ترحب سودانيزاونلاين بجميع الاراء الحرة و المقالات لنشرها فى هذه الصفحة.ويمكنك لزوارنا الكرام ارسالها الى [email protected] كما نرجو ذكر الاسم الحقيقى و الكامل و مكان الاقامة مدة بقاء المقال فى هذه الصفحة 10 اعوام
لاآت الشعب الخمس تتجاوز الهمس - بقلم عثمان حسن بابكر
سودانيزاونلاين.كوم sudaneseonline.com 9/25/2005 5:57 م
ضمن الثورة الفكرية التي خرجت من رحم القاعدة الشعبية التي عاشت فشل التجارب السياسية السابقة ورموزها البائدة، فقد وقف الشعب على حقائق تجلعه لم ولن يجد مجالا لاعادة المحاولة والتجارب الفاشلة وايقن بحتمية التغيير في اسلوبه ووسائله والصيغة التي كان تنتهجها الرموز التقلدية المخادعة التي استغلت مجاملة المجتمع السوداني وتسامحه لتجعلها مطية لسرقة حقوقه وسلطته. لكن اليوم ادرك الشعب اهمية التغيير وكانت الرموز الواعية تهمس غيما بينها وهي تقييم الواقع في ظل النظام القمعي الذي لا يسمح بالتفكير بصوت مسموع، الا ان حجم الكارسة واستمرار الكبت وتزايد الضغط ولد الانفجار وكل صاحب ضمير حي قد ثار، وعلى صوت الشعب فوق عمائم النخب، يعبر عن راي الشعب وعن استعداده للخيار الصعب، والمضي قدما في خياره ولو علته السنة اللهب، يعلن عن مسيرة التحرر وعن لاآته الخمس التي قد تجاوز بها الهمس. رغم انها لاآت في داخله قديمة يسرها الشعب في اغلب الاحيان مجاملة منه للاعيان الا انها مستمرة في همس تترغب المناخ المناسب ولعلها تجد لها بديل الا ان الساسة يتمادون في تجاوزهم للشعب واختيار غير ما يرغب، فلم يجد الشعب لعلاج هذا الادمان الا ترك الاسرار والكتمان وتجاوز الهمس بلاآته الخمس لتصبح في المجالس هي الانس، حيث يرى اغلب الشعب ضرورة تجاوز من تجاوزوه من القيادات الذين قد خذلوه، بل الامر اصبح يعلو فيما بين السياسيين الحزبيين انفسهم وشبابهم المتحمسين، فنسمع في كل يوم بيان من فروع الاحزاب تنتقد مشروعات الاستسلام والتنازلات للنظام، والمشاركات التي تمت ضمن صفقات كانت اسفل الطاولات، واما الشعب الذي لم يكن منضويا تحت مظلة تلك التنظيمات فهو بدوره يعلن اللاآت وكانت حول هذه الجملات: 1- لا لبقاء النظام في السلطة باي من اجنحته الترابية الاسلامية المتطرفة. 2- لا لعودة الرموز التقليدية والطائفية الى الحكم 3- لا لاي احزاب عقائدية او اثنية 4- لا للمساومات بالعنصرية والجهوية 5- لا لانتخابات يرعاها النظام برموز ومؤسساته الامنية. كل هذه اللاآت الخمس اذا حدثت تدل على انه لا توجد ديمقراطية وانما هي مسرحية ، والشعب المتحرر يهدف لاعادة الديمقراطية والانتخاب بحرية في مناخ يسمح بحرية الاختيار، ولا يعني الاختيار عدم وجود رقابة داخل غرفة التصويت ، ولكن ان لا توجد اجهز تهدد وتتوعد من لا يدلي لهم بصوته فهناك ارهاب وملاحقة تجعل الانتخاب غير شرعي كالتوقيع تحت الاكراه، لذا لابد للشعب ان يحقق احدى الحسنيين، اما ان يجبر النظام على ان يتنازل عن السلطة بالكلية وتتكون حكومة مؤقتة بالوفاق تمثل كل الوان الطيف السياسي السوداني برعاية من الامم المتحدة، ولفترة قصيرة يتم خلالها تسجيل الاحزاب والناخبين من جديد بعد اعادة توزيع الدوائر وغير ذلك مما يلزم من التفاصيل، واما ان يثور الشعب في انتفاضة شعبية شاملة تتجاوز النظام والرموز التقليدية النفعية المتصالحة معه، ولا تهدا الا بسقوط النظام باي من السيناريوهات الممكنة التي تحددها قيادة الانتفاضة المتحررة.
