تحليلات اخبارية من السودان
ترحب سودانيزاونلاين بجميع الاراء الحرة و المقالات لنشرها فى هذه الصفحة.ويمكنك لزوارنا الكرام ارسالها الى [email protected] كما نرجو ذكر الاسم الحقيقى و الكامل و مكان الاقامة مدة بقاء المقال فى هذه الصفحة 10 اعوام

كيف لمن يقتل المهمشين أن يطالب بحقوق المهمشين ؟ بقلم الصحفى / سعيد مراد

سودانيزاونلاين.كوم
sudaneseonline.com
9/26/2005 9:34 م

[email protected]

قسَّم علماء السياسة ؛ دول العالم إلى أربعة درجات :

1- الدول العظمى : وهى تلك التى تتمتع بنفوذ سياسى واقتصادى وعسكرى عالمى . وتنحصر فى وقتنا الحالى فى دولة واحدة هى الولايات المتحدة الأمريكية .

2- دول كبرى : أى تلك التى تتمتع بنفوذ سياسى وعسكرى أقليمى رئيسى ، مثل الإتحاد الأوروبى والصين .

3- دول متوسطة : وهى التى تتمتع بنفوذ إقليمى فرعى مثل تركيا .

4- دول هامشية : وهى التى لا تتمتع بأى نفوذ ، ومنها السودان .

فبالرغم من أمكانيات هذه الدولة شاسعة المساحة ، متباينة التضاريس ، متعددة الموارد ؛ إلا أنها ظلت دولة هامشية ، لعب أهلها الدور الأكبر فى هذا التهميش . إبتداءا عن طريق الصراعات التقليدية بين الأحزاب الطائفية ، مرورا بالدخول فى أيديولوجيات غير منجزة ، وكذلك العداءات غير المتكافئة مع الأنظمة الدولية ، إضافة إلى السياسات الإقليمية السلبية غير المتوازنة ، وانتهاءا ( فى وقتنا هذا ) ، بالطموحات المََرَضِيَّة لبعض الأفراد فى الوصول إلى السلطة عن طريق حمل السلاح وقتل الأبرياء وزعزعة الأمن والإستقرار ، واحتلال المناطق ، وصولا إلى الوقوع فى أحضان الدول المعادية والحاقدة على السودان ، للحصول على الدعم مقابل عمالة مقدرة تقديرا ؛ وهم ليسوا سوى شرذمة من الخلق لا يعلمون الوطنية إلا أمانيّ .

وارتفعت دعاوى التهميش الزائفة ، بكلمة باطل يراد بها باطل ، يسعى رافعوها فى الأرض فسادا ؛ ويحسبون أنهم يحسنون صنعا ، وكلما جاءتهم كلمات الحق وضعوا أصابعهم فى آذانهم وأشتدوا فى حقدهم لا يراعون لأهلهم إلاّ ولا ذمة . فقتلوا من قتلوا ونحروا من نحروا ، هادمين فى طريقهم المِعوج ، كل مايبنيه الغلابة والفقراء بشقاء سنين ، ناهبين البضائع ممن يضربون فى الأرض يبتغون من فضل الله ، وليس لهم فى أمر السلطة ناقة ولا جمل .

ثم عرجت الأمم المتحدة عليهم ، فأمدتهم بالقوة المعنوية من محاضرات وزيارات وتلقين للهدم ( تاركين أمر القوة المادية للعقيد القذافى ) ، حتى لم نعد نعلم أى أمم متحدة تلك التى تسعى إلى زعزعة السلم والأمن الدوليين ماحية أهم ماجاء من بنود نظامها الأساسى ليذكرنا هذا بالدستور الذى وضعته الحيوانات الثائرة فى رواية " مزرعة الحيوان " ؛ والذى أخذت بنوده تتبدل تحقيقا لمآرب الخنازير ذات النفوذ والقوة .

وهكذا أضحى السودان مرتعا لإرهاب أصحاب العقول المريضة السايكوباتية ، والتى لا يردعها عن إرهابها وازع دينى ولا أخلاقى ، بل تسير فى براغماتيتها بإندفاع صاحب الطيش البيِّن والهوى الجامح .

