ترحب سودانيزاونلاين بجميع الاراء الحرة و المقالات لنشرها فى هذه الصفحة.ويمكنك لزوارنا الكرام ارسالها الى [email protected] كما نرجو ذكر الاسم الحقيقى و الكامل و مكان الاقامة مدة بقاء المقال فى هذه الصفحة 10 اعوام
السوداني شعوبي بتكوينه حسب المنظور العربي بقلم أبوبكر القاضي
سودانيزاونلاين.كوم sudaneseonline.com 9/21/2005 7:50 ص
أبوبكر القاضي: السوداني شعوبي بتكوينه حسب المنظور العربي زار الدوحة في الأسبوع الماضي د,الباقر العفيف الناشط السوداني في مجال حقوق الإنسان والمقيم في لندن, وقد كانت الدوحة محطته الثانية بعد الخرطوم, وقد كان موضع حفاوة من أصدقائه وزملائه وقرائه, لم نتمكن من تقديمه في محاضرة ثقافية, لانه جاء ليستمع ويوجه الاسئلة للسودانيين أبناء النخبة النيلية العربية الذين ينظرون إلى أنفسهم كعرب,, وذلك ضمن بحثه الجديد عن الهوية السودانية, احتفالا وترحيبا منا بالاخ د,الباقر الذي انحاز بفكره ونشاطه لقضايا المهمشين رغم انه من حيث التكوين والانتماء مصنف ضمن النخبة النيلية التي استخدمت المشروع الإسلامو عروبي الاقصائي الاستعلائي لاقصاء المهمشين في الجنوب وجبال النوبة والنيل الأزرق ودار فور, ولتوثيق زيارته الخاصة للدوحة سوف تستخدم أدبياته الواردة بكراسته عن الهوية التي بعنوان (أزمة الهوية في شمال السودان,, متاهة قوم سود,, ذوي ثقافة بيضاء), هذه المادة كتبها د,الباقر باللغة الانجليزية, وتفضل بترجمتها للعربية عاطر الذكر الراحل المقيم الخاتم عدلان الذي أثرى الساحة الفكرية والثقافية بفكره الثاقب,, الناقد,, وارجو ان نتمكن من خلال المنتدى الثقافي بالدوحة من تقديم أعماله من خلال الندوة الشهرية تمهيدا لجهد أكبر بالتنسيق مع آخرين بالخليج وأوروبا والسودان, نعم سنقوم باستخدام ادبيات د, الباقر عن الهوية في الرد على بعض السودانيين الذين ينطبق عليهم وصف د, الباقر «متاهة قوم سود ذوي ثقافة بيضاء», أهل السودان موالي,,وكلهم شعوبيون عندما نتحدث في السودان عن مناهضة المشروع الإسلامو عروبي الذي سحق المهمشين في الجنوب ودارفور وجبال النوبة يقفز بعض أبناء السودان من الكتاب المقيمين بالدوحة ويقولون إننا نهاجم الإسلام, ونهاجم العروبة, ولزوم الترهيب والتحريض علينا يقولون إننا نشتم العرب الذين استضافونا بقطر والخليج, وللرد على هؤلاء نقول ان إسلام النميري وإسلام الإنقاذ لا يمثلان دين الله السمح المتسامح وتطبيقاتهم الإسلامية هي موضع دراسة وتقييم,ويحمد للدكتور حسن الترابي انه اعترف بأخطاء الانقاذ واعتذرعنها, في حين اخطأ غيره ولم يمتلك شجاعة الاعتراف ومن ثم فإن اعتذاره غير وارد, وبذات القدر نقول اننا لسنا ضد عرب الجزيرة العربية أو شمال افريقيا وانما نحن نهاجم «المستعربين» المتعالين على الفاضي, والذين قتلوا أهلنا في الجنوب وجبال النوبة ودارفور, قتلوهم حسيا, وقتلوهم معنويا حين لم يعترفوا بالتعددية الثقافية واللغوية والدينية وهذا هو محور مقالي, الموالي,,والشعوبية إشكالية أهل سودان وادي النيل انهم موالي,, وهذه الكلمة لها اكثر من مدلول ,, فهي تعني غير العرب, وتعني الهجين,, كما تعني الرقيق, والمعنى الذي استخدمه في هذا المقال يحتمل العناصر الثلاثة, والشعوبيون هم العجم,, اي الشعوب غير العربية,, وهم الموالي