تحليلات اخبارية من السودان
ترحب سودانيزاونلاين بجميع الاراء الحرة و المقالات لنشرها فى هذه الصفحة.ويمكنك لزوارنا الكرام ارسالها الى [email protected] كما نرجو ذكر الاسم الحقيقى و الكامل و مكان الاقامة مدة بقاء المقال فى هذه الصفحة 10 اعوام

السياسة بين السائل و المجيب! - بقلم ذيو بول شبيت.

سودانيزاونلاين.كوم
sudaneseonline.com
9/25/2005 6:04 م

السياسة بين السائل و المجيب!

بقلم/ ذيو بول شبيت.

طالعت في الإسبوع الماضي على صفحات سودانيزأونلاين مقالاً لشخص يدعى أبو مصعب الزكاوي – (أقصد) مصعب أحمد الأمين والذي حلم فيه أو حاول أن يتنبأ فيه بما سيؤول إليه جنوب السودان في العام 2012 – أي بعد أن يستقل الجنوب من ما يسمى بجمهورية السودان الإسلامية العربية الشمالية. بتعبير أدق، عبر أن تمنياته و أمنيات جيراننا في الجزء الشمالي من حدود السودان الجديد أن يكون الحال كما رسمه في مقاله (تاريخ العالم الحديث).

أن تأتي مثل هذه الخرافات من جيراننا العرب في الشمال ليس بالغريب، و لكن الشئ الغريب هو إيمان أبو مصعب هذا بأن آراءه الحالمة هذه ستتمكن من تخويف شعبنا و تردعهم حتى في مجرد التفكير بالإستقلال من إحتلال أعراب السودان القديم. نعم، أقصد الإستقلال و ليس الإنفصال لإننا لم ولن نكن جزأً منكم في يومٍ من الأيام. فالحقيقة التاريخية المعروفة لدينا تقول أننا وقعنا تحت إستعمار أربعة قوى جهنمية على مر مئتين سنة. المستعمرون الأوائل جاؤنا من تركيا بهدف إنفاذ ما أُنزل إليهم في كتابهم و الذي زعم فيه نبيهم بأن الله قال لهم بأن يحتلوا أي بلد ضعيف لكي يسيطروا على مواردها لإنهم وحدهم هم الذين يستحقون العيش الكريم و دينهم هو الأمثل لتقسيم الناس إلى عبيد و أحراربحكم لونهم و موقعهم الجغرافي. ثم جاء الفراعنة المصريين من بعد الأتراك بنفس مزاعم الدين (العجيب)، و لكنهم أضافوا هذه المرة (حكاية) وادي النيل و الأُخوة المزعومة لشعبها. لكنهم و بمساعدة خدمهم في الجزء الشمالي من بلادنا، بداءوا في الإتجار بالناس. و فتحوا أسواقاً للرقيق في راجا و اليابوس و أمدرمان. فغضب الإنجليز من ذلك التصرف المهين لكرامة الإنسان فتتدخل بهجة إنقاذ الناس في الجنوب و قفل أسواق الرقيق. و ضرب الإنجليز طوقاً على الجنوب و النيل الأزرق و جبال النوبه حتى لأ يستمر العرب في بيعهم للأتراك، وعرف ذلك بسياسة المناطق المقفولة، و التي غضب منها العرب و المستعربين في شمال السودان لإنها (قطع عيشهم و خرب بيوتهم). و عندما تيقن الأعراب و خاصة أبناء النيل من الشمال السوداني بأن المفر الوحيد هو خروج الإنجليز ليتسنى لهم الإستمرار في تجارة الرقيق، إخترعوا طريقة الإحتيال و التمثيلية لإخراج الإنجليز. فوافقوا أن يكونوا خدماً للإنجليز و طاعوهم و باعوا أقوى حلفائهم في غرب السودان بأرخص ثمن، و هو أن يخلفوا الإنجليز في إستعمار شعوب الجنوب والنوبه و الإنقسنا. ولم يفوتهم إيهام الإنجليز بأن (الجنوبيين) إختاروا الوحدة معهم. فجاؤا بالسلاطين الأميين (الأبرياء) إلى جوبا فيما عرف لاحقاً بمؤتمر جوبا عام 1947. و بعد أن سكروهم بالويسكي الذي أتوا به من الخرطوم، ووعدوهم ببنات أمردمان (الحمر و الشعرهم طويل)، وقع نيابةً عنهم القاضى الشنقيطي الحاصل على درجة الماجستير في القانون الدولي على وثيقة وحدة الجنوب مع الشمال. و بذلك أُغتيل أول فرصة لإستقلال السودان الجديد وخرج الإنجليز و بقينا تحت الإحتلال الرابع إلى اليوم.

