استووا إلى الصلاة يا أهل اللوح والقراّن يا حملة كتاب الله استووا نساءً ورجالاً شيباً وشباباً مزارعين ورعاة, أبالة بقارة وغنامة استووا يرحمكم الله مثقفين وطلابا اتحادات ونقابات وروابط ومنابر وعشائر وقبائل وثوارا وجنجويد كل من أقلته أرض دارفور وظلته سمائها استووا يرحمكم الله سدوا الخلل حاذوا بين المناكب والأقدام ولا تدعوا للشيطان فرجة بينكم إن الله لا ينظر إلى الصف المعوج, وتقدموا أيها الأئمة حفظة كتاب الله وحملة أمانة الله إلى الخلق , سلاطيننا الأماجد النظار و الشرتايات الأفاضل الديمنقاوات العمد والشيوخ المحترمون .
لشعيرة الصلاة في الإسلام مفاهيم ومعاني واسعة الدلالات والعبر , فالصلاة شعيرة تتساوى فيها جميع المصطفون ملوك ومملوكين أمراء ومأمورين أغنياء وفقراء ونساءً ورجالا حيث تزول كل الفوارق الدنيوية و الشكليات الزائفة الزائلة لا محال ولو لحظات من عمر الصلاة فالكل عبدا أمام المعبود الأعظم . تذكرنا وفقه الصلاة اللحظية بوقفة في يوم شيب من هولها الولدان . فضلاً عن أن الصلاة أمرة بالمعروف ناهية عن المنكر , دقائقها وقفات بين يدي الملك العلاّم حصن من الشيطان عدو الإنسان المتكبر على الرحمن , هنيهات نتسامى روحا نتقرب فيها إلى الله عز وجل ندير ظهرنا للدنيا ومغرياتها والنفس ونزواته والشيطان وغوايته ساعة تصفو فيها النفوس مشرئبة صادقة لعفو بارئها , أصدق به من ساعة . صدق مع النفس والخالق عز وجل نعقد فيها مؤتمرا نتصالح فيها مع الله والنفس فهيا أئمتنا الكرام سلاطيننا الأوفياء لا تختموا الصلاة إلا والصلح قد تم والسلام الإجتماعى قد عم . الصلاة جامعة يا أهل دارفور , في هذه اللحظات الإيمانية والأرواح سابحة في ملكوت بارئها والقلب مفعم بالإيمان واللسان يلهج بالذكر والقران , تعالوا نتصافى جميعا نتجاوز الصغائر ندمل الجراح نكفف دموع الثكالى والأرامل والأيتام قبل الختام
أهلي عشيرتي في دارفور : اخترت هذا المدخل لقداستها وسموها عند كل من نطق بالشهادتين فالكل يسمو في صلاته فتعالوا نعقد مؤتمر صلح لبيتنا الخرب بقلوب صادقة خالصة لله ترجو من إصلاح ذات البين تقربا إلى لله .
لدارفور تراث اجتماعي ناهزت القرون الست من التعايش السلمي قل النظير والشبيه , فإذا نقبنا بعمق في تراثنا لوجدنا البلسم الشافي للمشاكل المصطنعة بفعل المتربصين بنا وبأرضنا الدوائر .
الأهل العشيرة في دارفور : نداء لكل أهل الحل والعقد الذين قدمناهم لإمامة الصلاة أقول أنتم الأصل وأنتم واطين الجمرة فالديار دياركم وأهل أهلكم والعشيرة عشيرتكم القتلى قتلاكم والثكلى ثكلاكم والأيتام أيتامكم والخراب خرابكم أنتم مسئولين أمام الخالق قبل البشير وزبانيته مشعلو الفتن الذين يريدون تهجيركم من بلادكم وأرضكم لتحلون ضيوفا عليهم في أطراف الخرطوم تستجدونهم جوالات الخيش والصفيح لتقيكم الحر وعندها وا ذلاه , فتداعوا يرحمكم الله في صف صلاة لا فرجة للشيطان بينكم رتقاً للفتق ونسجا للمجتمع ولماً للشمل ودرئا للفتن وتفويتا لتجار الحرب المشاءون بالنميمة قطعا للرحم وفسادا في الأرض قاتلهم الله أنى يؤفكون .
صدقوني أهلي عشيرتي : إن التركيبة العقلية لأهل الخرطوم نشاز للغاية ولا يكنون لنا غير العداء والحقد فهم الذين أحصونا عددا وقتلونا بددا في كرري وأم ديبكرات . قتلوا أجدادنا وعلى رأسهم الخليفة عبد الله التعايشي والسلطان علي دينار وعثمان دقنه ومن قبل السلطان إبراهيم قرض الذي رفض أن تمر قوافل الرقيق من على أرضه وهو حي يرزق فقام تاجر الرقيق الزبير باشا بفعلته الشنيعة تلك . فلا تسمعوا لعوائهم وهرائهم وتملقهم ونفاقهم إنما يريدون تشتيت شملكم وتفريق جماعتكم وتقطيعكم إربا إربا ومن ثم القضاء المبرم . ما قدموا خلال التاريخ لنا غير الخزي والخذلان والمكر والخديعة والازدراء الممقوت وأخيرا حمم الموت التي تحمله طائراتهم إعمالا للقتل والتشريد والتدمير لو أنفقوا ربع ما أنفقوه الآن لما رفع أحدا السلاح ولكنهم لا يجيدون إلا الدمار والخراب وهم يفعلون ذالك انتقاما لحادثة المتمة التي والوا فيها الكفر على الإيمان , فعلى الرغم من البون شاسع بين تمرد المتمة وثورة أهل دارفور المظلومين ومقارنة بسيطة فإن الخليفة لم ينمي الغرب ويترك الشمال ولم يستأثر الثروة لأهله في الغرب تنمية وتطويرا كما يفعلون اليوم استئثارا بالسلطة والثروة ومع ذالك لم يكرموا ثورات المظلومين بالورود والتصفيق بل بالقنابل والدبابات حرقا وقتلا فماذا يعيبون على الخليفة تأديب المارقين ومالوا الكفر إذن .
