أحمد ضحية
عثر الحلاج , ولم يكن في زمانه من يأخذ بيده ,
ولو أدركته لأخذت بيده .
الامام عبد القادر الجيلاني .
كنت واقفا أمعن فيهما النظر , الى أن تلاشيا في الشارع الخالي الا منهما . فرددت بصري ,وأنا أشعر بميدان التحرير يمتليء فجأة بالناس , ويهيمن الضجيج على شارع القصر العيني . والزحام يعيق حركة المرور , في الشارع المفضي الى طلعت حرب .
كانت الحياة قد عادت الى طبيعتها , في اللحظة التي تهشمت فيها طبيعتي , بعد أن دهستني عربة النقل الكبيرة وساوتني مع الاسفلت .. و حتى الآن لا أدري , هل ما حدث أمامي حقيقي , ام هو وهم تخيلته .. هل الميرم كلتوم , التي عرفتها في طفولتي , هي ذاتها الشيخة كلتوم التي أختفت أمام عيني قبل قليل ؟؟ هل هي ذاتها , التي غيرت حياتي , عندما دخلتها فجأة في ذلك المساء , عند مدخل ضريح السيدة زينب ؟!.. هل هي ذاتها هذه التي غيرت حياتي مرة أخرى , لحظة رأت عبد الرحمن ود التوم , فاقتربت منه , ومدت اناملها تخاصر اصابعه ,ومضيا معا , ليتلاشيا في شارع القصر العيني ؟!..
كانت الشيخة كلتوم منذ عرفتها , تكتفي عن سؤالي بالنظر الى بؤبؤ عيني , تعبره الى جوفي , فتدرك حقائقي وتلوح لي بها ..
فكنت ارى نفسي في رقائقها , التي تعبر بي تلك المسافة الكامنة في عجز اللغة وقصورها , عن ترجمة نفسي بهذه الدقة المتناهية, التي تلوح في ايماءات الشيخة واشاراتها , التي تفكك ما أستغلق داخلي , وتبوح برموز باطني , المفعم بالتلويحات , فأرى نفسي كالشمس : ساطعة - وحياتي تنساب فيها من الميلاد الى المنتهى , عند شجرة اللألوب , التي خيمت عندها الميرم , تناجي ود التوم و غرابها الاشهب , وأنا اقترب منهما حاملا قلبي على كفي .. تنساب حياتي هكذا بايجاز ورحابة , محاطة بمكاشفات الوصول , المنزهة عن مزالق اللغة , و سباسبها ووهادها ومضايقها الوعرة !! – اذن هكذا , كان ما بيننا من أمرمن المبتدأ الى المنتهى !!..
أول مرة جلست فيها اليها , غابت عني كأنها ترتحل في عالم لا نهائي . لا يمت الى هذه الدار بصلة .. كانت هائمة . مغتربة في الزمن والمكان . لاشيء منها سوى ثوبها الصوف المطرز بالريش وألياف الشجر .. لا أدري ان كان هذا الثوب يخفي داخله الشيخة كلتوم , ام يخفي شخصا آخر !!..
كنت قد التقيت الشيخة قبل أيام عند ضريح السيدة زينب , وأستقبلتني قبل قليل في دارها , وبعد لا تزال التساؤلات تتفاعل داخلي . ترى هل هي الميرم ذاتها : تلك الدرويشة , التي كنا نجلس اليها , في الطفولة , بعد أن نعبث مع الغراب الاشهب في شجرتها" اللألوب", والذي كانت ترعاه .. كنا نسألها ما يعن لنا من أسئلة , فتبتسم وتحكي لنا عن طي المكان والزمان , و"المسيد" و"حيران" (الشيخ كوكاب العنقرة) .. هل هي الميرم كلتوم ذاتها , أم يخفي هذا الثوب , الذي أجلس اليه الآن شخصا آخر , لم تسبق لي معرفته .. كنت مرتبكا , وخائفا .. وحائرا , ربما ..وربما مذهولا ومسحورا . وذاكرتي تحاول ان تستعيد , تلك الحكايات المتناقضة عنها , في تلك الطفولة البعيدة ..
حلت الميرم كلتوم على حينا فجأة , واتخذت من تقاطع الشوارع, في قلب الحي مكانا لكوخ صغير , لا ندري متى شيدته .. فجأة رأينا الكوخ الناهض في قلب ميدان التقاطع!!! ..
كانت الميرم ذات جمال ملائكي, وعينين اجتماعيتين , ووداعة وسمت شبابها الذي تجاوز سن العشرين بقليل – وقتها - وقد اضفى عليها ثوبها المزيج من الليف والصوف والريش - وبشرتها القمحية المشربة بغبار السفر المستمر , الذي لم يستطع اخفاء يناعتها, كزهرة بريّة مرت عليها عاصفة دون أن تذروها أو تكسرها - .. كل ذلك أضفى عليها غموضا وسحرا غريبين !!!..
