ترحب سودانيزاونلاين بجميع الاراء الحرة و المقالات لنشرها فى هذه الصفحة.ويمكنك لزوارنا الكرام ارسالها الى [email protected] كما نرجو ذكر الاسم الحقيقى و الكامل و مكان الاقامة مدة بقاء المقال فى هذه الصفحة 10 اعوام
ما هي حقيقة الفدرالية الإنقاذية!! في الشرق والغرب!! - بقلم الاستاذ/ أبو فاطمة أحمد أونور محمود
سودانيزاونلاين.كوم sudaneseonline.com 9/25/2005 6:01 م
من الصعوبة تصديق الانقاذ أنها إقتنعت بحاكمية كل أقليم لنفسه حكماً حقيقياً وهي التي إدعت أن سبب إستيلائها علي الحكم ظهور بوادر تنامي جهوي وعنصري في الشرق والغرب وقطعاً تقصد إشتعال الشعور بالتحرر والانعتاق من المركز منذ أيام الحكم الإقليمي في بداية الثمانينات حتي مجئ الانقاذ وكذلك إنقاذ المؤتمر الوطني هي الأكثر رادكالية تجاه الفيدرالية من كل الحكومات الشمولية!! فكل ما سبق وغيره من الأسباب يصعب علي أهل الأطراف الايمان بمسرحية الحكومية الحالية عندما ترسل الولاة من أبناء الولاية من كوادرها المنظمين منذ نعومة أظافرهم السياسية ورغم ذلك لا تثق فيهم لأن الأمر لم يعد يتعلق بمبادئ القوي الأمين مثلما يدعي النظام ولكن الكفاءة الانقاذية أولوياتها في الانتماء العرقي قبل أي شيء لذلك تسعي الحكومة المركزية بوضع ولاة الأطراف كمجرد ديكور تسلط عليهم وزراء المالية وقراقوش الطوارئ وبذلك يتم تتييس هؤلاء الولاة بعد تجريدهم من السلطة والثروة وبل تسعى الحكومة المركزية لتقزيم أدائهم من خلال احراج الولاة مع جماهير الولاية عندما تصورهم وكأنهم عاجزين عن توفير ميزانية البند الأول (المرتبات) دعك من التنمية!! وهذه العادة جرت بإستمرار في الولايات الشرقية والغربية وما يؤكد ذلك كانت الحكومى الانقاذية تعمل علي تغيير هؤلاء الولاة بآخرين من عندها ومن صلبها لديهم عصا موسى مالياً وسلطوياً ليتيقن أهل الأطراف أن أبناءهم غير جديرين بالصفوف الأمامية وما أدل علي ذلك (علي حد فعلها) عجزهم عن تلبية مرتبات العاملين!! ومنها لتقفذ الانقاذ لامنيتها وعقيدتها السياسية أن الفدرالية غير فعالة في السودان لعدم النضج الحضاري للأطراف التي يجب أن ترتبط بالحبل السري لصفوة الانقاذ!! لذلك نحي أهل جنوب دارفور وخاصة مجلس شورى المؤتمر الوطني الذين رشحوا لمنصب الوالي خمسة أفراد إحتراماً للشورى ولكن الخمسة كانوا بإسم شخص وأحد أوحد! وهو المهندس عطا المنان الذي أنفق في الولاية إنفاق من لا يخشى الفقر ولا الزجر وكأن بيديه خزائن سليمان!! وهذا الاجماع الدارفوري الزاهد في السلطة لم يكن له مثيل حتي في تاريخ العصر الذهبي للاسلام فلم يكن إجماع المهاجرين والانصار علي سيدنا أبوبكر الصديق رضي الله عنه بهذه الكيفية الوفاقية المطلقة التي قدم بها الدارفوريون عطا المنان!! ومن هذا المنبر اننا لا نملك إلا أن نحي العبقرية التي إستخدمت قوة اندفاع الحكومة بإيقاعها في الفخ المكشوف وفيها سخرية صريحة وواقعية غير مسبوقة لأن أهل جنوب دارفور إذا أوتى لهم والياً من أبنائهم يعرفون حتماً أن المركز الانقاذي سوف يقصيه ويخصيه مالياً وسيادياً كما ذكرنا لذلك جاؤوا بمن (يمشي!!) لهم أمورهم حتي إنفراج محادثات أبوجا التي سوف تأتي بأبنائهم في مؤسسة الرئاسة عندها يمكنهم الاستغناء عن الاسيتراد الاضطراري للولاة!! فعذراً أهلنا بدارفور أن النفس تكره عطاء المن والأذي الانقاذي ولكن من أضطر غير عاد ولا باغ يمكن أن يفك حيرته ولو بقبول عطاء المنان!! لذلك نتمنى أن يدرك أهل شرق السودان فن الدردقة السياسية التي إبتدعها الدارفوريون وفقاً للمرحلة وعليه نقترح أن ترشح الولايات الشرقية كل مجالس وزرائها الولائيين من نسخ عطا المنان في كل الولايات الشرقية وبل نتمنى أن يكون الطاقم من الذين أقربهم رحماً ومودة لمصممي ومخرجي القرار الانقاذي وذلك إستدراراً لأقصى ما يمكن إدراكه من التنمية المادية ولا بأس من الهتاف والصراخ معهم بأنها من انجازات النظام!! وذلك ببساطة لأنه لا معنى بأن يعطى الشرق ولاة ووزراء من ابنائه في الولاية تحت كرباج الطوارئ الذي لا تقيده شريعة ولا قانون إلا مزاج وهوى الجلاد!! لذلك يجب أن نأخذ بفقه الضرورة الدارفوري القاضي بترك السلطة الظاهرية في يد من بيده السلطة الحقيقية!! حتي يتم فرز الكيمان بعد مفاوضات نيفاشا الشرق!! ونقول هذا تعاطفاً مع مواطن الشرق المغلوب علي أمره لأن تشريفات المناصب الجوفاء لابناءه لن تشفي غليله المعنوي ولن ترد شرفه المنكوب! لذلك أردنا أن يستفيد مادياً ولو لحين!! عملاً بالحكمة الواقعية عبداً بسيدو ولا حراً مجهجه!!