تحليلات اخبارية من السودان
ترحب سودانيزاونلاين بجميع الاراء الحرة و المقالات لنشرها فى هذه الصفحة.ويمكنك لزوارنا الكرام ارسالها الى [email protected] كما نرجو ذكر الاسم الحقيقى و الكامل و مكان الاقامة مدة بقاء المقال فى هذه الصفحة 10 اعوام

رسالة رقم 2 إلي الأخ القائد المناضل رئيس حركة تحرير السودان عبد الواحد احمد النور بقلم مبارك إبراهيم

سودانيزاونلاين.كوم
sudaneseonline.com
9/8/2005 5:15 م


تحية طيبة وبعد:

أخي الرئيس دعني في هذه الرسالة أن ابتعد قليلا عن تلك الدائرة الشفافة التي تتسم إلي حد ما بالقسوة والتعرية الهادفة التي تمليها الظروف التحديات الكبيرة التي تتربص بالمسيرة النضالية الطويلة الشاقة .

أخي الرئيس اسمح لي في هذه الرسالة أن الفت انتباهك إلي المكاسب الجوهرية التي يمكن أن نجنيها من المؤتمر العام المرتقب في حالة انعقادها ناهيك عن المسائل التنظيمية والإدارية وغيرها من الإجراءات الإصلاحية المعلنة وما يروج لها من مزاعم تقييم شامل للعمل الثوري منذ انطلاقة الشرارة حتى هذه اللحظة الحرجة الدقيقة المحفوفة بالمخاطر والمخططات والدسائس التي تحاول النيل من مكتسبات وإنجازات الثورية العملاقة التي تحققت بفضل إرادة الصمود والتحدي

أخي الرئيس نحن علي ثقة تامة بأنكم لستم في حاجة للتنوير بالمكاسب الاستراتيجية المهمة التي يمكن أن نخرج بها من المؤتمر العام ولكن مع هذه الثقة الوافرة بقيادتكم الرشيدة لابد من الإشارة إليها طالما أنها مكاسب حيوية ومجانية تساعدنا كثيرا في استعادة التوازن المفقود والخروج من دائرة التخبط والتوجس وعدم استشعار بالتحديات الضخمة التي تتربص بالمسيرة التحرر والانعتاق ويمكن إيجازها فيما يلي:

قيام المؤتمر العام وخرافة هيبة الدولة ووهم السيادة الوطنية
أخي الرئيس دعني أسالك بكل تجرد وشفافية... أين يتم تحرير شهادة وفاة خرافة هيبة الدولة؟ ومتي وأين ستدفن وهم سيادة دولة الحناكيش.؟... وماذا يعني قيام المؤتمر العام للخرافة هيبة الدولة التي باسمها ارتكبت أبشع جرائم ضد البشرية في إقليم دار فور؟ ماذا ستبقى من تلك الهيبة في حالة انعقاد المؤتمر في الأراضي المحررة ؟ وماذا يعني قيام المؤتمر لوهم السيادة الوطنية وبسط هيبة إمبراطورية الإبادة الجماعية والتطهير العرقي؟ هل تعلم كم درجة حرارة المؤتمر الوطني الآن ؟ وكم ستبلغ في حالة انعقاد المؤتمر؟

أخي الرئيس متي نويتم أن تحرروا وتعلنوا شهادة الوفاة لخرافة هيبة الدولة ووهم سيادة دولة الدجالين والمنافقين ؟ متي سوف تعلنوا وتبشروا جماهير حركة تحرير السودان بتلك البشرى السارة ؟ متى ترسموا البسمة في أفواه الجماهير الغفيرة المتعطشة لنسيم الحرية؟

أخي المناضل لست معتادا للقسم الغليظ ولكن هذه المرة تجبرني الضرورة أن احلف بالقسم الغليظ وأقول والله العظيم وبكتابه الكريم أن انعقاد المؤتمر العام وفي سهول جبل مرة يعني تحرير شهادة وفاة وفي وقت مبكر جدا لوهم السيادة وخرافة هيبة الدولة وهذا في حد ذاته شرف عظيم ومكسب كبير لإقليم دار فور وفي نفس الوقت يعد اعترافا مباشرا من المجتمع الدولي بميلاد دولة دار فور الكبرى برغم أنني لست من دعاة والمبشرين بكيانات الصغيرة الهشة ولست من المتحمسين لقيام دولة دار فور برغم أنها جديرة ومؤهلة وبكل المقاييس أن تكون دولة مستقلة .

