في عام 1917 انضم دارفور لدولة السودان لسبب واحد الا وهو ان المسلمين لن يظلموا بعضهم ، وكان ذلك بكل أسف بداية كوارث بل حريق دارفور .
حكام السودان جعلوا اقليم دارفور من المناطق المغلقة لأسباب عرقية حرم بموجبها من خدمات التعليم والصحة والأمن والتنمية ، الا أن الاقليم ظل متماسكا لعقود لأن الله حباه بالأراضي الخصبة للزراعة والثروات الحية من الماشية والأغنام والجمال إلى جانب الحماية الطبيعية من السلاسل الجبلية وكثبان الرمال.
رغم حرمان الاقليم من الخدمات الأساسية ، نجده قد ظل مصدرا هاما للعمالة الرخيصة لمشروع الجزيرة (لقيط القطن) وأفراد في الجيش يستخدمون لمقاتلة إخوانهم في جنوب الوطن كما يستخدمون في المؤامرات العسكرية التي يقوم بها ضباط من أبناء الوسط النيلي.
مع استمرار التهميش والإهمال المتعمد وظروف الجفاف والتصحر وكذا تدعيات الحرب التشادية (حبري/ دبي) وإستباحة ارض دار فور للفيالق الإسلامية الليبية أدت هذه الظروف إلي الإنهيار التام في جميع نواحي الحياة الأمر الذي اصبح السكوت عنها جريمة في حق إنسان دار فور.
وقد أدرك كثيرون من أبناء دار فور الغيارى بأن المسؤولين السياسيين وحكام السودان لا يقودون دار فور فى الاتجاه الصحيح ونحو مستقبل افضل ، لذا نجد الكثير من المحاولات الجادة المطالبة بتغيير نمط الفكر في الشأن الدار فوري المتعدد القبائل. ومن تلك منظمة سوني وجبهة نهضة دار فور وثورة الشهيد داود بولاد التي أحدثت نقلة نوعية في وسائل المطالبة واعني أنها كانت أول ثورة مسلحة بدار فور هزت أركان حكومة المشير / عمر البشير .
كانت ثورة ناجحة بكل المقاييس ولو لا ضعاف النفوس من أبناء دار فور الذين باعوا أنفسهم لنظام المشير / عمر البشير مقابل 500 ألف جنية سوداني أي ما يعادل 200 دولار أمريكي تم بموجبها تسليم الثائر داود يحي بولاد للقتله وسط أجواء من الحملات الانتقامية والمجازر نفذها حاكم دار فور آنذاك الطيب إبراهيم محمد خير المعروف ب / الطيب سيخه .
يا للخسارة ! قصة الشهيد داود بولاد نموذج صارخ للمأساة يتعرض له سياسي , ألا أنها كانت هزيمة كبري لنظام البشير حيث لم يجبر المواطنين من مغادرة قراهم ليحشروا في مخيمات كما يحدث اليوم ( أبو شوك النموذجي) كما تم توعية وتبصير أهل دار فور بحقوقهم الأساسية وضرورة المطالبة بها بكل الوسائل .
حكومات السودان ارتكبت ولا تزال أخطاء فادحة في حق أهل دار فور فبدلا من مواجهة مشاكلهم بشجاعة والتخطيط السليم مع توفير الموازنات اللازمة نجدها تنتهج أسلوب الإهانة والازدراء والإرهاب وتمرير سياسة فرق تسد وذلك بتشجيع الصراعات المسلحة بين المجموعات السكانية علي أساس عرقي بل استمالة بعض القبائل العربية وتسليحها وتوفير الدعم المادي والمعنوي والحماية اللازمة والدليل تنظيم التجمع العربي العنصري وما انكشف عنه من مخططات هدامة للنسيج الاجتماعي الدار فوري , منها ما ورد في قريش 1وقريش 2 اورد علي سبيل المثال
1/ جرد قبيلة الفور من جميع ثرواتها الحية بكل الوسائل .
2/ قتل زعماء وممثلي ومثقفي الفور .
3/ حصر المتبقين من الفور في المدن والسجون واغتيال من وجد وسيلة لاغتياله .
4/ توسيع فجوة الثقة بين المركز و أبناء القبائل غير العربية .
