تحليلات اخبارية من السودان
ترحب سودانيزاونلاين بجميع الاراء الحرة و المقالات لنشرها فى هذه الصفحة.ويمكنك لزوارنا الكرام ارسالها الى [email protected] كما نرجو ذكر الاسم الحقيقى و الكامل و مكان الاقامة مدة بقاء المقال فى هذه الصفحة 10 اعوام

حكومة قدامي المحاربين بقلم سارة عيسي

سودانيزاونلاين.كوم
sudaneseonline.com
9/23/2005 4:46 م

في بداية هذا العام تمت استضافة المهندس /عبدالرحيم محمد حسين في استوديهات قناة العربية في مدينة دبي فسألته المذيعة : سعادة الوزير لماذا أستخدمت الطائرات في مهاجمة معاقل التمرد في دارفور وكنتم قد وقعتم معهم اتفاقا بأنجمينا بأنكم لن تلجأون لاستخدام سلاح الطيران مرة ثانية ؟؟
فرد عليها عبد الرحيم محمد حسين والابتسامة تعلو شفتيه : في اتفاق انجمينا كنا نقصد بالطيران الحربي القاذفات الحربية (war jet) وليس المروحيات (chopper ) والتي من حق القوات المسلحة أن تستخدمها وقت ما تشاء ، وهذا الاسلوب الملتوي في التفاوض هو الذي ميز رجالات الانقاذ طوال سنوات حكمهم ، ويحمل أهل دارفور علي عبد الرحيم محمد حسين ضغينة خاصة ولن ينسوا أبدا ممارسته لسياسة الارض المحروقة في ديارهم ، تلك السياسة التي أدت الي مقتل أكثر من 400 ألف قتيل وتشريد أكثر من 3.50 مليون من ديارهم ، وكان من المتوقع أن يطالب مدعي المحكمة الدولية لجرائم الحرب باعتقال عبد الرحيم حسين وعرضه علي العدالة الدولية بسبب الجرائم التي أرتكبها في حق المدنيين العزل ولكن الظروف المعقدة حالت دون ذلك ، فلم يستطع أبناء دارفور تحريك الملف الساكن وانشغلت المليشات في دارفور بمحاربة الحكومة عسكريا وأهملت قضية كل الذين قتلهم عبد الرحيم محمد حسين ، والمحكمة الدولية كانت ستوفر العدالة المرجوة ونستطيع من خلالها مقاضاة كل الذين قتلوا الاطفال واغتصبوا النساء ونجوا بفعلتهم وها هم اليوم يعودون ألينا أقوي من سابق عهدهم لمواصلة سياسة الابادة والهولوكوست ، ان عودة عبد الرحيم وفي منصب رفيع هذه المرة وهو وزارة الدفاع يعطي رسالة واضحة الدلالة وهي أن الحرب القادمة مكانها دارفور أو شرق السودان ، وكلنا لاحظنا تهميش أهل هذه المناطق في هذه التشكيلة والتي خلت صحرائها المترامية الاطراف من غصن واحد من شرق السودان أو غربه ، وهذه الحكومة لا يمكن أن نطلق عليها حكومة وحدة وطنية أو حكومة سلام الا اذا كانت كلمة السلام تعني الحرب وكلمة الوحدة تعني التمزق ، فهي كما قال الدكتور حسن الترابي حكومة مؤتمر وطني بالكامل ، لأنها أستأثرت بوزارت سيادية رئيسية مثل المالية والطاقة والداخلية والدفاع وحتي وزارة الخارجية لا تعتبر من نصيب الحركة الشعبية لأن هناك وزراء ظل مثل غازي صلاح الدين ومصطفي عثمان أحتفظ بهم الرئيس البشير من وراء ظهر الدكتور لام أكول .
ولقد تابعت من خلال التلفاز مراسم الاحتفال بهذه الحكومة ، وقد كسا الوجوم والقلق وجه الجميع بما فيهم الرئيس البشير وبدأ الاحتفال فاترا وباهتا وخلا من مظاهر الاحتفالات الشعبية ، وهناك وجود أمني مكثق يضرب طوقا حول الرئيس البشير ، وتحس بأن جميع المشاركين في هذه الحكومة يخفون شيئا كبيرا وان هناك مرارات كثيرة خلفتها حمي التنازع علي وزارة الطاقة ، ولفت انتباهي تصريح وزير العدل الجديد/محمد علي المرضي لمراسل التلفزيون السوداني حيث خص الوزير الجديد الرئيس عمر البشير بالشكر علي منحه المنصب ، وهذه هي أول بدايات نذر السحاب الاسود وسوف يبدأ عهد رد الجمائل عما قريب وتغيب شمس العدالة المغيبة أصلا عن قضاء الانقاذ ، ومن الملفت للنظر عودة مهووس الحرب الزبير الزبير طه حامل لواء الدبابين في حرب الجنوب الي واجهة وزارة الداخلية ، وأكثر الحاضرين فرحا بالتنصيب الجديد كان المهندس عبد الرحيم محمد حسين حيث لبس البدلة العسكرية وحمل العصاية قبل البدء في مرحلة اداء القسم والتعيين الرسمي لمباشرة المهام ، فقد بدأت عليه بشائر الفرح الشديد وجلس في مقدمة الصفوف وهو يبادل الجميع التحايا والابتسامات ، ولنسأل الذين زعموا بأن عبد الرحيم محمد حسين ضحي بالمنصب المعسول وترك الوزارة بسبب مسؤوليته المباشرة عن اهدار ثلاثة مليارات جنيه سوداني انطمرت في ركام مبني جامعة الرباط ، كان عبد الرحيم محمد حسين في اجازة مدفوعة الاجر وها هو قد عاد اليكم من جديد ليحمل اليكم أعاصيرا مثل كاترينا وريتا بعد ما أذاقنا تسونامي انهيار المباني الحكومية ، فقد علمتنا الانقاذ من دروسها الكثيرة بأن روح المنصب تجري فيهم كجريان الدم في الشرايين والرحيل الي القبر أهون من ترك السلطة والتخلي عنها .والسودان الان لا يحكمه حزب سياسي بقدر ما تعني هذه الكلمة من معاني بل تحكمه أهواء ومصالح متجذرة في نفوس كل الذين بقوا كالاهرامات في مناصبهم ولم تطالهم رياح التغيير ، كان مانديلا محقا عندما رفض أن يبيع تاريخه النضالي مقابل البقاء في المنصب حيث قال : (( ان الشعب دائما يجد من يحكمه ولكنه لن يجد من يقوده الي طريق الحرية والديمقراطية )
سارة عيسي

للمزيد من االمقالات
للمزيد من هذه الاخبار للمزيد من هذه البيانات و المنشورات
الأخبار المنشورة لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع


| اغانى سودانية | آراء حرة و مقالات | ارشيف الاخبار لعام 2004 | المنبر العام| دليل الخريجين | | مكتبة الراحل على المك | مواضيع توثيقية و متميزة | أرشيف المنبر العام للنصف الاول من عام 2005

الصفحة الرئيسية| دليل الاحباب |English Forum| مكتبة الاستاذ محمود محمد طه | مكتبة الراحل المقيم الاستاذ الخاتم عدلان | مواقع سودانية| اخر الاخبار| مكتبة الراحل مصطفى سيد احمد


Copyright 2000-2004
SudaneseOnline.Com All rights reserved