حسن الطيب / بيرث
بسم الله الرحمن الرحيم
يعاني كثيرون من شعب السودان في هذه الايام المشقات المتتابعه نتيجه الحروب الاهليه والاضطرابات السياسيه والاجتماعيه , الكوارث الطبيعيه , المرض , الفقر المدقع , وقهر الحكومات الشموليه . وذلك كله بسبب تمرد
كتيبه توريت العسكريه وتطورت بجهد الداعين الي " افرو سودان " الي حرب اهليه ورغم ما خلفته من موت ودمار كانت قضيه منسيه , وبظهور " مسلمو سودان " نالت الاهتمام واصبحت قضيه عالميه .
ولقد جعلنا لكل شئ سببا هذا ما جاء في قوله الكريم ويعني بذلك انه لا شئ يقع في هذه الحياه الفانيه دون اسباب وما يعانيه شعب السودان السبب الاول فيه يعود للاستعمار التركي والسبب الثاني للاستعمار البريطاني وفيما بعد ذلك وليومنا هذا الحكم الوطني الذي اهمل مطالب الاقليات في وطن متعدد الاعراق والثقافات .
والحق يقال التركيه نهبت ثروات البلاد واسترقت العباد وجندت الزبير باشا ليصبح اول عميل لمؤسسي تجاره الرقيق في العالم القديم التي بدات شمالا ثم اتجهت غربا وجنوبا لذلك اصبحت الشلوخ بالنسبه لاهل الشمال تعني الحريه واصبح العرف السائد لدي العامه هو المشلخ " سيد " والبدون " عبد " وجاءت المهديه وحررت البلاد والعباد من بشاعه الاستعباد البشري الذي فيه مهانه كبيره للكرامه الانسانيه , ولتربص الاعداء والمشاكل القبليه لم تستمر الثوره المهديه وعاد الاستعمار التركي تحت مظله الاداره البريطانيه التي جردته من سلطاته بعدما تمكنت من اداره البلاد وركزت كل جهدها في العمل علي عدم الوئام والالتئام ما بين الجنوب والشمال , ومن اجل ذلك تركت الجنوب يرزح تحت خط الفقر والتخلف والعري وعادت واعراف جاهليه انقضي زمانها , واصدرت قانون المناطق المغلقه الذي ضم جبال النوبه واجزاء من دارفور وجنوب النيل الازرق , وكل ذلك لمنع انتشار الاسلام واللغه العربيه التي اصبحت لغه التخاطب المشتركه بين القبائل الجنوبيه وبسياسه فرق تسد نجحت الاداره البريطانيه في غرس بذره الانشقاق وكراهيه اهل الجنوب للشمال التي اصبحت واضحه للعيان في احداث توريت عام 1955 وراح ضحايا لذلك الهجوم الغادر 335 مواطن شمالي معظمهم من الاطفال والنساء والتجار واصبح اول تطهير عرقي في القاره الافريقيه , وفيما بعد ذلك حدثت احداث كثيره اخرها الاضطرابات التي وقعت الشهر الماضي في الخرطوم اثر مصرع زعيم الحركه الشعبيه والنائب الاول لرئيس الجمهوريه الدكتور جون قرنق وبما ان ماحدث عمل بدائي ووحشي ترك سكان الخرطوم يعيشون في حاله من " الزينوفوبيا " وهي الخوف من الاخر وبداوا تسليح انفسهم انتظارا لما هو قادم , واصبح ما يقال بان الشعب السوداني يتميز عن سائر شعوب العالم بالتسامح والتعايش الديني والعرقي وحب الحريه مجرد كلام واوهام والاثنين الدامي خير مثال .
وبناءا علي ماسبق ذكره باختصار , لا يمكن الانكار انه من الصعب ان يستاصل الجنوبيين وحلفائهم الجدد مشاعر العداء والكراهيه للشماليين والدليل علي ذلك التقرير القضائي الذي وضع يده علي الحقائق في احداث توريت عام 1955 يلي ذلك تفرير مجموعه الازمات الدوليه عام 2005 .
واخيرا اقول لا سلام بدون عداله ومن العدل العمل علي التراضي لا القهر وازاله الفقر لاذابه الفوارق الاجتماعيه وتقويه الاواصر الانسانيه للخروج من الازمه التاريخيه .
اخر الكلام :- ما قاله الفيتوري بعد احتلال العراق ,
دعونا نعلق علي مشجب الشمس اكفاننا
ونهز بيارقنا .. او دعونا نصلي ..
فقد تخصب الصلوات التي يبست في حناجرنا
ثم سالت نعوشا عراقيه
ومدائن مكسوه بالحرائق , مزدانه بالدماء ..
دعونا نغني لمن يستحق الغناء .. ونبكي لمن يستحق البكاء