ترحب سودانيزاونلاين بجميع الاراء الحرة و المقالات لنشرها فى هذه الصفحة.ويمكنك لزوارنا الكرام ارسالها الى [email protected] كما نرجو ذكر الاسم الحقيقى و الكامل و مكان الاقامة مدة بقاء المقال فى هذه الصفحة 10 اعوام
لم يأت بعد أوان الحكم على حكومة السلام يا هؤلاء !! بقلم آدم خاطر
سودانيزاونلاين.كوم sudaneseonline.com 9/24/2005 6:42 م
لم يأت بعد أوان الحكم على حكومة السلام يا هؤلاء !! السبت 24/9/2005 م آدم خاطر المرحلة الحالية التي يمر بها تاريخ البلاد هي من أدق المراحل حساسية وأكثرها تعقيدا وتحمل من البشريات والأشواق و من النذر والمخاطر ما تحمل ، وهى أشبه بالمخاض الذي أعقب ولازم مسيرة الاستقلال وتحدياته وقتها لكونها ينتظر منها أن تقود إلى نهايات وغايات حددها اتفاق السلام الشامل ويجرى تنفيذها والتزامها واقعا ، سيما وأنها تتعلق مباشرة بوحدة البلاد وتقرير مصير جنوبه بل وأطرافه الأخرى في الغرب والشرق بل ومستقبله وسط تفاعلات وتحولات داخلية وإقليمية وعالمية كبرى توجب قدرا عاليا من المسئولية الوطنية ، وتملى على أحزابنا وجميع القوى السياسية أن تعيد النظر في توجهاتها و حساباتها وتقديراتها إزاء تعاطيها مع الشأن القومي وقضايا الوطن العاجلة والملحة ، ويلزمها في ذلك أن تخرج من عباءة المعارضة غير الراشدة أو المستبصرة لأجل ذات الوطن الكبير وسلامه الذي شيد بالتضحيات الجسام التي مهرها الأرواح والمرارات والجراح فضلا عن ما أهدر من موارد وممتلكات . أقدم بهذه الكلمات وبين يدينا عتبة رئيسية تشيد وهى إعلان حكومة الوحدة الوطنية من يومين كإحدى مستحقات السلام ومطلوبات المرحلة لا لغاية فيها كحكومة وإنما وسيلة كغيرها من الوسائل ننشدها في تجسيد كتاب السلام وتحقيق الأمن والاستقرار في كامل تراب الوطن وتأمين وحدته وسيادته وفق معايير وضوابط أرسيت على غرار متين ، وبنهج وروية سعت لان تحشد إلى صفها اغلب مكوناتنا السياسية إلا من ترجل برغبته واختياره ومصالحه . أعلنت حكومة الوحدة الوطنية بعد اتصالات ومشاورات استغرقت أكثر من شهرين وظروف البلاد الماثلة لم تكن لتحتمل كل هذا التأخير ، ورغمه آثرت أطراف الاتفاق أن تفسح المجال والوقت أمام الراغبين وقدمت من المرونة و التنازلات لأجل الوفاق الوطني ما كان كفيلا أن يبرر هذا الانتظار ، وقد مكنها لان تضيف إلى ركب السلام إلى جانب صفها القديم التجمع الوطني الديمقراطي وان شئت الاتحادي الديمقراطي مما زاد من رصيدها وعظم من شعبيتها وفتح المجال أمامها واسعا للانطلاق والإبداع على ما يحيط بواقعنا من صعاب وجبهات . أعلنت التشكيلة الوزارية على النحو الذي وقف عليه الجميع ولا احد يدعى لها الكمال والعصمة من حيث الأسماء والأحزاب والمناطق وما تحمله من إشارات ومدلولات ، طالما كانت جهدا بشريا تحكمه اتفاقية وظروف استثنائية لا تخطئها العين ، ولكنها بتقدير قيادة الدولة وهى تشهرها للعلن وتؤدى اليمين الدستورية أن هذا هو أفضل المتاح للنهوض بمهام هذه