5/ العمل علي تمكين القرشيين في دار فور عام 2020 م حد أقصى
التنظيم العربي العنصري اصبح يعمل في وضح النهار مستغلة أجهزة وإمكانات الدولة لتنفيذ برامجها وفق الأهداف والاستراتيجيات العنصرية ( الجانجويد)
نقول لهؤلاء بان المسلك طائش ومرفوض وانهم واهمون ويسبحون في بحر متلاطم الأمواج والنصيحة لهم أن يفكروا في مسالة التعايش السلمي بدلا من الجري وراء السراب .
في فبراير من عام 2003م اندلعت ثورة مسلحة في دار فور كنتيجة حتمية لظلم والتهميش والاستغلال وحرمان دار فور من حقوق المواطنة الأساسية وكانت حركة تحرير دار فور التي أعلنت العمل المسلح قد كثفت من نشاطها العسكري في مناطق جبل مرة ( تحرير محافظة قولو ) وشمال دار فور ( مطار الفاشر) قصة اللواء طيار/بشرى محدثة ضربات قوية وموجعة لحكومة البشير .
لن يمضي وقت وما لبثت أن عدلت الحركة اسمها الي حركة تحرير السودان بقيادة المحامي /عبد الواحد محمد احمد النور وبالتالي انتقالها آلي القضايا القومية المعقدة .
وفي تلك الأثناء ظهرت حركة العدل والمساواة بزعامة الطبيب خليل ابراهيم المحسوب على حزب المؤتمر الوطني الحاكم (جناح الترابي) بتوجهه الحضاري المعتدل.
رحب الدارفورين بهذه الحركات واستبشروا بها خيرا وهللوا كما حدث بثورة الشهيد بولاد والتفوا حولها ليس تعطشا للحرب وإنما ما أملته منطق المشير البشير وعصابته الذي لا يعرف غير العنف . كما أن الدارفورين قد سئموا العيش كمواطنين يهون التفريط في حقوقهم .
الثورة ساعدت إلى انتظام الدارفورين في أوعية مختلفة وفي صيغ تنسيقية باختلاف قبائلهم ، فنجد الروابط والاتحادات والجمعيات الخيرية والتنظيمات السياسية بل هناك من الأفراد من قام بتأسيس مؤسسة وكلهم لدعم الثورة ماديا ومعنويا أملا في إطفاء حريق دار فور .
في خارج السودان قام الدارفورين بتنظيم تظاهرات كبرى واعتتصامات في عواصم الدول كواشنطن ولندن إمام وزارات الخارجية ومقر الأمم المتحدة والسفارة السودانية وتسليم المذكرات مطالبة المجتمع الدولي و المنظمات العاملة في الشأن الإنساني أن تتحمل مسؤليتها لإنقاذ أهل دار فور . آلي جانب ذلك الكثير من اللقاءات الهامة مع كبار مسئولي الأمم المتحدة وبعض الدول والمنظمات الإنسانية ( أعلى المستويات) والندوات السياسية والمؤتمرات ولجان طواف لتجمعات الدارفورين لشرح القضية الدار فورية وهناك من قام بالرحلات الميدانية إلى الأرض المحررة لزيارة الأهل بالمخيمات والالتقاء بالثوار والقادة والتفاكر حول مستقبل دار فور وكيفية إطفاء الحريق .
كنتيجة لمجهودات الدارفورين تم إقرار ما يجرى بدار فور بالتطهير العرقي مما استوجب زيارة سعادة الأمين العام للأمم المتحدة كوفى عنان لدار فور هذا إلى جانب زيارات قام بها كبار مسئولي بعض الدول والوجود المكثف للمنظمات الإنسانية وقوات الاتحاد الأفريقي لحفظ السلام والمراقبة .
الولايات المتحدة الأمريكية لتفهمهما ما يدور بدار فور ومسلك حكومة البشير ولاهتمامها تمكنت من خلال الكونجرس إقرار التطهير العرقي بدار فور وحاولت لأكثر من مرة الحصول على مشروع قرار من الأمم المتحدة في هذا الشأن ألا أن بعض الدول أعضاء المنظمة والمستفيدة من بترول السودان نجدها بكل آسف تقف ضد أي مشروع لصالح الشأن الخاص بالفرد السوداني .
بالرغم من ذلك نقول أن لدولة أمريكا وجود دائم بدار فور حيث الزيارات الميدانية التي قام بها وزيري الخارجية والزيارات المستمرة للمسؤولين في الإدارات الأمريكية المختلفة وتعزيزا لاهتمام الأمريكي تعيين مبعوث خاص بملف دار فور السيد / رو جر ونتر المدير السابق للمعونة الأمريكية ، كما انه أول من اعتمد مبلغ 93مليون دولار أمريكي إغاثة عاجلة لأهل دار فور بعد لقائه السيد /احمد إبراهيم درج حاكم دار فور الأسبق .
