تحليلات اخبارية من السودان
ترحب سودانيزاونلاين بجميع الاراء الحرة و المقالات لنشرها فى هذه الصفحة.ويمكنك لزوارنا الكرام ارسالها الى [email protected] كما نرجو ذكر الاسم الحقيقى و الكامل و مكان الاقامة مدة بقاء المقال فى هذه الصفحة 10 اعوام

ســلام الشـــرق بين تهمــيش الحــــركة الشــــعبية بقلم د. ابـــومحـمد ابوآمــنة

سودانيزاونلاين.كوم
sudaneseonline.com
9/23/2005 4:59 م


ســلام الشـــرق بين تهمــيش الحــــركة الشــــعبية
و قرارات الامم المتحدة واهتمامات الولايات المتـحدة
PEACE IN EAST SUDAN, SPLM, USA,UN
FAREWELL ARMS


BY DR. ABU AMNA

د. ابـــومحـمد ابوآمــنة



عندما تم توقيع اتفاقية السلام بين الحركة الشعبية ونظام الخرطوم قيل انها ستكون بداية سلام كامل شامل في كل ربوع السودان وبان بنودها تسري علي كل مناطق السودان. قيل كل هذا وكانت المعارك مشتعلة في دارفور والموقف كان ولازال متوترا في الشرق. ورغم هذا فقد رحب الحادبون بها. والواقع ان حدة المواجهات بين السلطة وقوات المعارضة قد خفت في الشرق وكذلك في الغرب. فبالاتفاقية الكثير من البنود الايجابية, فهي تعترف بان وحدة السودان تقوم علي اساس الارادة الحرة لشعوبه, وتقر بان السودان بلد متعدد الثقافات ومتعدد الجنسيات ومتعدد الاعراق, ومتعدد الديانات واللغات وبالا تستخدم الديانة كعامل تفرقة. وتعترف الاتفاقية بالفيدرالية وبتقاسم السلطة, والثروة, بالحريات والتعددية, بالمواثيق الدولية وبحقوق الانسان.

ومن اجل هذا المبادئ حمل ابناؤنا في الشرق والغرب والجنوب السلاح. وهاهي السلطة في الخرطوم توقع علي نفس المبادئ والتي من اجلها ضحي الكثيرون من ابناء شعبنا بحياتهم, ونراها تدعي بانها ستطبق هذه المبادي في جزء واحد من القطر وهو الجنوب. فلو كانت هي فعلا جادة بتطبيق الاتفاقية و بترسيخ السلام في كل ربوع السودان لسعت بشكل جدي وحاسم للتفاوض مع جبهة الشرق ولتوصلت لاتفاقية معهم تحقق تطلعاتهم وكذلك مع جبهات الغرب. ولكن السلطة تقع في تناقض غريب , فهي من ناحية نظرية وشكلية تعترف بالاتفاقية، ولكنها عمليا تعمل عكس ذلك , فهي تستغل كل فرصة لتوسع ضرباتها العسكرية علي مواقع حركات التحريرفي غرب السودان متحايلة علي اتفاقية وقف اطلاق النار, كما تلاحـق المناضلين من ابناء البجا وترمي بهم في المعتقلات وتفرض عليهم قانون الطوارئ المنافي للمواثيق الدولية.
فسلطات الجبهة غير جادة ــ ولم تكن في يوم من الايام جادة ــ في ان يعم السلام كل ربوع السودان وبان يشاركها احد في السلطة بشكل فعلي.

لقد ارغمت السلطة علي توقيع الاتفاقية ارغاما فهي لذلك تنتهز كل فرصة للزوغان منها.

اين الحريات العامة التي تحدثوا عنها؟
اين الحكومة القومية التي التزموا بتكوينها بعد ستة اشهر من توقيع الاتفاقية؟
هل يعتبرون اعادة الشكة هذه حكومة قومية حقا؟
اين نصيب الحركة الشعبية في السلطة بعد ان استحوذوا علي الوزارات الرئيسية؟

لقد تم تهميش الحركة الشعبية بشكل ظاهر في التكوين الوزاري الاخير ، مما قد يساعد علي انفجار الاوضاع في اي وقت مرة اخري. نعم الاتفاقية فرضت عليها فهي تتنصل منها في التطبيق. هاهي تراوغ وتناور كعادتها. لقد تفائل الشعب السوداني باتفاقية السلام وباشتراك الحركة في السلطة، ولكن تكوين الوزارة الجديدة بهذا الشكل مع اعتماد اقصاء الحركة من مواقع اتخاذ القرار لا يدعو للتفاؤل. فبالرغم من الحركة هي الاكثر شعبية كما دل استقبال د. جون قرنق علي ذلك، يفرض عليها الرضاء بالوزارات الخدمية والاقصاء من السيادية. نعم لقد تفائل ابناء الشرق بوجود سلفا كير كنائب اول لرئيس الجمهورية فسلام الشرق لابد ان يتـحقق في عهده كما نوه هو بذلك.

