تحليلات اخبارية من السودان
ترحب سودانيزاونلاين بجميع الاراء الحرة و المقالات لنشرها فى هذه الصفحة.ويمكنك لزوارنا الكرام ارسالها الى [email protected] كما نرجو ذكر الاسم الحقيقى و الكامل و مكان الاقامة مدة بقاء المقال فى هذه الصفحة 10 اعوام

خواطر زول بقلم: عبد الله القاضي

سودانيزاونلاين.كوم
sudaneseonline.com
9/22/2005 6:14 م

(( خواطر زول )) * عبد الله القاضي *

إلى من يهمه الأمر مع التحية ..!!
من مآسي المغتربين ...!!
مغترب خرج من الإسلام بسبب الزكاة ...!
مغترب عربته موديل 2005 محجوزة في الميناء وهو يركب الركشات في الخرطوم ..!
مغترب فقد زوجته بعد منعه من السفر بعربته إلى الخرطوم ..!
طبيب مغترب أقسم بالله العظيم أنه لن يعود إلى الوطن إلا في صندوق..!
مدير في جهاز المغتربين يقول .. كلام البشير للاستهلاك فقط . ولا تنتظروا الكثير.!

قبل رحيل الدكتور جون جارانج بأسابيع كنت قد بعثت له برسالة باسم المغتربين المهمشين وطلبت منه نصرتنا ورد المظالم عنا باعتباره أفضل من يستطيع أن يأخذ حقه من الجماعة إياهم سواء بالمنطق أو بالقانون أو (رجالة وحمرة عين ) وإلا حذونا حذوه ورفعنا راية التمرد عالية ونعلن قيام حركة إنصاف المغتربين المهمشين (( حرام )) وقد لاقى الطلب استحسان المغتربين في بلاد المهجر وذلك من خلال الاتصالات الكثيرة التي تلقيتها عبر البريد الإلكتروني كما وجد المقال مناصرة من كثير من الصحفيين والكتاب داخل الوطن خاصة الأستاذ المهندس عثمان ميرغني. وآخرون ولهم منا كل الشكر.والتقدير .
بعد أحداث الاثنين الدامية سافرت إلى الوطن الحبيب بعد غياب قسري دام ثلاثة أعوام متواصلة وهي المرة الأولى التي أغيب فيها عن رؤية معشوقتي كل هذه المدة خلال ربع قرن من الاغتراب ! وعودتي هذه المرة رغم أنها كانت خاطفة ولمدة ثلاثة أسابيع فقط لحضور زواج شقيقي حسين إلا أنها كانت مليئة بالأحداث والمواضيع التي تستحق .أن نكتب ونتفاكر حولها سوياً مع القراء الأعزاء .. لكن بين كل هذه الأحداث المتسارعة والمشاغل الشخصية اليومية التي كانت تحاصرني , كان كل همي أن أواصل كفاحي (المسلح) ضد الظلم والجور والغبن الذي لحق بأمة المغتربين السودانيين من دون خلق الله في العالمين العربي والإسلامي..!
المشهد الأول :
كنت انتظر بفارق الصبر انعقاد جلسات مؤتمر المغتربين الخامس ! منذ شهور وأنا أحضر وأخطط وأتكتك .. ماذا سأفعل وماذا سأقول وكيف لي الاشتراك والدخول إلى قاعة الصداقة لمقابلة الرئيس البشير وكنت كثيراً ما أحدث نفسي بصوت مرتفع وكأني أقف أمام فخامة الرئيس داخل هذه القاعة الفخمة والتي لم أرى ما بداخلها منذ أن كنت أرتدي بدلة أصدقاء الشرطة في عهد أبو عاج ..!
