إختلاف أهل دارفور كاختلاف العلماء
تطور في الفكر وظاهرة صحية لدعم القضية
بسم الله الرحمن الرحيم
قال تعالى ( حكمة بالغة فما تغن النذر ) صدق الله العظيم .
لا يظن البعض من المندسين والمراوغين الذين هم في غيهم سادرين , من دعاة الشقاق والنفاق والهيمنة والتعالى والتسلط ، وبما فيهم النظام الذي يحاور وقيم السودان العظيم ب 52% كرسيا للسيادة ولن يتنازل عنها حتى ولو تسبب في صومال آخر ، ليتقسم الوطن العزيز إلى دويلات صغيرة وفرقان ويتمزق شر ممزق ، وا عجبي العقلاء مندهشون حائرون ينظرون ولا يدرون ماذا يفعلون سواء كانوا معارضة أو محايدين ، بعد أن تعامل معهم المؤتمر الوطنى بسياسة فرق .. تسد وعضان الحامل طرشاء !
لذلك نقول لهؤلاء أن الذي يدور بين أبناء دارفور من خلاف في الرؤى والطرح لا يعنى ضعف لهذه المعضلة وانما تطور وبلورة للأفكار بعد صبر طويل ونضال مرير في حد ذاته ظاهرة صحية لدعم القضية ، حتى يكون الهجوم السياسي اشد ضراوة من تلك المعارك ، وفن قابل للمنطق والدلائل لتنال دارفور حقها كاملا غير منقوص ، وان لم يكن ذلك اليوم فغد لناظره قريب وما ضاع حق شرعي وراءه مطالب .
بذلك نقول لهؤلاء الذين يظنون أنهم يجيدون فن الحوار والمراوغة أيا كانت النتائج ما لم يعطى كل ذي حق حقه وتثبت لدارفور حقوقها المشروعة يظل السلام أنشودة بعيدة المنال ، فأهل دارفور اليوم يعرفون حقوقهم وحدودهم اكثر من أي وقت مضى وتبقى القضية على رؤوس الأشهاد وكما هي ناقوسا يدق على رؤوس المتغولين .
كما نناشد أبناء دارفور بالاستمرار في مثل هذه الصحوة الفكرية الحوارية التي حتما سوف تؤدى إلى الحلول لأزمات الوطن المفتعلة ، حيث أن الكل يعلم بل يؤمن بأن أحفاد أولئك الأشاوس الذين وحدوا البلدات الأفريقية المترامية الأطراف إلى وطن واحد متحد ، وقهروا الظلم ودحروا الاستعمار بشهادة ونكرات ذات بدماء طاهرة وزكية من أجل هذا السودان العظيم ، يستطيعون بكل السبل والوسائل أن ينتصرون ولا يقهرون .
كذلك في مثل هذه العجالة لا يفوتنا أن نتقدم بالنصح الغالي إلى المتوشحين للسلاح أن يلجأوا للمنطق والحوار فيما بينهم وبين أصحاب الوجعة القابضين على الجمر أهل دارفور بمختلف إثنياتهم وكياناتهم ، في ذلك خيرا كثير لأن لغة السلاح لها ما بعدها ، الرجوع إلى العقل في توحيد الصف وإشراك أهل دارفور يثرى الحوار ويقوى الرؤى السياسية المتأنية العميقة ، ويكون بذلك أرضية صلبة لنهج الرضى والتراضى ، للحفاظ على الحقوق والمكتسبات وليعلم الكل أن قوتنا في تنوعنا ووحدتنا .
دارفور اليوم تعيش في تعاسة وتغوص في مستنقع النسيان والعدم ، ويؤرق إنسانها الألم ، وصار الهم همين سوء الحال وعدم الاستقرار ، لا تنمية ولا عمار ، هنالك الغلاء وهنالك الإنفلات الأمني ، والحكومة هى الحكومة لا يهمها إنسان دارفور بقدر ما يهمها البترول وكم تجمع عشان كم تقتل ، تتعامل مع أهل دارفور بسياسة الجمل ماشى لا دين ولا دولة ، لذلك نريد أن ينفض الثامر بالمفيد ويختار إحدى الحسنيين إما المشاركة في ظل وحدة قوية تضمن لدارفور حقوقها الكاملة وإما سبيل القوة بفاعلية واعتراف أو ترق كل الدماء .
حيث لنا تجارب في مراوغاتها لفركشة الثامر ، كما فركش الثامرون من قبل بشتى السبل ، وبقدرة المراوغ المالية والذاتية يستطيع أن يفعل الكثير إلى حين ، فكم من حزم تشتت وكم من قمم إندثرت بعوامل التعرية وكم من جامح ألجم ، ليظل التحدي باقي والسلام محفوظ في سويداء القلوب .
ولكي يكون السلام واقع معاش يجب أن يكون الحوار مفيد وجاد وان تكون هنالك تنازلات ، كما ينبغي أن يكون هنالك صدق وشفافية ورقى في الفهم حسب ما تطلبه المرحلة ومعطياتها ، بعيدا عن التعالي والحذاقة والمراوغة والتسويف ، وكم أكسب ، وذلك من كلا الطرفين فدارفور هي السودان نختلف أو نئتلف والكل سوداني ، لذلك ينبغى أن نراعى خصوصية الحوار .
آدم محمد إسماعيل الهلباوى