ترحب سودانيزاونلاين بجميع الاراء الحرة و المقالات لنشرها فى هذه الصفحة.ويمكنك لزوارنا الكرام ارسالها الى [email protected] كما نرجو ذكر الاسم الحقيقى و الكامل و مكان الاقامة مدة بقاء المقال فى هذه الصفحة 10 اعوام
مغزى تأبين السودانيين بالدوحة للراحل د, جون قرنق! بقلم أبو بكر القاضي
سودانيزاونلاين.كوم sudaneseonline.com 9/25/2005 5:43 م
أبو بكر القاضي - مغزى تأبين السودانيين بالدوحة للراحل د, جون قرنق! شهدت السفارة السودانية بالدوحة مساء الجمعة 23/9/2005 حفل تأبين الراحل المقيم د, جون قرنق كان الحضور متميزا كما وكيفا بدأ الحفل بالقرآن الكريم ثم تلاوة من الكتاب المقدس ثم الحفل الخطابي الذي شاركت فيه كل الفعاليات السياسية ومنظمات المجتمع المدني السودانية العاملة تحت مظلة الجالية السودانية ومسك الختام كلمة سعادة السفير عمر حيدر, فكرة حفلة التأبين جاءت من اللجنة التمهيدية لمنبر السودان للسلم الاجتماعي والوحدة وهذا المنبر يضم حوالي 15 من السودانيين النشطين في مجال مؤسسات المجتمع المدني وفكرة المنبر جاءت بعد احداث الاثنين والثلاثاء الاسودين إثر استشهاد د, جون قرنق وما تلي الاجتماع السوداني خاصة بين الشمال والجنوب حيث غادر الشماليون مدينة جوبا وبالمقابل قلل الجنوبيون من وجودهم في وسط العاصمة الخرطوم والاحياء الراقية في العاصمة المثلثة وانحصر وجود الجنوبيين بالاحياء الطرفية التي يسكنها اهل الهامش وبدأت القدر, ترك الشماليون الذين يسكنون داخل العاصمة في الاحياء الشعبية النائية التي عمرها النازحون - ترك الشماليون بيوتهم في هذه الاماكن لانهم ما عادوا يأمنون على انفسهم, باختصار حدثت نكسة حقيقية في النسيج الاجتماعي ولجبر هذا الكسر اوالشرخ يتعين على المجتمع ان يتحرك ليصنع امنه بنفسه ويداوي جروحه بنفسه جنباً إلى جنب مع جهود الحكومة, كان هدفنا في منبر السودان للسلم الاجتماعي والوحدة ان ننظم حفل تأبين قوميا يتناسب مع قومية الراحل د,جون الذي كان النائب الأول لرئيس الجمهورية, لذلك طرحنا فكرة اللجنة القومية,, وقد أجمعت اللجنة التمهيدية على أن يكون مكان الحفل السفارة السودانية وحدها دون غيرها رغم وجود بدائل أخرى, في سبيل هذه الغاية قدمت اللجنة تنازلات وقبلت بشروط السفارة السودانية ومنها عدم قبول اسم أبوبكر القاضي في اللجنة القومية أو قبوله كمتحدث, وإصرارها على شطب كلمة ممثل رابطة دارفور الكبرى وكلمة ممثل أبناء رابطة المسيرية, وسبب رفضها لمشاركة أبوبكر القاضي أنه عنصري ومعارض للحكومة وسبب رفضها لكلمتي دارفور الكبرى والمسيرية أن هذا الوضع سيفتح الباب للروابط الأخرى للمطالبة بالحديث, لقد وضح مندوبو اللجنة التمهيدية للسفارة ان سبب اختيار دارفور وابيي هو أن هذه المناطق لها حالة خاصة كون أنها مناطق نزاع قائم ومحتمل مستقبلاً,, ويتوقف على الحوار معها اكمال مسيرة السلام وملف الوحدة,, وان مشاركتها الايجابية في تأبين الراحل قرنق رمز السلام والوحدة تحمل التزاماً يحمل معاني التسامح والوحدة, تداولت اللجنة التمهيدية في اجتماع رسمي فكرة الموافقة ـ من حيث المبدأ ـ على منح السفارة حق الفيتو على العضو ـ أبوبكر القاضي ـ لمجرد كونه يعارض الحكومة وأكدت اللجنة رفضها لهذا الأسلوب الذي هو نهج الحكومات المركزية الذي مارسته ضد الحركة الشعبية نفسها وعلى الجنوبيين بصورة عامة خلال السنوات الخمسين الماضية حيث ظلت تصفهم بالعنصريين, وقد حسم النقاش الشخص المعني مباشرة - ابوبكر القاضي- وقال انه قرر الانسحاب طواعية من اللجنة القومية وذلك للاسباب التالية: 1- منح السفارة حق الفيتو على أي شخص لمجرد انه يعارض الحكومة هذا شيء ليس ضد ابوبكر القاضي