تحليلات اخبارية من السودان
ترحب سودانيزاونلاين بجميع الاراء الحرة و المقالات لنشرها فى هذه الصفحة.ويمكنك لزوارنا الكرام ارسالها الى [email protected] كما نرجو ذكر الاسم الحقيقى و الكامل و مكان الاقامة مدة بقاء المقال فى هذه الصفحة 10 اعوام

مني اركوي رجل الحرائق بقلم سلمى التيجاني

سودانيزاونلاين.كوم
sudaneseonline.com
9/24/2005 6:48 م

بروفايل :
مني اركوي مناوى
رجــل الحرائق
سلمى التيجاني
مني اركوي مناوي الأمين العام لحركة تحرير السودان يقف الآن في وسط دائرة الضوء وذلك وفقاً لعدة معطيات..
وفي اتصال معه من أبوجا العاصمة النيجيرية قال القائد مرجان إن مجموعة من قوات مني هاجمت الموقع المحدد لنزول طائرة الاتحاد الافريقي التي ستقل المفاوضين الى أبوجا.. استشهد اثنان من القوات الموجودة بجبل عيسي في ضواحي منطقة مالحة بشمال دارفور.
أحداث :
فقد وصل الصحيفة عبر الفاكس بيان ممهور من الناطق الرسمي للحركة مساء الثلاثاء العشرين من سبتمبر الجاري يعلن فيه دخول جيش الحركة لمنطقة شعيرية بجنوب دارفور.
قبلها بأيام أصدر القائد الميداني سليمان مرجان من موقعه في منطقة جبل عيسى بياناً أدان فيه هجوم مجموعات تابعة للأمين العام على المنطقة لمنع أعضاء التفاوض المتحركين نحو أبوجا من السفر.
وكان الأمين العام للتحرير قد أصدر قراراً في التاسع من الشهر الجاري أمر فيه بعدم الذهاب للمفاوضات - وفقاً لمرجان - وهدد قوات الاتحاد الافريقي بعدم أخذ أي من القادة الميدانيين لأبوجا..
وكان قبلها قد طلب من الاتحاد الافريقي تأجيل المفاوضات من 22 أغسطس المتفق عليه حتى انعقاد مؤتمر الحركة، وبالفعل تأجلت حتى منتصف سبتمبر لكنه أعلن عدم المشاركة إلا بعد أن ينعقد المؤتمر العام الذي تم تحديد يوم 29 سبتمبر موعداً مبدئياً له، فكان أن شاركت المجموعة الثانية من الحركة التي تمثل الرئيس ونائبه وازداد بالتالي التباعد بين المجموعتين.
زيارة
وخلال هذه الفترة زاره في الميدان يان برونك ممثل الأمين العام للأمم المتحدة بالسودان وأكرمه - مني - بعرض عسكري جاء بعده للخرطوم، يقول بضرورة انعقاد المؤتمر العام للحركة.. كذلك زاره بالميدان روجر ونتر ممثل وزير الخارجية الأمريكية.
وقبل كل ذلك كان قد أعلن حرباً على جيش حركة العدل في مايو الماضي فيما عرف بأحداث مهاجرية، وقريضة، وبامنا راح ضحيتها الكثير من جنود الحركتين.. بحر أبوقردة الأمين العام لحركة العدل قال وقتها إن مني يريد إبادة جيش العدل دون جدوى لأسباب يعلمها هو.
جبريل آدم بلال أحد قادة العدل الميدانيين بعثه الأمين العام للترحيب بعودة مني الى الميدان والتفاكر حول بعض الخلافات بين الحركتين.. يقول جبريل إنه توجه مع اثنين آخرين من معسكر حركته الى معسكر التحرير خارج منطقة مهاجرية وأن مني لم يبد تجاوباً في الحديث معهم، وفي ختام زيارتهم قال لهم «لو ما اداوسنا هنا، حنتداوس في الخرطوم.. أحسن نداوسكم هنا».
وبعد ثلاثة أيام - والحديث لجبريل - سافر مني الى ليبيا وكرر بها نفس التصريحات ثم بدأ الاقتتال.
وطرابلس التي أعلن منها مني حربه على العدل هي ذاتها التي شهدت في أغسطس الماضي التوقيع على ميثاق لوقف العدائيات بين الحركتين حضره مني وعبدالواحد رئيس الحركة ود. خليل ابراهيم رئيس حركة العدل.. وذلك بوساطة ليبية.
كل ذلك يضع مني اركوي مناوي مباشرة وبقوة تحت دائرة الضوء..
من هو..؟
والرجل من جيل الشباب.. من أسرة تنتمي لقبيلة الزغاوة «أولاد دقين» ولد بمنطقة فوراوية محافظة كتم شمال دارفور في 1968م ودرس بها الابتدائية.. والمتوسطة بمدرسة كرنوي وترجح الاحتمالات أنه اعطى صوته لسليمان مصطفى مرشح الجبهة الاسلامية أو عمل في حملته الانتخابية، ثم تحول الى الفاشر لدراسة الثانوية بمدرسة دارفور الثانوية نقله منها الى الفاشر الثانوية شقيقه خميس وكان وقتها يميل لانتقاد الأوضاع بدارفور..
