تحليلات اخبارية من السودان
ترحب سودانيزاونلاين بجميع الاراء الحرة و المقالات لنشرها فى هذه الصفحة.ويمكنك لزوارنا الكرام ارسالها الى [email protected] كما نرجو ذكر الاسم الحقيقى و الكامل و مكان الاقامة مدة بقاء المقال فى هذه الصفحة 10 اعوام

ألغام فى طريق حكومة الوحده الوطنيه 2 بقلم عبده حماد| القاهره

سودانيزاونلاين.كوم
sudaneseonline.com
9/28/2005 3:33 م

ألغام فى طريق حكومة الوحده الوطنيه 2
بقلم عبده حماد القاهره


مواصلة لما تقدم من حديث حول موضوع ألغام فى طريق حكومة الوحده الوطنيه ننتقل اليوم الى الحلقه الثانيه من هذه السلسله ونتحدث عن الاتى
الخدمه المدنيه : - وهى تعتبرثانى الالغام التى تمت زراعتها فى طريق حكومة الوحده الوطنيه لان ماحدث لها خلال فترة الانقاذ من خراب ودمار حرى بان يجعلها معضله حقيقيه فى مستقبل السودان ، فمشكلة الخدمه المدنيه تكمن فى انها تم تحويلها الى جهاز امن يهتم بموضوع التقارير الدوريه عن الافراد الموظفين والعمال فى مؤسسات الدوله حول انتمائاتهم الساسيه والاجتماعيه بدلا من تكون جهاز خدمى يقوم بخدمة ومساعده الافراد التى تصب فى مصلحة الوطن العليا ، وكذلك من مشاكل الخدمه تم تغيير واستبدال من المواد الاساسيه فى قانونها وعوض عنها بقوانين تعتبر اكثر ظلما واجحافا لشرئح المجتمع المختلفه ، فالكل يعلم تماما ان البوابه الرئيسيه الى دخول الخدمه المدنيه هى الماهل العلمى والاكاديمى وللاسف الشديد تم استبدال هذا المعيار بماهلات اخرى تخضع للمعيار الاثنى والتنظيمى اكثر من معيار الكفاءه ، هذا الامر ولد لنا خدمه مدنيه مشوه جدا فى مجالات الخدمات الاساسيه التى يتم تقديمها للمجتمع وذلك نتيجه لافتقارها للخبره العلميه فى العديد من التخصصات لذلك كانت التجاوزات والمخالفات فى جميع القطاعات المختلفه تتزايد بمتواليه هندسيه يوميا ، ومن المعروف ان الغرض الاساسى من تخريب الخدمه المدنيه هو محاوله يائسه لكنس كل ابناء الشعب السودانى من مؤسسات الدوله وافساح المجال الى مجموعات الثوره الاثنيه فى ان يتحكموا على مفاصل الدوله من خلال السيطره على الخدمه المدنيه فى جميع قطاعاتها المختلفه ، فقانون الصالح العام هو وسيله لتركيع وازلال كل من يقف حجر عسره امام التيار الثورى وهو اشاره حمراء لكل فرد تسول له نفسه على ان يقوم بمطالبه او مظاهره ضد النظام كما كان يفعل فى السابق قادة النقابات المختلفه ، هذا القانون جعل سياسة الخضوع والخنوع حليف اساسى لكل موظف او عامل فى الدوله ، بل ظل كل فرد يستطيع ان يسكت امام اى مخالفه ضد مصلحة الوطن يقوم بها احد مدراء النظام فى القطاعات المختلفه للخدمه 0
