ترحب سودانيزاونلاين بجميع الاراء الحرة و المقالات لنشرها فى هذه الصفحة.ويمكنك لزوارنا الكرام ارسالها الى [email protected] كما نرجو ذكر الاسم الحقيقى و الكامل و مكان الاقامة مدة بقاء المقال فى هذه الصفحة 10 اعوام
امل البشاري وكشف المستور في وزارة الخارجية – بقلم محمد اوشي-الخرطوم
سودانيزاونلاين.كوم sudaneseonline.com 9/29/2005 6:27 م
بسم الله الرحمن الرحيم امل البشاري وكشف المستور في وزارة الخارجية – بقلم محمد اوشي-الخرطوم طالعت كغيري من جمهور القراء و من خلال خمس حلقات متتالية ما خطه يراع المدعوة امل البشاري ما ادعته كشف فساد وزارة الخارجية و تعرية وزيرها السابق الدكتور مصطفى عثمان ... ففي البدء لا بد من التسليم ان ليس هنالك انسان اكبر من ان ينتقد، و ليس هنالك انسان اصغر من ان ينتقد ، النقد له أصل شرعي ، إنما هو الأمر بالمعروف و النهي عن المنكر في المنهج الإلهي و في الهدي النبوي ، و في كل شأن من شؤون المسلمين ، وفي عصورهم المختلفة هناك من ينصح ، هناك من يستجيب للنصيحة و ليس الذي يقبل النصيحة بأقل أجراً من الذي يسديها ، بل إن هذه الأمة التي وصفها الله بالخيرية علة هذه الخيرية الأمر بالمعروف و النهي عن المنكر(كنتم خير امة اخرجت للناس تأمرون بالمعروف وتنهون عن المنكر) ،و لكن هذا السلوك الفرعوني( ما أريكم الا ما أرى وما أهديكم الا سبيل الرشاد) الذي تنضح بها كتابات المدعوة امل البشاري قصد منها االتشفي وتصفية الحسابات. فالنقد له معنى لطيف جداً ، الناقد في أصل اللغة هو إنسان يمكث في الأسواق يعرف النقد الصحيح من المزيف ، أي تمييز الجيد من الرديء من الدراهم و الدنانير ، نقدت الدراهم أي ميزت جيدها من رديئها ، و أخرجت زائفها . و المعنى الثاني وهو مرفوض ، العيب و التجريح ، قال أبو الدرداء رحمه الله تعالى : الناس إن نقدتهم نقدوك ، و إن تركتهم لم يتركوك ، إما أن يكون النقد بناء يهدف الى اصلاح الاعوجاج وتقويمه ، و إما أن يكون النقد هداماً . ان معرفة الخطأ و الصواب و الثناء على الخير و مدحه ، و ذم الشر ونقده ، سواء أكان هذا الخير أو الشر في شخص ، أو في موسسة أو في جماعة أو في غير ذلك هو المعروف الذي أمرنا أن نأمر به ، و ذم الشر في كل هذه المجالات هو المنكر الذي أمرنا أن ننكره . فالسب و العيب و التجريح و هو الغالب على كتابات المدعوة امل البشاري ومن يقف خلفها من شذاذ الآفاق، الذين يجسدون النقد في ابشع صورة من صور العداوة و البغضاء ، و التشهير و التأليب على شخص الوزير لا لشيء سوى الحسد والكراهية و البغضاء، و الناس دائماً لا ينتقدون شخصاً إلا إذا أبغضوه . و عين الرضا عن كل عيب كليلة كما أن عين السخط تبدي المساوي هؤلاء الذين ينتقدون من أجل التجريح ، من أجل الانتقاص من قدر الإنسان ، من أجل تحطيمه ، من أجل تأليب الناس عليه ، فهم ينتقدون من يحسدونه ، أما هم فيقومون على ركام من الفساد و الآثام وليس االمقصود هنا الفساد المالي والاداري ولكنه فساد الرأي وقبح الكتابة و هذا سلوك شيطاني ، مهمته القنص ، مهمته تسفيه نجاحات الوزير د. مصطفى ، مهمته التجريح ، مهمته التنكيل والأنتقاص من قدرالرجل الذي ما ادخر وقتا ولا جهدا الا وبذله من اجل رفعة هذا السودان الذي تتمشدق بحق بنوته المدعوة