هذا الغموض والسحر هو ما أثار الاسئلة, التي حملتها اليها لجنة الحي , فردت عليها بهدؤ ولطف :" أنا الميرم كلتوم بنت دورشيت السلطان – ولكنني أيضا لبنى وليلى وبثينة , فلم يكنّ سواي يوما ." .. أستهجن اعضاء لجنة الحي اجابتها لكنهم عملوا – مع ذلك – على ان يتقبل الحي وجودها .. تذمر الناس في البدء . ثم خفتت أصواتهم شيئا فشيئا , ثم تقبلو الأمر على مضض, فصار وجود الميرم امرا واقعا في الحي . خاصة أن أحد أعضاء اللجنة من (اهل الحل والعقد) قد عرض عليها الزواج - على نحو غير معلن - , فرفضت وعرض عليها اخر ان يفرد لها غرفة في داره – سرا - , فرفضت ذلك أيضا .. وآخيرا تعاطف معها كل اعضاء اللجنة, بدفع من الرجلين اللذين قدما عروضهما السرية للزواج والمساكنة – هذه العروض التي لم تخرج الى العلن الا بعد اختفاء الميرم - على نحو غامض !!..
تعاطف أعضاء اللجنة معها وعملوا على دعمها , فأدخلوا بعض التحسينات على كوخها , وأشتروا لها ثيابا لم تلبسها مطلقا , واتاحوا لها حمامات بيوتهم ..
وهكذا أصبحت الميرم كلتوم جزء من النسيج الاجتماعي للحي , ومعلما بارزا فيه بشجرتها "اللألوب" وغرابها الاشهب, الذي لا يفارق الشجرة ابدا – كانت شجرة "اللألوب" هذه قبل أن تنصب "الميرم" كوخها تحتها: يابسة وجافة منذ وقت طويل , وبمجيء الميرم أخضرت الشجرة وجاء هذا الغراب بلونه الاشهب , فاعتبر بعض عقلاء الحي المتبحرين في العلم , أن تلك كرامة ولية صالحة – صارت الميرم اذن جزء من الذاكرة العامة للحي , الذي بدت كأنها ولدت فيه ..
أخذت الميرم" تخط الودع" للصبيان والصبايا, الذين يزورون كوخها . وتبيع "النبق" و"القنقليس" و "الدوم" للأطفال الذين يتجمعون في العصارى حولها , خارج الكوخ , فتحكي لهم كل الحكايا التي حكتها لهم من قبل , مرارا وتكرارا دون أن تكل أو تمل ..
فجأة بدأت الحكايات حول الميرم تنطلق , لا أدري : هل تزامن انطلاق هذه الحكايات بعد حلولها المفاجيء بقليل , أم بعد ذلك بوقت ليس بالقصير , اذ روج الرجال – خاصة اولئك الذين في لجنة الحي – أن الميرم نزحت من ارض بلادها ,بعد أن ضربها الجفاف والتصحر – و بسبب الحرب الاهلية ايضا - فعندما مات أهلها بسؤ التغذية لم تجد بدا من مغادرة ديارها الخطرة , فضربت في الأرض, حتى أستقر بها المقام في هذا الحي , الى آخر الحكايات من هذا القبيل , والتي تم أعتمادها رسميا, كحكايا صادرة من السلطة العليا للحي .
لكن كانت هناك حكايات أخرى فاعلة ومؤثرة , رغم انها لا تعبر عن وجهة النظر الرسمية للحي , هي حكايات النسوة اللائي أخذن يؤكدن أن الميرم حلت بالحي كلعنة , فهي هاربة من القتل , بعد أن أحبت احد حيران الشيخ (كوكاب العنقرة) , في بلدتها التي في نواحي كردفان , وقرر أخوتها ثأرا لشرفهم قتلها – لكنها هربت – بعد أن قاموا بقتل "الحوار" ..
وحكت نساء آخريات , أن "الميرم" ليست من نواحي كردفان , بل من الغرب الاقصى في دارفور .. حيث النساء متحررات , يمكنهن السفر الى أى مكان, وفي أى وقت دون "محرم" , وانها جاءت الى هنا لتخطف أحد "أولاد البحر" من زوجته , فقد راته في أحدى رحلات عمله ,كسائق لعربة نقل بضائع , فاحبته وأحبها , وبعد سفره قررت اللحاق به , وبحثت عنه طويلا , الى أن حلت بهذا الحي, لأعتقادها انه يسكن فيه , وأن بصرها سيقع عليه لا محالة , وهكذا نهضت قصص النسوة في الحي, عن الميرم على أساس أنها , تبحث عن رجل ما , فاخضعن ازواجهن وأولادهن لتفتيش يومي ومراقبة صارمة ..
