ترحب سودانيزاونلاين بجميع الاراء الحرة و المقالات لنشرها فى هذه الصفحة.ويمكنك لزوارنا الكرام ارسالها الى [email protected] كما نرجو ذكر الاسم الحقيقى و الكامل و مكان الاقامة مدة بقاء المقال فى هذه الصفحة 10 اعوام
دفار ايرويز بقلم يحى حسين القدال – الرياض – المملكة العربية السعودية
سودانيزاونلاين.كوم sudaneseonline.com 9/4/2005 9:48 م
تربطني بالخطوط الجوية السودانية صلة غريبة ، و تجئ غرابة صلتي بها لكوني لم اعمل بها و لو ليوم واحد و لم استفد من خدماتها إلا قليلا ، فأنا ملزم بحكم عملي في جهة شبه حكومية في إحدى دول الخليج أن استخدم الناقل الوطني لذلك البلد حسب النظم المعمول بها لديهم. و لكن لان إبراهيم محمود حامد المعروف لدى أصدقائه بالخطوط الجوية السودانية بإبراهيم " سامبو " كان من أوائل أقربائنا الذين عملوا بهذه المؤسسة إن لم يكن أولهم على الإطلاق ، فقد نشأت بيني و بين سودانير صلة مودة منذ أن بدأ "سامبو" يخطو أولى خطوات عمله بالعمليات الجوية و لقد كنت معجبا أيما إعجاب و كذا كان حال أصدقائه المقربين باهتمامه بعمله و حبه له و دقة مواعيده فضلا عن أناقة مظهره و طيب معشره و لعله ظل على حاله تلك حتى أحيل على التقاعد " غيلة " ضمن العشرات ممن أحيلوا إلى التقاعد في أواخر العام الماضي . ظللت على حال مودتي من الخطوط الجوية السودانية حتى جئ قبل ما يزيد على عشر سنين بمدير لمحطة سودانير بإحدى عواصم دول الخليج ، حيث أقيم ، فعاث هذا الرجل فسادا و "خرمجة " حتى فاحت رائحته فاضطرت إدارة سودانير إلى نقله لمحطة أخرى فأراح الناس و استراح و تلك كانت بداية اهتزاز صورة سودانير في ذهني فلقد كنت أراها رغم ما عرف عنها من كثير من الهنات تقاوم سوء الإدارة و ضعف الإمكانيات و تبذل جهد المقل لتقدم شيئا ينفع البلاد و العباد. أعود فأقول انه رغم اهتزاز صورة سودانير في ذهني نتيجة لسلوك ذلك المدير الغريب إلا أنني ظللت متابعا لحالها على الدوام و سعدت كثيرا و أنا اقضي إجازتي بالسودان في العام الماضي حينما علمت أنها بصدد شراء إحدى عشرة طائرة جديدة لدعم أسطولها و تحسين خدماتها و اعتقدت جازما أن الشمس ستشرق من جديد عاجلا غير آجل. و لكن ما حدث لأحد أصدقائي في رحلة سودانير القادمة من الخرطوم إلى الرياض في يوم الاثنين 15/8/2005 م أعاد إلى مخيلتي صورة سودانير القديمة بكل عللها و علاتها ، فما حدث هو أن هذا الصديق كان عائدا من إجازته السنوية بالسودان فحضر إلى المطار قبل ثلاث ساعات رجاة أن تقلع الطائرة في الثانية بعد الظهر كما وعدوا فجاءت الساعة الثانية و الثالثة و الرابعة عصرا ثم ساعة بعد أخرى إلى أن جاء منتصف الليل و عندها عيل صبر المسافرين و لم يكن لهم من وسيلة إلا الاحتجاج بعد أن اخذ منهم التعب و الإرهاق كل مأخذ فأثاروا من الجلبة ما اثأروا و لكن أحدا من سودانير لم يعرهم اهتماما بل لم يتفضلوا حتى بالاعتذار لهم عما يحدث و إيضاح أسباب التأخير ، و عندما بلغ الاحتجاج ذروته اطل عليهم احد مسؤولي الطيران المدني بعد أن خشي أن تتطور الأمور إلى ما لا تحمد عقباه و أفادهم أن " الطيارة موجودة و الكابتن موجود والطاقم كلو موجود لكن نحن ما عندنا بنزين لانو الشركة القاعدين ناخد منها بنزين بالكرديت (يعني بالدين ) ما عندها بنزين و نحن ما عندنا كاش عشان نشتري من الشركات التانية " يا ألطاف الله .... شركة طيران تعقد اجتماعا هاما قبل أيام قليلة من هذه الرحلة لتناقش استعداداها لموسم الحج القادم و تملأ الدنيا ضجيجا و إعلانات قبل موسم الإجازات واعدة السودانيين العاملين بالخارج أنها ستقدم لهم خدمات مميزة صيف هذا العام ثم تفتح من الخطوط الجديدة ما يصل بها إلى طوكيو و تعجز عن شراء بنزين لطائراتها ؟ أي عذر أقبح من الذنب هذا ؟ ثم لماذا لم تخبر المسافرين بهذا الأمر قبل تكبدهم مشقة الحضور إلى المطار و لماذا و لماذا من الأسئلة التي لا تنتهي . و ليت الأمر وقف عند هذا الحد بل إن ما حدث داخل الطائرة التي أقلعت في الثانية فجرا متأخرة عن موعدها نصف يوم كامل كان فضيحة بكل المقاييس ، فقبل إقلاع الطائرة جاء المضيف ليطلب من صديقي ربط الحزام فأفاده هذا الصديق انه لم يجد حزاما حتى يربطه فلم يبد المضيف أي اندهاش و لم يحاول البحث عن الحزام المفقود بل ذهب إلى حال سبيله و لعله كان يعلم بحال طائرتهم و بما يعتمل في نفوس المسافرين من ضيق و حنق فآثر تفادي أي مواجهة أخرى .. ثم جاءت وجبة الطعام فبحث الكثير من الركاب عن طاولة الطعام التي توجد عادة في ظهر كل كرسي فلم يجدوا لها أثرا فاضطروا إلى وضع صينية الطعام على ارجلهم و هو أمر لا يحدث حتى في سوق الناقة ناهيك عن أن عدم وجود حزام الأمان ووضع صينية الطعام على الأرجل يتعارض مع ابسط مقومات السلامة الجوية ، و أضاف صديقي انه لاحظ أن قوارير الماء التي وزعت على المسافرين كانت موضوعة في حافظة ماء مستطيلة الشكل و عليها ثلج مما يعني أن ثلاجة الطائرة كانت معطلة أيضا.وددت أن ا شرككم في قصة هذه الرحلة الغريبة كما وردت على لسان صديقي دون تعليق لان التعليق الطريف الذي أطلقه يغني عن أي تعليق فقد قال لي انه قاوم رغبة قوية في الذهاب إلى الحمام خلال هذه الرحلة رغم " زنقته " لأنه خشي أن يجد به أبريق بلاستيك و حجرين ففضل عدم الذهاب حتى لا ينفجر احد شرايينه غضبا و أسفا . الم تعد لكم هذه القصة ذكريات معاناة الناس مع طيب الذكر المرحوم " دفار " أفندي ؟ أرجو أن أكون مخطئا .
يحى حسين القدال – الرياض – المملكة العربية السعودية [email protected]