ومني أصغر الابناء في أسرة تتكون من ثمانية أشخاص.
عمل معلماً بمدرسة بوبا الابتدائية «بالقرب من فوراوية» لعامين دراسيين ثم اتجه في 1995م الى تشاد ليغادر منها الى أي دولة غربية لمواصلة دراسته وقد كان ميالاً لدراسة اللغة الانجليزية.. وفي شاد درس اللغة الفرنسية ثم توجه الى نيجيريا ونال دبلوماً للغة الانجليزية.. وعمل بالتجارة في دول غرب افريقيا في الفترة من 97-2000م وفي نهاية عام 2000 عاد الى السودان.
ومنذ ذلك الوقت وحتى بداية التمرد في 2001 يقول شقيقه الاستاذ خميس اركوي مناوي «لا أعرف ماذا كان يعمل».. لكن محامياً من أبناء دارفور بحركة العدل يقول إن بمكتبه أوراقاً كاملة لقضية نهب وقتل قام بها مني وآخرون راح ضحيتها العمدة عبدالرحمن ضوالبيت عمدة أولاد حسين .. ويؤكد المحامي أن أوراق القضية ما زالت معه وأن البلاغ لا يزال مفتوحاً باحدى محاكم الجنينة.
النشأة
نشأ مني في أسرة بسيطة وكان في إجازات المدرسة يعمل في زراعة الدخن والرعي.. ويضيف خميس «لا أظنه يجيد مهنة أخرى».
أكثر ما كان يميزه وهو طفل هو السخرية.. والفضول للمعرفة.
بعد عودته من غرب افريقيا التي التقى فيها برفيقي نضاله الآن محمد علي ترايو وبحر عربي، بدا عليه اهتمام بالسياسة والقناعة بأدبيات ينسبها أهل دارفور لدكتور شريف حرير، او مدرسة شريف حرير.. والتي اسماها الاستاذ خميس اركوي بالسودانوية أو السودان الجديد.. ويؤكد أن حديث اخيه وانتقاده للأشياء تشبه طريقة شريف حرير، ويتحدث عن صفة لازمت أخاه منذ صغره وهي انه يقول رأيه دائماً وقد يتنازل إذا لم يستجب له.. اضافة الى أنه «يطيع الكبار الى حد كبير»..
ومني اركوي مواجه باتهام بالقبلية واعتماده على أهله «الزغاوة» في تصريف أمور الحركة.. وربما من هذا المنطلق تباعدت الشقة بينه ورئيس الحركة «من الفور» ونائبه «من المساليت».
اعضاء حركة التحرير يحكون ما دار في لقاء بين الرئيس الليبي ومني اركوي وعبدالواحد وذلك بعد المعارك مع حركة العدل.. إذ قال عبدالواحد إنها حرب بين الزغاوة.. رد مني - والعهدة على الراوي –( اذا كانت بهذا الفهم فسيتحالف مع د. خليل ومحمد صالح حربة «العدل» وجبريل «الاصلاح والتنمية» فكلهم زغاوة..)
قبلية
خميس اركوي مناوي يقول إن القبلية لم تكن صفة لأخيه في يوم من الايام وانه حتى أصدقاءه كانوا من قبائل أخرى.. ويؤكد محجوب حسين الناطق باسم الحركة ان مني لا يؤمن بالقبلية ويتفق معه الاستاذ عبدالله كنة الامين السياسي لجبهة الشرق..مصدر فضل عدم ذكر اسمه وله علاقة بملف دارفور يقول: «لا يمكن استثناؤه من الفهم القبلي الضيق لأن ذلك هو واقع دارفور».
حربه مع حركة العدل يقول عنها محجوب حسين - وهو ينتمي الى الزغاوة «الكوبي» ذات «خشم البيت» الذي ينتمي له أغلب قادة وجنود حركة العدل - انها ترتبط بإعادة بلورة الحركة بشكل جديد وتثبيت مواقع الحركة.. ويرى حسين ان الصراع فلسفي فكري قائم على صراعات قوى بين حركة اسلامية واخرى ديمقراطية. لكن اصراره على قيام المؤتمر العام للحركة المؤجل منذ فبراير الماضي في هذا الوقت بالذات يحتاج لوقفة.
الاستاذ عبدالله آدم خاطر المهتم بالشأن الدارفوري يقول إن ذلك ملمح شخصي لمني كأمين عام «وربما تكون خلال المسيرة تكونت لديه أفكار ثابتة للتطبيق يريد تنفيذها».. فبدعوته للمؤتمر كما يقول خاطر إنما يريد اختبار مدى شخصيته القيادية وسط الآخرين.. والتأكد من حجمه.. وفي ذلك يرى خاطر ان الوقت لا يزال مبكراً لاختبار القيادة وأن عناصر القيادة لم تكتمل ولم تنضج بعد.
إصرار
