تحليلات اخبارية من السودان
ترحب سودانيزاونلاين بجميع الاراء الحرة و المقالات لنشرها فى هذه الصفحة.ويمكنك لزوارنا الكرام ارسالها الى [email protected] كما نرجو ذكر الاسم الحقيقى و الكامل و مكان الاقامة مدة بقاء المقال فى هذه الصفحة 10 اعوام

إلى مبارك الفاضل.. اعترف اولاً..! بقلم ضياء الدين بلال

سودانيزاونلاين.كوم
sudaneseonline.com
9/24/2005 6:57 م

إلى مبارك الفاضل.. اعترف اولاً..!

بقلم\ضياء الدين بلال

[email protected]

المفارقة التي تجعل السيد مبارك الفاضل في وضع حرج، لا يمكنه من خوض معركة اخلاقية وسياسية ضد الخارجين عليه يمكن ان يحقق عبرها مكاسب مقدرة.. ان كل الاتهامات التي سيصدرها في وجه هؤلاء هي ذات الاتهامات التي اصدرها في حقه السيد الصادق المهدي 00فالصادق اتهم المؤتمر الوطني بانه سعى للتآمر عليه بالتعاون مع مبارك باجتذاب الكوادر التي ذهبت للتفاوض معه باسم حزب الامة.. وهي نفس التهمة التي وجهها مبارك المهدي الآن للمؤتمر الوطني بانه امال لجانبه المجموعة التي ذهبت للتفاوض باسم حزب الامة الاصلاح والتجديد ويقودها الزهاوي!!

وهذا المنطق يفرض على السيد مبارك الفاضل ان يقدم اعترافاً اولياً بانه ارتكب نفس الخطأ الذي ارتكبه الزهاوي الآن وأن المؤتمر الوطني الذي شاركه من قبل وكان مساعداً لرئيسه بالقصر الجمهوري هو نفس المؤتمر الذي قرر الفاضل معارضته الآن بعد ابلسته!!

فالساسة في السودان تعودوا ان يتبنوا موقفاً ثم ينتقلون لنقيضه غداً، دون ان يكلفوا انفسهم حتى غسل وجوههم فقط..!.

إختفاء وظهور دومنيك كسيانو

تناقلت الصحف خبر اختفاء اللواء دومنيك كسيانو العضو السابق بمجلس قيادة الانقاذ، منسوباً ذلك الخبر الى مركز السودان للخدمات الصحفية المختصر «SMC» الذي بدوره اسند الخبر للامين العام للحزب الذي يترأسه كسيانو (حزب العمال الوطني).. فقد قال امين الحزب ان رئيسهم اختفي في ظروف غامضة اثناء وجوده بالجنوب وان الاتصال انقطع به من 5 سبتمبر..!!

ذهبت التفسيرات شرقاً وغرباً باحثة عن ما يمكن ان يكون سبباً في ذلك الاختفاء الذي تم وصفه بالغموض.. خاصة وان امين عام حزب العمل الاستاذ اندريا قد القى بمسؤولية الحفاظ على سلامة كسيانو على الحركة الشعبية باعتبار ان الاختفاء تم بالجنوب!.

اشارة اندريا تلك التقطها البعض باعتبارها اتهام حذر، بان الحركة وراء اختفاء الرجل، لم تمض «24» ساعة من نشر الخبر، اذ سرعان ما ثبت ان دومنيك كسيانو موجود بجوبا وبصحة جيدة، وعلى اتصال يومي باسرته، وان خبر الاختفاء الذي وصف بالغموض ما كان له ان يتصدر مانشتات صحف الخرطوم، وان خوف امين عام حزب العمل على رئيسه لم يكن له ما يبرره، وان على حزب العمل ان يوجد قناة اتصال بين قيادته دون ان يتم ذلك عبر مانشتات الصحف وان على الـ «smc» ان تصبح اكثر رزانة في «التبشير» بالمصائب..!!.

المؤتمر الوطني... يبتسم..!

يريد مني اركوي عبر عملياته العسكرية بدارفور ان يثبت عملياً لا جدوى للتفاوض مع رئيس حركة التحرير عبد الواحد محمد نور.. وانه اي اركوي هو الذي بمقدوره تحريك العمليات العسكرية وتسكينها ان اراد.. وان عبد الواحد لا يملك من امر الحركة سوى اجادة ربط كرفتته فقط..!.

وعبد الواحد من جانبه يريد لابوجا ان تمضي لنهايتها وان تصل الى اتفاق سريع يستبق عقد المؤتمر الذي ترتب له جماعة اركوي، وتسعى من خلاله، لابعادعبد الواحد من رئاسة الحركة.. والمؤتمر الوطني الذي اصبح يلعب والهواء في مساندته اذا كان ذلك في التفاوض مع القوى السياسية في الشمال او الحركات المسلحة في الغرب والشرق.. بعد ان اصبحت الحركة الشعبية تلعب بطريقة السلامة «عدم الاحتفاظ بالكرة لوقت طويل».. المؤتمر الوطني يريد عبر استثمار صراع اركوي وعبد الواحد ان يسحب رصيد التعاطف الدولي الذي كسبته تلك الحركات من قبل، وان يستفيد من عجلة عبد الواحد المتلهف لاتفاق ينجو به من مؤتمر اركوي.. يريد المؤتمر ان يتحقيق كثير من المكاسب الطازجة!!.

من المتوقع ان تسعى الحكومة لامتصاص ضربات اركوي والا ترد عليها بالمثل.. فهي تعلم جيداً نوايا الرجل الذي يريد احراج عبد الواحد على طاولة ابوجا.. ويريد اعادة قضية دارفور الى واجهة الاحداث مرة اخرى.. والمؤتمر الوطني يبتسم ابتسامة قارصة ويقول في سره «تلقاها عند الغافل»..!.

