تحليلات اخبارية من السودان
ترحب سودانيزاونلاين بجميع الاراء الحرة و المقالات لنشرها فى هذه الصفحة.ويمكنك لزوارنا الكرام ارسالها الى [email protected] كما نرجو ذكر الاسم الحقيقى و الكامل و مكان الاقامة مدة بقاء المقال فى هذه الصفحة 10 اعوام

سونامي وحدت اندونيسيا, فماذا تفعل في دارفور؟ بقلم مصعب احمد الامين - الرياض

سودانيزاونلاين.كوم
sudaneseonline.com
9/3/2005 9:05 م

( سونامي وحدت اندونيسيا, فماذا تفعل في دارفور؟)

مصعب احمد الامين - الرياض

في الشهر الماضي كتبت مقالاً بعنوانٍ عدائياً ( حتى يكون الانفصال جاذباً) و كان مغزى المقال غير ما فهمه كثير من القراء من أنني أدعو للانفصال. بل علي العكس أنا أؤمن أن المرء لا يكرم في داره و لا يهان. و أن السودان الشمالي الذي جعلته مقابلا للجنوب لا يقعقع له بالشنان , فارضه و ماؤه هبة الله له تكفيه المن و الأذي و ( الذم و الأدب) . فمقومات الدولة كانت و ما زالت متاحة لكل جزء من ربوع هذا الوطن الغني و الثري و القويّ , و الذي أهم عناصر قوته هو تكوينه الذي يشبه أمريكا كمجتمع مهاجرين . وهذه المقاربة في الأصل ليست لي, لكن كلنا ندرك أن كل الشعوب التي كان عمادها المهاجرين هي من الأقطار التي ترتفع فيها معدلات الذكاء و الإبداع . و هذا القول تسنده العلوم الحديثة الإنسانية و التطبيقية( من ناحية علم الوراثة ) . فمعلوم انه لا يهاجر الإنسان إلا بمؤهل و ذلك عبر الزمان. فإما لرؤيته الاقتصادية أو الفكرية . و غني عن القول الجسدية. لذلك كلنا نؤمن بحق الحياة الكريمة للجميع بالتساوي . و دون ابتزاز. أو ركوب لموجة الأجنبي و الغازي . وهذه أدني لوازم ثقافة الثوريّ ( إن كان في الكأس باقي).

هذا, لان الكثيرين من أهل السودان الشمالي , تجد في نظرتهم للجنوب نظرة لا تخلو من طمع محض في ثروات ذالك الصقع من أصقاع السودان. و الجنوبيين أيضا لا تخلو نظرتهم الانفصالية من هذا البعد ( بيدلل عليّ و بالهجران هلكني ) . فلهم نقول كما صّدرت هذا المقال : ِمثل السودان الشمالي لا يقعقع له بالشنان . فلا مانع من وحدة بإحسان( دون قرابين الاثنين الأسود الدامي) أو انفصال بمعروف( دون افتئات علي الرحل من المسيرية ) . المهم خاض المقال السابق فيما وددت أن لو لم تكن هناك حاجة إليه و لكن الناقد بصير! و كلوا يفتح عينوا !!

وعدت القارئ في ذيل ذيّاك المقال أن اكتب له مقالا بعنوان ( سونامي وحدت اندونيسيا, فماذا تفعل في دارفور؟) فها أنا ذا أفي بما وعدت!

قديما قالوا إن المصائب تجمع المصابين فالتجمع مع بؤسه و حقارة شأنه_ لكونه غير محترما ِمن مَن اجتمعوا فيه_ إذ خرجوا منه ببرجوازية صغيرة كما يقول اليساريون _ كلٌ يبغي مصلحته و تغليب هواه !!! و ذاك موضوع آخر!!!!

طيب, لماذا لم تجمع أهوال التشرد و النزوح واللجوء مصابي( دارفور) و لماذا هذا الِكبر الذي سيودى بأصل الحياة فيها؟ حتى أني اخشي أنها ستكون( دار ون) إن لم نقل( دار زيرو ) عندما يفتك الجنجويد بقسم و الحرب بقسم و المرض بآخر و السيول بما بقي !! فلا يبقي عندنا إلا( دار زيرو) طبعا لا سمح الله!! لهذه اكتب مقالي هذا! ليس دفاعا عن جهة و لا تحاملا عليها. و أستميح من وصله اتهام مني فهو من اجل الاستقصاء للأفكار التي تعكس نمو العقل النقدي السوداني.

