![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
على التجمع الوطني الديمقراطي حسم أمره فورا" بعدم المشاركة في الحكومة الانتقالية بهذه النسب المهينة له ولاحزابه وقياداته وجماهيره ونضاله لاكثر من 16 عاما". والعمل على اعداد استراتيجية تبنى على تنظيم القواعد على أساس مواثيق التجمع وبرامجه والعمل على توعية الجماهير بحقوقها وحشدها لنيل هذه الحقوق بالطرق السلمية فقوة التجمع انما تكمن في جماهيره التي ظلت صامتة لانها مغيبة وهذا هو الخلل الأساسي الذي أدى الى فشل التجمع في حشد الجماهير لمعارضة النظام وتغييره في السنوات الماضية. والنظام يعرف تماما" أن الخلل يكمن في بعد الاحزاب عن القوى الجماهيرية التي فيها تكمن قوته ويحسب حساباته على استمرار هذا الخلل بل انه يعمل على استمراره عن طريق اختراق هذه الاحزاب وشقها وتغذية الصراعات داخلها أملا" في اضعافها وربما تلاشيها حينما يحين موعد الانتخابات.
ملخص القول أن مخطط النظام للمرحلة القادمة واضح ويقوم على تفتيت وحدة التجمع وشق احزابه وتهميشها وخلق وتغذية صراعاتها الداخلية والاستمرار في السيطرة والهيمنة واستخدام هذه السيطرة لافراغ اتفاقية السلام من كل مضامينها خاصة فيما يتعلق بالتحول الديمقراطي ، وقومية الاجهزة والمفوضيات والاصلاح السياسي والدستوري والاقتصادي والاجتماعي وضمان واحترام حقوق الانسان ولنا فيما حدث لاتفاقية جيبوتي والسلام من الداخل دروس وعبر.
واجب فصائل التجمع الوطني الان الوقوف بحزم لابطال مخطط الانقاذ وذلك بالتمسك بوحدة التجمع وبمواثيقه ومقررارته التي تمثل خلاصة تجربة الاحزاب السودانية لنصف قرن من الزمان وفيها يكمن الحل للأزمة السودانية ، والعمل على انزالها للجماهير لالهامها واقناعها بها وتوعيتها بقضاياها وحقوقها ثم تصعيد النضال الجماهيري لنيل هذه الحقوق بالطرق السلمية كتسيير المسيرات ورفع المذكرات والمظاهرات والاضراب والاعتصام. فقوة التجمع كما قلنا تكمن في جماهيره وقد آن الاوان لكي يُخرج التجمع جماهيره عن سلبيتها وصمتها.
ان الازمة السودانية سببها الرئيسي مشروع الهوس الديني الذي جا به نظام الانقاذ وستصبح الشريعة التي طبقها النظام ودسترها في دستوره الانتقالي الصخرة التي ستتحطم معها أي آمال في الوحدة ولن يهزم هذا المشروع الا بنتظيم الاحزاب لنفسها بصورة تقوم على الديمقراطية والمؤسسية لكسب الانتخابات والتي لن تقوم بصورة نزيهة اذا لم نعمل وبالتنسيق مع الحركة الشعبية على تنفيذ اتفاقية السلام بصورة سليمة تحقق التحول الديمقراطي وتضمن قومية المفوضيات وقيام الانتخابات بصورة حرة ونزيهة ، وما من سلطة مهما كانت قدرتها على القمع أو اجادتها لاساليب ووسائل التكمين والسيطرة ستدوم الى الابد والشعب السوداني قد برهن دوما" علي أنه يصنع المعجزات فهل ترتقي قياداته الى مستوي التحديات ومجابهة مخطط الانقاذ ... امل ذلك لان هذه هي فرصتنا الاخيرة لانقاذ السودان من التفتت ومن الله التوفيق.