ترحب سودانيزاونلاين بجميع الاراء الحرة و المقالات لنشرها فى هذه الصفحة.ويمكنك لزوارنا الكرام ارسالها الى [email protected] كما نرجو ذكر الاسم الحقيقى و الكامل و مكان الاقامة مدة بقاء المقال فى هذه الصفحة 10 اعوام
الغام فى طريق حكومة الوحده الوطنيه بقلم عبده حماد-القاهره
سودانيزاونلاين.كوم sudaneseonline.com 9/27/2005 7:54 م
الغام فى طريق حكومة الوحده الوطنيه 1 بقلم أ\ عبده حماد-القاهره
فى المقال السابق تحدثت عن حكومة الوحده الوطنيه باعتبارها انزار مبكر لتمزيق النسيج الاجتماعى والسياسى السودانى وتحويل الدوله الى ارض خصبه للسلب والنهب ولكن انهالت علي مجموعة من الرسائل فى الايميل الخاص منها المؤيد للتحليل ومنها الرافض له بشده ، وعلى العموم الشكر لكل الذين كتبوا واهتموا بهذا الموضوع ، ولكى يكون الامر اكثر وضوحا فيما يخص حكومة الوحده الوطنيه يجب علينا ان نتفحص باهتمام شديد ما هو نوع الالغام التى تم وضعها امام هذه الحكومه وهل هى جديره بتجاوزها ؟ وهل يوجد من بين وزرائها اخصائيين فى مجال ازالة الالغام ام كلهم مجرة جنود يجيدوا زرع الالغام امام اى تطور سياسى فى السودان ، فالان نقف جميعا لكى نتعرف على انواع واشكال هذه الالغام ونجرى لها مقارنه مع تخصصات هؤلاء المستوزرين ومن ثم نحكم عليهم بالنجاح او الفشل فالالغام هى اولا : التفكك الاجتماعى والسياسى فى السودان التفكك الاجتماعى والسياسى فى السودان يعتبر اول الالغام التى تم وضعها امام تحدى حكومة الوحده الوطنيه ؛ فالسودان اليوم يعيش فى حالة تمزق شديد فى النسيج الاجتماعى وذلك من خلال الثوره الاثنيه التى ظل يعيشها فى كل مستويات المجتمع فهذه الثوره جاءت مطابقه تماما للمفاهيم التى ساغها وتحدث عنها صوميل هنتنجتون فى كتابه ثورة الاثنك ، ومن المعروف بان كل المجتمعات التى تتصارع فيها الاثنيات من اجل البقاء للاقوى فى السلطه هى مجتمعات اكثر تخلفا وتفككا فى العالم لذلك تم تصنيف هذا العامل كواحد من عوامل التخلف للمجتمعات الانسانيه ، وللاسف الشديد اليوم السودان ظل يعيش فى حالة رده نحو القبيله فى ممارسة العمل السياسى وذلك من خلال ممارسة هذا العامل فى داخل كافة القوى السياسيه سواء كانت فى الحكومه او خارجها ، فاذا نظرنا الى شكل الحكومه واختيارها للافراد فى ادارة مؤسسات الدوله نجدها تقوم على اساس اثنى بحت والشاهد على ذلك ما قاله عراب النظام الحالى المحامى غازى سليمان فى احدى ندواته الناريه فى قاعة الشارقه قبل الرده نحو النظام حيث قال ناس الانقاذ ديل خلو الواحد يخجل بان يقول بانه ينتمى الى قبيلة كذا واللبيب بالاشاره يفهم ، وعضض هذا القول د0 لام اكول فى اخر ايامه مع ناس الانقاذ حين كان متحدثا فى الندوه الثلا ثيه هو ومكى على بلايل ومعهم الامين بنانى قال د0لام يا ناس هل اذا اخذنا من صحن السلطه كل مكوناته من جرجير وعجور وبصل وتركنا الطماطم لوحدها هل يمكن ان نسميها سلطه ؟ هذا تشبيه بليغ من لام اكول للوضع الاثنى فى داخل النظام ، اما فى اروقة القوى السياسيه فحدث ولا حرج ومن خلال المشاهده ان كل الاسباب التى اضعفت واقعدة المعاضه والحركات المسلحه اليوم هى الصراعات الاثنيه الموجوده فى داخلها ، هذا من جانب الحكومه والقوى السياسيه اما بالنسبه للشريك الاساسى للحكومه وهو الحركه الشعبيه هذا العامل الاثنى يعتبر ركن اساسى من اركان تنظيمها ، هذا فى مجال النسيج الاجتماعى 0 اما التفكيك والتمزيق فى المجال السياسى حيث