ايضا على الاقل بالمعنى الاول (غير العرب), يقولون الاعتراف سيد الادلة, لقد وقع اهل سودان وادي النيل في غلطة الشاطر ــ حين سموا المنطقة التي تقع جنوب مصر «بالسودان», وقد نازعوا دولة مالي التي عاصمتها تمبكتو العريقة اسلاميا وحضاريا حول هذا الاسم (السودان), فبالنسبة لشعب مالي فان هذا الاسم يناسبهم تماما لان هذا اسمهم التاريخي, هذا من جهة, ومن جهة اخرى فانهم لا يدعون عروبة رغم مساهمتهم الاسلامية العربية الضخمة في الحضارة الاسلامية في علوم التوحيد والعقيدة والاصول والفقه والتصوف والاداب والنحو والصرف والتفسير وعلوم الحديث,, والشعر والترجمة, كان اتصالهم بالاندلس وفاس ومكناس وبغداد والزيتونة والازهر, فقد كان لديهم من الجهاد والجهد الفكري والثقل الحضاري ما يغنيهم عن التخلي عن هويتهم السودانية الافريقية والانضمام والتبعية للعرب, لذلك تنازلوا عن اسم «السودان» وسموا بلادهم «مالي», اما اهل سودان وادي النيل فقد ظنوا انهم ظفروا بغنيمة كبيرة «اسم السودان» فاخذوا هذا الاسم وهرولوا به لجامعة الدول العربية فجاءتهم اول صفعة في الوجه حيث اعترضت احدى الدول العربية على قبول «السودان» بالجامعة العربية لان شعبه ليس عربيا! صحيح تم قبول السودان بسبب الثقل الناصري آنذاك, ولكنه اخذ موقعه الذي يناسب مقامه في المؤخرة في الذيل ! تابع التابعين بلا احسان ! عن وضع السودان بالجامعة يورد د,الباقر في كراسته اقوال محمد احمد محجوب: «سارعنا بالانضمام الى الجامعة العربية مباشرة بعد اعلان الاستقلال», ثم يستمر د,الباقر في وصف وضع السودان في الجامعة العربية قائلا «ومثله مثل اي كيان هامشي يكاد السودان ان ينسى تماما في اوقات الهدوء والانسجام, ويعلمنا التاريخ انه فقط في أوقات الاضطرابات المصاحبة للحروب والانتفاضات والتي تهز بعنف وتمزق النسيج الاجتماعي يمكن للنساء والعبيد كفئات مهمشة ان ينعموا باعتراف المركز,, على ذات النسق عندما كان العرب في قمة الشعور بالمهانة والاحباط نتيجة للهزيمة الساحقة التي الحقتها بهم اسرائيل عام 1967 تذكروا السودان وأدنوه من المركز وسمحوا له ان يلعب دورا حيويا داخل الجامعة العربية, فحياد السودان أو قل دور المتفرج الذي كان يلعبه هو الذي أهله لاستضافة مؤتمر القمة العربية عام 1967, ويخبرنا المحجوب «كانت الخرطوم هي الموقع الوحيد المقبول سياسيا لعقد المؤتمر بالنسبة للمحافظين والمتطرفين من القادة العرب» بكل اسف هذا هو موقع السودان,, في هامش العرب! تشترك مع الجاحظ في أدب المقاومة القواسم المشتركة بيني وبين استاذي الجاحظ كثيرة وأهمها اللون الاسود الذي لم يدفعنا الى احتقار وكراهية الذات بل تعاملنا مع هذه الهوية ايجابيا فدعونا للعدل والمساواة لذلك ادعو الى تجديد الاعتزال وقد ازعجت هذه الدعوة المستعربين من السودانيين والملكيين اكثر من الملك فنهضوا الى اتهامي بالشعوبية,, ولهؤلاء اقول ان الجاحظ كان شعوبيا يقاوم بفكره وقلمه الاستبداد العربي في زمن ترك فيه العرب جوهر الاسلام القائم على الشورى وقبول الآخر على اساس ان مجال التميز هو القيم الفاضلة وليس العرق, والميزان هو «لا فضل لعربي على اعجمي الا بالتقوى» كما جاء في الحديث, اما نحن في السودان نقاوم مستعربين , هم انفسهم مهمشون «من الموالي» في نظر عرب