أخي الرئيس مهما كنا بارعين في التفاوض لا يمكن لنا أن نحرر شهادة الوفاة لهذه الإمبراطورية الشريرة من (ابوجا) عبر (استراتيجية التفاوض العقيم ) وفي هذا السياق لا أريد أن اذهب ابعد من هذا التحليل بل اترك الأمر لعامل الزمن أن يبرهن لنا في وقت لاحق بان الرهان علي استراتيجية التفاوض كان بمثابة خدعة كبرى ومؤامرة خبيثة انطلت علينا في غفلة من امرنا وعندئذ لا ينفع الندم ولا يفيدنا الحسرة والدموع .

أخي الرئيس يحب أن نستوعب جيدا بان قيام المؤتمر وفي الأراضي المحررة يعني بالدرجة الأولي تكريما صادقا لأسر شهداءنا الأبرار قبل أن يكون عملا تنظيميا أو إداريا ومن هذا المنطلق نحن نتمسك بقيام المؤتمر في اقرب وقت ممكن .

المؤتمر والترويج السياحي المبكر لإقليم دار فور

يا أخي الرئيس متى يتم ترويج السياحي لإقليم دار فور؟ ومتي يتم إبراز مواطن جمال دار فور؟ ومتى يتم إبراز محاسن جبل مرة ؟ ومتى يعرف العالم والشركات السياحية العالمية بان هنالك بقعة جميلة مدفونة في الجزء الغربي من السودان؟ هل يتم إبراز جمال جبل مرة من (ابوجا) أم من أحضان المنطقة نفسها ؟

يا أخي الرئيس متى سوف يتفرج شعوب العالم علي معالم الجرائم البشعة التي ارتكبت في دار فور؟ هل تقارير مراسلي الوكالات الإخبارية ومنظمات حقول الإنسان المقتبسة من أفواه النازحين واللاجئين تكفي لإدانة المجرمين؟ ما العيب لو تفرج شعوب العالم علي معالم تلك الجرائم عن قرب ومن مسرح الجرائم ؟ هل يمكن رؤية معالم الدمار والخراب والمقابر الجماعية من منابر ابوجا أم يمكن رؤيتها من الأراضي المحررة ؟ أيهما اصدق عدسات الكاميرات أم التقارير؟

مما لا شك فيه أن انعقاد المؤتمر يعتبر فرصة ذهبية لترويج السياحي مبكر جدا لتلك البقعة الجميلة المدفونة وبنفس المقدار يعتبر دعاية حقيقية مستقبلية لشركات العالمية التي تستثمر في مجال النفطي والسياحي وغيرها من مجالات حيوية يصعب حصرها فحدث ولا حرج.....إذن ما المبرر من التقاعس والتوجس والتحفظ ؟ أليس هذا امرأ مدعاة لتساؤل والحيرة والاستغراب؟!

المؤتمر ونسبة 80% من مساحة دار فور المحررة والخوف من نفس المكان المحرر !!

يا آخى الرئيس أكثر من مرة ألقيتم خطب عنترية في عدة ملتقيات جماهيرية ومنابر إعلامية وصرحتم بان حوالي 80% من مساحة دار فور أصبحت حرة وتحت سيطرة الحركة وبتلك التصريحات الحلوة عززتم ثقة الجماهير دار فور بالثورة وزرعتم الفرحة والبسمة في أفواه الناس ثم تأتون اليوم تقولون بان مساحة 80% المحررة غير ملائمة لانعقاد المؤتمر.... سبحان الله أليس هذا أمر عجيب؟! كيف يتم تفسير هذا التناقض؟

هل تلك تصريحات كانت مجرد استعراض عضلات لتخدير الجماهير أم أنها مجرد تصريحات عنترية لاستهلاك المحلي فقط ليس أكثر؟

إذا كانت فعلا 80% من مساحة دار فور محررة وتحت سيطرة الحركة إذن لا يوجد أي مبرر عقلاني لتهرب من المؤتمر بحجة( نظرية عدم ملائمة المكان والزمان).

لا يراودنا أدنى شك بان مساحة كبيرة من ارض أجدادنا وآباءنا أصبحت الآن حرة وعزيزة وسوف تليها خطوات أخرى في اتجاه التحرير الكامل الشامل من دنس العفاريت والشياطين ولكن مع هذا يجب أن نكون صادقين مع أنفسنا حتى لا تفسح المجال لبذرة ثقافة الكذب والنفاق أن تنال من سمعتنا الثورية النقية مهما كان الأسباب والمبررات لان السودان الجديد المعافى من الإمراض يجب ألا تأسس علي نفس النمط السابق المنبوذ.

