ترحب سودانيزاونلاين بجميع الاراء الحرة و المقالات لنشرها فى هذه الصفحة.ويمكنك لزوارنا الكرام ارسالها الى [email protected] كما نرجو ذكر الاسم الحقيقى و الكامل و مكان الاقامة مدة بقاء المقال فى هذه الصفحة 10 اعوام
هكذا هى رؤوس اليتامى يتعلم فيها الناس الناس الحلاقة. بقلم: دينق اروب
سودانيزاونلاين.كوم sudaneseonline.com 9/27/2005 8:19 م
يمض سوى الفترة قبل الفترة الانتقالية حتى حدثت تلك الفاجعة برحيل قائد ثورة التحرير الدكتور/ جون قرنق دي مبيور اتيم والراقد الان بسلام فى الملكوت بعد ان صار بطلا للسلام ورحل مبكرا ليترك الحركة الشعبية كرؤوس اليتامى التى يتعلم فيها الناس الحلاقة وقد انطبق هذا المثل الشعبي على الحركة الشعبية وخاصة فى الطريقة التي تم بها حسم مسألة ايلولة وزارة الطاقة والتعدين بعد ان تمسكت الحركة الشعبية بها حسب ما جاء فى الاتفاق بالنسبة لتوزيع الحقائب الوزارية وقد جاء حل الازمة مخيبة لآمل انصار ومؤيدى الحركة من الداخل والخارج وحتى الاطفال متزمرين من الطريقة التى حلت بها ازمة الطاقة والسؤال الذى يطرح نفسه هو لماذا تنازلت الحركة عن احقيتها لوزارة الطاقة؟ والكل يعلم علم اليقين بان وزارة الطاقة من نصيب الحركة بعد ان اخذت المؤتمر الوطني وزارة المالية ولم تقدم الحركة لجماهيرها المبررات التى جعلتها تتنازل عن حقها المشروع فكان الافضل للحركة الشعبية ان تتمسك بحقها الشرعى مهما كانت النتيجة لان تنازلها عن الطاقة فتحت ابواب الجهيم على اتفاقية نيفاشا وبذلك برهنت الحركة على عدم قدرتها على مقاومة المؤتمر الوطنى بعد عن علقت الشعب السودانى آمالها على الحركة فى تغيير الواقع السودانى واعطاء كل ذي حق حقه. وما يدهشني حقا هو التصريح المنسوب للسيد النائب الاول لرئيس الجمهورية الفريق سلفاكير ميارديت والذى قال فيه : ( ان المؤتمر الوطنى يتخذ سلوك لا يدل على نية الوحدة وانما يسعى سلوكه الي الانفصال والحركة لم تعد لديها الرغبة فى شئ ويمكن للمؤتمر الوطني ان ياخذ كل شئ ويترك للحركة ما يشاء الى حين ان ينتهى الفترة الانتقالية فيذهب اي طرف الي سبيله) واذا صح هذا التصريح فسؤالى لقادة الحركة الشعبية هو اليس المؤتمر الوطني حزبا سياسيا وشريك فى اتفاقية السلام؟ لماذا يسيطر المؤتمر الوطني على مجريات الامور رغم وجودكم فى الحكومة وانتم شركاء؟ الم يحن الوقت لتبدأ التغيير فى المؤسسات التى تطلق عليها صفة القومية؟ واين صفة القومية فى التلفزيون السودانى ناهيك عن بقية الاجهزة الاعلامية؟ لم يتمكن القائمين على امر التلفزين من تغطية الاستقبال التاريخى لقائد التحرير فقلنا ان السبب كان كثرة الجمهور فما الذى منع تغطية كل مراسم التشييع فى جوبا؟ ثم لماذا لم يتم تغطية زيارات الفريق سلفاكير للجنوب فى وقتها؟ واين انتم من الاجهزة الاعلامية والتشكيلات الجديدة التى حدثت فيها مؤخرا؟ كل هذه التساؤلات تحتاج للرد من قادة الحركة الشعبية واذا عدنا الى التصريح المنسوب للفريق سلفاكير اعلاه نجده يتشكل من ثلاثة ابعاد: اولا البعد النفسي الناتج عن الغضب بشان الطريقة التى حسمت بها امر الطاقة وثانيا البعد السياسي من حيث ان حسم مسالة الطاقة بالطريقة التي تمت بها سيكون دافعا قويا من دوافع الانشطار والانقسام هذا بالاضافة الي التبريرات الوهمية التى يقدمها الحزب الحاكم بان التنقيب فى الفترة المقبلة سيكون فى المناطق الشمالية بالتالى لابد من ان يكون احد ابناء الشمال على راس هذه الوزارة والسؤال هو اين هذا الكلام الجميل عندما كان التنقيب وما زال يتم فى الجنوب لماذا لم يكن على راس الوزارة احد ابناء الجنوب فكل هذه التبريرات الواهية تخدم خط الانفصال او بالاصح استقلال جنوب السودان لان الشعب السوداني لم يكن في يوم من الايام شعب واحد والبعد الثالث هو رحيل النائب الاول السابق المبكر في تلك الظروف الغامضة وما تبعته من احداث القمع والبطش من قبل النظام السابق تجاه عناصر معين حيث لا تزال السجون مليئة بالابرياء من جماهير شعبنا عقب احداث الاثنين والثلاثاء الاسود وليس الاثنين لان ما حدث يوم الثلاثاء هو القتل المقصود والمدبر من الاجهزة الامنية بينما كانت احداث الاثنين عفوية ومن فئة معين لا يمثلون الا انفسهم اذا استمرت سياسات نظام الانقاذ تلك التى تسعى الى تكريس النزعات الانفصالية فلابد من طى ملف الوحدة منذ الان وقد حدث فعلا فى مناطق النازحين وفى احياء سكنية اخرى فى الكلاكلة والحاج يوسف وغيرها من الاحياء التى سقطت فيها الابرياء برصاصات الاجهزة الامنية