ثم متى اكتشفوا عروبتنا في دارفور أم هي سياسة فرق تسد وماذا قدموا لعرب دارفور أهي آلة الدمار والموت وإدارة القتال بالإنابة أم ماذا ؟؟؟ ألم يعلموا أن الخليفة عربي الأصل ويدين بالإسلام ؟؟؟؟ ألم يعلموا أن الذين غرروا بهم من أبناء دارفور من ذوي الأصول العربية كانوا يعانون الفقر والجهل والمرض والعطش القاتل أم هي المكيدة والحرب وتكتيك مرحلي لإدارة حروب نتنة وقذرة لأنها لا تطال أسرهم وعروضهم فتراهم مبتسمون عند التحدث عن مأساة أهلنا في دارفور . شامتون أحيانا كما يفعل وزير خارجيتهم
أهلي عشيرتي : المطلوب لعب دور رسالي نتقي الله في أنفسنا ووقفة صادقة مع النفس نعظم فيها حرمة النفس التي حرمها الله ونقي أنفسنا شرها ونعيد الدار سيرتها الأولى , فتعالوا نسموا فوق الجراح لرأب الصدع وتفويت الفرصة على الذين يريدون لزعاماتنا أن تعيش في كرتون مايو والحاج يوسف ومعسكرات المويلح ليقتلوا فينا كبريائنا كما فعل بسلاطين الجنوب حيث هم الآن يقتاتون من بقايا زبالة الخرطوم . فوتوا الفرصة عليهم وتمسكوا بثوراتكم صححوا مساراتها بالنصح والإرشاد والتوجيه السديد أجمعوا أمركم ثم ائتوا صفا وقد أفلح اليوم من صوب وسدد طعناته على ظهر الباغي , ووجهوا طاقاتكم لنزال المركز الغاشم الذي لا يعرف إلا لغة السلاح ومنطق القوة . فقد نطقت شفاههم كفرا ونفاقا وأعلنوها صراحة - أنتم شبه الحكم ولا الحكم بشبهكم – يحكمنا المصريون ولا الغرابة - فهل تريدون بيانا أكثر من هذا يا أهل دارفور.
نحن شعوب دارفور ناصرنا ثورة الإسلام في السودان ولا فخر حين خذله الآخرون وآويناه طريدا وساعتها لم يعجزنا الزعامات الجهوية , كل غرب السودان تعج بأرشد نظم الحكم عدلا بين الناس وإخاء وتسامحا خلقا ودينا . عكس الذين إلي يومنا هذا لم يستوعبوا معاني الإسلام في تركيبتهم الاجتماعية الذين يتخذون من العنصرية دينا ومنهجا اجتماعيا ويكفيك مشاهد مدنهم لا تجد بينهم من شرق أو غرب أو جنوب إنسانا
ولسنا بدعا من الشعوب السودانية التي ثارت على جور المركز ولكن الإسلام كان يلجمنا من الخروج على الحاكم ولكن طالما اتخذوا الظلم منهجا بين عباد الله تكبرا وتسلطا واحتقارا سنرد العدوان بالمثل .
الأهل العشيرة :أمر بدهي من زبانية الخرطوم أن يديروا دولاب الحرب لصالحهم بزرع الفتن بيننا بإثارة النعرات العنصرية والقبلية ودغدغة ما سمي العروبة والزرقة كما يحلوا لهم . ويسلحوا طوائف على حساب الأخرى. أين كان هذا السلاح عندما كان النهب المسلح يسرح ويمرح في دارفور بطوله وعرضة؟؟؟ هذه وسائل رخيصة لاينخدع لها إلى ضعاف النفوس من غوغاء الناس ولكن لنا من الحكمة ما نجمع به شملنا إنشاء الله .
تواصوا بالحق وتواصوا بالصبر وإن الله ناصر المظلومين وقاهر المستبدين . وثورة حتى النصر بإذن الله . ونصيحة للإخوة الثوار الأحرار من رفع السلاح لدنيا يصيبها وقبيلة يعز شأنها فسلاحه وجهده إلى بوار ومن رفع السلاح لنصرة المظلومين ورد كيد الكائدين فالنصر بإذن الله حليفه وإلى ألأمام يرعاكم رب الأنام بعين لا تنام
استووا يرحمكم الله سدوا الخلل ساووا بين الصفوف حاذوا بين المناكب لا تدعوا للشيطان فرجة وقبل الختام يعم السلام .
أدم عبد الرحمن الصبي
المملكة العربية السعودية – الرياض