للأسف تأخر المؤتمر عدة أيام عن موعد انعقاده الأصلي وكنت حينه قد غادرت العاصمة إلى بلدتي الحبيبة حفير مشو للسلام على أهلي وللاستمتاع ولو ليومين بنسمات النيل وقطف حبات الرطب من نخيلنا الباسقة وبعد أن بللت شوقي بتلك الزيارة عدت إلى الخرطوم لأفاجأ بانتهاء المؤتمر الذي كنت أنوي فيه أن أسرد أمام رئيس الجمهورية وأحكي له عن الكثير المثير من مصائب المغتربين وأعرفه إن لم يكن يعرف أن كل الذين أمامه بدءً من أمين عام الجهاز وانتهاءً برؤساء الوفود ورؤساء الجاليات ما هم إلا مجموعة من المنتفعين والمتاجرين بقضيتنا ويتحدثون بلساننا زوراً وبهتانا ويهتفون ويهللون ويكبرون نيابة عنا بالباطل ويقولون مالا يفعلون ..! كنت سأروي للمشير بعض من مآسي المغتربين والتي حدثت أمامي وبشهادتي ولم يحدثني بها أحد :
المشهد الأول:
بينما كنت أقف أمام السيد موسى الفضل أمين زكاة المغتربين في مكتبه أترجاه وأتوسل إليه في أن يخفف أو يؤجل لي شيء من الزكاة والتي يستحقها أهلي أكثر من غيرهم , كان هناك مغترب يقف بجواري وهو ممسك في يده اليمنى بأربعة جوازات سفر لأبنائه وفي يده اليسرى جوازي سفر له ولزوجته والتي كانت جالسة في كرسي شاردة الذهن حائرة تبحلق تارة في وجه السيد موسى وتتمتم بكلمات وربما دعوات تارة أخرى بينما زوجها يحلف بأغلظ الإيمان بأنه تدين واقترض مالاً لفصل جوازات أبنائه الأربعة الذين يستعدون لدخول الجامعات ويقسم بأنه لا يعمل وهو فقط رغم أنه مهندس فهو مرافق لزوجته المعارة ولا عمل له ولهذا هو يطلب الرحمة والتخفيف وتأجيل أمر الزكاة حتى تعود زوجته إلى عملها ويعود هو برفقتها.. لكن السيد موسى طلب منه دفع نصف المبلغ فقال له أنا قلت لك أنني مديون و لا أملك لا نصفه ولا ثلثه ..! هنا كتب السيد موسى على الأوراق يحول إلى أمين عام ديوان الزكاة ! عندها ثار الرجل وانتفض كالطير المذبوح وبدأ وكأن مسه الشيطان وسأله بشدة وأين أجده أمين ديوان الزكاة ؟! قال له وهو يشير بيده أمشي في منطقة جبرة أسأل هناك ..! أخذ الرجل أوراقه وسأل أمين الزكاة وهو يهم بالخروج هل الإسلام أمركم بهذا ؟! أن تأخذوا ممن لا يملك إذا كان هذا هو الإسلام فأنا غير مسلم سأخرج من الملة ؟؟!!!!!!!!!!
