تحليلات اخبارية من السودان
ترحب سودانيزاونلاين بجميع الاراء الحرة و المقالات لنشرها فى هذه الصفحة.ويمكنك لزوارنا الكرام ارسالها الى [email protected] كما نرجو ذكر الاسم الحقيقى و الكامل و مكان الاقامة مدة بقاء المقال فى هذه الصفحة 10 اعوام

دولة الخطيئة... دستور بائع اللبن ؟!!- قصة قصيرة بقلم أبو بكر حسن خليفة-القصيم

سودانيزاونلاين.كوم
sudaneseonline.com
9/30/2005 7:45 م

دولة الخطيئة... دستور بائع اللبن ؟!!
"قصة قصيرة "
قام مفزوعا من نومه ليس لأنه رأى كابوسا مخيفا في المنام .. ولم يلدغه الثعبان صاحب السبعة رؤوس وفي كل رأس سبعة ألسن .. كما لم يصارعه حيوان أجب ذو الستة أرجل .. كل ما كان من الليلة المفزعة المخيفة أنه رأى بأم عينيه فتاة حسنة المظهر ممتلئة الأرداف ... واقفه أمامه ومعها كوب من حليب وهي تحاول إيقاظه من نومه زاعمة أنه لم يتناول الطعام منذ ثلاثة أيام .
سادتي بالطبع هذا لا يمثل لكم مبرر للانزعاج الذي ترونه باديا على وجه صاحبنا .. غير أنكم لا تعرفون الكثير من أخبار هذه البلدة..
تلك البلدة واحة قديمة تحفها الصحاري من كل الاتجاهات .. قيل أن أول من سكنها رجل عرف عنه الصلاح . إلا أن صلاحه كان وراءه قصة امرأة جميلة من بيت شريف محافظ أشتهر عنه العلم والأخلاق الفاضلة .. غير أن صاحبنا " بائع اللبن " كان مفتونا بها لحد الجنون ! إذ فكر في خطفها أكثر من مرة إن لم تجب عن نفسها .. وقد أستخدم معها كل ما يمكن أن يقرب مناله منها .. وقد بدأت تستحسن الوله والإعجاب الذي كان يبديه ذلك الشاب الوسيم ذو الملامح العربية , ومع تلك الوسامة كان يجيد استدرار " الوله" إجادته استدرار اللبن من ذاك الضرع . وقد كان يبدو كل ذلك في تقاسيم وجهه وحركة أطرافه وخفقان قلبه الذي يكاد أن يخبر الفتاة بشدة الشوق القاتل .. والحروف تخرج وبها ذلك التنميل والخدر الموحي لك بخروجه من غرفة عملية الشوق والهيام الناعس ! كل ذلك والنفس يخرج منه شهيقا وزفيرا يحكي عن تاريخ الغواية في صورتها الموسيقية .. وقد ظنت تلك الحسناء خطئا أنه يريد منها الارتباط والاقتران وفق أسس الأديان والأعراف السائدة .
غير أنه في إحدى مساءات أمشير الباردة .. وتحديدا مع غروب شمس ذاك اليوم الذي بدأت فيه السماء ملبدة بالغيوم والرياح تخاطب المكان الخالي من الحياء , بصوتها المميز ولم تجد استجابة إلا من تلك الشروخ الموجعة التي تزين الجدار المترهل والنوافذ الخشبية ..
أما رقراق الباب فكان ممتلئا بالنحيب الذي يحكي عن قطرات الدمع من نافورة المقل المطلة على شمس الشروق !!
ومع هدير النوافذ ومسارب البوابات الخشبية كان " بائع اللبن " يقطر آخر ما لديه من لبن وإن كان قد غلب عليه اسم الماء ! في ذلك الإناء البكر والأرض التي لم تطأها قدم قادم من قبل .. كما لو كان طريقها غير مطروق . وما أن أفرغ أنانيته الشرهة تلك .. إلا وبدأ حبل الندم يطوق عنقه الفارع الطول صاحب الانحناءة الشبيهة بقوس قزح التي يوحي من شكلها أن لا بيت في الوجود يناسبها سوى الانكفاء على النطع !!
