EAST SUDAN, UNMIS, CPA,
SHADOW CABINET
DR. ABU AMNA
الشرق ويونميس واتفاقية السلام
حــكومة الظل بقيادة علي عثمان
تمســـك بمفاتيح الامـــــور
بقلم د. ابومحمد ابوآمــنة
يونميس وبوادر الفشل
رحب المناضل البجاوي المعروف عبد الله موسي باي مبادرة تسعي لحل مشكلة شرق السودان,علي اساس اتفاقية السلام وتحت اشراف دولي و مظلة الامم المتحدة ولكنه لمح بان الاتصالات بيوميس لم تثمر حتي الان بشئ.
ويونميس هذه هي بعثة الامم المتحدة لحفظ السلام في السودان, ويراسها برونك الممثل الخاص لسكرتير الامم المتحدة كوفي عنان.
قد القيت مهام ضخمة علي عاتق هذه البعثة, فهي مسئولة عن تطبيق اتفاقية السلام, ووقف اطلاق النار, وازالة الالغام, وتطبيق حقوق الانسان والالتزام بها, واحترام حقوق الاطفال, وعودة النازحين, وعن الديموقراطية, وعن الانتخابات, وعن ازالة الالغام وعن التنمية. وعن المعاناة الانسانية .الخ
رغم وجود هذه البعثة لاكثر من عام فمن الملاحظ ان ادائها ضعيف للغاية فلا زالت المعارك في دارفور تزداد اشتعالا يوميا, وجيش الرب الذي ترعاه سلطة الانقاذ يمارس نشاطه, بل لازال يسلح من نفس الجهات التي كانت تسلحه في الماضي,وهي القيادات العسكرية بالجنوب, ولازالت معاناة الانسان في السودان
تزداد يوميا., والمجاعات تكتسح الشرق والغرب والجنوب, وتنعدم الحريات العامة,
., وقانون الطوارئ لازال مفروضا علي مناطق واسعة في القطر.
فوق هذا وذاك لم تنجح هذه البعثة في فرض سلام لا في الشرق ولا الغرب. بل ان اتصالاتها بجبهة الشرق تكاد تكون معدومة . وهذا يدعو للتساؤل: لماذا كل هذا الاهمال للشرق من بعثة اولي مهامها تحقيق السلام في السودان؟ هل هي في انتظار نشوب معارك واشتباكات وضحايا ودمار حتي تتحرك ؟ ومن المخزي ان تحركاتها حتي في الجنوب يجب ان تتم بموافقة الجكومة ورضاها.
ان هذه البعثة بتركيبتها الحالية ضعيفة للغاية وليست في وضع لحل هذه المهام الملقاة علي عاتقها. وعلي مجلس الامن ودول الايقاد النظر بجدية في خلق آلية جديدة, اكثر فعالية, وبسلطات اوسع حتي يمكن ان نحلم بسلام في السودان.
نحن لا ننكر الدور الفعال الذي تقوم به الامم المتحدة ازاء الشعوب المضطهدة وفي تحقيق امانيها في نيل استقلالها وسيادتها كما حصل لكثير من البلدان في اسيا وفي افريقيا وفي امريكا الجنوبية وحتي في اورباـ دول يوغسلافيا سابقا علي سبيل المثال ــ ,مساعداتها في حل الكوارث الطبيعية او المختلقة كالمجاعات واللجوء الاضطراري, ولا ننسي مواثيقها العظيمة الخاصة بحقوق الانسان وحقوق الطفل والمرأة و في حق الاثنيات في المطالبة بحق تقرير المصير.
ولا ننسي مشاريعها التعليمية واليونسكو ومكافحتها للوبائيات وهيئة الصحة العالمية والكثير من الهيئات التي تديرها.
ان الامم المتحدة تمثل قمة الراي العام العالمي . واي تبخيس بدورها مضر بالقضية.للغاية.
لقد كان المناضل البجاوي الشهير عبد اللة موسي في قمة المسئولية عندما رحب باي دور قد تلعبه الامم المتحدة في تحـقيق السلام في ربوع الشرق.
وكذلك علي الامم المتحدة خلق جهاز فعال لحل الازمة السودانية.
حــكومة الظــل وتصعيد الازمة
ان الازمة السودانية صارت الان اكثر تعقيدا وخاصة بعد تكوين ما يسمي بالحكومة القومية فهذه ستكون حكومة شكلية لارضاء الراي العام العالمي, ولاصدار التصريحات المقبولة عالميا ومحليا ولكن لن يكون بوسعها ان تغير من مجريات الامور بالبلد. فقد حاربت الانقاذ بشدة بالاحتفاظ بكل الوزارات الفعالة, تاركة تلك الباقية للحركة الشعبية. تمسكت بالبترول ــ حيث النهب المستور ــ وبالدفاع وبالداخلية.
وبالمالية. وبرئاسة الجمهورية. اما الخارجية فتركوها للام اكول الذي كان معهم لوقت قريب عضوا في المؤتمر الوطني. ويعرفونه جيدا.
فأي مشــاركة هذه في الســلطة والثــروة؟ هذا اعتداء صارخ علي روح اتفاقية السلام الكامل الشامل.
ليس هذا فحسب.
لقد اجمع المراقبون والصحفيون الاجانب والدبلوماسيون العاملين بالسودان بان
عصابة الانقاذ قد شكلت منذ زمن حكومة ظل, و هي التي ستشرف علي مجريات الامور وتسير سياسة البلد. اما رئيس هذه الحكومة كما هو متوقع تماما فهو رجل النظام القوي علي عثمان محمد طه.وحوله يلتف كل صقور النظام. لقد ظن البعض بانه قد ازيح من موقع المسئولية.!! وقد اجمع المراقبون بان مصطفي عثمان هو الذي سيسير السياسة الخارجية.
ليس هذا فحسب.
لقد انشأ النظام خدمة مدنية في الظل. تستلم تعليماتها مباشرة من حكومة الظل!
هذه سابقة لم يسبقهم فيها اي شيطان في العالم.
لقد ذكر السيد محمد ابراهيم نقد بان سيطرة واحتواء النظام للخدمة المدنية لم يسبقه عليه اي نظام دكتاتوري اخر,
وحتي هذه قسموها لجزئين جزء علني وجزء ظلي...هؤلاء الشواطين!!.
أن الوضع السياسي صار اكثر تعقيدا منذ ذي قبل. فقد عمل النظام بحنكة متناهية لعزل الحركة الشعبية من قوي التجمع, ثم بعد ذلك سعي لفركشة التجمع ذاته ونشر بذور الفتنة في صفوفه. وسقاهم الجرعة الاولي فصار البعض يترنح.
ان النظام لا زال هو هو يناور ويتزاوغ, ولايريد ان يتزحزح قيد انملة عن سلطته, رغم اتفاقية السلام ورغم اشراك الحركة شكليا معه.
ان تنظيم حركة شعبية قوية يصير واجبا هاما امام كل القوي الخيرية في البلد للاطاحة بهذا النظام الدكتاتوري الفاشي الغاشم.