هنا نهض السيد موسى مذعورا وهو يصيح يا أخينا كلامك دا غلط د1 كفر أعوذ بالله استغفر ربك تعال .. تعال تعال هنا جيب أوراقك ..!! وأخذ منه الأوراق وهو يتمتم ويستغفر ربه وكتب عليها يؤجل الزكاة ولا يسأل عنها .. هنا نهضت زوجته وهي تقول طيب ما كان من الأول ثم خرجوا مسرعين!!! السيد موسى ترك مكتبه بينما أوراقي أمامه وذهب للمكتب المجاور له في الأعلى وجلس يتجاذب الحديث مع موظفة هناك ..! وعندما طال انتظاري ذهبت إليه ووقفت أشرح له ظروفي بينما هو مشغول بالحديث مع زميلته في تجاهل تام لكلامي والمغتربين (المساكين) الذين يقفون أمامه مذلولين ومكسوري الخاطر ..! المهم تحاملت على نفسي وكظمت غيظي حتى وقع لي بالتأجيل !
المشهد الثاني:
الصديق العزيز محمد عبد الرحيم محجوب فتح الله عليه واشترى سيارة كامري 2005 وهو يمني النفس بقضاء إجازة سعيدة هو أسرته في ربوع الوطن ! سافروا براً إلى أن وصلوا ميناء بورتسودان وهنا كانت الطامة الكبرى .! حيث فشل في إدخال سيارته وتم حجزها في الميناء بحجة أنها سيارة جديدة ( لنج )ولم تتعدى أكثر من 5.000 كيلو مترات وهي تمشي على أربع..!أخونا (كبش) حاول بكل السبل إدخالها ولم يفلح في ذلك ..! الغريب أن كل السيارات التي كانت في العبارة مع الكامري الجديدة من أمثال ماذا 80 وكورولا78 أو هايلوكس 81 فتحوا لها أبواب الميناء ودخلت دخول الفاتحين وهي تمد لسانها للكامري الجديدة القابعة في الحبس.!
بعض الذين يعرفون دروب الميناء دخلوا بموديل 2005 وأفرجوا عن سياراتهم بعد أن مشوا أمورهم بـ 200ريال فقط .! بينما البعض عاد بسيارته إلى جدة وقام برفعها عند أحد الباكستانيين المتخصصين وتم سحب العداد حتى تعدى العداد الكيلومترات المطلوبة ثم دخلوا بها في اليوم التالي وكأن شيئاً لم يكن..!
المهم أن أخونا (كبش ) ليس من هذا النوع فهو مفخرة الجالية السودانية في قطر وهو الحائز على جائزة الموظف المثالي في قطر من بين أكثر من 100 جنسية وتم تكريمه على مستوى الدولة أكثر من مرة وهو رئيس قطاع الرياضة في الجالية للأكثر من ربع قرن وهو العضو الوحيد الذي يتم إعادة انتخابه في كل دورة ..! فقط عيبه الوحيد أنه لا يعرف التصفيق ولا يعرف التهليل و. التكبير بصوت عالي ...! لذا دفع الثمن وقضى مع أسرته الإجازة وهو تارة يؤجر سيارة بمائة ألف جنيه يومياً وأخرى يصارع مع الركشات والأمجاد بينما الكامري محبوسة في الميناء بقرار غريب وعجيب..لا يمكن أن تجد مثيلا له في العالم .. تحرم إنسان من سيارته الجديدة لأنك لا تستطيع أن تمنع يبيعها رغم أنها دخلت إفراج مؤقت ؟! بينما السيارات القادمة من مزبلات وسكراب الخليج تدخل وتباع وتشترى .؟؟؟!! تحرم المغترب المسكين أن يستمتع لمدة شهرين بسيارته الجديدة بينما السيارات الفارهة من اللاندكروزرات لأصحاب النفوذ والمصالح والتي دخلت بدون جمارك ولا يحزنون تجوب شوارع الخرطوم بلوحاتها المميزة (( استثمار )) ولا أحد يعرف والله فيم يستثمرون ؟؟!!
المشهد الثالث:

