تحليلات اخبارية من السودان
ترحب سودانيزاونلاين بجميع الاراء الحرة و المقالات لنشرها فى هذه الصفحة.ويمكنك لزوارنا الكرام ارسالها الى [email protected] كما نرجو ذكر الاسم الحقيقى و الكامل و مكان الاقامة مدة بقاء المقال فى هذه الصفحة 10 اعوام

تنازلات الحركة الشعبية من الوزارات السيادية ادت الي تشكيل حكومة الوحدة الوطنية اليائسة ,عبدالرازق ابراهيم ادم بقلم عبدالرازق ابراهيم ادم

سودانيزاونلاين.كوم
sudaneseonline.com
9/24/2005 6:41 م

منذ ان بدت فكرة ظهور المعرفة بالعالم8 الثالث والشعوب المهمشة في عقولنا عرفنا معها ان هؤلاء الشعوب التي عاشت في ذلك العالم عانت من كل انواع الظلم والظلمات ,وعرفنا ايضا بفعل التجارب الكثيرة ان الحصول علي حقوق الامم المسلوبة من قبل القوي القوي الطاغية والباغية لا يمكن الا عن طريق النضال الطويل الذي ربما يصل بالمرء او المناضل الي الياس لان ذلك الدرب طويلة وليس واضحة المعالم ولا قريب المنال ,في المقارنة مع اصحاب فكرة النضال المبتدئين من الصفر في مواجهة قوة جبروتية تسمي بالدولة او الحكومة ,وكما معروف ان للنضال انواع كثيرة منها النضال في الداخل والتي غالبا ما ينتهي بالمناضل الي المعتقلات او السجون المؤبدة ,ونموزج هذا النضال الاب الافريقي (نلسون مانديلا) ابن الجنوب افريقي الذي قضي جل ريعان شبابه في سجون المستعمر الابيض انذاك في بلاده ,فمع كل انواع التعذيب والحكم المؤبد والقتل المعنوي والنفسي لم يستسلم الرجل واستطاع بطموحه العالي ان يحقق احلام شعبه بانتزاع كامل حقوقهم عبر مفاوضات وانتخابات بعد فترة طويلة من النضال داخل السجن ,وهناك نضال اخر وهي الاقوي وهي ثورة التمرد عن طريق حمل السلاح امام اي نظام جائر ومثل هذا النضال حققت اهدافها في كثير من دول العالم الثالث التي تؤمن بتلك النوع من النضال ,فنجحت الثورات التمردية العنفية في دول امريكا اللاتينية المتخلفة مثل دول افريقيا تماما منها نجاح الثورة في هاييتي وكوبا وبيرو ,وفي افريقيا المثل الحي لتلك النضال تمرد وثورة الجنرال الراحل كابيلا التي وصلت الي الحكم عنوة دون مفاوضات او انتخابات ولكن في الاخير معظم انواع النضالات تنتهي بمفاوضات شاقة وطويلة مع الانظمة الجائرة وبتقديم تنازلات من الجميع يصل بموجبها الطرفان الي حل جزري كما في نضال الحركة الشعبية مع حكومات السودان المختلفة ,والتي انتهت بتوقيع اتفاقية السلام مع الحكومة الحالية والتي افضت الي تشكيل حكومة الوحدة الوطنية اليائسة كما يدعون الشريكين الاصليين في الحكومة , والان سوف ادخل في موضوع مقالي الخاص بالشريكين في تشكيل تلك الحكومة التي لم ولن يلبي طموحاتنا ابدا ابدا ابدا,وابداها بالمؤتمر الوطني 0