المرحلة على تعقيداتها وتحدياتها، تراضت خلالها أحزاب الحكومة المعلنة ودفعت بأفضل خياراتها من حيث الأسماء و ما يناسب كل وزارة ومستشارية كل حسب رؤيته ، والتزمت هذه الأحزاب النسب التي نص عليها الاتفاق وقبل كل طرف بما اتيح له باعتبار أن ما هو معروض ومتاح لا يعبر عن وزنها بالضرورة وإنما يهدف إلى معان كبار في تداول السلطة سلميا وتحقيق التحول الديمقراطي لمستقبل إدارة الدولة وتقاسم السلطة والثروة فيها مستقبلا . وان الأوزان الحقيقية لكل طرف محلها الانتخابات العامة في غضون ثلاثة أعوام ، وان العبرة في هذا التكوين الوزاري الجديد ليست في الأسماء التي أعلنت طالما هنالك مؤسسات قائمة في الدولة هي المسئولة عن تطبيق برنامج حقبة ما بعد السلام وان الاتفاق به من المحددات ما يسهل مهمة التطبيق وتجاوز العقبات متى ما تبدت ، ويتوقع لدواوين العمل أن تطالها روح التغيير في كامل أجهزة الدولة بمثل ما طالت الوزارات الاتحادية والولاة والتنفيذيين ، وان قضت بان يعاد بعضهم إلى موقعه فلا غضاضة في ذلك أو منقصة طالما ائتمن لتولى ذلكم المنصب أو التكليف، وان الذي بات ينتظره اى مواطن في اى بقعة في السودان من هذه الحكومة التي سميت استحقاقا بحكومة الوحدة الوطنية وفى هذا المنعطف التاريخي ، هو ما سيعلن من برامج واولويات وآليات ووسائل للفترة المقبلة واثر ذلك عليه في تحسين بيئته ومعاشه وتامين متطلباته وحقوقه الأساسية عاجلا وآجلا ، عندها يستطيع راعى البقر أن يقول فيها برأيه وان يقدح فيها بما يشاء و ينبغي أن يسمع له ، لان المواطن هو من دفع فاتورة الحرب ومن حقه أن يهنأ بعائد السلام أمنا في نفسه وأسرته ورفاهية ودعة في حياته مآله . فالحكومة الوليدة لن تكون بدعا فيما سبق ولن تأتى من كوكب آخر شأنها كسائر الحكومات الوطنية التي تعاقبت على السلطة في البلاد عسكرية كانت أم مدنية تعرضت إلى النقد والجرح ولكن من واقع حالها وسياساتها وممارساتها اليومية واخفاقاتها في تحقيق رغبات المواطن وآماله لا من اشراط وتوهمات مبتكرة بفعال الساسة وأقوالهم والسلام لم يبارح أوراقه التي كتب عليها وتجاربهم الفاشلة ما تزال في ذاكرة الوطن حية . كنا نريد لساستنا أن يرتقوا بفهمهم ونظرتهم وان لا تأخذهم الغيرة السياسية وتذهب بهم أهواءهم ونزواتهم ونهمهم في السلطة ومقاعد الحكم أن يطلقوا الأحكام القطعية وتمضى بهم الظنون في التقزيم و النيل من حكومة بعضها لم يلتئم بعد ، كنا نريد لهم أن يتبدلوا في مزايداتهم بإحسان الظن بداية لا الإرجاف والتشكيك وكأنهم قد اطلعوا على الغيب وراؤا من وراء الحجب أو باتوا كما الكهنة والعرافين يصدرون الأحكام والنبوءات بشكل يقيني يقطعون فيها قبلا بفشل هذه الحكومة وان باب الإصلاح قد أوصد تماما ، والسؤال إليهم لماذا لا يتنبأوا بفأل النجاح والخير في تحقيق ما لم يتسنى لهم عندما كانوا على سدة الحكم !؟