جاءت قسمة السلطة, وبالتالي الثروة,لان من بيده القرار هو الذي يتحكم في المال, نقول جاءت هذه القسمة الضيزي مخيبة لامال الذين لا زالوا بهم شيئ من حسن النية تجاه هؤلاء الذين نهبوا السلطة بليل قبل 16 عاما وباسم الدين والدين منهم براء. ولكن الطامة الكبري والخطر الماحق القادم , هو انه وبما ان القسمة بين شريكين لا ثالث لهما , فان احدهما برغم يأسه من مصداقية الاخر لقسمة السلطة في هذه المرحلة الانتقالية, الا انه قد ضمن الفصل والفكاك النهائي من حبال اناس لا هم لهم الا المكايدة والجمع المال والتحكم في رقاب الناس بطريقة مثيرة للاشمئزاز والغثيان.

وان كان سلفا كير ورفاقه قد ضمنوا ايضا تنمية متنامية ومتكاملة للجنوب في هذه الفترة الانتقالية, ولذلك لم يابهوا الي ما شاب قسمة السلطة من ظلم واجحاف وتهميش, فان باقي السودان, وخاصة الغرب والشرق, سيكونون في موقف لا يجدون فيه اي نصيب من التنمية لان كلا الطرفين, المؤتمر الوطني الذي يسيطر عليه ابناء الشمالية من الثالوث المجبول علي الظلم والجشع,والحركة الشعبية , التي مجمل اعضائها من الجنوبيين, فانهما ستتسابقان الي تنفيذ اكبر قدر من مشاريع التنمية في مناطقهما, اي الجنوب والشمالية (شمال الجيلي), ويظل باقي اقاليم السودان في طي النسيان عمدا.ولا نريد ان نسمع كلمة "قومية" او "وطنية" صفة لهذه الحكومة , فطالما عصابة الجبهة فيها فهي ليست الا عنصرية المنهج, عنصرية الفكر , وجاءت نتاجا لحرب عنصرية , وكانت تقسيم حقائبها الوزارية علي اساس عنصري ايضا.

وحتي لا ينكوي اهلنا في الشرق والغرب بنار التهميش الاشد ظلما مما سبق, فلا بد من العمل علي تصحيح هذا الذي صار قبل فوات الاوان, والا ستذهب ثروة السودان الي الجنوب الذي لا محالة منفصلا, والي ارض اهل عصابة الانقاذ , وما تبقي الي جيوب هذه العصابة التي لا يملا بطونها الا التراب, والتراب الناعم فقط( وما اكثره علي ضفاف النيل).

والحل في راي:

1- اما ان يعلن سلفا كير ورفاقه رفض هذه القسمة ويطالبوا باشراك باقي اهل السودان من المناطق الاخري في وزارات سيادية, مثل ان تذهب وزارة الطاقة الي كردفان ووزارة المالية الي دارفور.

2- او ان يعلن سلفا ورفاقه فصل الجنوب الان علي ان تتم تسوية مسالة اضرار الحرب دوليا.وعندها سيتفرغ اهل الغرب والشرق والشمال الي حل معضلة التهميش.

3- او ان تنسحب الحركة من الاتفاقية وتعود لحمل السلاح ,وعندها سوف لن تصمد هذه العصابة يوما واحدا, لان جيوش الشرق والغرب جاهزة. وبعدها تتم اتفاقية نيفاشا كما يجب ان تكون.

4- والخيار الاخير هو ان تقوم انتفاضة شعبية مدعومة بتحرك عسكري من حركات التمرد في الشرق والغرب وتسقط النظام برمته ومن ثم تشكيل حكومة وحدة وطنية بحق.

هذا او علي السودان السلام.