اذن كل التخريب والتشتيت الذى حصل داخل الخدمه المدنيه اليوم هو موضوع امام تحدى حكومة الوحده الوطنيه 0 هل تستطيع حكومة الوحده ان تعيد للخدمه المدنيه حالتها الطبيعيه وتفكها من الزواج الكاسليكى الذى تم بينها وجهاز الامن ؟ كما ان هناك مشكله اخرى تواجه حكومة الوحده الوطنيه فى هذا المجال وهى وجود ثلاثه مجموعات متصارعه فى الخدمه المدنيه وهى مجموعة الموظفين والعمال الحاليين الماهلين منهم وغير الماهلين الذين دخلوا للخدمه المدنيه عبر البوابه الاثنيه او تنظيميه ومجموعه اخرى تعرف بضحايا قانون الصالح العام والان ينتظرون من حكومة الوحده الوطنيه ان تعيدهم الى مجدهم التليد فى الخدمه ، وهناك توجد مجموعه ثالثه تقف على الرصيف متفرجه لشكل الصراع وهى بتعد نفسها للدخول فيه وهى مجموعة الخريجيين الذين لم تتح لهم الفرصه من قبل ان يشاركوا فى الخدمه وذلك لوجود السياسات سابقة الذكر ، فالتحدى الحقيقى لحكومة الوحده الوطنيه فى هذا المجال هو كيف يتم التوفيق بين هذه المجموعات الثلاثه فالمجموعه الاولى مكنكشه ومتعلقه بثدى الخدمه المدنيه اما المجموعه الثانيه فهى تحمل فى داخلها ادغان واغبان سابقه وتعمل جاهده لكنس كل الموجودين فى الخدمه لكى تحل محلهم فهذا الامر به مخاطر ومخاوف وعدم انصاف لكثير من العامليين وهو يولد عنف مضاض، اما المجموعه الثالثه فهى منتظره الرحمه من حكومة الوحده الوطنيه بان تجد لها فرصه لكى تدخل نفسها فى هذه المعمعه 0
فالسؤال المحورى فى هذه النقطه هل يوجد من قادة الاحزاب التى شاركة فى حكومة الوحده الوطنيه فرد واحد فقط يستطيع ان يتبنى مشروع اصلاح الخدمه المدنيه ؟ فاذا فرضنا جدلا ان هناك شخص يستطيع ان يطرح فقط هذا المشروع فى اجتماعات حكومة الوحده فما هو حجم هذا الشخص ومن اى بوابه دخل الىهذه الحكومه ؟ هل دخل عن طريق اتفاقية السلام التى لم يستطيع احد اطرافها الاساسيين ان يحرر وزارة الطاقه من براثيين النظام فكيف يستطيع هؤلاء ان يحرروا الخدمه المدنيه التى تمثل اهم مفصل فى الحكومه
ثالثا البطاله : - تعد البطاله من اكبر الالغام واشدها خطورة وافتاكا بحكومة الوحده الوطنيه لان البطاله من المعروف انها اصبحت ليست مشكلة الدول الفقيره فقط بل تعانى منها الدول المتقدمه وهى مشكله ذات ابعاد اجتماعيه وسياسيه تهدد بحدوث قلاقل واضطرابات خطيره سواء كانت لحكومة الوحده او لمستقبل السودان ككل ، لذا من واجب حكومة الوحده الوطنيه ان تتداركها وتجد لها الحلول الناجعه افضل من ان تتركها تستفحل اكثر من ماهى عليه الان وخاصة ان حكومة الانقاذ منذ ان اتت الى السلطه وانتهجة سياسات اقتصاديه داعيه وجالبه الى تزاحم البطاله فى السودان ، فالان فى السودان توجد البطاله بعنصريها الاساسيين وهما بطالة الموارد وهى عدم قدرة المجتمع على استقلال موارده الطبيعيه رقم توفرها ، وهذا العنصر يؤكد لنا ان السودان به مخزون كبير جدا من الموارد الطبيعيه من ثروات غابيه واراضى زراعيه وثروات حيوانيه ومعادن ووفره فى المياه والطاقه الشمسيه التى يمكن استقلالها كمصدر اضافى للطاقه ولكن للاسف الشديد الان السودان يعيش فى حالة بطاله تامه فى مجال الموارد بل اصبحة الدول المتنافسه والمتصارعه عليه هى الاكثر تحريكا واستفادتا من هذه الموارد ، اما العنصر الثانى من عناصر البطاله الموجوده حاليا فى السودان هى بطالة البشر وهى تعنى لنا عجز الدوله فى استقلال مواردها البشريه المعده والمدربه