ترحب سودانيزاونلاين بجميع الاراء الحرة و المقالات لنشرها فى هذه الصفحة.ويمكنك لزوارنا الكرام ارسالها الى [email protected] كما نرجو ذكر الاسم الحقيقى و الكامل و مكان الاقامة مدة بقاء المقال فى هذه الصفحة 10 اعوام
ماذا يريد الشرق من الحركة الشعبية!؟ بقلم الاستاذ/ أبو فاطمة أحمد أونور محمود
سودانيزاونلاين.كوم sudaneseonline.com 9/26/2005 2:09 م
ماذا يريد الشرق من الحركة الشعبية!؟ لا يخفى علي أحد الدور الايجابي الذي لعبته الحركة الشعبية في التشهير بمساوئ التهميش الواقع علي الشرق والغرب وعملت في كل منابرها علي رفض الظلم اللاحق بالآخرين كما رفضته علي نفسها، وكان ذلك في كل مراحلها النضالية حرباً وسلماً. ولكن الآن وصلت إلي موقع القرار والسلطة الحقيقية وفي مقدرتها أن تقدم الكثير والمفيد للوطن من خلال ثباتها علي موقفها الأول والداعي لانصاف الشرق ورفع التهميش عنه عبر دفع عجلة المفاوضات بين الجناح المسلح والحكومة التي تعتبر الحركة جزءاً أصيلاً منها بإستغلالها لحسن النية التي يفترضها فيها المعارضون بحكم القواسم المشتركة في التهميش منذ بواكير السودان القديم!! فالحركة تمتلك الآن النائب الأول للرئيس ووزير الخارجية الذين نستبشر بهما خيراً ونتوقع منهما الاسهام الفعال في إنهاء حالة الاحتقان القائمة في الجبهة الشرقية فضلاً علي أن الحركة الشعبية في موقع قرار القوة والشرعية القومية مع الثقة الدولية فيمكنها أن تضع حليفها الانقاذي أمام الأمر الواقع وهو الجلوس لمنبر الشرق في أي موقع مستقل يرتضيه الطرفان وفي أقرب موعد ممكن تحت مظلة وإشراف دولي يقرب وجهات النظر المتباينة ويعزز قوة الحجة فيها ويحذر من حجة القوة ومن ثم يصبح ضامناً قوياً لما يصل اليه الطرفان من اتفاق. وعلي قيادات الحركة الشعبية إلتزامات إخلاقية ووطنية وسياسية تجاه الشرق لا تغيب عنها. فالالتزام الاخلاقي ينبع من تطابق القضيتين شرقاً وجنوباً ومصير درب النضال المشترك وإستفادة الحركة من أراضي شرق السودان في عملياتها العسكرية التي أعطت دفعاً كبيراً وتأثيراً موجعاً ضد النظام الذي إضطر للرضوخ كما أن الحركة تمتلك في الشرق جيشاً وأراضي كانت تقع تحت سيطرتها قبل السلام. ويمثل البعد الوطني بتبني الحركة الخط القومي في نضالها والآن من موقعها الرسمي علي مستوى القطر وكذلك من الناحية السياسية تعتبر الحركة الشعبية حتي هذه اللحظة الحزب السياسي الوحيد الذي يستند علي أكبر قاعدة جماهيرية في كل السودان وهذا علي السمتوي النظري لان الحركة إستطاعت ان تدرك معزوفة وجدان المهمشين ولكن أمامها الآن تحدي الاثبات العملي لما وعدت به وخاصة بالاسهام في حل قضية شرق السودان، ونتمني دوراً مميزاً للحركة في منبر الشرق يكون لها عضداً وسنداً عملياً في الانتخابات القادمة التي ليس فيها للمؤتمر الوطني عشماً وخاصة في الشرق الذي سيقيم مجسمات ناطقة لمجازر النظام في كل ساحته لاستدامة إحساس الحزن ومشاعر الغضب لدي كل مواطنيه حتي الأمي الذي لن تنطلي عليه التراجيديا المعبرة. ونذكر الجبهة الشعبية أن عدم إستعجال السلام في الشرق سوف يكون علي حساب السلام الشامل وخصم من الموارد التي يجب ان تعمر الجنوب وفيه إستدامة أطول لحالة الطوارئ ليمارس شريكه الانقاذي هواياته الاستبدادية بحجة التهديد الماثل علي أنابيب البترول والطرق والمواني ليقوم بمجازر جماعية وإقصاءات عنصرية ثم يرمي بها المعارضة المسلحة ودولة اريتريا وذلك بإسم حكومة الوحدة الوطنية لتوريط الحركة الشعبية وتشويهها في نظر مؤيديها في الداخل وأصدقائها في الخارج وعندها ستجد الحركة نفسها محصورة بين خيارات أحلاها مر!! لذلك يجب أن ننتبه بأن حليفها اللدود لن يرتاح له بال قبل أن يخلخل علاقتة الوداد العامر بينها وحلافائها المهمشين في الشرق والغرب كما تعمد في تشويه صورتها من خلال احداث يوم الاثنين الأسود لتزهد جماهير الوسط في صدق نوايا الحركة فيجب ان لا تسمح لشريكها بكسر تحالف هلال المهمشين الذي سبق وان بشر به النائب الأول لكبح جماح النازية الانقاذية ولكن لن يتم ذلك إلا بدور تاريخي للحركة في حل قضية الشرق كما تسعى الآن في معالجة مشكلة دارفور.