الأخ الزميل عبد الحافظ بكري ذهب مع أسرته بسيارته إلى أرض الوطن و قضى بها أكثر من ثلاثة أشهر ما بين سنار والدمازين حيث يقيم ونسبة لموسم الأمطار تأخر حوالي الأسبوع بعد الثلاثة أشهر وهو لا يعلم عواقب هذا التأخير غير المقصود ..! المهم عاد مع أسرته إلى بورتسودان وعند دخوله حظيرة الميناء وعمل كل الإجراءات الخاصة بشحن السيارة إلى العبارة فاجأه الموظف بأنه لن يستطيع السفر بسيارته وعليه أن يشحنها إلى قطر ويستقل هو وأسرته الطائرة إلى الدوحة أو أن يعود إلى الخرطوم ويعمل تمديد مرور من السفارة السعودية ..! طبعاً الرجل اختار أهون الشرين وقرر أن يعود إلى الخرطوم لأنه لا يملك مالا لشحن السيارة ولا يملك أيضاً ثمن تذاكر الباص ناهيك عن الطائرة ..! وهم الرجل أن يركب عربته إلا أن الجماعة أخبروه أن هذا من رابع المستحيلات ..! عربتك لا تستطيع أن تحركها شبراً واحداً بعد الآن ..! العربة التي تدخل الحظيرة لا تخرج مرة أخرى ..! عليك أن تدبر أمرك ..! احتار الرجل وسأل زوجته عن رأيها فقالت نحن لا نعرف أحد في بورتسودان كما أننا لا نملك مالاً لنقيم في فندق فبالتالي لا مفر من أن نعود جميعاً إلى الخرطوم معك ونكمل الإجراءات ثم نعود ثانية..! لكنها للأسف لم تعد ..! ذهب صديقي عبد الحافظ إلى محطة الباصات واستقل مع أسرته أحد الباصات وفي الطريق تفاجأ السائق ( بغنماية ) فحاول أن يتخطاها .. وقد تخطاها بالفعل لكنه أطاح بالباص ومن فيه في الهاوية ..! ماتت أم أبا ذر في الحال بينما أصيب عبد الحافظ في عدة أماكن من جسمه وتم استئصال الطوحال له , أما ابنه أبا ذر ذات العشر سنوات فقد أصيب بارتجاج في الرأس بينما الصغير أنس (4 سنوات) لم يصب بأذى حيث كان في حضن أمه ..! لكن منظر الدماء والجثث من حوله لا بد وأنه ترك شيئاً في نفسية الصغير ..! كل هذا حدث أيضاً بقرار غبي وعجيب وغريب قرار يحرم إنسان من التصرف في ملكه بحجج واهية ولا أدري ما الذي يمنع من خروج أو دخول سيارة قادمة من دولة أخرى بأوراق ومستندات رسمية مع صاحبها ؟؟!!
المشهد الرابع:
ذهبت إلى جهاز شؤون المغتربين بعد يومين من خطاب الرئيس عمر البشير أمام مؤتمر المغتربين الخامس والذي أوصى فيه بتخفيف الإجراءات وتسهيلها وتخفيض الرسوم والضرائب ..! والحقيقة لم أفهم حتى الآن من من طلب رئيس الجمهورية عمل هذه التسهيلات والتخفيضات ؟؟!! هل من مجلس الوزراء التابع له الجهاز أم من البروفيسور تاج الدين مهدي أم من رؤساء ووجهاء المغتربين الذين كانوا يصفقون ويهللون ويكبرون ؟؟!! قلت ذهبت إلى الجهاز وبدأت الإجراءات الطويلة والمملة حتى وصلت إلى مكتب مدير الخدمات وهو مكتب تحت الأرض لأطلب منه تخفيضها حسب المبلغ الذي بحوزتي لكنه رفض بحجة أن حدود صلاحياته يقف عند هذا الحد ثم حولني إلى المدير الأعلى منه وذهبت إليه لكنه رد ني بنفس المنطق وقال إن حدود صلاحياته 10% فقط وقلت له بينما هو يوقع على العشرة في المائة التي خفضها .. ألم يطلب منكم رئيس الجمهورية في خطابه أمس بمساعدتنا وتسهيل الإجراءات لنا ؟؟ وضع الرجل القلم من يده ونظر إليّ وهو يقول ولماذا يطلب منا ذلك ؟ لماذا لا يصدر قراراً جمهورياً بذلك ؟ دا كلام للاستهلاك فقط ؟ ما تنتظروا أكثر من كدا !!!!!!! ثم حولني إلى المدير العام وربما اسمه حمد مهدي والذي قبل أن أدخل إليه جمع منا حارسه في الباب كل الأوراق وعاد بها موقعه بتخفيض 10% أيضاً وطلبت مقابلته وبالفعل قابلت الرجل والذي أكد لي هو أيضاً بأنه لا يستطيع أن يتجاوز هذه النسبة ثم قال لو أردت المزيد فعليك مقابلة السيد تاج الدين مهدي ..!! قلت له وما فائدة كل هؤلاء المدراء ؟ لقد قابلت حتى الآن جيش من المدراء وأنا أشرح لهم ظروفي و أتذلل لهم أبعد كل هذا تريدني أن أذهب لمقابلة تاج الدين مهدي ؟ وهل كل الذين يقفون بالطوابير أمامك ستحولهم إلى الأمين العام ؟؟!!
المهم خرجت من عند آخر المدراء وأنا استرجع ما قاله لي مدير الخدمات صراحة ... لو البشير عايز يخفض الضرائب ما يصدر قرار بذلك مباشرة بدل اللف والدورانً!!!
مشاهد عابرة ..!
* طبيب مغترب بعد أن تمت بهدلته داخل جهاز المغتربين فقط ليثب أنه قام بدفع الضرائب في السفارة ..أقسم بالله أنه لن يعود إلى الوطن مرة أخرى إلا في صندوق أو بعد أن تتغير عقول هؤلاء القوم ..!
* مغترب حضر لمواساة أسرة أخيه الذي قتل في أحداث الاثنين الدامية وبعد أن تمت محاصرته وخنقه بضرائب قدرت بمبلغ 5.500 ريال أقسم أنه لن يغترب بعد اليوم ولن يدفع دولاراً واحداً وقال لو أنه اقترض نصف هذا المبلغ ودفعه للجهاز معنى هذا أنه سيعمل لمدة عامين بالمجان ورمى بجواز سفره في ..... وهو يردد أولاد المرحوم أولى بالقروش دي.!
* بعد أن وقفت لأكثر من ساعة أمام الموظفة ( شباك أبو ريال ) للدفع مكرهاً وكان معي 500 ريال سعودي ومائة دولار لكنها رفضت أن تستلم الدولار وخيرتني في أمرين إما أن أذهب إلى البنك وأبدل الريال لدولار أو العكس أو أن أذهب للوقوف مرة أخرى في شباك الدولار ..! عندها قلت لها والله السنة الجاية إلا أشوف لي عروسة شغالة في الجهاز تحلني من الصفوف دي..! هنا نظرت لزميلاتها ثم قالت .. صدقني حسع ما عندنا واحدة بتقبل بالمغتربين .... دا كان زمان ..!!!
مشهد أخير ..!
* ثم ماذا بعد أيها المغتربون المهمشون ؟؟ هل تستطيعون رفع أصواتكم ورد حقوقكم ؟! هل فيكم من يستطيع توصيل هذه المآسي إلى الحاكم .. إلى رئيس الجمهورية .. إلى نائبيه .. هل من أحد ؟!! أم نرفع أكفنا إلى الله فقط ..؟!



للمزيد من االمقالات

للمزيد من هذه الاخبار للمزيد من هذه البيانات و المنشورات
الأخبار المنشورة لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع


| اغانى سودانية | آراء حرة و مقالات | ارشيف الاخبار لعام 2004 | المنبر العام| دليل الخريجين | | مكتبة الراحل على المك | مواضيع توثيقية و متميزة | أرشيف المنبر العام للنصف الاول من عام 2005

الصفحة الرئيسية| دليل الاحباب |English Forum| مكتبة الاستاذ محمود محمد طه | مكتبة الراحل المقيم الاستاذ الخاتم عدلان | مواقع سودانية| اخر الاخبار| مكتبة الراحل مصطفى سيد احمد


Copyright 2000-2004
SudaneseOnline.Com All rights reserved