هلا صمت أخي أبو شورة لتدع وزير الخارجية يتحدث؟
حزنت كثيراً لرد الأخ عمر حسين ابو شورة علي مقالات الأخت أمل البشاري وأخرون عن فساد وزير الخارجية السابق دكتور مصطفي عثمان اسماعيل ولم أكن أحسب أن أحدهم سيريق ماء وجهة لهذة الدرجة دفاعاً عن شخص ما زال حياً وقادراً علي الدفاع ورد التهم عن نفسه اذا أراد واذا كان قادراً علي ذلك وحريصاً علي الصورة التي رسمها الناس عنه.
ورغم أني قرأت باهتمام بالغ ما كتبة الأخ أبو شورة من مركز الدراسات الاستراتيجية كما يقول ولا ندري مدي صحة ذلك الا أني وللأمانة لم أجد فيهما ما يجيب علي التساؤلات والتهم التي وجهها بعض الأخوة لوزير الخارجية بل ظل المقالان يدوران بلا جدوي وينثران أفكاراً تائهة غير مرتبة ودفاعاً أعمي تتقزز منه الأنفس الكريمة ولا يشبة من ينتمي حقيقةً لمركز في قامة مركز الدراسات الاستراتيجية ذلك الصرح الكبير.
الدكتور مصطفي عثمان رجل تولي التكليف كما تولاه من قبله اخرون لا يقلون عنه علماً ولا درايةً وأدي دورة فأخطأ وأصاب. و حاول أبوشورة جاهداً أن يوهمنا بأن النجاحات التي تحققت في العمل الخارجي ما هي الا من قدرات مصطفي عثمان الخارقة وحده. لا يأخي فلتعلم بأن النجاح الخارجي الكبير والانفراج الذي تحقق في علاقات السودان الخارجية ما كان له أن يتحقق لولا جهود هؤلاء الدبلوماسيين الذين قللت من شأنهم ووصفتهم بالجبن وعدم الضمير والمنتشرون ليس فقط في نيويورك وباريس بل حتي في أقسي الظروف في الصومال وجيبوتي وأبشي بتشاد وقمبيلا بأثيوبيا وأحراش أفريقيا الوسطي والعراق وغيرها والدكتور مصطفي عثمان كان يطير هنا وهناك ليضع اللمسات الأخيرة علي جهود دبلوماسييه بتوقيع اتفاق ما أو بروتوكول ما أو الترتيب لاعادة العلاقات مع بلد ما. والدكتور مصطفي عثمان يعلم ذلك أكثر من غيره رغم أنه كان قليل الثناء علي دبلوماسييه مهما كان نبوغهم واجتهادهم الا لمن ارتضي واصطفاه قلبه.
الذين كتبوا منتقدين الدكتور مصطفي عثمان اسماعيل قدموا وقائعاً وأحداثاً وقعت في عهده والدفاع عنه يجب ألا يكون بذكر مدح الاخرين له كما فعلت ياأبو شورة انما بذكر الردود الشافية علي التهم. نريدك ان كنت مكلفاً بالحديث والرد نيابة عن الدكتور أن تجيب علي التساؤلات التي أثيرت لا غير.
1- من الذي قال لك أن الدكتور مصطفي عثمان لم يفصل دبلوماسياً فصلاً تعسفياً طوال فترة عمله؟ رد لنا عما قاله أحد الأخوة من الهند بفصل الدكتور للمستشار بمرسوم جمهوري بعد أن رفضت لجنة كونت لذلك الغرض أن توقع عليه عقوبة الفصل.
2- من قال لك أن السفير السابق في جنيف لا يمت بصلة قرابة للدكتور مصطفي عثمان؟ فلتعلم أنه ابن عمه شقيق والده. وان كنت تريد تضليل القارئ الكريم فسامحك الله وان أردت أن تتاكد فأسأل الدكتور. ورغم قناعتنا بمؤهلات السفير السابق في جنيف وخبرتة السياسية الكبيرة وتجربته الرائدة في قيادة مجلس الوزراء أبان فترة مايو الا أن السؤال الذي اثير هو لماذا هو وليس غيره ؟
3- رد لنا علي العربه الهدية التي استلمها الدكتور وهل يجوز شرعاً أن يهدي موظف دولة في عمله هديةً وهو ينال مرتباُ مقابل عمله؟
4- رد لنا علي المظالم في الترقيات والتنقلات ومحاباة أولي القربي والراضيين عنه
هذه هي الماخذ علي الدكتور مصطفي عثمان اسماعيل فهو ليس بنبي بل بشر يخطئ ويصيب والكل يعلم ذلك لكن أن نخطئ ولا نقر بالخطأ ونعتذر عنه فليس ذلك من شيم الكرام. وليس ببعيد شهامة الرئيس الأمريكي رغم اختلافنا مع نهجه وهو يعتذر لمواطنيه عن تقصير ادارته في التعامل اللازم مع اعصار كاترينا, ومن قبلة كلنتون وهو يعتذر للشعب الأمريكي عن فضيحة مونيكا. فالكريم عندما يخطي يقول أخطأت ويستغفر الله ويعتذر ويظل كريماً وعندما يصيب يحمد الله ولا يصيبه الغرور بل يزداد تواضعاً لله.
الرجل الذي قاد الدبلوماسية السودانية لأكثر من سبع سنوات عجاف وتجاوز بها أعظم المحن في العلاقات الخارجية لا يمكن أن يفشل في مواجهة التهم الموجهه اليه ونحن كلنا ننتظر أن نسمع صوت الدكتور يفند التهم الموجهه اليه كما فعل حتي تعود صورته مشرقة لأذهان الناس. أما ان كنت أنت أخي ابو شورة من كلفة الدكتور مصطفي عثمان اسماعيل بالرد علي التهم التي اثيرت فأنت تؤذيه بطريقتك في الدفاع عنه لما فيها من عدم موضوعيه وهروب من الاجابه علي التهم وبالتقريح والتجريح ومحاولة نقل الصراع الي افراد والبحث عن جيناتهم أنوثاً كانوا أم ذكوراً فليس هذا المهم , فالمهم أن تجيب ان كنت تملك الاجابة وقادراً عليها أو أن تصمت ان لم تكن كذلك فالصمت خير من الكلام لمجرد الكلام.....
وهدانا الله واياك.
بابكر موسي - توجو