الجزيرة, ومن جنس آخر بالنسبة لعرب شمال افريقيا «البيضان», وهم الذين اطلقوا «السودان» على سكان جنوب الصحراء, مشكلتنا اننا نقاوم مستعربين يعملون بالوكالة لصالح مصر صاحبة مشروع الاستعراض والاسلمة في المنطقة, اننا لا نرغب في اعادة استنساخ التجربة المصرية في السودان, فنحن قبلنا الإسلام, وقلنا «لا إله إلا الله» كما امرنا الله على لسان رسوله المصطفى صلى الله عليه وسلم ونذكر بان الله لم يأمرنا ان نكون عربا, بل جعل من آياته اختلاف ألسنتنا وألواننا, وجعلنا «شعوبا» وقبائل لنتعارف, فان الله هو الذي جعلنا شعوبا وهو حين اختار لنا اللون الاسود لم يقصد تشويهنا كما يقول استاذي الجاحظ في المقتطف الذي نأخذه من كراسة ضيفنا د, الباقر وهو يتحدث عن ادب المقاومة «نجد في اعمال الكاتب الكلاسيكي العظيم الجاحظ الذي عاش ببغداد في القرن الثالث الهجري (التاسع الميلادي) والذي كان هو نفسه اسود اللون,, كان لا يفتأ يذكر العرب ان السود خلقهم الله وانه لا يمكن ان يكون صحيحا ان الله قد قصد تشويه خلقه كما يعتقد العرب» قال الجاحظ: «لم يشوهنا الله بخلقنا سودا,, فألواننا السوداء جاءت نتيجة أحوال البلاد (البيئة),, وقد كتب الجاحظ (فخر السودان على البيضان) وهو يمجد البشرة السوداء مشبهاً لها بالحجر الأسود المقدس حجر الكعبة», اننا نقاوم الذين يفكرون بألوان غيرهم عبر تاريخ الاستبداد الإسلامي كانت الدولة المستبدة تصف الإصلاحيين بالزندقة والتجديف,, في محاولة منها لتقول ان من يقاومها إنما يعارض حكم الله وشرع الله,, وعندما قاومنا الاعراب المستعربين التابعين في السودان انبرى من يدافع عنهم ويهاجمنا ويتهمنا بالشعوبية التي تعادي الإسلام وتكره العرب نكرر مرة أخرى,, ان الذين نقاومهم في السودان ليسوا عرباً ولا يعبرون عن الإسلام,, انهم سود ينظرون بعيون العرب الذين لا يعترفون لهم بالعروبة بعد ان وصفوا أنفسهم (بالسودانيين),, لأنه لا يستقيم في نظر الخليجي بأن تصف نفسك وبإقرارك بأنك «سوداني» ثم تطلب من الخليجي ان يعترف بك كعربي! وعن نظر السوداني بعيون غيره يقول د,الباقر: «ومن المدهش ان الشماليين عندما يقرأون هذه القصائد,, فإنهم ينحازون إلى المتنبي,, وليس إلى كافور,, رغم ان كافور كان رجلاً نوبياً,, وبمعنى معاصر كان سودانياً شمالياً», وهجاء المتنبي لكافور الإخشيدي معلوم,, فهو شعر عنصري بفيض,, والذي يعنينا في هذا المقال ان النخبة النيلية المستعربة حين تقرأ هذه القصائد,, وعلى رأسها الأستاذ الطيب الصالح الذي يعلن عن اعجابه بالمتنبي,, لا تشعر بأن المتنبي يسيء إلى هويتها ودائما تشعر بالانتشاء على اعتبار ان هذا الكلام يعبر عن غرورها وسموها العرقي وتسقط هذا الهجاء على العناصر الأخرى في الجنوب او الغرب ولا تدري أن كافور منها وأن هذا الهجاء يشمل كل سوداني , التعالي «على الفاضي» والحمل الكاذب مشكلة النخبة النيلية السودانية انها تعاني عقدة نقص, خلقت عندها حالة استلاب وكراهية للذات وحتى تستريح نفسيا استعملت «نظارة» - عوينات - عربية واقنعت نفسها أنها صارت جزءا من الامة العربية صارت تتعالى «على الفاضي» مثل المرأة العاقر الحامل حملا كاذبا تعرج الى حين يوهمها الذي يرضي غرورها ثم تواجه الحقيقة المحيطة إنه حمل كاذب من صنع الخيال إنه تعال «على الفاضي»,