يمثله لنا البعد الكبير بين القوى السياسيه فى ايجاد ارضيه مشتركه تعمل فيها مع بعضها البعض من اجل مصلحة الوطن العليا وليس مصلحة الافراد والاحزاب السياسيه فهذا البعد الشديد بين الاحزاب السياسيه ولد لنا فى الساحه السياسيه مجموعة تعرف بمجموعة الانشقاقيين والانفصاليين مما ادى الى بروز ملامح النظريه النفعيه التى تعمل لصالح الافراد وليس لصالح الوطن ، فهؤلاء الانشقاقيين لهم اجنداتهم التى يحققوا بها مصالحهم الذاتيه فمن اهم الاجندات تباعد المسافه بين القوى السياسيه حتى لا تصل الى برنامج حد ادى يلتقى فيه الجميع لصالح دولة السودان ، فهؤلاء الانشقاقيين نشطوا فى هذا الجانب الى ان دخلوا حكومة الوحده الوطنيه وما ذالوا مستمرين فى هذا الاتجاه ، لذلك ظهر لنا اليوم سوق فى المجال السياسى يعرف بسوق بيع وشراء الضمائر من الافراد لذلك نجد مجموعات كبيره من النفعيين تسابقوا الى هذا السوق ودللوا انفسهم وحددوا اسعارهم فى انتظار صاحب الفلوس والحقائب الوزاريه ، ففى ظل هذه الظروف الحرجه من تاريخ السودان والتى تعيش فيها القوى السياسيه والمجتمع السودانى حاله من التفكك والضياع تم تكوين حكومة الوحده الوطنيه وهى التى يقع على عاتقها ازالة الغبن التاريخى والذى ظل يعيشه المجتمع خلال مراحل الحكومات المختلفه ، وايضا ازالة كافة مظاهر الظلم الاجتماعى والفساد المالى مع ابداء حسن النيه اتجاه كافة افراد الشعب ، وتركهم بان يمارسوا انشطتهم الاجتماعيه والسياسيه فى حريه تامه حتى تكون الوحده خيار جازب فى مرحلة الاستفتاء ، كذلك من اولويات هذه الحكومه هى تجميع كافة القوى السياسيه والشعب السودانى حول برنامج وطنى موحد من اجل استعداد لمرحله قادمه تشمل كل ابناء الوطن بمختلف تكويناتهم الاجتماعيه والسياسيه وذلك من خلال الممارسه الديمقراطيه والتداول السلمى للسلطه 0 هذه المسؤليات الجسام فى مجال بناء النسيج الاجتماعى وتقريب وجهات النظر بين كافة القوى السياسيه هى من صميم حكومة الوحده الوطنيه ، ولكن دعنا نجرى مقارنه بين المسؤليات هذى ومجموعة الافراد الذين تم اختيارهم لحكومة الوحده الوطنيه ، حيث نجد هناك بعد كبير جدا بين هذه المسؤليات وافكار ومفاهيم هؤلاء الوزرا والمستشارين ، ففى مجال رتق النسيج الاجتماعى نجد الغالبيه العظمى من المستشاريين والوزراء فى حكومة الوحده الوطنيه ساهموا فى شرخ النسيج الاجتماعى السودانى كما انهم تبنوا فى كثير من مواقفهم برنامج ثورة الاثنك سواء كانوا فى احزابهم الرئيسيه او بعد انشقاقهم ، ويوجد من بينهم من اتخذ هذه الثوره مطيه للوصول الى حكومة الوحده الوطنيه ، اما فى مجال القوى السياسيه نجد كل التنظيمات التى انتمت الى حكومة الوحده الوطنيه اتت من اصل انشقاقى وعدائى مع تنظيماتها الاصليه فهذا الجانب العدائى سوف يقف حجر عسره امام توحيد القوى السياسيه فى برنامج الوحده الوطنيه ، هذا يجعل فترة الوحده عباره عن صراعات بين المجموعات المشاركه فيما بينها والمجموعات خارج الشراكه هذا الامر يضعف دور حكومة الوحده فى انجاز اى مهام فى مجال رتق النسيج الاجتماعى او تجميع القوى السياسيه فى برنامج موحده فهذا يقودنا الى مزيدا من التشرزم الاثنى والقبلى والجهوى واخيرا يقدنا الى انفصال وتفكك ، واذا اردنا ان نطرح سؤلا بهذه الكيفيه هل تستطيع حكومة الوحده الوطنيه ان تعبر هذا اللغم الاول ام انها تنهزم امامه ؟ ونواصل غدا فى باقلى الالغام __________________________________________________