تحليلات اخبارية من السودان
ترحب سودانيزاونلاين بجميع الاراء الحرة و المقالات لنشرها فى هذه الصفحة.ويمكنك لزوارنا الكرام ارسالها الى [email protected] كما نرجو ذكر الاسم الحقيقى و الكامل و مكان الاقامة مدة بقاء المقال فى هذه الصفحة 10 اعوام

فلنخلق سودانا جديدا برؤية سودانية خالصة. بقلم أبو بكر القاضي

سودانيزاونلاين.كوم
sudaneseonline.com
9/7/2005 7:24 ص

أبو بكر القاضي: فلنخلق سودانا جديدا برؤية سودانية خالصة
السودان القديم الذي نسعى لتغييره بفكر سوداني رائده ومعلمه الدكتور جون قرنق الراحل المقيم هذا السودان القديم بحدوده وسدوده الجغرافية والسياسية والدينية وبفكره وثقافته‚‚ هذا السودان القديم هو من صنع الاستعمار «التركي + الألباني» المصري‚‚ الانجليزي فهو يرجع الى عام 1821 بالفتح التركي المصري في عهد محمد علي باشا ثم تم ضم دارفور عام 1916 بعد القضاء على آخر سلطة سودانية مهدوية ـ سلطة على دينار‚ الوطن عندما يكون من صناعة المستعمر فانه بالضرورة سيكون وطنا ممزقا لان البديهة تقول: لا يجنى العنب من الشوك‚ فالاستعمار يدرك ان وحدة الشعب تعني نهايته‚ لذلك فان الاستعمار يغرق الأمة الموحدة سلفا‚ فمن باب اولى انه لا يوحد الامة المفككة‚ انا لست ممن يحمّل الاستعمار مسؤولية مشاكلنا القائمة الآن في السودان‚ وذلك لسبب بسيط هو ان الانجليز قد خرجوا من السودان قبل خمسين عاما وخلال هذه المدة لم يقدم الحكم الوطني حكما عادلا يختلف عن حكم الاستعمار‚ بل قدم نموذجا اسوأ من حكم الاستعمار الاجنبي حيث حكمت النخبة النيلية منفردة محتكرة السلطة والثروة مع استعلاء سخيف مستخدمة ذات المشروع الاسلامو / عروبي المصري‚ وتحول الحكم الوطني الى استعمار محلي وقح‚ النخبة النيلية والتفكير بلون الآخر يستمد الانسان فكره من لونه لان لونه هو الذي يشكل هويته وخصوصيته‚ فلون الانسان مرتبط بموقعه من الشمس‚ مصدر الحياة‚ فكمية الحرارة التي يتلقاها الانسان هي التي تحدد لون بشرته وشكل انفه ودرجة حرارة دمه وكمية غضبه بل مقدار طول الجسم وكمية الشحم في جسمه ‚‚ الخ‚ فاللون ليس لون البشرة فحسب كما يفهم البعض وانما اللون يستبطن حزمة كاملة من العناصر التشريحية والطباع البشرية نلخصها بايجاز بقولنا ان من عرفت لونه عرفت ثقافته وخصوصيته وهويته والعربي الذي يحمل ميراث جوامع الكلم يسألك ايش لونك؟ ويعني باللون كل شيء؟ فلون الانسان جامع مانع لكل خصائصه فمن لم يفكر بلونه فهو مستلب لانه سيفكر بلون غيره‚ مشكلة النخبة النيلية في السودان انها تفكر بلون غيرها انهم سودان ولكنهم يفكرون بلون البيضان وهذه مصيبة المصائب عندنا في السودان‚ التعالي على الفاضي النخبة النيلية وانا اسميها (3+3) الثلاثي الذي انتج الثلاثي‚ فالثلاثي الاول (الجعليون + الشايقية + الدناقلة) الذين انتجوا (الفقر + الجهل + المرض) هذه النخبة لديها ازمة هوية ومشكلة لون‚ إشكالية النخبة النيلية خلال الفترة من 1953 - 1956 انها نقبت في تاريخ السودان الحضاري فلم تجد مرجعية حضارية سودانية من انتاج النخبة النيلية يمكن ان تستمد منها اسم سودان وادي النيل بلد المليون مربع وذلك لان النخبة النيلية لم تنشئ خلال الـ 1400 سنة الماضية حضارة اسلامية من صنعها هي فالسلطنة الزرقاء هي امتداد للممالك الاسلامية في بلاد السودان بالمفهوم الجغرافي والتاريخي وهي ممالك تمبكتو وصنفي ووداي وكاتم ودارفور يمكن ان نسميها مجازا بلاد التكرور على حد وصف الشيخ العالم محمد بيلو لها في كتابه «انفاق الميسور في بلاد التكرور»‚ الثورة المهدية لا تصلح كمرجعية للنخبة النيلية فرغم ان المهدي (محمد احمد) مولود في جزيرة لبب بالاقليم الشمالي الا ان فكرة المهدية هي مشروع فلاني والفضل في المهدية يرجع للخليفة عبد الله التعايشي تور شين ولأهل غرب السودان وأبناء النخبة النيلية لا يفخرون بالسلطنة الزرقاء ولا بالمهدية لانهم لا يجدون انفسهم فيهما‚ وحتى لا نلقي القول على عواهنه نقدم نموذجا لأنشودة الفداء كلمات الشاعر الذي وصفه الصديق صلاح الباشا في كتابه (مبدعون سودانيون) بذلك الشاعر الموهوب المثقف جدا ‚‚ مبارك بشير ‚‚ والتي صاغها لحنا الفنان الموهوب محمد وردي فنان افريقيا في هذه الانشودة التي يرددها