ترحب سودانيزاونلاين بجميع الاراء الحرة و المقالات لنشرها فى هذه الصفحة.ويمكنك لزوارنا الكرام ارسالها الى [email protected] كما نرجو ذكر الاسم الحقيقى و الكامل و مكان الاقامة مدة بقاء المقال فى هذه الصفحة 10 اعوام
عودة الطالبان مرة ثانية بقلم عبدالغني بريش اللايمى /الولايات المتحدة الأمريكية
سودانيزاونلاين.كوم sudaneseonline.com 9/22/2005 3:08 م
بسم الله الرحمن الرحيم----------- ------------------عبدالغني بريش اللايمى /الولايات المتحدة الأمريكية بمزيد من الحزن والاسى تلقى شعوبنا السودانية تشكيلة ما سميت زورا وبهتانا بحكومة الوحدة الوطنية وسط اجراءات أمنية مشددة فرضت طوقا بوليسيا وعسكريا على المناطق التي يقطنها المهمشين خوفا من رفضهم للتشكيلة الجديدة، وجاءت التشكيلة فعلا مخيبة لآمال معظم اهلنا في السودان الذين كانوا يتوقعون ان تؤل الوزارات التي ثبتت اقدام النظام الانقاذي وحولته الى محورللشر"كوزارة الطاقة والتعدين" الى الحركة الشعبية الآ انها ذهبت جمعيها الى حزب عمر البشير ،بل تولى هده الوزارات اكثر الشخصيات تخلفا وفسادا "كعبدالرحيم محمد حسين" للدفاع والذي كان قد تقدم باستقالته من وزارة الداخلية اثر احداث الجامعة الاهلية كتكتيك اجرامي وكخطوة استباقية قبيحة ليضمن حقيبة وزارية في حكومة الشركاء لأنه لم يحدث في التاريخ السوداني ان قدم مسئولا سودانيا استقالته نتيجة لفشله او عدم قدرته على القيام بالمهام المكلف بها، وعليه لا أحد في كامل قوته يصدق استقالة مسئول سوداني ولو حدث ذلك الآ لشئ مستقبلي يخطط له واذا كانت استقالة السيد عبدالرحيم محمد حسين "العسكري" الذي تولى منصب وزارة الداخلية حقيقية لكان قدم نظام الإنقاذ كله استقالته للشعوب السودانية لأنه فشل فشلا كاملا في تحقيق حدود الرفاه والأستقرار للسودان 0 انه من السهل ملاحظة هده الشخصيات التي جاءت في تشكيلة الحكومة بعضها تمتلك ألقابا علمية وشرفية وعسكرية وهي تتلوى كراقصة رديئة من أجل الدفاع المستميت عن البشير ونائبه السيد علي عثمان محمد طه "قاتل الجميع" ايمانا منهم بانه لا طريق اخر للحياة الآ الرضوخ والعهر والعقم الابداعي نتيجة لانسداد الامل ولقناعتهم بان المواطنة مصطلح خرافي فالسودانيين مجرد سكان وليسوا مواطنيين لهم حقوق وواجبات ولا يحق لهم تولي أي منصب لانه مرتبط بإنضمامك لحزب المؤتمر الحاكم 0 ان المؤتمر الوطني بتشكيلته هذه سيستطيع مرة اخرى ان يشل قدرات شعوبنا ويجعل عقولها مرتعبة على الاقل لاربع سنوات اخرى، الآ ان الخطر الاكبر يكمن في ان استمرار هذا النظام الجشعي واحتكاره الشامل سواء للتفكير او الفعل نيابة عن الشعوب وعن عقولها قد يوصل السودان الى حالة الموت ،ولا ندري كيف سيكون حال هذه الشعوب بعد أربعة سنوات أخرى من حكم الإنقاذ 0 جاءت وزارة المالية من نصيب المؤتمر الوطني وتم تعيين الزبير محمد الحسن وزيرا لها وسوف لم يبذل سيادته طبعا أي مجهود ولو صغير لتطويرها، لسبب بسيط وهو ان ليس هناك في الأصل نقاشا حرا حول الميزانيات السودانية وان المال هو مال الحاكم والسلطة وأي مطالبة بمناقشة الميزانيات تعد عملا ممنوعا ومحرما،هل تصدقون دولة تدعي عضويتها في منظمة الدول المصدرة