تترد أخبار انضمام الاتحادي بقيادة الميرغني للحكومة كأنما انها اي القيادة توشك ان ترتكب محظوراً ابدياً لا ينبغي إرتكابه .فهل هذه طبيعة الاتحادي او الأحزاب الطائفية اي الإبتعاد الطويل عن الكراسي؟ و هل المواقف المتشددة التي يبديها بعض عناصر الإتحادي هي مواقف إتحادية الهوي و المزاج؟ لنقترب أكثر ! معلوم لكل السودانين ان الإتحادي ظل يباهي علي الدوان انه حزب الوسط . و هذا ملاحظ من تركيبة الحزب و عدم تبنيه لمواقف متشددة من كل مواطن الشد و الجذب في السودان عبر تاريخه الطويل . إذن من الذي يدفع بالإتحادي لهذا الموقف المتشدد الذي لا يشبهه كما أسلفنا لكونه تيار يشبه النيل الأبيض في مساره؟ دعونا نرجع للوراء و كيف ان التجمع قبل بازدواجية شخصية الحركة الشعبية دون ان يثير ذلك اي بلبلة في صفوف التجمع. و المنطقي بالنسبة للحكومة انها اعطت ما عرف بالتجمع نصيبا كبيرا من خلال القسمة التي نالتها الحركة . ببساطة لأننا لم نسمع ان الحركة انسحبت من التجمع او انها طردت !!! فكيف لباقي كيان التجمع ان يغالي في مطالبه و هو ما انفك يفخر بالحليف المزدوج؟ لأنه المفروض ان الحركة ما زالت علي العهد القديم. فهل التجمع يريد ان يتجنب التفكير في هذا الأمر البدهي. عودة للسؤال المهم من يدفع بالاتحادي لهذا الموقف الحاد ؟ ربما الإجابة اصبحت سهلة اكثر من ذي قبل اذا سألنا من المستفيد و ما الفائدة؟ واضح انه الحزب الشيوعي لأنه يريد ان يدخل ضمن موكب منتصر و انه ربما يكون بامكانه الإقتيات من ماعون الإتحادي نفسه بتقطيع الفريسة و من ثم إالتهامها لأننا نعرف أن الشيوعي فقد عضويته منذ زمن بعيد و ما بقي منها فقد استمراره بفعل انهيار المعسكر الشرقي.والان ماهي مكاسب الإتحادي و السودان من مشاركته في السلطة؟ ـولا سبقت قيادة الميرغني ,مجموعة الهندي و لعل ذلك ان يرجع الود القديم و الإلف التليد بين ابناء الكيان الواحد الذي لم تمت أشواق التوحد و الإلتئام علي الأقل لدي قواعده. و حتي لو سبق ذلك عتب و تشاكي و ملامة!!! اما السودان فمكسيه الكبير هو ان حوارات السودانيين لم تتعثر بمثل هذه الصور الا بالانقسامات و اصبح من العسير ارضاء مكونات التيار الواحد . اضف لذلك أن الأحزاب الشمولية كالجبهة و الشيوعي و كل الإقصائين يؤمنوا بقاعدة فرق تسد (Divide and rule )
لذلك نتمني ان يبعد من طاقم الإتحادي المشارك هذا ان تمت المشاركة, ان يبتعد عنها الموتورين من مدرسة سيد أحمد الحسين . فمثل هؤلاء لا يمكن ان يشاركوا في بناء اكبر قطر افريقي , لأنه هيهات لقوة منفردة او إقصائية ان تبنيه .