ولكنه شيء يؤكد استمرار العقلية الاقصائية لحكومة المؤتمر الوطني التي هي غير مؤهلة جينيا للتحول الديمقراطي, وابوبكر القاضي ما هو الا الثور الاسود,, والكل يعلم ان العجلة دوارة,, وسوف تدور على البقية فردا,, فردا, 2- اذا كانت السياسة هي فن الممكن فإن معزتنا للدكتور قرنق وحرصنا على تأكيد رمزيته كقائد قومي,, ورمز لمشروع السودان الجديد سودان الوحدة الطوعية,, فإني انسحب من اللجنة القومية حتى يتم التكريم المناسب للدكتور جون قرنق في المكان الذي يليق به, 3- ان تحفظ الحكومة السودانية على ابوبكر القاضي هو فخر لي وشهادة اعتز بها فليس بيني وبين الحكومة السودانية نزاع شخصي سوى اني قد وظفت قلمي للدفاع عن قضايا المهمشين وحقهم المشروع في القسمة العادلة للسلطة والثروة وحقهم في الاحتفاظ بهويتهم الثقافية الافريقية, تأبين د, جون قرنق,, هو وفاء للقيم وللمشروع الذي وظف حياته من أجله: أ- ليس مصادفة ان تنحني اللجنة القومية بالدوحة للريح,, وتقبل فيتو السفارة على احد اعضائها في مقابل قيمة كبرى,, ثم تقدم الحركة الشعبية في الخرطوم في نهاية ذات الاسبوع تنازلها عن وزارة الطاقة من اجل فسح المجال لتتشكل حكومة الوحدة الوطنية ويتحرك دولاب الحياة وتنزل اتفاقية السلام الى ارض الواقع ويجاز دستور جنوب السودان وتتشكل حكومة الجنوب بموجب هذا الدستور وتنزل دولة جنوب السودان الى حيز الواقع لتتجه السفينة حسب الاتجاه الطبيعي,, فاذا كانت حكومة الخرطوم واحزاب المركز بما فيها احزاب المعارضة اذا كان المركز يريد الوحدة الطوعية الجاذبة فعليه ان يسلك السلوك الذي يقنع انسان الجنوب العادي بأن المركز مستعد للوفاء بعهده بأن يسلم الجنوب حصته المتفق عليها من السلطة والثروة, وان لم يفعل المركز فانه حتما سيوجه الجنوبيين نحو الانفصال, ب ـ بالنظر الى حكومة الوحدة الوطنية المزعومة التي شكلها رئيس الجمهورية آخر الاسبوع الماضي نجد انها تعطي رسالة واضحة حول المستقبل البائس الذي يمكن ان ينتظر السودان لو بقيت الامور بيد حكومة المؤتمر الوطني ونبين ذلك بالآتي: 1- سيطر المؤتمر الوطني على وزارات السلطة,, الدفاع,, الداخلية,, جهاز الأمن الخ, 2- سيطر المؤتمر الوطني على وزارة الثروة ,, المالية,, الطاقة و«البترول», 3- باستخدام منهج الكتاب الاسود في تصنيف الوزراء ووزراء الدولة عرقيا وجهويا «اعني حصة المؤتمر الوطني نجد ذات الاختلال البغيض ويكفي ان نؤكد ان الحكومة لم تغير وزراءها اصلا «نفس الملامح الشبه» انها ذات الوجوه وذات الايدي التي اعترف الاستاذ علي عثمان بانه ليست بريئه او نظيفة كلها, نقول بكل اسف كانت ضربة البداية خاطئة وان الحكومة قد وجهت مسيرة السلام نحو الانفصال والتفتت, ج - ان تأبين الدكتور جون قرنق هو وفاء للقيم التي عاش من اجلها وأهمها (السودان الجديد) وهو المفهوم المخالف للسودان القديم سودان الرؤية الواحدة, الثقافة الواحدة والدين الواحد, وهيمنة العرق الواحد على السلطة والثروة, وفي حين ان السودان الجديد هو سودان التعددية الثقافية والعرقية والدينية والتوزيع العادل للسلطة والثروة فالسودان الجديد هو سودان العدل والمساواة وبالتالى ليس ضد فرد بعينه ولا قبيلة بعينها, د - ان اصرار حزب المؤتمر الوطني على السير في ذات طريق السودان القديم الذي ظهر من خلال تفرده واستئثاره بوزارات السلطة والثروة يضع مسؤولية كبيرة على المعارضة الشمالية كلها سواء اكانت المعارضة المسلحة في دار فور وشرق السودان او المعارضة في المركز احزاب الأمة بقيادة الامام الصادق المهدى والشعبي بقيادة د, الترابى والحزب الشيوعي وبقية القوى الوطنية ومؤسسات المجتمع المدنى الشمالية,
للمزيد من االمقالات