بعد مضي اكثر من سنتين للعمل المسلح في دار فور ، احيي شهدائنا الذين قدموا أرواحهم الغالية من اجل عزة وكرامة أهليهم كما أحيى أيضا الذين يمارسون الجهاد بالنفس علي خطوط الدفاع الأمامية والتحايا لأطفالنا وبناتنا ونساءنا وشيوخنا ومرضانا في مخيمات اللاجئين علي طول السودان وعرضه ودولة تشاد .
بالمتابعة المستمرة والاهتمام البالغ لنشاط الحركات المسلحة بدار فور نخلص الي كم من الانتصارات والبطولات بل الهزائم وفشلها في حماية أهليهم من غارات حكومة البشير والمليشيات المتحالفة (الجانجويد ) التي قتلت حتى تاريخه اكثر من 400 ألف شخص وحرق الاف القري والمدن والمنشآت وطرد الملايين من مناطقهم بعد إن سلبت ممتلكاتهم واصبحوا لاجئين داخل وخارج السودان اكتظ بهم المخيمات وبيوت الكرتون ، الموت يطاردهم في كل مكان في المخيمات والخرطوم واصبحوا لا يرون في الأفق إلا الهلاك وفى احسن الأحوال الجوع والمرض والذكريات الأليمة ( كابوس).
الحركات ساهمت بشكل مباشر ومنظم في تفريغ مناطق بدار فور من أهلها بالكامل لتحتلها عناصر أخرى ويلاحظ أن آليات الحركات لا تتحرك بل تزداد الخلافات بينهما من داخل كل حركة مع الانقسامات المستمرة ووجود بعض القيادات خارج السودان ما هذا يا قادة ! وكيف العمل ؟
وفى جانب الاتفاقيات الموقعة كوقف إطلاق النار وإيقاف الطيران العسكري السوداني إلي دار فور بكل أسف لم نرى ما يشجع وأصبحت آمال الدارفورين مجرد أوراق في مكاتب المشير/ عمر البشير وفى جيوب قادة الحركات المسلحة الموجودين فى المنفى .
نظام الخرطوم لا يلتزم بالاتفاقيات وتصر على سياسة الأرض المحروقة وتقوم بشن غارات جوية مستمرة على ضواحي مدن دار فور ( نيا لا) حيث تجمعات من تبقوا على قيد الحياة .
أي اتفاق لوقف إطلاق النار هي بمثابة هدنة لتدقيق الحسابات والتعرف على حجم المكاسب والخسائر وكذا مراجعة المواقف وأساليب العمل المستقبلي وفى تقديري تطور إيجابي لكنها لا تكفى لضمان سلام دائم أن لم يتم الالتزام ببنودها وما تقوم بها حكومة البشير تؤكد عدم الرغبة في السلام.
حكومة البشير بإصرارها على قتل الدارفورين إنما تناقض نفسها حيث يلاحظ في تصريحات بعض المسؤولين وعلى رأسهم النائب الثاني على عثمان طه عندما قال في إحدى لقاءاته واعتقد إثناء زيارته سد مروى في شمال البلاد مخاطباً ثوار دار فور بان البندقية لن تكون وسيلة لانتزاع الحقوق ووصفهم بأنهم نهابون وقطاع طرق , كما نجد والى غرب دار فور الأسبق اللواء /سليمان عبد الله يؤكد بأنه لا يوجد ظلم سياسي في دار فور بل يستخدم الجيش بضرب أهل دار المسا ليت ومنهم الثوار بان وراءهم أجند خاصة ومما يأسف له أيضا اتفاقه مع حكومته في إطلاق صفة النازحين على المواطنين الدارفورين , هذا بخلاف الفريق /إبراهيم سليمان الذي له مواقف شجاعة ومشرفة فقد رفض الخيار العسكري في قضية دار فور وأثناء ذلك كان واليا لشمال دار فور وفي المقابل قد فقد منصبه كما تعرض لحادثة اغتيال وكثير من الإهانات و سلم الله الفريق / سليمان وامثاله .