إذن هناك عنوان آخر ممكن لهذا المقال (عودة الوعي في المسألة الدارفورية).

إذن علي خلفية الاتفاق التاريخي الذي وقعه ثوار أتشيه الانفصاليون , نجد الحضور الكبير لموجة السونامي المهولة في تضاعيف ذاك الاتفاق. مع التنويه أن ثوار دارفور ليسو بانفصاليين . و لكن المقاربة ممكنة لأننا بإزاء كارثة إنسانية مريعة تلت كوارث تنافسها في المأساوية . بل الأنكي : فوجئ العالم بقرار بزران (= و معناها بالخليجي أطفال) التحرير و هم يعقدون مؤتمرا متزامنا مع المفاوضات شئ لله يا ديمقراطية الساعة ثلاثة و عشرون!!! فهل يمكننا أن نطرح هذه الأسئلة علي خلفية هذا التأجيل . أنا اسأل القارئ لأني أؤمن أن كلامي صحيح يحتمل الخطأ و كلام حركة التحرير خطا يحتمل الصواب!!

(1) هل لأنه لم يغتني لوردات الحرب في دارفور بعد ؟ فلذا الوقت مبكر للوصول لاتفاق قريب ( و ربما لم يسددوا ثمن بعض البدلات التي لا تشبه الثوار_ بإمكانكم مشاهدة أفلام وصور لشي جيفارا أو هوشي منه أو حتى جارنا ملس زيناوي الذي لم يخلع الشقيانة حتى بعد تقلده منصب رئيس الوزراء) نطمئنكم : امنحوا السودان سلاما و سيسدد عنكم ثمن السفاري فانا مغترب لي ثمان حجج خلون حلالها و حرامها لم استطع شراء بذلة مستعملة ما زلت بقميصي ذي الست سنوات أتعهده بالغسل باليد لان ورائي أكوام لحمٍ تركتها في السودان أحاذر أن تقسم أو تهونا!!!! أم يريدون القول بان الحكومة سفت الداخل و حسبا شرفا أننا تسو لناه بعرق جباهنا!! إذن الثدي ممتلئ و يأبي الرضيع فصالا!!

(2) أم انه صحيح ما قالته الأمم المتحدة في بداية التفاوض ان المتمردين لا يستطيعون إدارة حواراً و لذلك علينا أن ننظرهم حتى يتخرجوا و يأخذوا الابتدائية ؟ و عقبال الثانوية علي طريقة عادل امام!!! و في هذه الحال نقول مع القائل و كل يغني ليلاه : الا يا ليل الصب متى غده **** أقيام الساعة موعده!!!

(3) أم علينا أن نسال: أننا نعرف إن الجنجويد يلوذون بالفرار و بحمي بعض الجهات . فهل لنا أن نسأل أين ذهب اسود النهب المسلح الذين روعوا دارفور( حتى سماها كركتيرست في الثمانينات بأنها دار فيرDar fire ) و حدثنا صحب أعزاء علينا في أسمارنا كيف أن النهابين كانوا لا يكتفون بنهب و قتل الضحايا , بل أحيانا يجبروا الرجال علي الرقص . و حدثني من قال: أن المواطن كان يتوسل لهم بقاموسه البسيط ( معليش يا عمي النهب !) أليس هذا سلوك ينسجم مع ما يقال عن حوادث اغتصاب؟ فنحن نعرف أن خصومة القبائل ايا كانت عربية أو افريقية كما يحب أن يسميها البعض ( مع أن شاعرنا في العشرينات قال : مابندور عصبية القبيلة.... أو القائل حين خط المجد في الأرض دروبا ......إلي قوله عربا نحن حملناها و نوبة ) لكن لا نريد أن نحرمهم هذا الشعور الماندلي ( نسبة لمانديلا) , لا يمكن لأي من هذه القبائل أن تسقط لهذا الدرك و هي تعرف أن خلافاتها دائما تحل بالجودية فهل هناك جودية بعد هتك الأعراض و من يريد لداره أن تكون(No man's land ) حتى الأبد؟ لماذا أجد ذلك صعب الهضم؟ ربما تكون هذه أعراض مصران بدت تعروني! و ماذا عليها لو فعلت ؟ الله يستر!! السؤال لماذا انتهي الكلام عن عتاة النهب المسلح فجأة و كأن شيئاً لم يكن؟ و هل لذلك علاقة بالمطاولة في المفاوضات؟

(4 ) هل الخلاف بين مني اركوي و عبد الواحد بهذه الأهمية التي تفوق قضية 5 او 6 ملايين من أهل دارفور بل و ثلاثون الملايين من السودانيين؟ و عدتك أيها القارئ أن اطرح الأسئلة فقط!