، لماذا يستبقوا الطريق أمامها إلى مواطنيهم بروح الإحباط واليأس والشطط في التعرض لخصومهم وتكريس روح الهزيمة واليأس والانكسار! لماذا هذا الشح والتشكيلة لم تعد أحادية أو ثنائية كما كانوا يدعون؟ . مفردات ونعوت كثيرة متسرعة وعاجزة نطق بها د. الترابي زعيم المؤتمر الشعبي والإمام المهدي وغيرهم من صغار الأوزان استبقوا بها الأداء الحكومي المرتقب تنم عن رغبة في التشفي والنيل من الإنقاذ وحلفاءها الجدد ، وتحمل أقوالهم من الإثارة والفتن والكراهية أكثر ما تحمل من رؤى صادقة لتصحيح المسار وتقويمه ، يقينيات حانقة أطلقوها سيتجاوزها الواقع بالعمل لا التصريحات وسيمضى مركب السلام إلى غاياته بإذن ربه مهما تكالب عليه الأعداء ونالت منه الأنفس الشح . نقول من حق اى حزب أن يدعوا بما يرى وان يمنى امتنا الامانى والتجارب التي مضت بها من الدروس والعبر ما بها ولكن قليل أولئك من ساستنا الذين استفادوا من عظات الماضي وتجاربهم المريرة ، اغلبهم يكرر أخطاءه و يعظم ذاته ويدعى لرؤاه وأفكاره العصمة ولغيره التبخيس والفشل وقصر النظر والفساد والإجرام ، والإنقاذ بكاتبها الذي قدمت وهى تلج هذه المرحلة لا تكابر ولا تباهى لأجل الوطن و لا تقول بان كل صحائفها بيضاء ناصعة ولكن اشراقاتها واختراقاتها ونجاحاتها ومبادراتها التي سطرت تغطى كل ما كان منها من خطأ أو افتئات وسوء تقدير، تطوى كل فترة على عظم الضغوط والمعارك التي تواجهها وهى أكثر تماسكا وأمضى عزيمة وأقوى عودا في بلوغ غياتها لتصل إلى نهاية الطريق الذي رسمته بحول الله وتوفيقه . يتضح فيما برز من تصريحات ائتلاف المعارضة الجديد وهو يتأهب لضرب السلام والذي قوامه أهل اليسار والشيخ الترابي وإمام الأنصار ( فسيخ – لبن – تمر هندي ) أن هنالك حملة منظمة لاستهداف حكومة الوحدة الوطنية في مهدها باى كيف وثمن ، ومخططهم يهدف لخلق أزمة في صف الائتلاف الحكم وافتعال المشكلات بين أطرافه بل اصطناعها ، يلقون بالمسئولية على الحكومة في كل شيء حتى قبل أن يحدث وليس مطلوبا إليهم أن يتحملوا شيئا أو أن يعينوا في تحقيق اى تقدم . هذه المكايدات التي تصدر عنهم تضيف إلى تآمر القوى الخارجية وتعضد خط معسكر الحرب وزعزعة الأمن والاستقرار في البلاد ، ولكن إرادة السلام التي صنعته قادرة على استدراك ذلك وتفويت الفرصة عليهم مهما جملوا من فعالهم المشينة ، وتياره وأنصاره قادرون على تعزيز خطاه وتجاوز عقباته . والذي يريد أن ينال وينتقص يلزمه الصب والتريث و أمامه متسع من الوقت لفعل ذلك ، ولكن سعة الوطن وهمومه وقضاياه ينبغي أن تكون اكبر من الذات والنفس ، وان الحكمة السياسية ورجاحتها توجب على الجميع دعم هذه الحكومة ومساندتها قدر المستطاع حتى تنهض بمسئولياتها وأعباءها ، فان قاموا بواجبهم تجاهها كان ذلك أوفق لتاريخهم وصحفائهم وان آثروا القعود مع الخوالف والنيل من غير هدى أو إتباع قيم في العدل والحق والإنصاف فالله وحده الكفيل برد تآمرهم إلى نحورهم وهو الموفق لخير بلادنا وامتنا والعاصم من كل ذلل ، إليه المشتكي وعليه التكلان ولاحول ولا قوة إلا بالله العلى العظيم .