المشير / عمر البشير من الاستخفاف نجده يسخر من الثوار حيث قال في تلفزيون الجزيرة بان الثوار عندما ينادون بفصل الدين عن الدولة سيصبحون دون قضية لان أهل دار فور سيتبرءون منهم . أي الأديان يتحدث عنه المشير ؟ هل الدين الذي بتطبيقه يغتصب نساء وبنات دار فور ويقتل الشيوخ والمرضى ؟ هذا الدين مرفوض مرفوض.
وما يقصده الثوار هو دين الشريعة الاسلاميه التي ضمنت حقوق الإنسان الفطرية وعبرت عنها بالضروريات إلتي جسدتها مقاصد الشريعة وهى حفظ الأرواح و حفظ الأديان والأموال و العقول والأعراق التي تحفظ الإنسان بحفظها ولا تختلط وهذه حقوق ثابتة للكل البشر ما بقيت الدنيا حتى يرث الله الأرض ومن عليها .
عليه فان المطالبة بتقسيم السلطة والثروة وفصل الدين عن الدولة ومحاكمة مجرمي الحرب مطالب لا تنازل عنها إلا إن حلها لا يجئ ألا في الإطار القومي مما يستوجب معه التجهيز الكامل والاستعداد النفسي إلي قتال طويل إلا ان السلام والأمن والحاجات ألا وليه أصبحت اليوم مقدمة في مطالب الدارفورين الذين اصبحوا بلا ارض، يسكنون بعض أطراف مدن الإقليم والعاصمة الخرطوم حيث يطلق عليهم نازحون رغم انهم مواطنون وفى عاصمة البلاد التي ليست ملكاً لأحد فهي للجميع على أن البعض يجوب العالم ولا توجد تطمئنات بالعودة لدار فور .
دار فور لكل الدار فورين ومسؤولية مستقبله لا يخص جهة دون جهة ولا فصيلاً محدداً و إنما يخص تلك المسؤولية جميع الدار فورين الذين يناضلون في ميادين شتى مستخدمين كل ألا سلحه حاملي السلاح يوم ، جيل رأي وسمع وعاش واخرج من صفوفه هذه القيادات الشابة الشجاعة التي تمثل كل النسيج الدار فورى .
بالمتابعة الدقيقة والاهتمام البالغ لعمل الحركات المسلحة بدار فور نخلص إلى بعض من الإيجابيات منها الاعتراف الدولي والإقليمي بالقضية وإعلان المبادئ الذي وقعته حكومة البشير مع الثوار إلا إننا إلي جانب ذلك نجد الدمار الذي أصاب دار فور فانه هائل جداً ومخلفاته المؤلمة تحتاج الى سنوات من العمل الجيد المتواصل لمحاولة إعادة الطبيعة على هذا الإقليم المعطاء .
فقد عجزت الحركات عن إظهار الرسم السياسي الواضح يمكن الاستدلال به فى الحرب او الاهتداء بها فى بلورة رأى موحد مما أقعدت الحركات عن العمل بل الركود فى جبهات القتال ولا تقدم فى ابوجا لازدياد الخلافات بين القيادات والاقتتال بين الحركات بل فى داخل كل حركة وكل فريق يعمل ضد الأخر حسب اجندته وكثير من الاجتهادات بإقصاء بعض الأطراف عن القضية الأساسية والتفكير فى هذا الاتجاه جريمة وعلى الذين لهم توجهات قبلية ، حزبية ، او جهوية ان يتركوا كل ذلك ويحرصوا على تحكيم العقل وعدم المجابهة الفاشلة والسباحة فى بحر متلاطم وضرورة التركيز على إنها الحرب لكي يسود السلام والتوجه نحو بناء دارفور على أسس ديمقراطية تمثل كل النسيج الدارفورى ومكوناته من دون إلغاء إية قبيلة طالما أنها قبيلة دار فورية من إن يعزى هذا الى بعض محاولات حكومة المشير /عمر البشير في زرع بذور الشك بين قيادي الحركات المسلحة مستخدمة كل الوسائل الاغرائيه منها والإرهابية وذلك لإضعافهم بالخلافات المستمرة وبالتالي تفكيك الحركات ، المحاولة أيضا في اختراق تجمعات الدالرفورين في الخارج كالاتحادات والروابط والجمعيات الخيرية وبعض المنظمات التي أسسها الدارفورين في ظل حريق دارفور حيث زرعت عناصرها لنقل المعلومات عبر سفاراتها ويلاحظ نتيجة لذلك استئثار بعض ألناشطين من أبناء دار فور بالمكارم البشيرية وسيأتي اليوم الذي يتم الكشف عن هؤلاء الذين نسوا اغتصاب النساء وقتل الشيوخ والمرضي والمقابر الجماعية والسجون والعذاب والقهر فضلا عن الاف الأطفال الذين يلاقون حتفهم يوميا بمرض الإسهال والملاريا وسوء التغذية . أقول لهؤلاء أيضا إن التاريخ لن يرحم وذاكرة الناس لا تضعف .