ظل الشعب الجنوبي يقاوم الإستعمار الرابع منذ عام 1955 إلى أن إنتصرت عليها في يناير عام 2005 بفضل دعم المجتمع الدولي و الشعوب الإفريقية المحبة للتحرير مثل يوغندا الشقيقة و إثيوبيا، إرتريا، زيمبابوي و جنوب إفريقيا على سبيل الذكر.

هذا هو ما نتذكره من تاريخ السودان القديم يا أبو مصعب. هذا هو حالنا بالأمس عندما كنا نتوسل إليكم بأن تفصلوا دينكم الظالم عن الدولة الكريمة. هذه هي الأسباب التي كنا ننادي من أجلها بإقامة مؤتمر دستوري جامع يحدد هوية الدولة السودانية و تعطي الحق لكل مواطن بدون تفرقة في اللون و الدين و الثقافة. ولكنكم أصريتم في نهجكم المتخلف حتى أصبح أمر الإنتماء إلى دولتكم العربية الإسلامية أمراً يخجلنا فإخترنا لأنفسنا دولةً نفخر بها بين أهلنا في إفريقيا إسمها السودان الجديد!

فأمر بكاءك هذا لن يأتيك بشئ، و تخويفك لنا بالمشاكل الإقتصادية و القبلية لن يزيدنا إلا إصراراً للإستقلال في عام 2011. فالقبلية و التفرقة العنصرية سيكون سمة دولتكم الزائلة (بأمر الرب يسوع)، لإنكم لن تقبلوا بفوراوي لتولي وزارة البلح و التمر، ولن تعطوا وزارة الصمغ العربي و القطن للبجة أو الهدندوة لإن هذه الوزارتين (السياديتين) ستعتبر من الوزارات التي تعتمد عليها إقتصادياً جمهورية السودان القديم العربية الإسلامية الشمالية، و حينها ستقوم حرباً واسع النطاق بينكم و السود من دارفور، و أخرى بين العرب والبجة والهدندوة و قراقير أمدرمان و فلاتة القضارف و الدناقلة و الجعليين والمسيرية الزرق و الحمر في كردفان. و يبقى أمركم سياسةً بين السائل و المجيب.

عاشت الحركة الشعبية و الجيش الشعبي لتحرير السودان صائناً لتراب السودان الجديد و شعوبها، و عاشت الجبهة الإسلامية للإنقاذ حليفاً وفياً لنا وحاكماً بلأ منازع في السودان القديم، والله أكبر عليكم، و الخراب للسودان القديم الشمالي العربي المسلم (بإذن المسيح إلهنا – آمين).

للمزيد من االمقالات

للمزيد من هذه الاخبار للمزيد من هذه البيانات و المنشورات
الأخبار المنشورة لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع


| اغانى سودانية | آراء حرة و مقالات | ارشيف الاخبار لعام 2004 | المنبر العام| دليل الخريجين | | مكتبة الراحل على المك | مواضيع توثيقية و متميزة | أرشيف المنبر العام للنصف الاول من عام 2005

الصفحة الرئيسية| دليل الاحباب |English Forum| مكتبة الاستاذ محمود محمد طه | مكتبة الراحل المقيم الاستاذ الخاتم عدلان | مواقع سودانية| اخر الاخبار| مكتبة الراحل مصطفى سيد احمد


Copyright 2000-2004
SudaneseOnline.Com All rights reserved