الشعب السوداني كله لم ترد اي اشارة لسنار او السلطنة الزرقاء ولم ترد اشارة للمهدية كثورة او مشروع‚ وتعمد الشاعر تجاهل الخليفة عبدالله التعايشي أو ذكر أي واحد من قياداته خاصة من أبناء المهمشين مثل حمدان ابو عنجه‚ الزاكي طمل وعثمان دقنة‚ كما تجاهل سلاطين دارفور وكردفان وبادي أبو شلوخ‚ لقد وجد الاستعمار الانجليزي/ المصري مقاومة شرسة من أهل غرب السودان‚ وجبال النوبة‚‚ والنوير في جنوب السودان‚‚ بل الحقيقة هي أن الاستعمار قد كافأ أبناء النخبة النيلية الذين لم يقاوموه فأنشأ لهم أقدم المدارس ووظفهم في الجيش والشرطة والخدمة المدنية مما مكنهم من احتكار وظائف السودنة عام 1953‚ ونعود الى موضوعنا وهو ان النخبة النيلية عديمة التاريخ والحضارة الاسلامية لم تجد في تاريخها دولة تسمى عليها اسم السودان بعد الاستقلال الا اسم «السودان» والسودان لون يعطي مواصفات لشعوب افريقية تقع جنوب الصحراء الكبرى‚ هذا الاسم اطلقه عليهم البيضان من البربر والعرب‚ الهوة الحضارية بين تهراقا وقرنق نعم مشكلة النخبة النيلية انها تتعالى على الفاضي‚ على لا شيء فهي صنيعة الاستعمار المصري قديما وحديثا مشكلتها انها «اي المنطقة من حلفا حتى الخرطوم» تقع في ظل مطر الحضارة المصرية‚ فالحضارة الاسلامية وقفت عند اسوان في القرن السابع الميلادي وبقي اهل النوبة في السودان على نصرانيتهم‚ العرب الذين جاءوا الى السودان بعد البعثة كانوا اعرابا لم يحملوا حضارة ولا اسلاما ولا اي قيمة دينية لذلك اختار تيار الاستقلال اسم «السودان» الذي هو اسم يطلق على بلاد التكرور ودار فور والسلطنة الزرقاء‚ عندما اغترب ابناء النخبة النيلية للسعودية والخليج اكتشفوا ان جيل الاستقلال قد اخطأ حين اطلق عليهم اسم اهانة السودان ـ اي الرقيق ـ اكتشفوا ان ادعاء اجدادهم بأنهم اشراف من قريش وجدهم العباس هذا ادعاء سخيف لدرجة القرف بل أرجعوا البصر كرتين في المرآة فاكتشفوا انهم سودانيون اسما على مسمى وان انتسابهم للعباس بن عبدالمطلب هو عين التفكير بلون الغير لأن لونهم لا صلة له بلون العباس رضي الله عنه‚ السودان برؤية سودانية 1 ـ السودان اليوم بدستوره الانتقالي واتفاقيات سلام نيفاشا هو وطن واحد بنظامين‚ النسخة العربية من الدستور عليها «بسم الله الرحمن الرحيم» والانجليزية «بدون» هذا سودان صنعته ثلاثة اطراف (1) حكومة الانقاذ التي تعبر عن مشروع النخبة النيلية (2) الحركة الشعبية (3) الارادة الدولية «اصدقاء الايقاد» هذا السودان بدأ يتشكل من يوم 9/7/2005 ليحل محل السودان المصري على الاسلامو عروبي وقد تعرض هذا السودان لنكسة بعد 21 يوما فقط باستشهاد د‚ قرنق بسبب التداعيات التي ترتبت على وفاته‚ 2 ـ السودان الانتقالي سيأخذ مشكلة بعد سلام دارفور وشرق السودان وذلك في حوالي نهاية عام 2005‚ 3 ـ لن يصوت الجنوبيون للوحدة لمجرد ان الوحدة هي رغبة شمالية ولكن يمكن ان يصوتوا للوحدة اذا اقتنعوا بأن في الوحدة مصلحة حقيقية للجنوب امنيا وسياسيا واقتصاديا واجتماعيا‚ 4 ـ لن تتحقق الوحدة الا اذا قبل السودانيون بقانون واحد يحكمهم وعملة واحدة وبنك مركزي واحد واقتصاد واحد ونظام مصرفي واحد‚ هذا الشيء ممكن اذا رجعنا لقانون عقوبات 1974 وقانون العقود لسنة 1974‚‚ فأهل السودان لم يدخلوا الاسلام عام 1983 على يد جعفر نميري‚ وللعلم فان قوانين عام 1974 وضعت بفكر سوداني اصيل فهل تستطيع المعارضة السودانية ان تصوغ مشروعا للوحدة يقوم على قاعدة ان وحدة الوطن مقدمة على تطبيق الشريعة؟ وتقيم وحدة برؤية سودانية؟


للمزيد من االمقالات

للمزيد من هذه الاخبار للمزيد من هذه البيانات و المنشورات
الأخبار المنشورة لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع


| اغانى سودانية | آراء حرة و مقالات | ارشيف الاخبار لعام 2004 | المنبر العام| دليل الخريجين | | مكتبة الراحل على المك | مواضيع توثيقية و متميزة | أرشيف المنبر العام للنصف الاول من عام 2005

الصفحة الرئيسية| دليل الاحباب |English Forum| مكتبة الاستاذ محمود محمد طه | مكتبة الراحل المقيم الاستاذ الخاتم عدلان | مواقع سودانية| اخر الاخبار| مكتبة الراحل مصطفى سيد احمد


Copyright 2000-2004
SudaneseOnline.Com All rights reserved