تحليلات اخبارية من السودان
ترحب سودانيزاونلاين بجميع الاراء الحرة و المقالات لنشرها فى هذه الصفحة.ويمكنك لزوارنا الكرام ارسالها الى [email protected] كما نرجو ذكر الاسم الحقيقى و الكامل و مكان الاقامة مدة بقاء المقال فى هذه الصفحة 10 اعوام

هل جزاء الإحسان إلا الإحسان .. الدبلوماسية السودانية إبان فترة أحزيات ثورة 23يوليو المصرية بقلم علم الهدى أحمد عثمان/القاهرة

سودانيزاونلاين.كوم
sudaneseonline.com
9/4/2005 10:09 م

هل جزاء الإحسان إلا الإحسان ..
الدبلوماسية السودانية إبان فترة أحزيات ثورة 23يوليو المصرية

علم الهدى أحمد عثمان/القاهرة
[email protected]

لا ش شك أن نجاح البلوماسية الخارجية لكل دولة ستخدم ليس مصالح ذات البلد فحسب وإنما ستمتد إشعاعاعات إفادتها لخدمة البشرية كافة غير متقيدة بتأريخ أو جغرافيا مهما كانت قساوة الأحداث التى شابت حقب معينة من التأريخ أو تلك المنعرجات الكنتورية مناط نزاعات الحدود التى تعكر صفو علاقات الجوار خاصة .. لأن الدبلوماسية هذه تكون قائمة على الحكمة والحنكة والوطنية الحقة والتجرد ونكران الذات والإيثار دون إعتبار لأية خصاصة .. كل هذه القيم
النبيلة تكون بمثابة طاقة كامنة تشكل المعين الأساسى الذى يغذى أفكار القائمين على أمر هذه
الدبلوماسية .. فلأجل ذا كانت مساعيهم الحثيثة ومجهوداتهم المقدرة حيال السودان خاصة ومصر والأمة العربية قاطبة .
تجئ الإشارة هنا إلى فترة الثورة المصرية المشار إليها بحكم معظم أعضاء مجلس قيادتها تربطهم صلات وثيقة بالسودان .. سواء محمد نجيب الذى ترعرع فى السودان وتعلم فى مدارسه
أو جمال عبد الناصر الذى عاش جزء هام من سنى نضاله فى السودان وتبلورت فكرة الثورة فى رأسه وتشكلت ملامحها العامة لديه وكل ذلك تم إبان فترة تواجد عبد الناصر بالسودان .. حتى الكيفية التى تم بها تنفيذ وتفجير الثورة كانت على الطريقة السودانية الصرفة [ أى إستيلاءالجيش على السلطة ].. حتى ولو كانت تجارب السودان فى المجال لاحقة إلا أن المعلم الذى تتلمذ على يده عبد الناصر وعلمه فن تفجير الثورات واحد .. أى المعلم هنا سودانى خالص .. خاصة أن عبد الناصر إبان فترة وجوده فى السودان كان كثير الجلوس إلى السودانين بإصغاء كامل للإفادة من العبقرية السودانية فى الشأن خاصة عندما تخمرت لديه الفكرة وراقت إليه فى كنف فضفضاته مع بعض السودانين الذين يحملون بين جوانحهم الفكر الثورى وشتى ضروب زخم التحرر .. وذلك لحين مواتاة الظروف المناسبة .. فلأجل ذا كانت ثورة 23 يوليو مولود شرعى فى بيئة مغايرة .. لا أعنى بذلك أنها .. الثورة المعنية .. كانت بمثابة طفل أنابيب .. لكن الحقائق والواقع وما هو دون ذلك تكون جميعها بمثابة النبراس الذى يضئ حلك ملابسات هذه الوضعية .
يجئ حديثنا هنا فى أثناء تكاد أجوائها ملبدة الغيوم وأرضها كثيفة السديم .. وتشئ البرغماتية إن رضينا أو أبينا هى السبيل الوحيد لأية علائق .. فى ظل هذا الزخم من عدم الرؤية .. بشأن أو التى تخيم على العلاقات المصرية السودانية .. قديما وحديثا .. أكثر إهتمام لاقته هذه العلاقات عبر التأريخ ..وصمها بأنها علاقة : أزلية ـ ذات خصوصية ـ ذات تميز .. هذا هو كل الإجاز العبقرى الذى تم الإضطلاع به عبر سنى الحكم الوطنى المختلفة .. أما بشأن تحقيق خطوات إيجابية فعلية منتظمة ومستقرة .. فالأمر يشئ يكون جد آخر .. والواقع أصدق شهادة لكل ..مراقب..
أو محلل .. وأكثر العوامل تهدد إستقرار العلاقة الوثيقة بين السودان ومصر هى من الطابع السياسى .. أى الدور الذى تضطلع به السياسة الخارجية فى كلا البلدين حيال بعضهما البعض
