تحليلات اخبارية من السودان
ترحب سودانيزاونلاين بجميع الاراء الحرة و المقالات لنشرها فى هذه الصفحة.ويمكنك لزوارنا الكرام ارسالها الى [email protected] كما نرجو ذكر الاسم الحقيقى و الكامل و مكان الاقامة مدة بقاء المقال فى هذه الصفحة 10 اعوام

أحداث الأثنين الدامية ..انذار للانفصال ام ضعف للقوي السياسية وشطارة للمؤتمر الوطني بقلم أ/عبده حماد-القاهرة

سودانيزاونلاين.كوم
sudaneseonline.com
9/3/2005 9:06 م

أحداث الأثنين الدامية ..انذار للانفصال ام ضعف
للقوي السياسية وشطارة للمؤتمر الوطني
شهدت الخرطوم وبعض المدن السودانية يوم الأثنين من غرة الشهر الماضي احداث دامية وذلك بعد اعلان وفاة الدكتور جون قرنق رئيس الحركة الشعبية ورئيس حكومة الجنوب ونائب عمر البشير,ولكن اذا اردنا ان نقف علي هذه الأحداث التي استهدفت الانسان السوداني البرئ سواء كان من جنوب السودان او من الشمال نجد فيها مؤشرات خلل واضحة في السياسة السودانية وهذه المؤشرات تؤكد لنا الأتي
أولاً:- تؤكد لنا ان هناك جفوة حقيقية وعدم ثقة بين انسان الجنوب والشمال بالرغم من وجود العديد من الخطب الرنانة والاتفاقيات المكتوبة التي تؤكد عدم وجود هذه الجفوة ولكن في الحقيقة والواقع ان هذه الجفوة ما زالت كبيرة ويصعب تجاوزها بين يوم وليلة والشاهد علي ذلك ان الاستهداف في الاحداث كان للانسان الجنوبي او الشمالي بغض النظر الي انتمائه الي الحركة الشعبية او المؤتمر الوطني فقط لأنه جغرافياً ينتمي للجنوب او الشمال ,هذا الاستهداف الذي يعمل علي شرخ السودان الي شطرين جنوب و شمال يؤكد بأن هنالك بوادر انفصال واضحة وخاصة عندما تكون المشكلة ذات بعد اجتماعي لأن القضايا الاخري يمكن ان يتم تجاوزها عن طريق الاتفاقيات والقوانين ولكن ما يخص سلوك وحركة المجتمع يحتاج لبذل مجهود جبار في مجال التوعية والارشاد من كافة منظمات المجتمع المدني وجعل الوحدة خيار جازب وازالة الجفوة ولكن الظاهر في هذا الأمر لم تكن هنالك اي واحدة من منظمات المجتمع المدني مستعدة لذلك .
ثانياً: - هذه الاحداث كشفت لنا الضعف الواضح في نتاج القوي السياسية خلال ال30 سنة الماضية انها فشلت تماماً ان تحقق ارضية اجتماعية قائمة علي الثقة المتبادلة بين انسان الشمال والجنوب ومن الواضح كل ما استطاعة ان تفعله القوي السياسية في مجال القضية الاجتماعية بين الشعبين هي قيام العلاقات الشخصية بين الزعماء من الشمال والجنوب ولكن تركوا المجتمع يتشكل بتلك الفوارق والتصنيفات الاجتماعية والشاهد علي ذلك عند قيام الاحداث في الخرطوم كان الناس مقسومين لشمال وجنوب وحتي الحزام الأفريقي الذي سماه حسن مكي دخلته هذه التصنيفات وذلك من خلال تعبئة المواطنين واستعدادهم الي اي هجمات قادمة. والشئ الثاني في هذه النقطة هو الغياب التام لمنظمات المجتمع المدني التي ينضوي تحتها كل ابناء الشعب السوداني الشمالي منهم والجنوبي والتي تعمل علي اعادة الثقة بين الشعبين ,لم نر هذه المنظمات فقط رأينا جماهير الشعب السوداني تعبر عن انفعالاتها وفقاً لتفسيرها البسيط للحياة الاجتماعية في السودان .
ثالثاً:- في ظل غياب تام لدور القوي السياسية ومنظمات المجتمع المدني الاخري في عملية بناء الثقة بين شعب الشمال والجنوب هل استطاعت جماعة التيار المتشدد في داخل المؤتمر الوطني ان تحقق رغبتها وتبث سمومها وسط المجتمع مستثمرين تلك الأحداث علي انها انذار حقيقي لمعركة قادمة ويجب ان يتوحدوا جميعاً لملاقاة ذلك الخطر ,وهل الخطب التي اعلنت الجهاد هي واحدة من افكار هؤلاء ؟ وهل نجح المؤتمر الوطني ان يستقطب مجموعات كبيرة لصالحه مستفيدا من الفراق الذي تركته القوي السياسية ولم تستطيع ان تتحرك فيه لكي تساعد في رتق النسيج الاجتماعي بين الشعب السوداني.
أ/عبده حماد
القاهرة

للمزيد من االمقالات
للمزيد من هذه الاخبار للمزيد من هذه البيانات و المنشورات
الأخبار المنشورة لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع


| اغانى سودانية | آراء حرة و مقالات | ارشيف الاخبار لعام 2004 | المنبر العام| دليل الخريجين | | مكتبة الراحل على المك | مواضيع توثيقية و متميزة | أرشيف المنبر العام للنصف الاول من عام 2005

الصفحة الرئيسية| دليل الاحباب |English Forum| مكتبة الاستاذ محمود محمد طه | مكتبة الراحل المقيم الاستاذ الخاتم عدلان | مواقع سودانية| اخر الاخبار| مكتبة الراحل مصطفى سيد احمد


Copyright 2000-2004
SudaneseOnline.Com All rights reserved