للبترول "الأوبك" لا ميزانية لها ويموت اهلها ومواطنيها من الجوع والفقر والمجاعة 0 ان هذه التشكيلة الحكومية التي اعلنها الجنرال عمر البشير حولت السودان الى ملك للمؤتمر الوطني وهم ليسوا قائمين بإدارة شئونه وبس بل اسياده، وهي لا علاقة لها بفكرة النجاح والإدارة الرشيدة التي يتحدث عنها الإنقاذ بمناسبة وبدون مناسبة ،أي خبرة اكتسبها مطبلي الإنقاذ حتى يجعلنا نعيش هذا الذل من عفونة منظريه 0 اما الطاقة والتعدين فهي الاخرى جاءت من نصيب الحزب الحاكم وعُين عوض " نافتة" وزيرا لها وهي من أكثر الوزارات التي دار حولها النقاش وكادت ان تفض الشراكة بين الحركة الشعبية والمؤتمر الوطني ولكن في خطوة مفاجئة تم اعلان الحكومة وذهبت الطاقة لعوض ديزل الذي كان مقتنعا بانه باقي في منصبه كوزير أنجز الكثير في مجال العقودات السرية بينه وبين الصينيين والروسيين والماليزيين والأندونيسيين والإيرانيين ----- الخ ان المبررات التي قدمها المؤتمر الوطني في دفاعه عن عوض"الجاز" كانت سخيفة ورخيصة غير مقنعة لان البترول اصلا موجود منذ عهد الطاغي نميري في باطن الارض الآ ان عدم الاستقرار في البلاد أدى الى هروب كل الشركات التي كانت تنقب عن الطاقة والتعدين في السودان،والسؤال المهم من الذي سيخلف عوض الجاز لا قدر الله لو انتقل الي جوار ربه غدا او بعد غد طالما هو ورقة الإنقاذ الوحيدة لتولي هذه الوزارة ؟ كما جاءت التشكيلة ايضا بوجوه طالبانية حيث تم تعيين د-غازي صلاح الدين عضو ومستشار سابق في حركة الطالبان واحد شيوخ تنظيم القاعدة مستشارا برئاسة الجمهورية وظهور الاصوليين والمتطرفين امثال غازي صلاح الدين في الحكومة الجديدة له دلالات كبيرة وهي ان العقلية الإنقاذية غير قابلة للإصلاح وستسعى لتعميق الهوة السياسية والطائفية والقبلية والوطنية بين أبناء الوطن الواحد حتى لا يتبادر الى ذهنه انها تعمل لتشكل جبهة بديلة عنه 0 ولم تخلوا التشكيلة الجديدة ايضا من عناصر جنجويدية وقد ظهر اسم العميد معاش محمد مركزو كوكو كوزير دولة للحياة البرية والسياحة وكان عمر البشير قد عينه حاكما على جبال النوبة بعد ان لعب دورا كبيرا في تطهير وقتل أبناء جلدته من النوبة في بداية عام 2005 ويحتفظ به المؤتمر الوطني للعمليات التي تتطلب تصفية النوبة 0 انهم يجهلون حقيقة أنفسهم فهم غير قادرين على التخلي عن فكرة احتفاظهم بالسلطة والوطن،وهم يتساءلون ايضا عن مصير السودان بدونهم،انهم يتصورون انه يمكن الاحتفاظ بالسلطة للأبد،ولكي يظهر ذلك الشذوذ جاءوا بكل الطاقم الأنقاذي المفسد لبراعتهم وخبرتهم الطويلة في سرقة اموال شعبنا،أي وحدة وأي حكومة وطنية هذه فالتيارات السياسية التي انضمت الى هذه الحكومة لايمثل زعماءها الآ انفسهم وعلاقتهم بالحزب الحاكم علاقة زبائنية يمارس فيها المؤتمر الوطني قدرته على اطعامهم او دغدغتهم بالطريقة التي يراه مناسبة والانقاذ يعرف كيف ينقض العهود والمواثيق ويتخلص من شركائه دون خجل ان هذه التشكيلة تعني زيادة عدد الجياع في السودان انها تعني تشريد العقول السودانية ليتحول الوطن الى حظيرة ينهق سكانها انها تعني اذلال الشعب السوداني ودفعه الى الإنتحار، وهل من شرفاء احرار حادبين على مصلحة السودان ؟