ولذلك عندما اقترب الشاب الغض, والغامض المنكفيء على نفسه والمتوحد: عبد الرحمن ود التوم من حياة (الميرم كلتوم) , وأصبح لا يفارق مجلسها ,مع الصبية الذين يصغرونه كثيرا , ثارت حفيظة الصبايا, وشاعت شائعة بين النسوة في الحي :أن الميرم وود التوم قد وقعا في المحظور !!..
ثم بدأت النسوة يحاصرن الميرم بأطفالهن , فيوعزن للاطفال, بان يهشموا قيلولاتها, برمي شجرة "اللالوب" والغراب بالحجارة , والا يجلسوا اليها , ورميها هي ذاتها بالحصى الصغيرة .. وكنت اراقب كل ذلك بصمت , دون أن أقوى على فعل شيء . كنت مشدودا اليها , لكنني لم أقوى على فعل شيء !!..الى ان أختفت الميرم فجأة كما ظهرت فجأة , وتعددت الحكايات والروايات حول اختفائها المفاجيء ..
لكن كل الروايات اجمعت بين متناقضاتها, انها فجر أختفائها كانت تحمل "صرّة" كبيرة , منسوجة من الريش الاشهب على ظهرها .. وظللت بعد ذلك لوقت طويل أتسآل عن مصيرها , الى أن غادرت البلاد والتقيتها فجأة في هذه البلاد ,عند مدخل ضريح السيدة زينب الذي كنت اتردد عليه بانتظام , كل جمعة لأكثر لأكثر عامين ونصف , وأخذت أتسائل : هل هي الميرم كلتوم ذاتها , أم شبهت لي فاستمرأت هي الأمر ؟!.. وكأنها أدركت تساؤلي , فخرج من الثوب الذي كنت أجلس اليه صوت رقيق مفعم بعذوبة الموسيقى :
سقاني حبيبي من شراب ذوي المجد + فأسكرني حقا فغبت على وجدي
وأجلسني قربه في قاب قوسين سيدي + على منبر التخصيص في حضرة المجد
حضرت مع الاقطاب في حضرة اللقا + فغبت به عنهم وشاهدته وحدي (*)
ثم تنهدت بعمق وزفرت ثم ألتفتت اليّ :" عذرا يا علي .." ..
- لا داع للاعتذار يا شيختي .
لم أتوقف من زيارة الضريح, الا منذ تلك الامسية, التي التقيتها فيها عند المدخل , وأنا في طريقي الى الخروج .. تعرفنا الى بعضنا واستعدنا بعض الذكريات البعيدة , وركبنا معا الاتوبيس ذاته الى "العتبة" حيث أفترقنا, على وعد أن ازورها في شقتها , التي ما أن أستقبلتني فيها , حتى دخلت في تلك الحالة من الغياب ..
ومنذ ذلك اللقاء الأول عند الضريح , أصبحت الشيخة كلتوم صديقتي الوحيدة , في هذه البلاد الغريبة .. كنا قد تقاربنا, كأننا أصدقاء منذ وقت بعيد , جمعتنا ذكريات منصرمة , وبقايا أطياف حميمة ..
ارتدنا سوح شاسعة , تعرفنا خلالها على أدق حقائق أنفسنا .. تلك الحقائق التي لا تبين ,الا في الارتحال والغوص بعيدا في منابع النور ..
هكذا سرنا معا بأقدام الصدق , والتجرد عن الاكوان الظاهرة, وتلك الذكريات المحزنة : وهي تنسحب الى داخل كوخها, لتنجو من الحصى, التي يرميها عليها الصبية , أو تسد أذنيها, حتى لا تسمع الضجيج في شجرة "اللألوب", عندما تضرب الحجارة فروعها ..