علي عثمان طه هو الذي تفاوض مع الحركة الشعبية بصفته نائبا لرئيس الجمهورية ووصل معها لاتفاقية السلام. ونحن نامل ان يكون المفاوض مع جبهة الشرق هوالسيد سلفاكير نائب الرئيس.

هنا يبرز السؤال: هل ستكون لسلفا نفس السلطات والصولات والجولات التي كانت لسابقه؟ ام سيوضع علي الرف كسابقيه من الزعماء الجنوبيين؟ هل سيرضي بذلك؟ ان التاريخ يحبس انفاسه ويراقب.
نفس السؤال يطرح نفسه للام اكول الذي خبر ممارسات النظام عندما احضروه وجعلوا منه وزير ديكور.

ان الحركة الشعبية ليست باي حال من الاحوال الشقيق الصغير المطيع للمؤتمر الوطني. فالحركة هي الاكثر شعبية في الشمال والجنوب. وعندما تخاطب الحركة جماهيرها وتحركهم في الوقت المناسب تستطيع بذلك ان تفرض بنود الاتفاقية ليس في الجنوب فقط بل في كل ربوع السودان. يجب علي الحركة ان تفرض نفسها علي الساحة السياسية كقوة جماهيرية فعالة.

بهذا تكون قد اتخذت خطوة هامة في بناء السودان الجديد. ان تهميش الحركة بهذا الشكل فيه الضررالبليغ لحركات المقاومة في الشرق والغرب ولتطلعات الخيريين من ابناء شعبنا لبناء سودان جديد.
ان سلام الشرق يمكن تحقيقه علي نفس اسس بنـود اتفاقية السلام وبتضامن الحركة الشعبية والتجمع الوطني ومنظمات المجتمع المدني، وبالضغط الدولي متمثلا في الامم المتحدة والولايات المتحدة ودول الايقاد, ودول الجوار وخاصة دولة ارتريا الفتية، وكذلك الاتحاد الافريقي.

ان سودان البترول صار يشغل بال الولايات المتحدة، فهي لاتخفي اهتمامها بالملف السوداني، وبامكانية ضغطها علي النظام لتحقيق السلام.

ففي تصريحات له في نهاية يونيو الماضي أكد السيد تشارلز سنايدر المبعوث الأمريكي الخاص لعملية السلام في السودان أن الولايات المتحدة تنظر الآن للملف السوداني بعين الدقة والاعتبار مؤكدا بان الرئيس الأمريكي بوش بنفسه يدعم الملف السوداني الآن ودائما ما يضطلع على أخر تطورات الأوضاع فيه.
أما عن الوضع في شرق السودان فقد قال (أننا قلقون جدا من هذا الوضع لان مؤتمر البجا وتنظيم الأسود الحرة مازالوا يبحثون عن الحل العسكري. وطلبنا من الأمين العام وآخرين التحدث إلى قادتهم للجلوس للتفاوض فليس هناك داعي الآن لحمل السلاح في المنطقة لان كل شئ من الممكن جدا أن يحل عن طريق المفاوضات كما طلبنا رسميا من الحكومة الارترية الآن اتخاذ موقف حازم وواضح لضبط الحدود مع السودان لمنع حدوث توترات فيه.
ونحن نستطيع الضغط علي النظام السوداني حتى يتحقق العدل ونحن من جانبنا دائما ما نحرص ان يسود العدل والقانون حتى نحصل على السلام لأنه سيدوم طويل).

فليعم السلام كل ربوع السودان، فقد اعلنت قيادة جبهة الشرق استعدادها التام للدخول في مفاوضات طالما الحل عن طريقها ممكن.وعندما يعم السلام سيقول ابناء الشرق الوداع للســــــــلاح.



للمزيد من االمقالات

للمزيد من هذه الاخبار للمزيد من هذه البيانات و المنشورات
الأخبار المنشورة لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع


| اغانى سودانية | آراء حرة و مقالات | ارشيف الاخبار لعام 2004 | المنبر العام| دليل الخريجين | | مكتبة الراحل على المك | مواضيع توثيقية و متميزة | أرشيف المنبر العام للنصف الاول من عام 2005

الصفحة الرئيسية| دليل الاحباب |English Forum| مكتبة الاستاذ محمود محمد طه | مكتبة الراحل المقيم الاستاذ الخاتم عدلان | مواقع سودانية| اخر الاخبار| مكتبة الراحل مصطفى سيد احمد


Copyright 2000-2004
SudaneseOnline.Com All rights reserved