وفى خضم هذا كله ، خرجت إلينا بوادر لإنفراجة أطلت علينا من خلالها طيوف من الضوء ، يمكن على أساسها أن تتبدل الأحوال ، من النقيض إلى النقيض ؛ بسلام كنا نرجوه منذ زمن بعيد ، توضع فيه الأسلحة ، لتبدأ عملية إنتقال سياسى شامل ، بتحقيق التداول السلمى للسلطة على المدى القريب . وانتهاء نزاع الجنوب إما بإنفصال أو إتصال ، فإذا بالإرهابيين وبحسدهم السياسى المعروف – والذى نكاد نقول بأن جان جاك روسو قد تنبأ به منذ إخراجه لمؤلفه " العقد الإجتماعى " - وإذا بهذا الحسد يطفو كالماء القذر على قلوبهم ؛ حين تروَّعت لسلام قادم يحقق إستقرارا لا يدعم طريقهم المعبد

بدماء الأبرياء ؛ فمشوا مكبين على وجوهم ، وكان أهدى لهم أن يمشوا على صراط مستقيم ، ولكن أفأنت تسمع الصم أو تهدى العمى ومن كان فى ضلال مبين .

ولذا كان على الحكومة أن تقطع دابرهم وأن تأخذهم من صياصيهم لتقذف فى قلوبهم الرعب قتلا وجندلة ولا تأخذها فيهم رحمة .

وكان يجب عليها - ومازال – أن تقوم بما هو ضرورى لإنهاء هذا الإرهاب ومن ضمن ذلك :

1- إطلاق يد الجيش السودانى ( الخالص ) على الإرهابيين وألاّ تأخذ منهم أسرى حتى تثخن فى الأرض .

2- تجميد أرصدة الإرهابيين .

3- إسقاط الجنسية السودانية عنهم .

4- قطع العلاقات الدبلوماسية مع راعية الإرهاب الأولى وهى ليبيا .

5- تجميد أرصدة ليبيا فى السودان ؛ ودعوة المجتمع الدولى إلى إرغام ليبيا على تسليم الإرهابيين وتعويض أهالى الضحايا .

وعلى الدولة ألا تخشى دسائس مجلس الأمن وضغطه عليها عن طريق إفتراءات وادعاءات جرائم الحرب التى ماهى إلا زيف أطلق لدعم زعزعة أمن الوطن الحبيب ولدعم إرهابيي دارفور الذين يجب تصفيتهم جسديا لإجتثاث الشر من جذوره بالحق ، وقد جاز لإسرائيل بالباطل فى عملية قطف الزهور وغيرها . فالدولة لها الحق فى ان تدافع عن مواطنيها الأبرياء فى أى مكان وزمان .

غير أن مانراه اليوم ليس إلا حكومة متخاذلة فيما لا يتطلب فيه التخاذل . متهاونة مع من يسعون فى الأرض مفسدين ، حتى أضحى كل من طافت فى عقله المريض طيوف السلطة والجاه يخرج عن القانون حاملا سلاحه يرمى به رمى عشواء فيصيب من يصيب و يخطئ من يخطئ بلا دين ولا ضمير . حالما بوزارة يستوى على عرشها ( وهو ليس بأهل لها بل ولا أهل ليكون ناظر مدرسة إبتدائية ) ولو كانت أركانها قائمة على دماء الضحايا والأبرياء .

وسؤال أخير :

كيف لمن يقتل المهمشين ، أن يطالب بحقوق المهمشين .....أولو كانوا لا يعقلون .



للمزيد من االمقالات

للمزيد من هذه الاخبار للمزيد من هذه البيانات و المنشورات
الأخبار المنشورة لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع


| اغانى سودانية | آراء حرة و مقالات | ارشيف الاخبار لعام 2004 | المنبر العام| دليل الخريجين | | مكتبة الراحل على المك | مواضيع توثيقية و متميزة | أرشيف المنبر العام للنصف الاول من عام 2005

الصفحة الرئيسية| دليل الاحباب |English Forum| مكتبة الاستاذ محمود محمد طه | مكتبة الراحل المقيم الاستاذ الخاتم عدلان | مواقع سودانية| اخر الاخبار| مكتبة الراحل مصطفى سيد احمد


Copyright 2000-2004
SudaneseOnline.Com All rights reserved