طارت بي الشيخة كلتوم, بأجنحة المحبة ,مخترقة سماوات الأحوال والمقامات , ولم تحط رحالها أبدا , حتى هتف بها هاتف :
وتظهر للعشاق في كل مظهر + من اللبس في أشكال حسن بديعة
ففي مرة لبنى وأخرى بثينة + وآونة تدعى بعزة عزت
ولسن سواها لا ولا كن غيرها + وما أن لها في حسنها من شريكة (*)
ما وطد علاقتي بالشيخة كلتوم هو تلك العفة, والرقة .التي تسم حياتها.. وكلامها في الجد والمزاح , وتلك الاحوال التي ترتادها , فتغيب عني , لكني اراها في خاطري : اين تمضي – فتدهشني تلك المشاهدات, وذاك الحضور الذي تغيب فيه . كنت أدرك ان روحها وقلبها ,يتوقان الى تلبية نداء الشوق , والتنعم بالوصال , وما ان تنتفض وتسترد ذاتها الغائبة, متصببة بالعرق والغبار والطين, وتجدني لا ازال قربها ,حتى تفتر شفتيها عن ابتسامة هادئة وتقول :" أوصيك يا علي بالسخاء والرضا – الصبر والاشارة – الغربة ولبس الصوف – السياحة والفقر ." .. فأضحك وانا ارد عليها :
- يا شيختي , لا أملك سوى قلبي , وهذه الثياب , ولا أظنني أرضى . فقد تركت بلدي لأمر , وأصبحت في شأن آخر , وأظنني صبور على هذا الابتلاء . ولا أظن ثمة غربة أكثر من البعد عن الأهل والأوطان , ولا من هو أكثر غربة مني, في الذات والأرض . وما عاد الصوف يصلح لحياة هذا الزمان , الذي زهد فينا .. ومع ذلك , تطبع اكلي ومشربي وكسوتي خشونة الفقر .. يا شيختي , الوصايا لمن يستطيع انفاذها , اذا أنطبق الحال والمقال .".. فتضحك :
- يا علي القلب اذا صفا , تجلت عليه سطعات الأنوار الشهودية , حتى يصبح مجالا للوسع النوراني , فكيف تقول أن الزمان زهد فينا ؟!.. والزمان لا يزهد !!..
فأبتسم وأشعر أن عروق قلبي تنتفض , وتمضي بعيدا , تخترق الطبقات والحجب لتنزرع في اللانهاية , فتستردني :" يا له من قلب !!" ..
سالتها عن الحوار الذي أحبت, وتلك الحكايا التي تناقلها الحي عنها , فتنهدت :" كان ذا وجه صبوح وابتسامة , كلما ضاقت اتسع نورها !.. الوحيد الذي لم يكن يخشاني , ويحضر الطعام اليّ , تحت شجرة اللألوب , ولا ينهض الا بعد وقت طويل .. كان فتىّ صالحا مليء بالاشراق ولا يعرف ذلك , لكن القوة التي شدته اليّ ,هي ذاتها القوة التي شدتني اليه , كطرفين يلتقيان , ليخلفان وراءهما عذوبة الماء السلسبيل .. تلك كانت أول الحكايات وآخرها , فليس في حياتي حكاية سواها .. حكايتي وعبد الرحمن ود التوم , وكل ما عداها من حكايا محض اكاذيب من نسج خيال الحي .
كنت أتآنس به ويتآنس بي تلويحا وتلميحا , فالصبي – ود التوم – تغلب على مراهقته بصلاحه ونقاء قلبه , وذاك هو الاشراق .. لكن أهل حيك ضربوا علينا الحصار , دونما سبب يبرر ذلك طردني سكان حيك , بعد أن قتلوا غرابي الذي أعتنيت به وجاورته , طردوني بعد أن احرقوا شجرة "اللألوب" .. فافترقنا ولم نلتق بعد ذلك ابدا . لكنني كنت اعلم أنه سيموت كمدا كما ستموت أنت , وكما سامضي واياه, الى شجرة اللألوب في المنتهى , لنقيم في كوخنا تحتها , نلهو مع غرابنا الاشهب الوديع .. تركت الحي دون ضغينة حتى لا أقتل كاللألوبة والغراب , ولم يتبق لي سوى ذكريات الأيام الخوالي . يا علي أنبل الذكريات , تلك التني تخلو من الضغينة ...
... وما أن لها في حسنها من شريكة ..
.. وقتها كنا في قلب ميدان التحرير , قبالة التمثال , ومع آخر كلمات الهاتف , بدأ ميدان التحرير فارغا الا منا وشاب بهالة ملائكية يتهادى في مشيته من بعيد , باتجاهنا من قبالة الشارع المفضي لتمثال طلعت حرب , رأيت في طيفه عبد الرحمن ود التوم , وادركت انه هو من ارتباكها ..
نعم , كانت صديقتي الوحيدة الميرم كلتوم مرتبكة , ومتنازعة تقلب بصرها بيني وبينه . ثم حسمت أمرها فمضت باتجاهه , الى أن اقتربا من بعضهما , وتخاصرت أصابعهما ,ومضيا في شارع القصر العيني ...
كنت واقفا أمعن فيهما النظر ,الى أن تلاشيا في الشارع الخالي الا منهما .. فرددت بصري ,وأنا أشعر بميدان التحرير يمتليء فجأة بالناس , والضجيج يملأ شارع القصر العيني , والزحام يعيق المرور, في الشارع المفضي الى تمثال طلعت حرب ..
كانت الحياة قد عادت الى طبيعتها, في اللحظة التي تهشمت فيها طبيعتي , فآخر- ما التقطته عيناي : عربة نقل كبيرة قادمة نحوي بسرعة - ثم لم تلتقط اذناي بعد ذلك سوى صرير عجلاتها وهي تطأني ..
........................
(*) الامام عبد القادر الجيلاني.
2-32005
i. سبتمبر 2005
القاهرة