نداء إلى القائد سلفا كير ورفاقه في الحركة الشعبية

لا يخفى على جانبكم ورفاقك كيف سطت عصابة الإنقاذ ليلا على السلطة وقوضت الشرعية الدستورية في البلاد مستغلا بذالك همجية الأحزاب التي لا تريد أن ترقى إلى مستوى المسئولية التي خولها الشعب لتدير أمر البلاد والعباد وهي ان دلت فإنما يدل على إفلاس أحزاب البيوتات غير المنضبطة من البرامج والرؤى والإستراتيجيات التي من شأنها وضع حد لمعانات الشعب السوداني وإيجاد الحلول لمشاكل السودان المستعصية منذ الاستقلال والمتمثلة في العدل والمساواة بين ولايات البلاد المختلفة تقسيما للثروة والسلطة والتي تنادي بها الحركة عبر برامجها والحركات المسلحة في دار فور والشرق الحبيبة , إن شعب السودان الأبي الحر يتطلع ويتشوق إلى الوحدة الاختيارية المبنية على العدالة والمساواة في تقسيم السلطة والثروة بعيدا عن الاستعلاء العرقي والجهوي الممقوت التي مزقت السودان وقطعته إرباً إرباً .

إن الإنقاذ ماهي إلا عصابة من السرقة والقتلة والمجرمين تخصصوا في فنون الإجرام والفتك بالشعوب وتمزيقها وتقطيعها إلى قبائل تحترب وتقتل بعضها البعض خدمة لأهدافهم الشريرة لإضعاف أي ثورة شريفة تنادي بالعدل والمساواة في الحقوق والواجبات خلافا لما جري في السودان منذ عقود التيه والضلال التي مضت ولا يخفى على مثلكم وحركتكم تلك الأجندة السيناريوهات التي تتخذ لمحاربة المظلومين والمسحوقين من أبناء السودان. فالوسائل التي استخدمتها العصابة بالأمس في محاربة الحركة الشعبية تستخدمها اليوم في محاربة حركات التحرر الأبية في دار فور والشرق الحبيب وكردفان , التي تسعى بعد أن قفلت مافيا الإنقاذ كل الأبواب المشروعة والسلمية أمامها وسدت كل السبل لنيل حقوقها المسلوبة إلا سبيل واحد هو حمل السلاح في وجه الظلم والاضطهاد السياسي والعرقي التي تمارسه اليوم في وجه كل الشرفاء من أبناء السودان المهمشين الذين ساهم أجدادهم بالأرواح والمهج ودفعوا كل غال ورخيص في سبيل تشكيل السودان المليون ميل مربع في الوقت الذي كان فيه أجداد المافيا يشكلون جزءا من استخبارات المستعمر, فلو التفت – أيها الزعيم - يمنة ويسرة ممن يجاورونك ويشاركونك الوزارة لعرفت حقيقة الأمر, فهؤلاء في سبيل حكم العصابة ومصلحتها مستعدون للتضحية بوحدة السودان وقتل تطلعات وأشواق أهله ومواطنيه غير آبهين بها وما أمر وزارة النفط إلا خير دليل وشاهد لما نحن نلفت أنظاركم إليه , كنا نتشوق أن نرى إبداعات أبناء السودان من الجنوب الحبيب والشرق والغرب في كل الوزارت حتى نثبت لأدعياء الاستعلاء العرقي أن حواء السودان تنجب أفضل من الجاز والكيروسين وأشباههم خاصة في فترة من المفترض تكريس الجهود لبناء الثقة التي هي في الأصل معدومة , نتيجة للظلم الممنهج التي تمارسها هذه العصابة وأشياعها منذ الاستقلال وحتى يومنا هذا وما كنا لنتوقع أكثر من هذا الإصرار والتمسك بوزارات المال التي نفخت الكروش والأوداج حراماً حماية لمصالحهم الشخصية ومن ثم السودان ووحدته إلى الجحيم .

ما نود قوله أيها الزعيم أن القادة العظماء لا يستسلمون أبدا لعوادي الدهر والأزمات التي تمر بها خلال مشوارها لتحقيق الأهداف النبيلة ولا أحسب أن عزائمكم الفتية تسمح لكم بالاستسلام لاستفزازات هذه العصابة بتمسكها بوزارات المال وهي التي لا تمثل إلا ما تلبس وتنتعل فقط ولا أحسب أنهم يمثلون حتى أبنائهم الذين من أصلابهم ناهيك عن شعب السودان الذي سرقوا تمثيله بقوة السلاح والآن باسم الشعب السوداني المقهور والمضطهد يريدون تفتيت وحدته .

فإنني عبر هذا المقال أناشد الشرفاء من قادة الحركة الشعبية أن لا يكتفوا بتحرير الغلابة من شعب جنوب السودان فقط بل كل المسحوقين من الشعب السوداني في كردفان ودارفور والشرق وباسم الملايين الذين استقبلوا رمز الحركة الشعبية في الساحة الخضراء الراحل المقيم الدكتور جون قرنق وهو بمثابة استفتاء لبرنامج الحركة الشعبية بحق وحقيقة , بل تعتبرون أنتم أصحاب الشرعية الدستورية بموجب استفتاء الساحة الخضراء.

ونتحدى مافيا الإنقاذ أن يطرحوا برنامجهم لاستفتاء شعبي حر ولو في شكل مظاهرة ليعرفوا حقيقة أنفسهم وكان الأجدر بهم احترام أنفسهم والتنحي عن تمثيل الشعب بالقهر والاستبداد.

نكرر إن عصابة الإفلاس لا تمثل إلا نفسها فلا يجوز إطلاقا أن تعطى الصفة الشرعية فيما يخص مصير الأمة , وعليه أنا أدعو السيد سلفا كير وقادة الحركة الشعبية أن تتعامل مع هذه العصابة تعامل مرحلي, يتناسب وطبيعة هذه العصابة وسينكشف أمرهم في أول استفتاء حر ونزيه وسيذهبون ألى مزبلة التاريخ غير مأسوف عليهم .

أخيرا إن التاريخ لن يرحمكم إذا استسلمتم لهذه العصابة التي لا تجيد سوى تمزيق المجتمعات وتفريق الجماعات وخلق الصراعات وظلم العباد وتفتيت البلاد ,يكفى ستة عشر عاما من المكر والخداع وخيانة العهود وتكريس الجهوية والإستعلاء العرقي والاستبداد .

آدم عبد الرحمن الصبي