والماهله لكى تساهم فى احداث التنميه فى البلاد ، فالان السودان به الكوادر البشريه الماهله صاحبة الخبرات العاليه ولكن نتيجه لسياسة الانقاذ تجاه هؤلاء الكوادر اصبحوا يهاجروا بصوره مخيفه جدا مما يؤكد ان مستقبل بناء السودان سوف يكون اكثر صعوبه فى غياب هذه الكفاءات ، اما اذا نظرنا الى انواع البطاله بالسودان نجد به حوالى سبعه انواع اساسيه وهى عباره عن نتاج للسياسات التى انتهجتها حكومة الانقاذ خلال ال 16 سنه الماضيه فمن اهم السياسات الخاطئه التى ادت الى ارتفاع معدلات البطاله بانواعها المختلفه هى
أ - السياسات الاقتصاديه التى ظلت تنتهجها الدوله مع وجود المحسوبيه فى عملية التوظيف
ب - عدم وجود دراسات منتظمه لاحتياجات سوق العمل من الخريجيين من حيث الكم والكيف
ج - تناقص حجم المعلومات والقروض المقدمه من المؤسسات الدوليه لمشاريع التنميه وذلك يرجع الى سؤ العلاقات الخارجيه لنظام الانقاذ
د - الحروب الاهليه التى تبناها النظام وفقا لبرنامجه الاسلامى فهى عصفة بالبنيه التحتيه للاقتصاد القومى وضيقت سوق العمل
و - ازدياد الخريجيين نتيجه للتوسع الكبير الغير مدروس فى الجامعات والمعاهد العليا وغياب التنسيق بين وزارة التعليم العالى ووزارة العمل وعدم توفر المعلومات عن سوق العمل
ز - عدم الاهتمام بالتدريب التحويلى للخريجين 0 بالاضافه الى مجموعة سياسات طارده للاخر الحزبى ينتهجها النظام
فكل هذه الاسباب وغيرها ادت الى حدوث البطاله بانواعها السبعه ومن المعروف ان للبطاله اثار عديده منها الاقتصاديه والاجتماعيه والنفسيه والساسيه فكل واحده من هذه الاثار له مردوده السلبى على التكوين الاجتماعى للمجتمع فتراكم هذه الاثار بهذه الكيفيه يؤدى الى انفجارضغائنى وسط المجتمع مما يتسبب فى حدوث تمزيق وشتات وخندقه حول اجندات خاصه بالافراد وليس بالوطن 0
فالان حكومة الوحده الوطنيه مواجه بحل مشكلة البطاله وذلك من خلال اجرء تعديلات كثيره فى السياسات الاقتصاديه والتعليميه والامنيه حتى تستطيع ان تقلل من نسبة الضخ المتزايده فى سوق البطاله ، هل تستطيع حكومة الوحده الوطنيه احداث تغيير على هذه السياسات ام تكون حكومه صوريه مهامها كلها فى الاحتفالات حتى تعطى النظام واجه اخرى
وغدا نواصل


--------------------------------------------------------------------------------

للمزيد من االمقالات

للمزيد من هذه الاخبار للمزيد من هذه البيانات و المنشورات
الأخبار المنشورة لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع


| اغانى سودانية | آراء حرة و مقالات | ارشيف الاخبار لعام 2004 | المنبر العام| دليل الخريجين | | مكتبة الراحل على المك | مواضيع توثيقية و متميزة | أرشيف المنبر العام للنصف الاول من عام 2005

الصفحة الرئيسية| دليل الاحباب |English Forum| مكتبة الاستاذ محمود محمد طه | مكتبة الراحل المقيم الاستاذ الخاتم عدلان | مواقع سودانية| اخر الاخبار| مكتبة الراحل مصطفى سيد احمد


Copyright 2000-2004
SudaneseOnline.Com All rights reserved