ترحب سودانيزاونلاين بجميع الاراء الحرة و المقالات لنشرها فى هذه الصفحة.ويمكنك لزوارنا الكرام ارسالها الى [email protected] كما نرجو ذكر الاسم الحقيقى و الكامل و مكان الاقامة مدة بقاء المقال فى هذه الصفحة 10 اعوام
الركوب‚‚ أفضل أسلوب لترويض الثور الأبيض بقلم أبو بكر القاضي
سودانيزاونلاين.كوم sudaneseonline.com 9/4/2005 9:46 م
كانت النخبة النيلية حتى عهد قريب تحكم السودان من وراء حجاب‚‚ اعني انها كانت تحتكر السلطة والثروة ولكنها كانت تتستر تارة باسم الديمقراطية وأخرى باسم «الثورة» وثالثة باسم الاشتراكية والتقدمية‚‚ واخيرا باسم الاسلام والانقاذ‚‚ وفي آخر عهد الانقاذ كشفت عورتها‚‚ وتهتكت تحت لافتة الثلاثي (الجعليين‚‚ شايقية‚‚ دناقلة)‚ اعلنوها وما خبأوها ‚‚ عمارات شاهقة تعلو بالباطل وتهبط بالباطل‚‚ وتشهد على ذلك تقارير المراجع العام التي اودعها لدى البرلمان السابق الذي انتهى دون ان يحقق مع وزير او وكيل وزارة الشرع والعدل في الحفاظ على المال العام‚‚ ومحاسبة الحكام قبل المحكومين‚ ان مبدأ (من اين لك هذا) هو شريعة اسلامية واقامة القصاص والحدود على الحكام الاشراف شريعة اسلامية لم تطبقها النخبة النيلية! لقد انكشف قناعها‚‚ وتعرت‚‚ فهي لا تؤمن بالتحول الديمقراطي لأن صناديق الانتخابات لن تأتي بها الى السلطة‚‚ لأن المهمشين كشفوا اللعبة‚‚ وتمردوا في الجنوب‚ جبال النوبة‚ النيل الأزرق‚ دارفور والشرق‚ انهم لا يحاربون بل يخشون على نسائهم من السبي والاغتصاب‚‚ وعرض نسائهم أهم من وحدة السودان‚ كانوا يستخدمون الجيش «القومي» لضرب المهمشين‚‚ هذا الجيش الذي تتكون قاعدته الضاربة من جنود الصف من المهمشين‚‚ فقد «قوميته» وتحول الى أداة استعمارية في يد النخبة النيلية لضرب ثورات المهمشين‚‚ لذلك انشأ الجنوب جيشه وانشأ الغرب جيشه‚‚ والشرق جيشه‚‚ لأن المهمشين اكتشفوا انهم امام استعمار حقيقي اساسه ثلاثي النخبة النيلية‚ من تهراقا إلى قرنق لقد فشلت النخبة النيلية في حكم السودان خلال فترة الخمسين سنة الماضية‚‚ والنهاية المنطقية لفترة حكمهم هي تفتيت السودان وتجزئته‚‚ لذلك ظهر العزوف الكبير عن المشاركة في حكومة الوحدة الوطنية‚‚ لأن النتيجة والمحصلة النهائية الظاهرة للعيان حتى قبل استشهاد د‚ جون قرنق هي الانفصال وقد ترجح هذا الاحتمال بعد احداث الاثنين والثلاثاء 4 و5/8/2005 بعد نبأ الاستشهاد‚ القاسم المشترك بين تهراقا وقرنق ليس فقط في الجناس غير التام بين حرفي القاف والراء وليس الفأل الحسن الذي لازم بداية عهديهما بالفيضان ونزول المطر‚ حول هذا الموضوع يقول د‚ مكي شبيكة «السودان عبر القرون» (ص18) (خلف شبكتو 698- 683 ق‚م) عمه شباكو وقوة آشور الرهيبة لا تزال تهدد امن مصر وحكامها من الكوشيين‚ ومات شبكتو قبل ان يدخل في معركة ضد آشور ولكن شعوره بخطرها جعله يوصي بالحكم لاخيه الاصغر تهراقا متخطيا من يكبرونه لكفاءته وقدرته لمجابهة الخطر الاشوري‚‚ وكان قد اشركه في الحكم قبل وفاته واستبشر الناس خيرا بعهده حين فاض النهر الى درجة لم يبلغها من قبل‚‚ والى الآن يستبشر الناس بالذي يخضر الزرع ويدر الضرع في عهده» انتهى‚ لقد استبشر الشعب السوداني بعهد الدكتور قرنق‚‚ لقد هطلت الامطار في كل السودان من يوم وصوله الى الخرطوم‚‚ وتفاءل الشعب خيرا بعهد قرنق الميمون‚ أفضل أسلوب لترويض الثور الأبيض هو ان تركبه اذن ما هو القاسم المشترك بين تهراقا وقرنق؟ القاسم هو ان تهراقا كان آخر من ركب الثور الابيض قديما‚‚ ود جون قرنق هو اول من ركبه حديثا‚ وليعذرني القارىء على استخدام الرمز لأن من ضمن اهدافي تجديد الاعتزال‚‚ قامت مصر على يد احمس بطرد الهكسوس والتوسع خارجيا في جميع الاتجاهات وقد زحف أحمس جنوبا وقام بتمصير شمال السودان حتى الشلال الرابع وآثاره باقية في منطقة جبل البركل في العاصمة نبتة (كريمة)- (مكي شبيكة ص13)‚ كان بعنخي (751- 616 ق‚م) أول من ركب الثور الابيض‚ وعندما خلف بعنخي كشتا سمع عن سيطرة الليبيين بزعامة تفتحت على مصر‚ ووصلته اصوات الاستغاثة فعزم عزما اكيدا على تطهير الاراضي المصرية من الليبيين‚ وتقدم جيش بعث بعنخي به من نباتا نحو صعيد مصر فهزم اسطول الليبيين في طيبة العاصمة وفر الليبيون شمالا منهزمين وتتبعهم جيش نباتا واستخلص منهم الصعيد بكامله‚ (شبيكة ص16)‚ اذن الثور الابيض يرمز الى حكم الشمال - مصر - الاستعمار والمهدد الدائم لأمن السودان‚ وآخر من ركب الثور الابيض هو تهراقا الذي آزر اخاه شباكو (707- 696 ق‚م) في حماية الدولة - الاسرة- التي أسسها بعنخي وذلك عندما ابرما تحالفات مع مملكة يهودا وغيرها لصد الزحف الآشوري الآسيوي الذي توجه نحو مصر عام 671 ق‚م‚ وقابله تهراقا على الحدود وانهزم ملك مصر وكوش واسرت نساؤه وأولاده‚ وتقهقر الى عاصمته طيبة (شبيكة ص18)‚ خوف النخبة النيلية على نسائها يعود الى سابقة نساء تهراقا رمز الصمود السوداني‚ الراحل المقيم د‚ جون هو اول من ركب الثور الابيض الشمالي‚‚ هو اول مساعد ياي جنوبي يترقى الى ياي وسلطة نافذة في القصر الجمهوري‚‚ واكتشف وطبق النظرية افضل اسلوب لترويض الثور الابيض الشمالي هو ان تركبه‚ اختزال «السوداني» في النخبة النيلية فقط‚ كتب الاستاذ عبدالمنعم اسحاق مقالا تحت عنوان «السودانيون يغضبون لكنهم لا يمارسون الحقد والارهاب» وذلك بصحيفة بتاريخ 30/8/2005 وانا اجيبه واحاوره واقول بقراءتي لمقاله ادركت ان السوداني عنده هو من ينتمي الى شمال السودان - المنطقة من الشلال السابع حتى الاول‚‚ لأن ابن النخبة النيلية لا يعرف انسان دارفور مثلا‚‚ ولا انسان الجنوب‚ فالسودان الحالي هو تلفيق وخياطة مصرية في عهد محمد علي باشا عام 1821م في علاقة استعمارية اساسها الرق والذهب فالسيد عبدالمنعم اسحاق حين ينفي الحقد والارهاب عن السودانيين فإنه يثبتهما على الجنوبيين وكأن الجنوبيين ليسوا سودانيين‚ اما عن قوله بأن السودانيين لا يمارسون الحقد والارهاب‚‚ فأنا اسأل الاستاذ عبدالمنعم اسحاق من الذي حاول اغتيال الرئيس المصري حسني مبارك في اديس ابابا؟ من هم هؤلاء المجرمون ومن اين اتوا؟ الكل يعرفهم بالاسم ومن الذي آوى بن لادن وكارلوس؟ ومن الذي قتل وليم دينق؟ واغتال كل العقول الحية من الجنوبيين وابناء جبال النوبة؟ من الذي مارس التطهير العرقي والابادة الجماعية وحرق 4500 قرية في دارفور؟ ومن الذي باع بن لادن وكارلوس وجيش الرب؟ من الذي اكل اموال بن لادن؟ انهم السودانيون بالمفهوم الضيق الذي يتحدث عنه الاستاذ عبدالمنعم اسحق! ماذا صنع الشمال لإزالة الكراهية التي زرعها المستعمر؟ الاستاذ عبدالمنعم اسحق ناقض نفسه حين نفى الحقد عند السودانيين واثبت الكراهية التي زرعها الاستعمار بسياسة فرق تسد ونرد على الاستاذ عبدالمنعم بان الكراهية التي اقر بها هي الحقد نفسه‚ صحيح الاستعمار مارس سياسة فرق تسد‚‚ ولكن صحيح ايضا ان النخبة النيلية ايضا مارست سياسة فرق تسد وقد اعترف بذلك السيد صلاح غوش صراحة اعني ان النخبة النيلية الانقاذية وغيرها في عهد الديمقراطية الثالثة قد قامت بتسليح القبائل العربية او ليس تسليح القبائل العربية ضد القبائل الزنجية سواء في الجنوب او في جبال النوبة او في دارفور هو ممارسة لسياسة فرق تسد الاستعمارية؟