أمل ، فهذا هو النقد الهدام ، و هذا هو النقد المغرض ، و هذا هو النقد الشيطاني . هناك اختلاف طبيعي أساسه نقص المعلومات ، هناك اختلاف محمود أساسه التنافس ، أما الاختلاف المذموم الذي ينطلق من الحسد و الضغينة و الحقد و البعد عن الحقيقة فهو مذموم مذموم . فهؤلاء الذين ينتقدون نقداً هداماً ليس دافعهم الإصلاح ، و لا تصحيح الأخطاء ، بل دافعهم الحسد ، و البغي ، و الحقد ، و الظلم (وما اختلف الذين اوتوا الكتاب الا من بعد ما جاءهم العلم بغياً بينهم) فالاصل الديني للنقد هو النصيحة يقول الله عز وجل (ليس على الضعفاء ولا على المرضى ولا على الذين لايجدون ما ينفقون حرج اذا نصحوا لله ورسوله) فالنصيحة عمل عظيم اقترن بالجهاد في سبيل الله ، فذكر النصيحة ، و هي عمل عظيم من أجلّ الأعمال جاء في سياق الحديث عن الجهاد ، و بذل الغالي و الرخيص ، و النفس و النفيس وهي ضرب من ضروب الأمر بالمعروف و النهي عن المنكر وفق منهج موضوعي،و هو لون من ألوان التواصي ، و أصل أصيل في هذا الدين يتوافق مع النقد البناء ، فلا اجمل من النصائح، خاصة إذا كانت من محب (ولا اقول حباً في الوزير ولكن حبا في هذا السودان التي انبرت في الدفاع عنه المدعوة امل)، يمليها الرشد، ويعضدها البرهان و تثومها التجربة لا النقد الهدام كالذي خضبت به امل البشاري واعوانها صفحات الانترنت دون روية ولا واذع تخطت فيه ادب النصيحة والنقد البناء . تــغمدنــي بنصــحك فـــي انفـــــرادي وجــنبني النـصيحــة في الــجمــاعة فان النــصح بـــين الـناس نـــوع مـن الــتوبـيخ لا ارضـــي اســتماعه فان خالــــفتني وعصـيت أمـري فـلا تـجزع إذا لم تعـــــط طـــاعة ومن اداب الحوار و النقد كما يقول العلماء –كابي حامد الغزالي - ان تحاوره فلا تتعرض لشخصه ولا لنسبه وحسبه واخلاقه .فالايماءت الصماء و التراهات النكراء التي تعمي الابصار وتذكم الانوف وتصم الآذان ،التى سودت بها المدعوة أمل مقالاتها ، فعل شنيع يستحق التقريع. فقد لام الله عز وجل دعاة بني إسرائيل المتلاعبين بالألفاظ، و مرتزقة الفكر الذين يقولون ما لا يفعلون:(أَتَأْمُرُونَ النَّاسَ بِالْبِرِّ وَتَنْسَوْنَ أَنْفُسَكُمْ وَأَنْتُمْ تَتْلُونَ الْكِتَابَ أَفَلا تَعْقِلُونَ) ونقول هنا للمدعوة امل ومن شايعها من شذاذ الآفاق الذين يتدثرون تحت ثياب( آخرون) أتعلمون الناس الفضيلة وانتم في الرذيلة تغرقون؟ أتعلمون الناس الانضباط و انتم أهل للهمجية؟ أتعلمون الناس الاصلاح وانتم أهل الفساد ؟ أتعلمون الناس الشجاعة وانتم جبناء؟ يا أيــها الرجـــل المعــــلم غــــــيره هــلا لنــفسك كان ذا التــــــــعليم تـصف الدواء لذي الســـقام وذي الضـــنا كيـــما يصـح بــه وأنـت ســــقيم ابـــدأ بنفســـك فانهـــها عـن غـيها فإذا انـتهت عنــه فأنت حكــــــيم ان غياب المعلومة الصحيحة الموثقة والراي البناء والنصيحة الناقدة والبصيرة النافذة يجعل من مثل هذه الكتابات مجرد تشفي شخصي وونسة هراء تنتقص من مصداقية كاتبها وتحيد به عن الجادة ... فمثل هذه الكتابات السمجة والمعلومات الضالة المضللة لا يرتضيها ذوق الانسان السوداني السوي الذكي اللماح. وكلمة حاسدٍ من غير جرم سمعتُ فقلت مُرّي فانفذيني وعابوها عليَّ ولم تعبني ولم يندي لها ابداً جبيني