ولم يكن الإفراغ لتلك المسكينة إلا أكثر ألما ووجعا وخيبة للآمال ..
عجيب هو الزمن الذي يحكم بتبخر بحار الشوق عند أول لقاء ؟!!
المسكينة بعد أن سال دمعها على خد " بائع اللبن " قالت : ( لماذا لم تفض هذا الختام بحقه ؟! ) وهنا اعترضت الغصة حلق " بائع اللبن " الذي أنتفض من الصدر الفسيح كأنه ملدوغ .. قائلا : الويل لي ..الويل لي .. الويل لي ...
ومنذ ذاك التاريخ لا يصبح الصباح على صاحبنا " بائع اللبن " إلا والصفار يملأ عيونه والحراب تداهم جفونه .. والبول يخرج منه بلون العقرب .. ألم اللسع .. رائحة السم . وما أن يحاول الاقتراب من الطعام أو يلامس فمه الشراب وإلا ذائقة الصبغة تحل على اللسان بطعمها الكريه المزعج . كل ذلك منذ أن سمع بخبر موت صاحبته بتجرع كأس الصبغة عند فجر ذلك اليوم اللعين !
اصبح مرتابا متقطع الأوصال لا يدري له وجهة .. يطارده شبح تلك الفتاة عند كل ذواريب الحي والبلدة الضيقة .. وفي وجه كل صبية أو طفل . حاول أن يلقي بنفسه من أعلى الجبل .. غير أن تلك الحجارة صكت آذانه بقهقهة ساخرة مصحوبة بصدأ الجبل .....
حاول أن يلقي بأعبائه على نهر النيل طالما استجاب النهر لأصحاب الحاجة فيما مضى , غير أنه رأى وجهها بدلا عن ذاته في الماء !!
أصبحت الحياة بالنسبة إليه نافلة لا مضمون لها وكابوسا لا يطاق , والموت غاية لا تنال ... ما دام فرعه أخضرا وصفقته لم تسقط بعد .
لم يبق له في الحياة سوى بقية من عمر , وصديد ذاكرة خربة يأكل منها الزقوم ويشرب عندها العلقم ..
بدأ "بائع اللبن" يبتعد من المكان والكائنات الحية التي بدأت تتلذذ بالمصيبة التي حلت بين عشية وضحاها عليه , حتى الأطفال عندما علموا خوفه ووجله من الأصوات أصبحوا يخيفونه , وبعد فراره منهم يلاحقونه بالحجارة التي تصيبه بغير انتظام .. كمطر" الضهرية " الذي كثيرا ما شكا منه أيام طفولته عندما كان مكلف برعاية أغنام زوجة والده الذي التحق بوالدته بعد أن عاش السبع العجاف مع تلك الزوجة التي كان الطفل يعتقد أنها ملك الموت ! ففي نفس العام الذي تزوجها فيه أبوه قد انتقلت والدته إلى الدار الآخرة .
و الحجارة تلك على قدر قوة الدفع الكامن فيها بدأت تعود بصاحبنا " بائع اللبن " إلى الوراء .. ذلك الوراء التقهقري الذي يخبرني أن أشياء الوجود لا يمكن أن تؤول إلى فناء .. فكل قول أو فعل أو خاطرة تنزل إلى ركن قصي في صالون الكون الفسيح !
هذه الحتمية دفعت صاحبنا ـ للهروب بعيدا ـ عن المكان الموجع , وما أن يصل إلى بقعة حتى يطارده شبح تلك الفتاة فيواصل الفرار إلى المجهول راكضا ناحية الموت زاعما أنه المخلص الوحيد من شدة الفزع الذي يعاني .. ولكن هيهات ! فلم تكن ساعة النهاية قد أزفت .. كما لم تكن أبدية العذاب قد جفت .
