهو اكبر من نزوات الأشخاص ومطامح الذات وتطلعات المغامرين وفشلة السياسة ، وبه من مصدات الرياح المعاكسة ما يضمن له الديمومة والاستمرارية مهما وضعت أمامه من صخور ومتاريس ، وان عزيمة أهله قادرة على إزالة عثرات الطريق مهما تعاظمت وتكاثفت ، ولندفع جميعا بقاطرة السلام وما تستحقه من نصرة وتأييد لنقهر ضعاف النفوس وهواجس المرجفين فيسمو السلام وأنصاره لأجل امن الوطن وعزته واستقراره ، والله ناصرنا ما دمنا على طريق السلام والخير نسير ،وليخسأ أعداء السلام .

للمزيد من االمقالات
للمزيد من هذه الاخبار للمزيد من هذه البيانات و المنشورات
الأخبار المنشورة لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع


| اغانى سودانية | آراء حرة و مقالات | ارشيف الاخبار لعام 2004 | المنبر العام| دليل الخريجين | | مكتبة الراحل على المك | مواضيع توثيقية و متميزة | أرشيف المنبر العام للنصف الاول من عام 2005

الصفحة الرئيسية| دليل الاحباب |English Forum| مكتبة الاستاذ محمود محمد طه | مكتبة الراحل المقيم الاستاذ الخاتم عدلان | مواقع سودانية| اخر الاخبار| مكتبة الراحل مصطفى سيد احمد


Copyright 2000-2004
SudaneseOnline.Com All rights reserved