![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
دارفور لن ترضى بأقل من المالية والدفاع
أو الداخلية والبترول في ظل هذه المستجدات
بسم الله الرحمن الرحيم
قال تعالى ( فاتخذتموهم سخريا حتى أنسوكم ذكرى وكنتم منهم تضحكون )
صدق الله العظيم .
في ظل هذه المستجدات التي جعلت من السودان إقطاعية كاملة لحزب المؤتمر الوطني ومرتعا خصبا للجهوية والشللية والخواص وترعاه الإنقاذ قوة وفكرا ومضمونا ، لن يرضى إقليم دارفور الذي هو بمساحة فرنسا ويضم أكثر من مائة قبيلة علاوة على ما يقدمه من إضافة حقيقية ومقدرة للدخل الكلى من الناتج القومي الإجمالي بأقل من المالية والدفاع أو الداخلية والبترول .
قد يرضى البعض بفتات الخبز لكن أهل دارفور طموحهم كبير أقله الاحترام المتبادل والاعتراف بالغير ، ولن يتأتى ذلك إلا بالتراضي أو تغلبني أو أغلبك ، والكفة الراجحة وقتها عندنا لضراوتنا وشدة بأسنا وتؤكد ذلك مساهماتنا الكبيرة فى توحيد هذا الوطن ودحرنا للمستعمر فالتاريخ يشهد لنا ، وإذا ظن البعض أن التنصيب الجديد لوزارة الدفاع دعامة ومدد لسياسة التعالى ، الإقصاء والتهميش فأهل دارفور لا يرجون خيرا من هذا الطير ( ابوندلك ) ، عندما كان بالأمس وزيرا للداخلية فقدت الدولة أربعة طائرات فى الفاشر وإنهارت بناية الرباط وأحرقت الجامعة الأهلية ومحطة كهرباء بحري ، وقتها طل علينا هذا المتلعثم ووعد الجمهور الكريم عبر الشاشة البلورية أن التحري جارى على قدم وساق لمعرفة الجناة ، وحتى الآن لم نعلم منه شيئا هل هو شرر من تماس كهربائى أم بفعل فاعل ؟ أما اليوم فطائر الشؤم هذا بتوليه أمر وزارة الدفاع سقطت مدينة بحالها ( شعرية ) في أيدي ثوار دارفور ، كأنما السودان لم ينجب إلا هذا الرخ ، فماذا أنتم فاعلون هل سيكون هنالك مزيدا من الدمار والتشرد أم ماذا ؟ ومهما يكن من أمر وترتيب في وزارة الدفاع وإلى أن تظهر قوائم الصالح العام في الجند والضباط وتتم التنقلات أهل دارفور فيها الأساس حتى ولو كان هو الرأس ! فالهدف من ذلك واضح وجلى ، فهو كالببغاء وضع في قفص قيل له فقلدا أجمع أضرب نفذ ، لكن فوق كل هذا وذاك ما ضاع حق وراءه مطالب حتى لو اجتمعت الدنيا ومن حولها سواء كان ذلك ترغيبا أم ترهيبا ، حيث صار السودان العظيم اليوم يحكمه شذاذ الآفاق وتتحكم فيه الجهوية والصداقة والمعرفة وشلة الأنس وجحافل من القادحين المادحين المنسدحين .
لذلك غاب المهمشون عن مسرح الأحداث إلا من وزارة للبئية والتي يبدو أنها خصصت لأهل شمال غرب دارفور لينزاح الطاهر ويلصق نهار أو حيز ضيق للمستشار الذي لا يشار فينزاح تاج الدين ويدبس مسار ربما لعلم القائمين بالأمر أن هنالك فى دارفور جفاف وتصحر لعل الدكتور يخرج لنا ببحث علمي دقيق ودراسة متكاملة تحد من ذلك الزحف الصحراوى .
أما جنوب دارفور فحدث ولا حرج لها التعاون لينزاح تكنه ويلبس د.فضيل والسميح سميح فالفرد للمجموعة والمجموعة للفرد والما عايز يأكل هوا ء
دخلت نملة أخذت حبه خرجت نملة يعنى على بعضها كده لا تغنى ولا تسمن من جوع فهي ليست كالمالية أو البترول يعنى طاؤوس ظريف شكل ريشه حلو طويل الذنب ... قالوا أم جركم ما بتأكل خريفين ... وجراداي في السروال ما بسوي حاجة لكن قعادو شين ... وقالوا ده كلو هين العند سروال بشنقل ومندرى للماشى أمفكو .
بالأمس القريب زارنا د. مجذوب للتنوير عن مجريات الأحداث والمستجدات فى الساحة السودانية لاستصحاب آراؤنا ومشاركتنا , وكعادتنا فى دارفور نجلس ونستمع حتى ولو مع الرئيس نفسه فالحوار المؤسس الهادف والمنطق المعقول هو ديدننا ، ودائما وأبدا ما يروق لنا واقتنعنا به نأخذه وما لا يناسبنا نرميه فى سلة مهملات دارفور فلا يظن سعادة المستشار إننا اقتنعنا بكل رؤاه وما قال .
ونحن في دارفور بفهمنا القاصر حسب ما يرى الآخرون نتساءل هل يجوز لشخصية عامة فى العمل العام أوكلت عليها مهمة ما فاخفق وخرج منها بإتهام الكل ولولا عناية الله لكان الآن فى البريزى أن يتنقل كيفما يشاء ويتبادل كيفما يحلو له فى الوزارات السيادية كما يبدل الثعبان قشرته ؟ لعمرى لم نرى ذلك إلا فى حكومة الإنقاذ ولم نسمع بذلك فى حكم قرقوش .
آدم محمد إسماعيل الهلباوى