كل ذلك وهو يمني النفس أن تصيبه ساعة نعاس من غير أن تطوقه الألياف بإحكام وتخنقه جذور الشجر . ومن العجيب أن الثعابين وهوام الأرض التي تمارس معه اللدغ المتكرر ومنذ زمن , لا توصله أبدا إلى سفينة الموت (الرحيم).
الموت الذي انقطع عنه في مفازة .. سوف يضنيه التعب حتى تبدو عرصاتها .
وتلك المعاناة التي عاشها صاحبنا " بائع اللبن " كأنها حلم من شدة ما تنازعتها المفارقات ووقع فيها الفعل المميت والألم المقيت مع انعدام الموت !
وأخيرا ارتمى بوجهه ناحية التراب بعد أن أعيته الحيلة .. وأصابته الحيرة . ولأول مرة غاب عنه عالم الكوابيس .. ولم يفيق حينا من الدهر حتى داعبه " ببغاء " ظريف كان منتصبا على كتف صاحبنا الأيسر وهو يلامس بمنقاره شفته السفلى , وحينا يحاول تسريح اللحية التي كساها البياض , وأخرى يكرر لفظة "بائع اللبن ".. " بائع اللبن ".. " بائع اللبن ".. وعلى تلك الأنغام بدأت آذان صاحبنا يطرقها الأمر همسا .. ورويدا رويدا .. كما بدأت مسارب الضي تسرى في نظر وجسد صاحبنا من غير استئذان ثم بدأ يتلمس في ذاته ولحيته التي اشتعلت بالبياض .. ووجهه الذي اكتسى بالوقار .. وظهره الذي أصابه بعض انحناء ..
عاش صاحبنا بائع اللبن في هذا الوادي دهرا ووحيدا يتعبد ويسكب الدمع على ماضيه حتى يطفئ لهيب جحيمه .. وفجاءة سمع صوت صراخ ناحية اليسار من الوادي وهرول ناحية الصوت فوجد العجب العجاب إنها فتاة جميلة .. بل أجمل حسناء رآها في حياته وإن كان يخالط ظنه أن هذا المنظر قد تكرر معه في بعض مسيرة حياته الضبابية التصور .. لم يعير ذاكرته الصدئة أدنى اعتبار فتقدم ناحية الفتاة سائلا لها : من أنت .. ومن الذي جاء بك .. ولماذا أنت مقيدة بهذه الكيفية التي خلت من الرحمة ؟؟؟!!!
كان يحل عقد الحبال الغليظة التي أدمت سواعد وأقدام الحسناء قبل أن تجيب على أسئلته تلك . وما أن سقاها بعض لبن الغزلان وأطعمها فاكهة وعسل نحل الشجرة التي وجدها مقيدة عليها .. حتى أجابت على أسئلته بسؤال محير: أحقا لم تعرفني ؟! أنا تلك الفتاة التي غدرت بها يوم أحسنت بك الظن !!!
وكاد صاحبنا أن يصرع من شدة ما غالب الأمر الحقيقة .. الحقيقة التي أصبح الآن على يقين بها وأن لا مهرب منها إلا إليها .. نعم ليس هنالك من ينوب عنك في مواجهتها يا " بائع اللبن " ترجل واجه نفسك وذاتك التي بين جنبيك لن يفيدك الهرب مرة أخرى .. كل ذلك يفور في صدره كالمرجل .. بعد أن بلغ سيل الموقف الزبا .. سقط على ركبتيه جالسا كأنه في مواجهة الإله .. قائلا لتلك الحسناء نعم لا يمكن أن تكوني غيرها .. أنت " زوينب "!!! كيف جئت إلى هاهنا وقد قيل أنك في أعداد الموتى بعد أن تناولتي الصبغـ... قاطعت الفتاة صاحبنا " بائع اللبن " نعم سمعت بكل هذا من إحدى صديقاتي من الجن .
فقال : الجن ؟!