و هل أصلا للحركة دستور او منفستو أصلا حتى يختلف عليه مني و عبد الواحد أو حتى ظلوط المستلهم لخطا ياسر عرمان! إن محجوب كان حركة!!!

********************

حركة الحل _ كما يقولون في الدراما _ نطرح رؤية علي الحركات و الحكومة. فأقول في نقاط و دون تفصيل

· ليس صحيحا إن متمردي دارفور هم من سيكتب نهاية عمر هذه الحكومة فالحكم لله وحده يؤتيه من يشاء أنا مسلم و هذه عقيدتي.

· و ليسو هم من يلقي لها بطوق النجاة فالشعب السوداني الذي قد شب عن الطوق كفيل بهم بإذن الله ( و الحقيقة انو من يومو شابي لكن عدته عواديه)

· لكن يمكن لمتمردي دارفور أن يساهموا في تقوية الديمقراطية بمساومة بين محاكمة مسئولين في السودان علي غرار لجنة ملس في لبنان وأما الرؤؤس فمهما تأخروا فإنهم يأتون!!!

· وبذلك يمكن أن يحققوا ما يمكن أن نسميه دوبل كيك ( نمير أهلنا و نحفظ أخانا و نزداد كيل بعير)

· فإذا لم يقم القضاء بدور في هذه القضية فلن يكون له وجود حقيقي عقبها و لا أتخيل ديمقراطية موعودة أو قادمة بدون قضاء. ( و السودانيين أدها وأدود)

· لمؤتمرات الحركات نقول ليس الانفعالي و الدعي الصقرية هو من يدير اللعبة بأفضل من المحاور المنتبه لقضيته العارف بمآلات اتفاقه.

· اعلموا أن السياسة رمال متحركة و إذا هبت رياحك فاغتنمها

· الحكومة مطالبة بنشر المحاكمات علي غرار( الجزيرة مباشر) و تمكين أي مراقبين من متابعة القضية . و يقيني مجرد الانخراط في المحاكمات لابد أن تبلغ منتهاها و شفتم ما دار في لبنان في قضية الحريري.

· الترابي هو من أول أطلق النعرات العنصرية حينما أراد زج الفلاتة في صراع مع المركز ليفوز هو بنصرتهم حين أطلق قولته المشهورة مقتبسا قول النبي في الأنصار . و خسئ ليس الفلاتة ولا أحرار السودان طراً, يكونوا قطيعاً لكائن من كان سائر اليوم!!

· و يا عيال دارفور لا تكونوا وقودا لصراعات الجبهة ضد الجبهة فهمتوا سيبك من خليل و علي الحاج !!!

· ختاما أؤمن انه ستكون هناك ديمقراطية في السودان فقط علينا أن نعمل بوعي و قصدية واضحة لتعزيزها. و البذلة أنا ما لبستها و لا حتى استأجرتها يوم عرسي ممكن أساهم في تسديد ثمنها و لو بالإقساط.



للمزيد من االمقالات

للمزيد من هذه الاخبار للمزيد من هذه البيانات و المنشورات
الأخبار المنشورة لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع


| اغانى سودانية | آراء حرة و مقالات | ارشيف الاخبار لعام 2004 | المنبر العام| دليل الخريجين | | مكتبة الراحل على المك | مواضيع توثيقية و متميزة | أرشيف المنبر العام للنصف الاول من عام 2005

الصفحة الرئيسية| دليل الاحباب |English Forum| مكتبة الاستاذ محمود محمد طه | مكتبة الراحل المقيم الاستاذ الخاتم عدلان | مواقع سودانية| اخر الاخبار| مكتبة الراحل مصطفى سيد احمد


Copyright 2000-2004
SudaneseOnline.Com All rights reserved