محجوب حسين يؤكد أن مني - في إصراره على قيام المؤتمر - يؤمن بوجود قوة واحدة في الميدان تحت سيطرته وهمه أن تستمر الحركة في بنائها العسكري وضد أن تتحول الى حركة مطلبية فتذوب..
سليمان مرجان القائد الميداني بالتحرير يؤكد أن مني لا يسيطر على الميدان ولا حتى على مناطق دار زغاوة و«إلا فكيف خرجنا نحن من الميدان بدون رغبته».
لذلك يرى مرجان ان مني لا يستطيع أن يقيم مؤتمر زغاوة «دعك من مؤتمر حركة تحرير السودان»، ويقول عبدالله كنة إن المؤتمر سيضم أكبر عدد من الناس وسيخرج بقيادة موحدة..
إذن لنقل الى أين تتجه حركة التحرير وفقاً لهذه الحيثيات؟.
محجوب حسين يقول إنها ستصبح أكثر قوة ومن الصعب أن يهزمها أحد.
ويقول عبدالله آدم خاطر إن مؤتمر الحركة إذا انعقد قبل أبوجا فسيكون محاولة للتأثير على أنصبة الأجنحة المختلفة في الحركات.. ويرى أنه اذا قام المؤتمر الآن وبدون مشاركة القوى الأخرى الشريكة في الحركة «فسيكون إعلاناً مبكراً لانقسام الحركة الى أجنحة مختلفة يعمل كل جناح للدفاع عن اعلان المباديء بوسائله».
صفات
يبدو أن مني اركوي شخصية لا موقف رمادي حولها، إما أقصى اليمين أو أقصى اليسار.. سليمان مرجان احد مؤسسي حركة التحرير «من الميدوب» يقول إن مني لا قدرات قيادية لديه ويعمل بمزاجه الخاص بلا فكر أو دراية ولا يعرف موقفاً سياسياً، فقط لا يريد الحكومة فحمل السلاح.
الصحفي فايز السليك «أسمرا» ويتميز بعلاقة قوية مع مني يقول إنه رجل عنيد وقوي وأفكاره واضحة.. مستمع جيد.. مرح بالرغم من الجدية الظاهرة عليه.. بدأ بخبرات سياسية محدودة وتطور خلال العامين الماضيين.. قلق.. ميال الى الجانب العسكري أكثر من السياسي.
ويرى عبدالله آدم خاطر انه هاديء وصامت وله مزايا قيادية واضحة.. يبدو في بعض الأحيان أنه محاصر بوقائع غير متاح معرفتها ويهتم بمن حوله خاصة بالجوانب الانسانية.. اضافة لشعور بالكبرياء قد لا يسمح له بقبول الاستفزاز.. «مع ذلك فهو يحتاج لخبرة سياسية توازي خبرته العسكرية.. ويبدو أنه لا يثق في من حوله وقد يشعر بسوء نواياهم نحوه».
عبدالله كنة يرى أن مني اركوي شاب ثائر ويحمل الهم الوطني وله رؤية واضحة في حل قضية دارفور عبر حسابات النضال المسلح والحل المتفاوض عليه.
محجوب حسين يفيد أنه صارم ومرح «ولا يرحم أحداً ولا يحب أن يرحمه أحد» ولديه قناعة بأنه يسير في الطريق الصحيح.. وانه ظل الرئيس الفعلي للحركة خلال الفترة الماضية يصنع القرار ويشرف على تنفيذه وان له نفوذاً وسط الجيش.. ويتخذ قراراته بتأنٍ.
إنسانية
محمد مرسال أحد قيادات الحركة الذي ظل يعمل بمكتب الأمين العام لعامين بالميدان ولعام ونصف العام بمكاتب الخارج.. يتحدث عن جوانب انسانية في الأمين العام تتعلق باهتمامه بالجرحى وأسر الشهداء وتفقده للاجئين في أوربا وأمريكا ومتابعة شؤونهم ويتحدث عن قدراته القتالية في الميدان.. فيقول «كان يدير عدة معارك في وقت واحد»..
وعن وجوده قال إنه فعلي في كل جولات المفاوضات.. وأن غيابه عنها يؤثر في مسارها «لأن قراره مرتبط بقرار القيادة الميدانية»..
وبعد..
اعتذر محمد علي ترايو احد قادة التحرير عن الحديث.


للمزيد من االمقالات

للمزيد من هذه الاخبار للمزيد من هذه البيانات و المنشورات
الأخبار المنشورة لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع


| اغانى سودانية | آراء حرة و مقالات | ارشيف الاخبار لعام 2004 | المنبر العام| دليل الخريجين | | مكتبة الراحل على المك | مواضيع توثيقية و متميزة | أرشيف المنبر العام للنصف الاول من عام 2005

الصفحة الرئيسية| دليل الاحباب |English Forum| مكتبة الاستاذ محمود محمد طه | مكتبة الراحل المقيم الاستاذ الخاتم عدلان | مواقع سودانية| اخر الاخبار| مكتبة الراحل مصطفى سيد احمد


Copyright 2000-2004
SudaneseOnline.Com All rights reserved