فقالت : نعم الجن , وسوف أقص عليك قصتي التي لا تعلم عنها الكثير .. نحن من أسرة محافظة صاحبة علم وفضيلة وغير ذلك كما هو معروف لدى أهل مدينتك التي هربت منها ! غير أن الأمر الغير معروف أننا من إخوانكم من الجن وقد كان أبي ملكا بيد أن أخوه طمع في ملكه فتآمر عليه هو وبعض أعوانه الذين كانوا يسيئون لمملكتنا العظيمة , ولما نجحت مؤامراتهم تم نفينا خارج المملكة .. ومن وقتها لا يصدر عنا إلا الخير , وقبل وفاة والدي كنت أميل إليك وأنت تبيع لنا اللبن , وقد حدثت والدي عن الارتباط بك لأنني كنت أرى فيك الرغبة ولا أخفيك سرا ! أن هذه الرغبة التي كانت تعتصر فؤادك كنت أنفخ فيها بما أوتيت من علم كما لا أخفيك سرا .. أنني قد ورثت كل علوم أجدادي وأبي والحمد لله , وكنت قد عاهدت أبي أن لا أستخدم هذا العلم في معصية .. غير أنّ قلبي تجاهك قد اضطرني أن ألعب معك على نحو قريب من الذي تعلم .. فقررت أن أفضح ورعك الذي كنت تبديه للناس كما قررت أن أمارس هواية الطفولة وهو حب مشاهدة القصص من أفواه العجائز .. وقد طبقت تلك الأقصوصة معك ؟!
عزيزي " بائع اللبن " إن تلك الخطيئة التي غيرت من مسار حياتك على هذا النحو الغريب .. لم تكن خطئيه بالمعني المتعارف عليه كما تعتقد أنت !! بل كان خيال مجرد ساعدت علومي فيه بشدة حتى نفضح دواخلنا على هذا النحو كما أخبرتك من قبل . وكانت سعادتي تبلغ ذروة النشوة عند اشتداد الألم ولعلك تذكر خيالي وهو يوبخك بالسؤال (لماذا لم تفض هذا الختام بحقه ؟!) وبالطبع كل ذلك وغرضي منه أن أسمع الويل لي ..( المتكررة ) حينها يحضر الألم ... وتلك الجرعة كانت مؤلمة جدا بالنسبة لي أنا أيضا .. فكيف أستخدم معك السحر وأنت بهذا القلب السليم والروح الطاهر ..
هنا تم عذابي وحرقي وقيدي الذي ترى , وما كان ليفك من غير وجودك ولله الحمد . أما بالنسبة لأطرافنا في المدينة فقد تم رجمها على النحو الذي أنت تعرف سوى كان بالحجارة أو تجرع كأس الصبغة .. وأظن أننا قد تطهرنا من الدرن والنكات السود , ولم يتبق لنا غير الصحائف البيضاء .
كعادته " بائع اللبن " صدق كل ما قيل له وتم زفافه من تلك الجنية الحسناء وسط احتفال حيواني كبير تتقدمه ( ريم ) وعينها تدمع لتكون أول كبش فداء لذلك الزفاف .. الذي لا يمثل لديها إلا تزييف للطبيعة ومجرد خدعة للخلاص من حياتها بهذه الطريقة القاسية !
في ذاك الوقت قرر أهل الحفل أن توضع " ريم " على السفود لتكون قدح الصباح للعروس الحسناء التي دوخت " بائع اللبن " 0