المؤتمر وانتشال ملف قضية دار فور من قاعة النسيان إلي بؤرة الاهتمام والأضواء

وفي هذا السياق يجب أن نقف وقفة صادقة مع النفس ونتساءل: أين موقع قضية دار فور الآن من مصاف الأحداث العالمية؟هل تحظى بنفس الاهتمام أم أنها دفنت مع استراتيجية المفاوضات العقيمة القاتلة؟

لماذا أصبحت قضية دار فور الآن في أسفل السافلين ؟ متى وكيف يتم انتشالها من قاعة النسيان والتجاهل؟ هل عبر التفاوض أم بتكتيك أخر غير تقليدي؟

المؤتمر والوقوف علي معالم جرائم الابادة الجماعية وتحريك ملف المحاكمات من جديد

أين ملف المحاكمات الآن؟ ومتى يتم تقديم المجرمين للمحاكمة؟ وما هي ضمانات تقديمهم للمحاكمة طالما نحن نتمسك باستئناف مهزلة التفاوض؟ هل قيام المؤتمر ينعش هذا الملف المرعب أم يتم تسخين هذا الملف في (ابوجا)؟هل يعقل أن نجلس وجها لوجه لتفاوض مع الذين يطالبهم المجتمع الدولي تقديمهم للمحاكمة ؟

ومن خلال طرح هذه التساؤلات نستطيع أن نقول بان استراتيجية التفاوض التي تعشقها حكومة المؤتمر هي استراتيجية ناجحة بكل المقاييس لامتصاص الضغوط الدولية علي النظام تمهيدا لقتل ودفن ملف محاكمة المتورطين بل تعتبر وسيلة سحرية لتعزيز ثقة المتورطين بأنفسهم وتمكنهم من نسج هامش كبير لتملص والمراوغة والتقاط الأنفاس وتمكنهم أيضا من تضليل الرأي العام المحلي والدولي بثقافة وهم السلام بغية الانفلات من حبل المشنقة وهكذا تبقى هذه الحكومة إلي الأبد ونحن سنظل نلف وندور حول الدوائر الهلامية المفرغة إلي يوم القيامة وهذا شيء عجيب!

المؤتمر وإسهال إمبراطورية الحناكيش

بلا ادني شك أن فكرة انعقاد المؤتمر العام وفي تلك المساحة العزيزة المحررة أثارت قلق هذه الإمبراطورية الشريرة واستفحل القلق واستشرى في أوصالها وبدا هذا القلق يتحول إلي كابوس مزعج يؤرق مضاجع النظام يوما بعد يوم وربما يتطور هذا القلق إلي حالة خطيرة سوف يؤدي إلي إسهال قاتل وهذا شيء جميل!

أخي الرئيس أود أن أطمئنك في ختام هذه الرسالة بأننا نكن لك كل الحب والتقدير ونعتز بك أخا عزيزا ومناضلا وقائدا لحركة ثورية شعبية عظيمة تمكنت في فترة زمنية قياسية من قهر وكسر هيبة اكبر إمبراطورية شريرة ابتليت بها الشعب السوداني لنصف قرن من الزمان .

أخي الرئيس تمسكنا بانعقاد المؤتمر تأتي في سياق تلك المكاسب الحيوية المشار إليها أعلاه وكما أود أن أطمئنك بأننا ضد ثقافة العزل والإقصاء والهيمنة ..نعم للمحاسبة والتقييم والشفافية....نعم لتعرية عيوب فلسفة المراوغة والمماطلة والتلاعب بالعبارات الجوفاء والتصريحات العنترية ...نحن ضد قيام المؤتمر إذا كان الهدف هو تكريس ثقافة العزل والإقصاء…………

مبارك إبراهيم

[email protected]



للمزيد من االمقالات

للمزيد من هذه الاخبار للمزيد من هذه البيانات و المنشورات
الأخبار المنشورة لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع


| اغانى سودانية | آراء حرة و مقالات | ارشيف الاخبار لعام 2004 | المنبر العام| دليل الخريجين | | مكتبة الراحل على المك | مواضيع توثيقية و متميزة | أرشيف المنبر العام للنصف الاول من عام 2005

الصفحة الرئيسية| دليل الاحباب |English Forum| مكتبة الاستاذ محمود محمد طه | مكتبة الراحل المقيم الاستاذ الخاتم عدلان | مواقع سودانية| اخر الاخبار| مكتبة الراحل مصطفى سيد احمد


Copyright 2000-2004
SudaneseOnline.Com All rights reserved