صحيح ان اتفاقية السلام قد تم توقيعها بين المؤتمر الوطني والحركة الشعبية لتحرير السودان وصدقت قول الذين يقولون انها اتفاق ثنائي ,وصحيح ان تلك الاتفاقية يسمح للشريكين بتشكيل حكومة وحدة وطنية انتقالية ولكن مع ذلك الانفراد الثنائي كل الشعب السوداني رحبت بتلك الاتفاقية علي امل احداث تغيير جزري في حكومة الاقلية وبالذات تلك معلقة علي الحركة الشعبية في الاول والاخير ,تلك التسمية التي تمت بموجبها تشكيل الحكومة الجديدة وبهيمنة المؤتمر الوطني بالتمام والكمال واعتلاء نفس الوزراء السابقين من جانبها للوزارات في التشكيل الجديد وهذا ليس بغريب ان ياتي كل هؤلاء الرموز البارزة من المؤتمر الوطني في هذه الحكومة الجديدة ,وليس بغريب ايضا ان تجد تلك التشكيل كل انواع الهجوم وعدم القبول من كل فئات المجتمع السوداني بما فيهم بعض رموز الحركة الشعبية نفسها .ولكن الغريب في الامر ان الحركة الشعبية هي التي ايدت تلك الهيمنة لهؤلاء الوجوه المجرمة عن طريق مرونتها وميوعها في مفاوضات تقسيم السلطة والوزارات التي ادت الي خروجها بوزارة سيادية واحدة وهي الخارجية ,وحتي الذي تقلدها يعتبر ربيب المؤتمر الوطني والحكومة لان الدكتور لام اكول قد تقلد عدة مناصب في عهد النظام الحاكم سابقا وهي المؤتمر الوطني سنينا طويلة ,فنحن المهمشين والمكتويين بنيران تالك القوي الباغية مهما هاجمنا المؤتمر الوطني علي هذا التشكيل فان هجومنا لا يجدي ازاء تلك المسرحية الهزيلة التي اتت بها في التشكيل الحكومي الجديد ,وهذا من حق المؤتمر الوطني ان يختار وزرائه كيفما يشاء وحتي لو جاء بالمجرم موسي هلال لم يستطيع احد ان يحاسبها ومن حقها ان ياتي بعبدالرحيم محمد حسين مرة احري بعد ان هندست له الاستقالة الغريبة من اجل الاتيان به في وزارة اخري لتغطية اخطائه الكثيرة الذي ارتكبه عندما كان يشغل وزارة الداخلية ,ولكن لنا الحق ان نهاجم الحركة الشعبية الشريك الاصيل للمؤتمر الوطني والتي اصبحت معها حكومة الوحدة الوطنية الانتقالية ان كانت في الهجوم ثمرة0
ان الحركة الشعبية بغض النظر عن التضحيات الكبيرة التي قدمتها ضد كل حكومات الاقلية الظالمة استطاعت ان تكسب تاييد جل الشعب السوداني في الزمن الراهن والتي ادركت تماما ان تاريخ السودان القديم مزور ومزيف وكلها كذب وبهتان يحتاج الي تغيير فوري واي تغيير منتظر ياتي بها الحركة الشعبية ,فالشعب السوداني علقت كل امالها علي الحركة الشعبية للاسباب الاتية
1/ان الحركة هي القوة الوحيدة التي رفعت السلاح من اجل اهداف قومية ديمقراطية بعيدة عن التمايز العرقي واللوني والديني وباسم سودان جديد 0
2/استطاعت الحركة ان تقنع الحكومة في التنازلات العسكرية الميدانية بانها قوة قوية ولم تستطيع الحكومة طوال زمن تمرد الحركة ان تقول نحن ممكن ان نهزم الحركة عسكريا كما تقولها في وسائل اعلامها مع حركات دارفور الثورية الان 0
3/استطاعت الحركة ايضا ان تجبر كل الحكومات المتعاقبة التي اثرتها ان تجلس معها الي مفاوضات دون تدخل دولي كما الحال مع الحركات الثورية في دارفور 0
4/تبنت الحركة كل قضايا المهمشين في السودان حتي قضايا ابناء الشمال طوال فترة نضاله وتبرهنت ذلك في المفاوضات الشاقة مع الحكومة والتي وصلت معها الي حقوق المهمشين 0
5/تبنت الحركة طوال فترة نضاله برنامج وحدة السودان باسم سودان جديد 0