التشكيل الوزاري.. البحث عن مفاجأة

اليوم الثاني لاعلان التشكيل الوزاري، اختلفت الصحف في تقييمها، بعضها ذهب الى ان التشكيل جاء خالياً من المفاجآت.. واخرى اعتبرت ان التشكيل يضج بعدة مفاجأت، اوردتها بالتفصيل.. احدهم صرح بأن اكبر مفاجأة في التشكيلة الوزارية الجديدة انها جاءت خالية من اية مفاجأة..!.

هنالك من رأى في التشكيل الجديد متغير استراتيجي في العلاقة بين مراكز القوة بالمؤتمر الوطني، وان التغيير ماهو الا مبتدأ لخبر لم تكتمل جملته بعد، وانه يحمل الكثير مما يصعب الجهر به حالياً..!.

ولكن من التشكيلة الحالية يتضح ان الحركة الشعبية تدخر الكثير من جهدها لادارة حكومتها الاقليمية، ولادارة الحركة كتنظيم سياسى، وان تحديها الاساسي في جوبا لا الخرطوم، بينما كان الراحل جون قرنق يرى في الخرطوم معركته الاساسية، خاصة بعد الاستقبال الذي قوبل به بالساحة الخضراء، واذا صح ما قيل بأن اغلب قيادات الحركة الشعبية قد رفضوا الاشتراك في الحكومة المركزية وفضلوا العمل ضمن الحكومة الاقليمية بالجنوب، واذا اخذ حديث النائب الاول لرئيس الجمهورية سلفاكير ميارديت بان ايلولة وزارة الطاقة للمؤتمر الوطني، سيقوي التيارات الانفصالية داخل الحركة الشعبية.. اذا اخذ كل ذلك في الاعتبار يتضح ان كرت الانفصال لم يعد ورقة تكتيكية تريد عبرها الحركة الشعبية تحقيق كثير من المكاسب، بل ان مزاج الحركة الآن اقرب للانفصال من اي وقت مضى، وان ابتسم القائد سلفاكير وقال غير ذلك00 وان عطس حسني مبارك ولم يجد من (يشمته)!.

دول «فاشلة» ودول آيلة للسقوط..!!

التقرير الصادر «من صندوق السلام» وهو معهد ابحاث امريكي مستقل والذي وضع «تصنيفاً» عالمياً للدول الضعيفة والفاشلة والآيلة الى الفشل وضع ذلك التقرير السودان في المرتبة الثالثة بعد ساحل العاج والكنغو الديمقراطية.. وجاءت الصومال التي تعيش حالة اللا دولة جاءت في المرتبة الخامسة.. وقبلها العراق.. اما افغانستان التي يحكم فيها حامد كرزاي كابول ويترك ريفها ومدنها الاخرى للمجموعات القبلية وقطاع الطرق، بينما قصره تحت حماية المارينز فقد جاءت في المرتبة الحادي عشرة وعندما تنظر للقائمة وللرقم «55» تجد ان اريتريا تشغل ذلك الرقم..!.

وقالت الجهة المعدة للتقرير انها وصلت لتلك النتائج باستخدام «12» مؤشراً اجتماعياً وسياسياً وعسكرياً مع استخدام برنامج كمبيروتي يحلل المعلومات التي جمعت من عشرات الالاف من المصادر.. ويقول التقرير احياناً قد يحدث انهيار الدولة فجأة، ولكن الغالب ان يكون انهيار الدولة عبر تدهور بطيئ مطرد للمؤسسات الاجتماعية والسياسية، وفي اشارة لما يتوقع للسودان.. قالت الدراسة ان بعض الدول الخارجة من نزاعات مسلحة قد تكون في طريقها للتعافي، ولكنها سرعان ما تواجه خطر الانكفاء ثانياً الى حالة من الفوضى.. فقد وجد البنك الدولي انه خلال خمس سنوات فان نصف الدول الخارجة من نزاعات مدنية تنكفئ ثانياً الى حال من الاضطراب وتدخل دورة من الانهيار..!.

ويضيف التقرير ان التدخل الخارجي لمعالجة فشل الدولة بلا فائدة حين تكون الدولة كبيرة الحجم..! اذن المؤشرات الاثنى عشر كلها تزف الدولة السودانية لتتصدر قائمة الدول الآيلة للفشل ان لم تكن فاشلة تماماً.. وصفة «الفشل» هي صفة نهائية غير قابلة للاستئناف.. كان الامر سيكون ايسر اذا جاء السودان ضمن الدولة الضعيفة.. فالضعف قد يكون حالة طارئة قابلة للزوال!!.

الا يستفز هذا التقرير مراكز البحوث السودانية، لتجرى دراسة علمية شاملة للتأكد.. هل نحن فعلاً اسوأ من الصومال وافغانستان، وبالتالي لا داعي للخوف من «الصوملة والافغنة».. ؟؟؟؟؟


للمزيد من االمقالات

للمزيد من هذه الاخبار للمزيد من هذه البيانات و المنشورات
الأخبار المنشورة لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع


| اغانى سودانية | آراء حرة و مقالات | ارشيف الاخبار لعام 2004 | المنبر العام| دليل الخريجين | | مكتبة الراحل على المك | مواضيع توثيقية و متميزة | أرشيف المنبر العام للنصف الاول من عام 2005

الصفحة الرئيسية| دليل الاحباب |English Forum| مكتبة الاستاذ محمود محمد طه | مكتبة الراحل المقيم الاستاذ الخاتم عدلان | مواقع سودانية| اخر الاخبار| مكتبة الراحل مصطفى سيد احمد


Copyright 2000-2004
SudaneseOnline.Com All rights reserved