( صلاح شكوكو )
• نادي المـــوردة .. هذا النادي الأمدرماني العـــريق الذي إرتبط إسمه بأحــد أعــرق الأحيــاء الأمدرمانية على الإطـــلاق .. والذي كلما تحدثنا عنه فإن الحديث ينسحب الى تاريخ سياسي وثقـــافي وإجتماعي ورياضي .. بل أننا لابد أن نستحضر في الخاطر بعض شخوص وامكنة إستطاعت أن تجعل من نفسها جزءا من هذا التاريخ الكـــبير .. ليصبح الحي جزءا من البقعة الكــــبيرة أم درمان .
• ذلك أن أم درمان هي المدينة التاريخية .. وهي التي يحلو لأهلها أن يسموها السودان تعبيرا عن كونها وعاء يجمع كل أهل السودان .. لذا يكون حي الموردة في جغرافيته المحدودة وبمرفاه ومورده العامــر جـــزءا من هذا الوعــاء الواسع الذي يسع الجمـــيع ..
• ولأن الأثر يدل على المسير .. فإن المــورده في سيرتها قد لعبت دورا تاريخيا كــبيرا في هذه البقعـــة التي تشكل جســم أم درمان القــديمة وبذا أصبــحت الموردة جـــزءا من جغرافيــة الوطــن وتاريخــه الكـــبير ..
• رغم هــذه العراقة وهذا التاريخ المتجزر في أعماق الزمان .. ورغم صولات جولات الموردة الرياضية ومجدها الغابر فإن هذا البنيان قد أصابه شيء من التصدع وشيء من الوهن الرياضي .. ورغم أن هــذه الحالة قد تكون حالة طبيعية في تقلب الحياة بين الدنو والرفعة و النصر والهزيمة .. إلا أن الكبوة قد أصبحت غالبة والوهــن أصبح شائعا ... وأصبحت الموردة من شدة وهنها تلعب بدار الرياضة أم درمان ..
• وهكـــذا تكالبت الظروف عليها .. وشوهت الأيام صورتها الجميلة وتاريخها الناصع الجلي .. وأهلها قد تركوها كقارب يطفـــو فوق الماء بلا هــــدى .. و الحادبين قد إنزوا وآثروا أن يكونوا في مقاعد المتفرجين .. وأصبح النادي بلا وجيع .. إلا قلة من القابضين بجمر القضية ..
• ندرك أن العمل العام في الأندية المغلقة التي تعتقها العلاقات الأسرية الممتدة والبيوتات ذوات النفجات المفتوحة يصبح أكثر مشقة وصعوبة من غيره .. لأن الخلافات والإختلافات لا تغلق النفاجات والمداخل فحسب بل تنحر وجدان هـــذه الوشائج وهـــذا التماسك الإجتماعي وتهز كيان هـــذه الإلفة وتحدث شروخا في العـــلائق ثم عـــزوفا وهـــجرانا .
• ولأن الناس من رحم واحد فقد يؤثرون ماهو أعلى على ماهو أدنى .. لذا آثر الكثيرون منهم الإبتعاد حفاظا على العلائق والوشائج الإجتماعية .. و إبقاءا للتماسك الإجتماعيي .. فارين من بواطن الخلاف والإختلاف .
• وهكذا هي كل أندية الأحياء .. ذات الجغرافيا المحدودة .. تلك التي تدار على نمط البيوتات الكبيرة ... وهكذا يظل النادي دوما مكبلا بقيود االمحدودية .. وتصبح الإدارة فيه محصورة على سكان هذه الرقعة .. وكأن وجود شخص من خارجها نوعا من الإقتحام الغير محمود ..
• إننا من هذا المنبر ندعو كل الحادبين على الموردة .. ممن هم في إطارها الجغرافي وخارجه للتحلق حول ناديهم ولو مكرهين لإخراج هذا النادي مماهو فيه ... مع ضرورة خلق قدر من الإنفتاح على العالم الخارجي لإستقطاب العضوية وتكوين قاعدة واسعة من الحادبين والأعضاء من داخل حيها ومن خارجه .
• وليكن ذلك في رمضان القادم ، الذي تلين فيه القلوب وتذوب فيه المشاحنات والمخاصمات .. وليكن شعاركم ( الموردة بتلعب ) هذا الشعار الذي ظل يميز هذا النادي منذ عهد بعيد تعبيرا عن أن الموردة نادي يلعب الكرة الجميلة وبإسلوب ممتع .. ومن يفعل ذلك يكون أكثر قربا من النصر ..
• لو عادت الموردة قوية كما كانت فإن ذلك سيصبح قوة للكرة السودانية التي أعياها أن ينحصر التنافس فيها بين ناديين .. مما جعل الأندية الأخرى ديكورا يجمل الصورة لهم .. ويضعف الكرة بصورة عامة بسبب ضعف مواعين الإختيار للفرق القومية وغيرها .
• ترى هل ستلعب الموردة دورها الطليعي في المجال الرياضي ؟؟
• ترى هل يستطيع أهلها تجاوز مرارات الماضي والأوبة الى رحاب النادي بقلب مفتوح ؟؟
• وللحديث بقية ...
--------------------------
ملء الســـنابل تنحني بتواضـــع ..... والفـــارغات رؤوسهن شوامـــخ
-----------------------
كلمــــــات متقاطعـــــة :-
• التهنئة بقدوم شهر رمضان الكريم لكل الرياضيين أينما كانوا .. داعين الله العلي القدير أن يكون قــدومه عليهم قـــدوم خير وبركة .. وكل عام والجميع بخـــــير ..
• إحتفائية تأبين الفقيد ( جون قرنق ) أثبتت أن للسودان طبيعة خاصة تختلف عن كل البلدان .. ونحمد الله أن النيل مازال يجري بالخير في بلادنا .
صلاح محمد عبدالدائم ( شكوكو )
[email protected]