لكل هذه الاسباب علقت كل الشعب السوداني امالها علي الحركة من اجل التغيير ولكن منذ اعلان تشكيل الحكومة اليائسة دخلت معها الياس في نفوس جميع الشعب السوداني كاننا رجعنا الي المربع الاول لان الحركة اتبعت سياسة الليونة الشديدة في مسالة تقسيم الوزارات والتي تمثلت في تنازلها عن وزارة الطاقة دون اي مبرر لان هذه الوزارة ماك لها تحت كل المقاييس وتنازلها منه سوي عناد المؤتمر الوطني في حين انه ليس هناك اي مانع من عناد الحركة ايضا ولكن هذا كلها لم يتم فقبلت الحركة بتلك التشكيل وبوزارة سيادية واحدة وهي الخارجية ,وفي نظرنا لها انها في العهد الراهن لا تمثل وزارة سيادية لان في النهاية وزير الخارجية يعمل ويتحرك وفق تعليمات الرئيس ومهامها كلها تنحصر في العالم الخارجي ليس لها شان في الامور الداخلية التي تحتاجه الحركة في العهد الراهن ,وحتي الذي تقلد تلك الوزارة رجل مرن مايع عميل المؤتمر الوطني يحذو حذو الانقاذيين في الاشارة الي ذقنه الطويل ,وفي اول حديث حديث له تحدث بلغة عربية تلك اللغة بعيدة كل البعد من ادبيات الحركة حيث شاهدنا ذلك في كل احاديث المرحوم الدكتور وكل احاديث سلفه سلفاكير 0
فياتي الوزير الجنوبي الجديد منذ اول وهلة يتحدث باللغة التي نريد محاربتها وبقيادة الحركة الشعبية ,ولاحظنا الوزير الجديد يجتهد في ان يتكلم عربية فصحي وهذا يعني مجرد منفذ لسياسات البشير المستعرب مع اشقاءه العرب وفي مقدمتهم الشعب المصري والذي زار رئيسها الموجه الرسمي له قبل يوم من التشكيل الحكومي الجديد ,وحتي بقية الوزارات التي الت الي الحركة كلها وزارات هامشية مخصصة للجنوبيين قبل اتفاقية السلام ,المهم في تقديري ان الحركة راهنت علي دولة الجنوب وفضلها علي بقية اجزاء السودان كما قال باقان اموم القيادي البارز في الحركة ان سوء النية من قبل المؤتمر الوطني في تمسكها بعدم التنازل عن وزارة الطاقة يعضد من قوة صف الانفصاليين في حين انه يمكن لباقان نفسه ان يضع حد لتلك العناد من المؤتمر الوطني وفق شرعية اتفاقية السلام التي تمنحه ذلك ,المهم حتي السياسيين الجنوبيين فيما بدت يركزون علي الجنوب اكثر من السود ان ككل وهذا يعني نعم انتصار للجنوب ولكن خسارة لكل الشعوب المهمشة التي تبنتهم الحركة في نضالاتها طوال كل تلك السنين وبالتالي تنازل الحركة ومرونتها في مفاوضات تقسيم السلطة او توزيعها قد ساهمت بشكل كبير في ميلاد مذيد من الظلم والديكتاتورية وهي شريك في الحكومة الطنية الجديدة واثبتت الحركة مقولة انها ثنائي في الاتفاق وليس مساهم في الاتفاق لكل السودانيين كما تدعي 0
عبدالرازق ابراهيم ادم
رابطة ابناء المساليت بالحارج ,مصر

للمزيد من االمقالات
للمزيد من هذه الاخبار للمزيد من هذه البيانات و المنشورات
الأخبار المنشورة لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع


| اغانى سودانية | آراء حرة و مقالات | ارشيف الاخبار لعام 2004 | المنبر العام| دليل الخريجين | | مكتبة الراحل على المك | مواضيع توثيقية و متميزة | أرشيف المنبر العام للنصف الاول من عام 2005

الصفحة الرئيسية| دليل الاحباب |English Forum| مكتبة الاستاذ محمود محمد طه | مكتبة الراحل المقيم الاستاذ الخاتم عدلان | مواقع سودانية| اخر الاخبار| مكتبة الراحل مصطفى سيد احمد


Copyright 2000-2004
SudaneseOnline.Com All rights reserved