فلأجل ذا كان موضوع حديثنا هنا هذه المرة .. التركيز على فترة بعينها .. لما صاحبها من دور أخوى مهم ومقدر على الصعيد الإقليمى والدولى والذى إضطعت به القيادة السودانية الرشيدة الماثلة فى شخص القائد السودانى البارع ..محمد أحمد المحجوب .. طيب الله ثراه ورفاقه الميامين فى كلا البلدين .. والذى كان يشغل فى فترة ما منصب رئيس مجلس الوزراء ووزيرا للخارجية فى الوقت نفسه .. ومنود قوله والتركيز عليه هنا .. أن المحجوب وصفته الرسمية لم يدخر وسعا أو جهدا بشأن الوقوف إلى الأشقاء المصرين .. لا فى حال السراء .. ولا فى الضراء ولم يتوانى يوما طيلة فترة عمله السياسى .. بشأن تطوير العلاقات المصرية السودانية .. فى الوقت الذى ظلت فيه أطماع عبد الناصر تتجه نحو الجنوب من الوادى لبسط نفوذه إفتئاتا لحقوق السودان وإنتهاك حقوقه الخالصة فى ملكية أراضيه .. فى غير الوقت المناسب .. وكل ما حدث ..
ففى الوقت الذى يرافع فيه المحجوب عن الشقيقة مصر أمام مجلس الأمن .. بحكم رابط الدم والإخاء والمصير الواحد والهم المشترك .. وهذا للأسف دوما لا يجد تقدير إلا من جانب السودانين الذين عرفوا بالطيبة وحسن النوايا إلى ما وراء خط اللزوم .. وكل هذا الجميل والبلاء الحسن من الإنفراج الواسع الذى أحرزه المحجوب أثناء مداولات دورة مجلس الامن المنعقدة آنذاك بشأن إنسحاب القوات الإسرائيلية إلى ما وراء خط الهدنة .. الذى أتى إثر العدوان الثلاثى الذى طال الأراضى المصرية أيضا فى ذينك الزمان والذى وجد إدانة واسعة فى أوساط السودانين على المستوى الرسمى والشعبى .. ولم تقف المجهودات السودانية عند حد الإدانة والإستهجان فحسب .. وإنما تلت ذلك خطوات فعلية على المستوى الرسمى .. هنا .. على المستوى الإقليمى .. وهناك على المستوى الدولى .. أخذت المرفعة أمام مجلس الأمن .. من ناحية .. ومن ناحية أخرى أخذت منحى حشد التأييد لصالح القضية المصرية .. وقيام الدبلوماسية السودانية حيال ذلك بالإتصال بالأطراف العربية ودعوتها لقمم طارئة كما فى كل مرة من فتراة الأزمات التى تعرضت لها الشقيقة مصر .. أثناء فترة عبد الناصر .. لكن الطرف المصرى كما فى كل مرة لم يقدر كل ذلك .. وهنا يمثله عبد الناصر .. فإذا به يفاجئ السودانيين .. بمطلب أحل بهم كل وجوم .. فإذا به .. عبد الناصر .. يطالب السودنيين إثر مذكرة رسمية من الحكومة المصرية بأنه يرغب على نحو أكيد ضم منطقتى حلفا وحلايب السودانيتين إلى مصر .. وضرورة تسليم هاتين المنطقتين بسكانهما للإدارة المصرية ..وذلك فى إطار مساعيه الرامية إلى إقامة السد العالى .. وهذه خير مكافأة تقدم للسودنيين وبأسمى آيات الشكر والتقدير على مجهوداتهم المعتبرة .. ويحضرنا ماتندر به رئيس الوزراء عبد الله خليل .. الرجل الذى كان أكثر توجسا حيال أطماع عبد الناصر ..
وإبان هذه الوضعية المعيبة .. تساءل عبد الله خليل : كيف يكون بمقدور عبد الناصر إقامة السد من دون موافقة السودان ..ومن دون الوصول إلى إتفاق بشأن مياه النيل ؟ وكان من رأيه : أن كل حاكم مصرى تواتيه القوة والنفوذ يعمد إلى إقامة هرم .. وأن عبد الناصر يريد أيضا بناء هرمه الشاهق .. أى السد العالى كغيره من الفراعنة .. وعليه فإن عدا الحال كذلك فيا للهول وتخوفنا على مصير العلاقة بين البلدين .. مصر والسودان فى ظل تنامى الأطماع الهرمية .. وما كل ذلك إلا بدافع الحق وللتأريخ مهما كانت قساوة هذه الحقائق .. لأجل رفد باعث الطمأنينة بشأن العلاقة بين البلدين وإصلاحها وتطويرها .. على أسس راسخة تتصدى لحملها عبر كافة التقلبات والتغيرات .. وكل ذلك حدا بنا الإشارة إلى هذه الحقائق مجردة .. وعلى الله وحده قصد السبيل .


للمزيد من االمقالات
للمزيد من هذه الاخبار للمزيد من هذه البيانات و المنشورات
الأخبار المنشورة لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع


| اغانى سودانية | آراء حرة و مقالات | ارشيف الاخبار لعام 2004 | المنبر العام| دليل الخريجين | | مكتبة الراحل على المك | مواضيع توثيقية و متميزة | أرشيف المنبر العام للنصف الاول من عام 2005

الصفحة الرئيسية| دليل الاحباب |English Forum| مكتبة الاستاذ محمود محمد طه | مكتبة الراحل المقيم الاستاذ الخاتم عدلان | مواقع سودانية| اخر الاخبار| مكتبة الراحل مصطفى سيد احمد


Copyright 2000-2004
SudaneseOnline.Com All rights reserved