تحليلات اخبارية من السودان
ترحب سودانيزاونلاين بجميع الاراء الحرة و المقالات لنشرها فى هذه الصفحة.ويمكنك لزوارنا الكرام ارسالها الى [email protected] كما نرجو ذكر الاسم الحقيقى و الكامل و مكان الاقامة مدة بقاء المقال فى هذه الصفحة 10 اعوام

الاثار والكنوز المخبوءة كتفية قرية في ديار الحلاوين (2) بقلم حمزة عثمان عمر

سودانيزاونلاين.كوم
sudaneseonline.com
9/3/2005 8:41 م

الاثار والكنوز المخبوءة
كتفية قرية في ديار الحلاوين
(2)
حدثتني جدتي فاطمة بت عثمان عليها الرحمة (1892/1986)عن المدينة المنسية في ضفة النيل القديم غرب قريتنا كتفية والذي يسمي بالوادي ويقال أن النيل الأزرق كان يعبر هذه المنطقة قبل ألاف السنين وربما اقل وتحول بفعل الزمن والجغرافية إلي موقعه الحالي، ولذلك كنا نعتقد ونحن أطفال صغار في أوائل السبعينات من القرن الماضي إن البترول ربما يوجد في هذه المنطقة وذلك بفعل تحلل المواد العضوية في النيل القديم، ولذلك عندما أتي المستكشفون والمنقبون خلال الأعوام القليلة الماضية وقالوا بأنهم وجدوا بترولا كثيرا في هذه المنطقة وامتداداتها لم نستغرب ولم نندهش وتأكدنا أن مقولات أجدادنا وتحليلاتهم لم تكن تخاريف آو أوهام بل كانت حقائق لم تجد حظها من التدقيق والتمحيص وربما مسكنتهم أبقت الحقائق مكبوتة وربما قدرات البلد وامكاناتها ورجالها وفلسفتها لم تكن كما الآن، نعم لقد صدقت البشريات ووجد البترول في منطقتنا وتبقي أن تجد المنطقة حظها من التنمية ولا أقول التنمية المتوازنة الأفقية كما يقول بذلك الآخرون بل التنمية الرأسية، نحن لن ننتظر الآخرين حتى يصلوا ما وصلنا له بشق الأنفس وما ورثناه من أمراض البلهارسيا وتليف الكبد من اجل تنمية السودان في وقت لم يكن يملك فيه السودان قوت يومه إلا مشروع يقال له مشروع الجزيرة ، نعم نحن ننتظر التنمية الراسية وننتظر توظيف أولادنا والقضاء علي الأمية
والأمراض في منطقتنا.
كتفية قرية تقع في نقطة تتلاقي فيها الامتدادات الرملية بالامتدادات الطينية ولذلك تعتبر جغرافيا قرية نموذجية ، لقد اختارت حكومة الاستعمار الإنجليزي المناطق الطينية وأضافتها لمشروع الجزيرة بينما تركت الأراضي الرملية للأهالي ليزرعوها مطريا.
تحدثت الجدة( بت عثمان) عن المدينة المنسية وهي تقع في وسط المنطقة الرملية- وأهل القرية لا يسمونها كذلك (المنطقة الرملية ) بل يتدرجون في التسميات فالمنطقة غرب القرية مباشرة اسمها ( اللقيد ) وبعدها ( العمبيلات ) ثم (أمبارد ) و(القوز)- واسمها مدينة العنج ويقال إن هؤلاء العنج كانوا قوما عمالقة طوال القامة ضخام الأجسام وربما حكموا هذه المنطقة في أيام مملكة علوة وربما قبل ذلك وكانوا طغاة متجبرين فأرسل الله عليهم العقرب الطيارة ( نوع من العقارب يطير) فأهلكتهم ولم تترك منهم أحدا
وكان بعض الناس يتحاشى الذهاب إلي هذه المنطقة ويعتبرونها منطقة عذاب، وقالوا إنها أصبحت مسكناً للجن و وملاذاً للشياطين وكان اشهرهم (أب لمبة ) الذي يظهر بعد صلاة المغرب ويحمل فانوسا مضيئا يضلل به العابرين فيعتقدون أن ثمة قريةً هناك وعندما يصلون مكان الضؤ لا يجدون شيئا، هكذا يقول الناس وربما ما ذال بعضهم يعتقد ذلك.
كنا في طفولتنا نذهب إلي هذه القيزان وكان مألوفا أن نري منظر الجماجم وبقايا الهياكل البشرية علي سطح الأرض وكنا أحيانا نجد جرارا بها عملات معدنية قديمة ، وكنت وما ذلت أتوقع أن تأتي مصلحة الآثار لتنقب وتكشف سر هذه المدينة العجيبة وكنوزها المخبوءة فربما كان الأهالي مصيبين في رواياتهم وربما كانوا مخطئين ولنعرف حقيقة من كان يقطن هذه المنطقة في السابق هل هم العنج أم قوما آخرين ؟
حمزة عثمان عمر
الخرطوم
3/9/2005م
[email protected]


للمزيد من االمقالات

للمزيد من هذه الاخبار للمزيد من هذه البيانات و المنشورات
الأخبار المنشورة لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع


| اغانى سودانية | آراء حرة و مقالات | ارشيف الاخبار لعام 2004 | المنبر العام| دليل الخريجين | | مكتبة الراحل على المك | مواضيع توثيقية و متميزة | أرشيف المنبر العام للنصف الاول من عام 2005

الصفحة الرئيسية| دليل الاحباب |English Forum| مكتبة الاستاذ محمود محمد طه | مكتبة الراحل المقيم الاستاذ الخاتم عدلان | مواقع سودانية| اخر الاخبار| مكتبة الراحل مصطفى سيد احمد


Copyright 2000-2004
SudaneseOnline.Com All rights reserved