وعندما ادركت حكومة الجبهة عدم قبولها فى الوسط السياسي والشعبى قامت بقفزات على الساحة السياسية بتوسيع دائرة النفوذ بديلا عن كشف نواياهم وتحديد مواقفهم المبدائية .
واكثرما ادهشنى حقا هو موافقة التجمع الوطنى الديمقراطى بهذه السهولة على اتفاق القاهرة واللعب على الحبال دون اتخاذ الحيطة و الحذر من مرواغات حكومة الجبهة والتفاوض معهم بدون وضع حد وخط تماس واضح. لما بعد التفاوض ولكن اعتقد ان احلام التجمع للسلطة والثروة قادته الى الفشل الذريع ,لان التجمع مدرك مدى مكر حكومة الجبهة التى اعتادت ومازالت تمارس سياسة الثنائية فى التفاوض التى ما هى الا سياسة عبثية تلعب بها حكومة الجبهة لتامين موقفها السياسي ,ولكن بالرغم من علم التجمع بذلك دخل التفاوض هذا ماجعلنى اضع علامات استفهام ؟ هل كان يعتمد التجمع على وجود ثقل الحركة الشعبية كشريك مع حكومة الجبهة ؟ او غرض التجمع الوصول للسلطة بغض النظر من ما تترتب عليه ؟ لماذا لم يكمل التجمع الوطنى الديمقراطى المفاوضات فى القاهرة ؟ كل هذه الاستفهمات ترتبت عليها عودة التجمع للقاهرة بهه السرعة بعد تفاوض فاشل وسيصبح وصمة عار فى جبين هذا التجمع المشلول .
اعتقد ان دخول التجمع الوطنى الديمقراطى الخرطوم قبل حسم التفاوض والخلافات التى مازالت عالقة بالقاهرة قد اهان نفسفه وان كل من اسهم في تكوينه و هذا ماكانت تتمناه حكومة الجبهة حتى تغير اللعبة من (14) الى حريق والان التجمع فى الحريق لذلك لابد من اتخاذ رؤية واضحة تفظ ما تبقى من ماء وجه للتجمع (يا برة ياجوة)لان مايحدث الان في غاية الخطورة لذلك لابد للتجمع ان يكون على اهبة الاستعداد لخوض معركة سياسية ضارية فى مواجهة حكومة الجبهة , لان حكومة الجبهة فى كل الاحوال بارعة فى الانسحاب من الارتباطات السياسية ان لم تات الرياح بما يتوافق طموحاتها . وماقام به مؤتمر البجا بانسلاخهم من لعبة الكوتشينة التى استضافتها القاهرة هو تاكيد على ان مؤتمر البجا كيان مؤسس مبنى على قضايا تهمه (قضية البجا) وليس قضية سلطة اوثروة انما التنمية والاستقرار.
والاكثر دهشة هو زيارة سلفاكير الى القاهرة التى هي الاول من نوعها بعد تعينه ائبا لرئيس الجمهورية,هذا السلفا لم يضع فى برنامجه حتى الجلوس مع التجمع بشكل ودي على اساس العلاقات السابقة مما يؤكد ان التجمع اصبح الان دون جدوى وقد تقطعت به السبل مابين القاهرة والخرطوم واسمرا ,مم لاشك فيه حتى الان مازالت الفرصة امام التجمع قائمة حسب اعتقادي لتصحيح مساره حتى يكون مقبولا ويصالح الشعب السوداني الذي كان ينتظر منه الكثير.
والسؤال الذى اصبح عالق بذهنى هو دخول التجمع الوطنى الديمقراطى مع حكومة الجبهة فى هذه اللعبة هل كان الخيار الافضل للتجمع ؟ هذا ماستكشفه الايام القادمة .
ايمن احمد ادم هارون _ القاهرة