وما أن دارت عجلة الزمن إلا وأصبح صاحبنا " بائع اللبن " يغير على محبوبته من كل شيء .. من الأرانب الكثير ة المنتشرة في الوادي والتي يراها صاحبنا تتعامل مع محبوبته بصورة ود كثيف .. والقط الأبيض كثيرا ما شاركهم الفراش بل يعتقد أنه نام في فراش المحبوبة أكثر مما نام صاحبنا فيه ! وقد بلغ الغبن بصاحبنا الذروة من نظرات الببغاء الذي لا يمل تكرار بائع اللبن .. بائع اللبن .. وكان يقولها ويحس السامع بعمق التجربة أو المعرفة الكامنة وراء الحروف . أما موقفه من القرد الذي أستغل يوما ملابس المحبوبة حين خلعتها للاستحمام .. إذ أخذ القرد الملابس بعيدا عن الحمام , ولم يكن للحسناء " زوينب " بد من الخروج بدون غطاء غير شعرها الطويل .. والقرد الماكر ينظر وينظر ..حتى يقع من الشجرة على تلك الملابس, وقد كلفته هذه النظرة حياته!
بعد أن أصدر " بائع اللبن " الحكم عليه بالموت .. والعجيب أن حيوانات الوادي لم تقم بمعارضة قتله (ولعل بعضهم غمرته سعادة في التخلص من القرد المزعج )
توالت الأحكام التي أصبح يطلقها " بائع اللبن " .. وكل ما أطلق صاحبنا ريحا دعاه الفضول ( المريح ) لكي يطلق قيد ا آخر على الحريات الفردية .. أستمر " بائع اللبن " في السير على هذا الدرك والمنحى الخطير .. فكل صباح يطلق أحكاما جديدة .. غير أن جامعها واحد , وهو تقييد سلطة وحرية الفرد !
والغريب بعد مقتل القرد .. وصلب القط الأبيض .. وأخذ عيني الببغاء الظريف بكل قسوة ... أصبح أهل الوادي راضخون لهذه الأحكام بغير حول منهم ولا قوة وكيف لهم إبداء النظر في مواد الدستور وواضعة لهم الرجل الصالح ( صاحب الكرامات !) فيما أشيع كما أنهم ليست لهم الخيرة من أمرهم فيما يعتقدون ؟؟!!
أستمر الحال على ما هو عليه وازدادت سادية الحاكم " بائع اللبن " كل ما رأى خمول في معارضته أو قبول بحكومة ودستور الأمر الواقع . وأصبح أهل الوادي يعاقبون على كل شيء اقترفوه أو لم يقترفوه ؟!
فعدم نزول المطر من السماء لا بد أن يكون تقصير ـ أهل الوادي ـ في حب الأمير وعلى ذلك قس بقية الأحكام ... أما من رأى امرأة فقد رأى حسناء ومن رأى حسناء فقد رأى ( زوينب ) أو محبوبة " بائع اللبن " الحاكم بأمر الله , ومن رأى ( زوينب ) فالموت مصيره .. وغضب الرحمن سبيله إن لم يتطهر بالاعتراف ويناله القصاص ! لا فرق أن تكون هذه الرؤية حقيقة ماثلة أمامك أو أضغاث أحلام ..
سادتي هل رأيتم الآن مبلغ الفزع الذي أصاب صاحبنا وهو ينظر لتلك الحسناء الممتلئة الأرداف ومعها كوب اللبن !!
(تمت)

أبو بكر حسن خليفة
الثلاثاء 27/9/2005م
القصيم


للمزيد من االمقالات

للمزيد من هذه الاخبار للمزيد من هذه البيانات و المنشورات
الأخبار المنشورة لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع


| اغانى سودانية | آراء حرة و مقالات | ارشيف الاخبار لعام 2004 | المنبر العام| دليل الخريجين | | مكتبة الراحل على المك | مواضيع توثيقية و متميزة | أرشيف المنبر العام للنصف الاول من عام 2005

الصفحة الرئيسية| دليل الاحباب |English Forum| مكتبة الاستاذ محمود محمد طه | مكتبة الراحل المقيم الاستاذ الخاتم عدلان | مواقع سودانية| اخر الاخبار| مكتبة الراحل مصطفى سيد احمد


Copyright 2000-2004
SudaneseOnline.Com All rights reserved