أعلاه خيبت آمال الدارفورين الذين لم يعودوا يحتملون المزيد من خيبات الامل والهزائم التي أثرت كثيرا علي قطاع الدار فوريين بل أدت الي الانقسامات طبقا لما يحدث في الحركات المسلحة وخوفا من تكرار مأساة الشهيد بولاد نرجو ان لا تكون هناك مساومة في قضية دارفور مهما عظمة الاغراءات فكلنا نريد مستقبل مدني مستقر لدار فور وبما ان الحرب ليس نزهة يحتاج إلى الكثير من التضحيات ، علينا إن نفهم أيضا بان الانتصار العسكري لا يقهر أي شعب يريد الحياة والكرامة .
من هذا المنطلق لا بدا من إنهاء الحرب لكي يسود السلام وتحويل دارفور إلى نموذج للتعايش السلمي بين الأعراق المختلفة في أطر قانونية منظمة تحفظ الأمن والاستقرار وكل هذا ممكن إذا اقترن بالعمل الجاد المخلص.
الوضع بدارفور خطير جداً وحالة الأهل فى المخيمات اكثر سوءا الأمر الذي تلزم الحركات المسلحة اتخاذ موقفا موحدا واستثمار الوقت والجهد في برنامج عمل واضح لإطفاء حريق دارفور الهدف واحد والعدو واحد .
قادة الحركات الثلاث مدعون ان يعقدوا مؤتمر بينهم وكذا أهل المشورة في الحل والعقد من أبناء دار فور ذوي الخبرة السياسية والمعرفة في قضايا دارفور وذلك لالتقاء في ظل حرية الكلمة واصالة الرأي والتداول في شئون دارفور في التحولات السياسية وصوغ عهد جديد بتشكيل قيادة تكون واضحة في عملها لها برنامج عمل محدد وتكون قادرة علي تأمين تضامن بين أعضاء هيئة القيادة وكذا التماسك الداخلي الحقيقي والتحلي بالروح النضالية العالية والي جانب العمل السياسي ( حيث الاتفاقيات فالعبرة الالتزام ببنودها ) مواصلة القتال لان من دونها يصبح الحركة بدون أوراق تفاوضية .
ونرجو إلا يستغل هذا اللقاء فى تصفية الحسابات بين القادة وانما لتحقيق المحبة والوئام وتكرس الإخاء وبالتالي وضع حد نهائي لمسألة الاقتتال بين الحركات وتوقيع ميثاق شرف للوحدة وتحريم إي احتكاك للسلاح فى اى نزاع داخلي مهما يكن حجمه ونوعه ونؤكد جازماً بان هذا التحرك سيجد الحريصين عليه والعمل على دعمه وتطويره بكل الوسائل .
فى الختام نشيد بجهود السودانيين باختلاف توجهاتهم القبيلة والحزبية والجهويه لتضامنهم مع أهل دار فور حيث التحرك السريع والوجود المكثف فى تنفيذ التظاهرات والندوات واللقاءات السياسية كما نشيد بجهود الإعلاميين من أبناء السودان وغيرهم الذين لم تجف أقلامهم عن الكتابة عن دار فور ولولاهم لما تعرف العالم على دار فور والإشادة أيضا للجمهور والنوايا الطيبة لبعض الدول والمنظمات العاملة فى الشان الإنساني حيال دار فور كدولة نيجيريا التي ترعى المحادثات بين الثوار و حكومة السودان ودولة تشاد الوطن الثاني للدارفورين (اكثر من مليوني لاجئ فى المخيمات ) والجماهيرية العربية الليبية التي لها مساعي حميدة لمعالجة مشكلة دار فور من خلال القمة الإفريقية المصغرة واللقاء الجامع لأبناء دار فور بطرابلس الغرب .
علي الدار فوريين مواصلة حواراتهم في أيجاد الصيغ التجمعية لاتفاق والالتفاف حولها ودعمها ماديا ومعنويا لإطفاء حريق دارفور من اجل التعايش السلمي .
عبد الله موسى نور
فرجينا – الولايات المتحدة الأمريكية
Email: [email protected]
7/9/2005