توفيق الحاج
لاشك ان اسلوب القصف الوهمي كآخر تقليعة احتلاليةيشكل ضغطا نفسيا مضاعفا علينا
وعلى أطفالنا خاصة وانه يأتي في أوقات مفاجئة ليلا أو نهارا وفوق مناطق سكنية
أهلة بالمدنيين بما فيها رياض أطفال ومدارس ومستشفيات بقصد متعمد لبث الرعب
والحط من المعنويات..!!
لقد رأيت الفزع يطفح من عيون طفلي الصغير بعد انفجار الساعة الثالثة صباحا وهو
يقفر بلا وعي ويتعلق برقبتي كقطة يائسة ، وأرى كل يوم صبية ينتفضون رعبا
ويهرعون في الأزقة بحثا عن أحضان امهاتهم وآبائهم ومدرسيهم.
ان مايقوم به الاسرائيليون ضد أناس آمنين يزيد بشاعتهم بشاعة وحقارتهم حقارة
عدا عن انه محرم دوليا ومناف لابسط الأعراف الانسانية ولايليق الا بقطاع الطرق
والعصابات .
وليعلم قادة الرعب في اسرائيل ان القصف الوهمي الذي يلجأون اليه بحجة أو باخرى
لن يكون أصعب وأقسى من الموت.
لقد بدا الموت رهيبا جدا في أول الانتفاضتين ثم أصبح أمرا عاديا بعد أن تغول
الاحتلال وأوغلت انيابه في اجساد أطفالنا
ان هذه التقاليع الوحشية والسادية ستبذر مساحات اضافية في نفوس الاجيال الجديدة
كراهية وحقدا وبالتالي لايستطيع أحد ان يقدر حجم وهول غابات البعض في صدور
تحجرت على غضب دفين ورسالة مقاومة لابد منها..!!
لست أدري ما الذي يفكر الاسرائيليون في جنيه وما الحكمة من وراء تصرف همجي
كهذا..؟!!
هل يتصورون انهم بهذا يخيفون شعبا..؟!!
أم يعاقبون حلما متجذرا ولابد من تحقيقه لكي يتحقق الأمن و الآمان للجميع ..؟!!
ان قادة الاحتلال بأعمالهم الطائشة تلك لن يجنوا أفضل مما جنوه في تجاربهم
السابقة وهم انما يفعلون مايفعلون ..هروبا الى الامام من مواجهة لابد منهامع
النفس والضمير الانساني. وليس بمستحيل أن يستيقظ طفلي يوما ليري جنرالات الرعب
مكللين بعار جرائمهم أمام محكمة دولية..!!
وحتى يجيء ذلك اليوم فان الاقتناع بحق الشعب الفلسطيني بالحياة والعدل والسلام
هو السبيل الوحيد للخروج من نفق الشيطان..!! وعندالحق فلا فرق بين طفل اسرائيلي
وأخر فلسطيني وهما يشكلان امتدادين طبيعيين متوازيين لشعبين متصارعين قديكسران
القواعد الهندسية والسياسية ويقفزان الحواجزالتاريخية ويلتقيان على الكرامة
والعدل والسلام..!!