يعطى التدريب اهتماماً كبيراً فى الدول لذلك كانت نهضتها وتطورها فالموارد البشرية هى العنصر الاساسى للتنمية والنهضة وبدون تدريب لا يمكن ان تقوم بعمليات التنمية والنهضة لذلك نتمنى من حكومة الوحدة الوطنية ان تولى هذا الامر الاهتمام اللازم , فالملاحظ فى السنوات الماضية ان امر التدريب قد اهمل تماماً الامر الذى ادى الى تدهور ملحوظ فى كافة مرافق الدولة.

هناك دول عديدة استطاعت ان تتقدم وتنهض وذلك بترقية وتدريب مواطنيها على اسس علمية ومنهجية يمكن لدولتنا ان تستفيد منها , فعلى سبيل المثال فان من اهم اسباب النهضة الماليزية اهتمام قيادة الدولة بامر التدريب فقد عملت الدولة الماليزية على الاستفادة من الخبرات اليابانية فى اعطاء برامج التدريب المهنى الاولوية , فقد طورت المعاهد والوكالات الخاصة بالتدريب بالتعاون مع اليابانيين فى تنظيم المحاضرات والندوات وتبادل المعلومات . فالأمل ان تستفيد حكومة الوحدة الوطنية من التجربة الماليزية فى مجال التدريب وخاصة التدريب المهنى الفنى والعمل على توجيه التعليم نحو التقنيات الحديثة والاستفادة ايضاً من التجربة الماليزية التى اقامت مايعرف بالمدارس الذكية Smart School والتى تتوفر فيها مواد دراسية تساعد الطلاب على تطوير مهاراتهم واستيعاب التقنيات الحديثة حيث يتم التدريب على انظمة التصنيع المتقدمة وشبكات الاتصال ونظم استخدام الطاقة وانظمة النقل المتطورة وخلافه ,, فالمدارس الذكية مؤسسات ابتكرتها الحكومة الماليزية تقوم على سياسة جديدة تساعد الطلاب فى مواكبة عصر المعلومات والتفاعل معه .

ان مبدا الادارة الممتازة من اهم الامور التى تساعد على تطوير الخدمة المدنية فعلى الحكومة ان تعمل على اختيار الموظفين المؤهلين لتقلد الاعباء الادارية العليا , الاشخاص الذين يهتمون بامر التدريب والذين يؤمنون بضرورته والا فانهم لا يستطيعون العمل على تطوير العنصر البشرى المسئولين عنه .

اهم مايجب ان يهتم به صناع القرار فى هذا العصر هو العمل على التدريب على تقنية المعلومات وهو ما كان مفقوداً فى الفترات السابقة , فكل المشاكل التى تعرضت لها بلادنا فى الفترة السابقة نجد ان احد اهم اسبابها ان متخذى القرار كانوا لايهتمون بالعمل التقنى والاعلام الالكترونى على وجه الخصوص فكانت ادوات اتصالهم تقليدية ولايمكن الاتصال بهم او عن طريقهم الا من خلال القنوات الرسمية التقليدية والمضيعة للوقت فكانت السياسات الاعلامية غالباً تصاغ بدون خبرة او فكرة حقيقية فى كيفية تأثير تكنولوجيا المعلومات عليها وعلى سياسات الدولة الاخرى الاقتصادية والسياسية والاجتماعية والامنية وكذلك علاقاتها مع مواطنيها ومع العالم من حولها , لذلك لابد فى الفترة المقبلة ان تعمل الحكومة على تشجيع المهتمين والقيادات العليا على وجه الخصوص بشكل فعال للمشاركة فى الحلقات الدراسية والتدريبية رفيعة المستوى التى من خلالها سيتمكنون من التعرف على استخدام تكنولوجيا المعلومات ليتكيفوا مع العالم من اجل وضع خطط عملهم بطرق حديثة .

يجب على الدولة فى الفترة المقبلة ان تعمل على الاهتمام بكل الموضوعات الهامة ذات العلاقة بالتخطيط والادارة والتنمية ودور التدريب في تفعيل السياسات , كذلك اقامة الحلقات والبرامج التدريبية التي تتمثل في برامج الادارة العصرية لأنشطة التدريب وبرامج تخطيط القوى العاملة وبرامج الاساليب العلمية في كل الاعمال و اعداد وتأهيل مديري مكاتب القادة والوزراء ووزراء الدولة والولاة والمحافظين والتنفيذيين والمديرين العامين للمؤسسات الحكومية واعداد حلقات عمل حول الادارة والاعلام على ان يشمل ذلك مسؤولى العلاقات العامة ويتضمن برامج للتدريب على طرح برنامج المدير الناجح في بيئة العمل الاعلامي .

صلاح الدين حمزة الحسن

لاهاى - هولندا