من الأشياء الغريبة والطريفة في هذه الدنيا الفانية أن هنالك ثمة مخلوقات وهمية جديرة بالتأمل لاستخلاص العبر والدروس وفي غمرة بحثي المتواصل علي الجديد المبتكر في هذه الدنيا العجيبة لمحت وبمحض الصدفة علي مخلوق غريب الأطوار في الرقة ونبرة الصوت فاثأر دهشتي واستغرابي وفضولي فاقتربت منه لمعرفة كنهه عما إذا كان من فصيلة الذكور ام الإناث ؟
لقد بذلت قصارى جهدي في فك طلاسم الغموض الذي يحيط بهذا المخلوق الغريب ولكن لسوء الحظ لم أتمكن من فك الشفرة الذي يقودني إلي الحقيقة ومع هذا الإخفاق لم استسلم لليأس بل واصلت البحث والتنقيب وفي نهاية المطاف نصحني دجال مشهور في القرية بممارسة بعض الطقوس الشيطانية فاستعنت بعجوزة شمطاء في أداء هذه المهمة الصعبة فكانت النتيجة مذهلة لأنها جاءت منسجمة تماما مع توقعاتي واجتهاداتي الشخصية فغمرني موجة عارمة من النشوة فكدت أن أطير من نشوة الفرح السعادة لانني شعرت ولاول مرة في حياتي بإكتشاف شيء جديد ربما يساهم في تذليل وتخفيف وطاة الحياة وثقلها علي كاهل الانسان .
مما لا شك فيه أن (مرض الثرثرة والنميمة والتشهير والتجريح) وغيرها من الأمراض والعيوب الخلقية تكاد تكون اقرب إلي الجنس الناعم عفوا( خفافيش الليل) من الجنس الخشن الذي يتميز بالشجاعة ويميل لنظرية المواجهة أكثر من ميوله لمذهب ( الرقة والنعومة والثرثرة) الذي يعشقه الخفاش الليلي ( نورين الطاهر صبي) .
ومن الطرائف الجميلة أن البحث أشار إلي نقطة في غاية الاستغراب حيث اكد بان خفاش الثرثرة والنميمة لم يكن خفاشا من فصيلة الذكور بل أنثى ولم يعانقها بشر منذ أن تفجرت أنوثتها فظلت فريسة تنهشها اليأس والإحباط والاكتئاب بعد أن بلغت من العمر عطية ودهسها قطار الزواج وفقدت الأمل بالمستقبل وجالت في بالها فكرة الانتحار ولكنها تراجعت عن تنفيذ هذه الفكرة لافتقادها مؤهلات الانتحار فكرست باقي عمرها في نسج خيوط الثرثرة والنميمة انتقاما من البشر والحياة والحظ النحس !
ومن نواحي إنسانية بحتة نسال الله أن يشفي أنثى الخفاش من مرض الثرثرة والنميمة وينعمه بالصحة والعافية
مبارك إبراهيم
Hopper2002ly@yahoo
__________________________________________________